أخــفت مجوهــرات بـ 4 مـلايين درهــم ورفضـت تفتيـش المنزل
امـرأة وأبناؤهـا يقاومون الشرطة ويطعنون 3 ضباط
أصيب ثلاثة ضباط من شرطة دبي بطعنات متفرقة وجهتها إليهم امرأة في الأربعينات من عمرها وثلاثة من أبنائها، أثناء محاولة دهم منزلهم بحثاً عن كمية كبيرة من المجوهرات والأغراض الثمينة سطا عليها أحد الأبناء من منازل عدة في دبي، وتمكنت قوة الشرطة من ضبط المتهمين، ونقل الضباط المصابون إلى مستشفى راشد لتلقي العلاج.
وتفصيلاً، قال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية العميد خليل إبراهيم المنصوري، إن المتهم (أ.ع.ت)، طلبت الشرطة عدم الإشارة إلى جنسيته، «مسجل خطر» اعتاد السطو في سن العاشرة لمدة 15 عاماً، وسبق سجنه مرات عدة، ثم أوقف نشاطه فترة من الوقت قبل أن يعود لمزاولته مجدداً ويسرق مجوهرات ومقتنيات أخرى تقدر بملايين الدراهم.
وأضاف المنصوري أن فريق البحث الجنائي المكلف بالعمل في القضية نصب كمائن عدة بعد تلقي بلاغات متكررة من أصحاب منازل تعرضت للسطو، حتى رصد أحد المشتبه فيهم يحوم حول منزل في شعبية الوصل قبل أن يتسلق نافذة ويدخل المنزل ثم يخرج منه لاحقاً، حاملاً خزينة ليجد رجال الشرطة في انتظاره.
وأوضح أن المتهم اعترف بثلاث جرائم فقط من إجمالي ست سرقات نفذها، ما دفع فريق البحث الجنائي إلى محاولة تفتيش منزل أسرته، لافتاً إلى أن أمه، وتدعى (ز.ع)، استقبلت الضباط بترحاب في المرة الأولى وعرضت عليهم مشروباً بعدما نقلت جميع المسروقات من المنزل.
وأشار إلى أن فريق العمل ظل مشتبهاً في الأم على الرغم من استقبالها الدافئ ووضع منزلها تحت مراقبة خفية حتى شوهدت يوم الجمعة الماضي تدخل المنزل ليلاً وهي تحمل حقيبة سوداء كبيرة، فاشتبه رجال المباحث فيها واستصدروا إذناً بمعاودة التفتيش، وحين طرق أفراد الشرطة المنزل فتحت المرأة برفقتها ثلاثة من أبنائها وتغيرت لغتها تماماً وتصدت لعملية الدخول ووجهت سيلاً من السباب إلى رجال الشرطة.
وتابع أن ضباط المباحث أصروا على الدخول على الرغم من المقاومة العنيفة، وأثناء اتجاههم إلى غرفة النوم استلت المرأة المنتقبة سكيناً كانت تخفيه أسفل ردائها ووجهت طعنة نافذة إلى أحد الضباط في بطنه وحرضت أبناءها الثلاثة الذين كانوا برفقتها على المقاومة، فاستل أحدهم يدعى (س) سكيناً كان يخفيه أيضاً وعاجل ضابطاً آخر بطعنة، وأصاب ثالثاً في قدمه.
وأوضح المنصوري أن الضباط المصابين وزملاءهم لم يتوقعوا الغدر من المرأة خصوصاً بعد مقابلتها الأولى، وعلى الرغم من المقاومة والإصابة أصروا على استكمال مهمتهم، واستطاعوا السيطرة على المتهمين وشل حركتهم بعد استدعاء قوة مساندة وعثروا على كمية كبيرة من المجوهرات المسروقة مخفية تحت فراش المرأة، وتم استدعاء وكيل النيابة إلى موقع الحادث، الذي وجه إلى المرأة وأبنائها تهم الشروع في قتل ضابط ومقاومة السلطات والسب والتستر والمشاركة في سرقة، وطلبت الشرطة عدم الإشارة إلى جنسية المتهمين.
وشرح مدير إدارة البحث الجنائي المقدم أحمد حميد المري تفاصيل حوادث السرقات، قائلاً إن شرطة دبي تلقت ستة بلاغات خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين عن سرقات فيلات في منطقتي الصفا والمنارة، وبفحص البلاغات تبين أن أصحابها كانوا في عطلات بعيداً عن منازلهم وعندما عادوا اكتشفوا السطو وسرقة خزائن كانت تحوي أغراضاً ثمينة منها مجوهرات وأموال وأوراق مهمة.
