الكهرباء انقطعت فجأةً بسبب زيادة الأحمال على المولّدات.. وتوقّـف الاتصالات ومحطات البترول
الشارقة تحت العتمة والحرارة.. مجدّد
المصدر:
عبدالله بني عيسى - الشارقة
مركز الفردان في الشارقة حيث تجمّعت عائلات هرباً من الحرارة بسبب انقطاع الكهرباء عن منازلها. تصوير: مصطفى قاسمي.
أمضى آلاف من سكان الشارقة اليومين الماضيين خارج منازلهم المعتمة، هرباً من الحرارة العالية والرطوبة الشديدة، بسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر عن معظم مناطق المدينة، وسط معاناة إنسانية بالغة، وخسائر اقتصادية تعرّض لها السكان والمتاجر.
وقال مواطنون ومقيمون لـ«الإمارات اليوم»، إنهم «عاشوا معاناةً إنسانية شديدة، لاسيما أن الانقطاع كان مفاجئاً، ولم تبلغهم هيئة الكهرباء بموعده، ولم تردّ على اتصالاتهم للسؤال عن موعد عودة التيار « إلى جانب خسارة مالية قدّرها سكان بملايين الدراهم، نتيجة إغلاق مئات المحال والورش والمصانع أبوابها، فضلاً عن تعطّل طال الاتصالات الهاتفية وإشارات المرور ومحطات البترول. واكتظت المراكز التجارية بالهاربين من حرّ المنازل، وازدحمت الفنادق، فيما نام آلاف الأشخاص على الأرصفة والجزر الوسطية وكورنيش بحيرة خالد، هرباً من الحر والرطوبة.
في هذه الأثناء، عزا مصدر مسؤول في هيئة مياه وكهرباء الشارقة، طلب عدم نشر اسمه، الانقطاع في الكهرباء إلى «زيادة كبيرة في الأحمال على المولّدات، ما اضطر الهيئة إلى قطع الكهرباء عن بعض المناطق حمايةً للمولّدات من الانفجار»، داعياً المستهلكين إلى «تقاسم المسؤولية مع (الهيئة) من خلال ترشيد الاستهلاك».
وأوضح أن لدى الهيئة مؤشراً رقمياً للاستهلاك في المناطق، وتُضطر إلى قطع التيار في حال وصل الاستهلاك إلى الحدود القصوى، ورأى أن «بإمكان المستهلكين الإسهام في حل هذه المشكلة من خلال ترشيد الاستهلاك، عن طريق وقف جهاز التكييف ولو لمدة نصف ساعة في اليوم».
إلى ذلك، قال راتب شعبان الذي يسكن مع أسرته في إحدى المناطق الصناعية الـ،16 إن «التيار الكهربائي انقطع عن منزله منذ صباح الإثنين ولايزال مقطوعاً، ما تسبّب في تشتيت أسرته التي لم تقوَ على البقاء في المنزل من دون تكييف»، موضحاً أن «زوجته وأبناءه لجأوا إلى منزل قريب له في عجمان، فيما اضطُر هو للإقامة في منزل صديق له في دبي، وذلك بعدما أمضى مع أسرته ساعات طويلة في أحد المراكز التجارية من دون أن تعود الكهرباء.
ولم يقتصر الانقطاع على المناطق الصناعية بل تعدّاه إلى السكنية. وأفاد سكان بأن الكهرباء انقطعت عن بنايات في شارعي جمال عبدالناصر والوحدة الحيويين، إلى جانب مناطق الخان والتعاون والشهباء والمجرة والبوطينة والبحيرة ومويلح والممزر، وغيرها لمدد راوحت بين ساعتين وثماني ساعات، فيما بقي العديد من البنايات من دون كهرباء لفترات أطول. وأشاروا إلى أنهم حاولوا الاتصال مراراً على رقم الطوارئ ،991 والأرقام الثابتة لهيئة الكهرباء ومنها: 5651010 و5655353 و5422511 و،5288888 لكن لم يُجب أحد.
وأفادت سارة أحمد، بأن شقيقها البالغ من العمر 15 عاماً علق في مصعد البناية المؤلفة من 40 طابقاً لمدة 45 دقيقة، وخرج منه في غاية الإجهاد، مشيرةً إلى أن المصعد تم تشغيله بوساطة مولّد كهربائي يعمل لفترات متقطعة، بعدما انقطعت الكهرباء من الساعة الثالثة فجر أمس، وقالت إنها وأسرتها حُجزوا في شقتها في الطابق 37 ولم يتمكنوا من النزول.