وأضاف أنه تم تشكيل فرقة بحث وتحر من ضباط متخصصين حاصلين على دبلوم البحث الجنائي المتطور، ونصبت كمائن عدة في مناطق متفرقة مشابهة في طبيعتها لتلك التي تعرضت للسطو.
وأضاف المري أن قسم الأساليب الإجرامية في إدارة التحريات استطاع تحليل الجرائم وربطها بأسلوب «مسجل خطر» خرج من السجن قبل فترة لكنه توقف عن نشاطه، لافتاً إلى أنه أثناء مراقبة منطقة شعبية الوصل شوهد المشتبه فيه وهو يتسلق نافذة منزل ويسرق فيلا ويخرج حاملاً الخزينة، فتم ضبطه متلبساً.
ومن خلال التحقيق معه اعترف بارتكابه ثلاث جرائم من البلاغات الستة التي تلقتها شرطة دبي، واعترف بسرقة خزينة من إحدى الفلل وبعد إفراغها من المجوهرات والأموال ألقى بها في حاوية قمامة، وكانت تحوي أوراقاً ومستندات مهمة، وبالانتقال إلى الموقع عثر فعلياً على الخزينة وبها وثائق يصعب استخراجها مجدداً تشمل ملكيات وعقود وجوازات سفر وأرشد المتهم عن موقع خزينة أخرى سرقها، لكن لم يعثر عليها لوقوع الجريمة منذ فترة طويلة.
وأوضح المري أن المتهم رفض الاعتراف بارتكاب ثلاث جرائم سطو أخرى على منازل وسرقة مجوهرات تصل قيمتها إلى نحو مليوني درهم، ما دفع رجال المباحث، وبرفقتهم اثنان من عناصر الشرطة النسائية بزيهما العسكري، إلى تفتيش منزل أسرته والعثور على المجوهرات بعد مواجهة مقاومة شرسة من أمه وأشقائه أسفرت عن إصابة ثلاثة ضباط.
وأشار إلى أنه تم نقل الضباط المصابين إلى المستشفى، فيما تم تحريز المسروقات، وهي عبارة عن مجوهرات وساعات ثمينة وسبائك ذهبية داخل شنطة رياضية سوداء مخبأة تحت سرير الأم، كما تم التحفظ على السلاحين المستخدمين في طعن الضباط.
وخلال التحقيق مع المتهمين نفت الأم علمها بوجود حقيبة المسروقات تحت سريرها، وقالت إنها ملك ابنها المقبوض عليه، وأحيلت المرأة وأبناؤها الى النيابة العامة بتهم الشروع في القتل والتحريض على القتل والمشاركة الإجرامية وحيازة مسروقات والتستر عليها.
وفي اليوم التالي تم استدعاء المبلغين للتعرف إلى أغراضهم من المسروقات التي قدرت قيمتها بنحو أربعة ملايين درهم، لافتاً إلى أنهم أبدوا سعادة كبيرة ولم يتخيلوا عودتها مجدداً، مشيراً إلى أن كثيراً من المجوهرات المسروقة عثر عليها بفواتيرها التي احتفظت بها أم المتهم حتى لا تواجه صعوبة في عملية بيعها.
خلفان والمزينة يزوران الضباط المصابين
قال مدير إدارة البحث الجنائي المقدم أحمد المري، إن القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم، ونائبه اللواء خميس مطر المزينة زارا الضباط المصابين في مستشفى راشد للوقوف على حالتهم الصحية، والاطمئنان بنفسيهما على نتائج العمليات الجراحية، والتأكد من توفير احتياجاتهم، في يوم الحادث نفسه، كما عاود القائد العام ونائبه زيارتهم في المستشفى في اليوم الثاني للاطمئنان على صحتهم، مشيراً إلى أن إدارة مستشفى راشد وطاقمها الطبي أبدوا اهتماماً كبيراً بالضباط المصابين.
وأفاد المري بأن ضباط الشرطة معرضون لمثل هذه الحوادث، مؤكداً أنها لن تعوقهم عن أداء واجبهم الأمني لكنها تزيد من إصرارهم على مكافحة المجرمين، مبيناً أن فريق العمل في القضية لم يتراجع رغم إصابة ثلاثة من أفراده، وقبض على المتهمين وأعاد الحقوق إلى أصحـابها.