نجاة أسرة عربية من الموت بعد غرق قاربهم أمام سواحل أبوظبي
نجت أسرة عربية من الموت غرقاً مساء الجمعة الماضي، بعد غرق قاربهم على بعد ميلين بحريين (3600 متر) تقريباً من شاطئ أبوظبي، تاركاً رجلين وامرأة يصارعون الأمواج سباحة لعدة ساعات قبل أن يصلوا منهكي القوى إلى شاطئ السعديات. وقالت “ن.ح.ع” إنها رافقت والدها المريض بالسرطان (65 عاماً) وزوجها (39 عاماً) في نزهة بحرية على قارب 16 قدماً، وهو طقس بات شبه أسبوعي، مضيفة أنهم قضوا في البحر قرابة ثلاث ساعات قبل أن يقرروا العودة إلى أبوظبي عندما توقف المحرك. وتابعت “ن” البالغة من العمر ثلاثين عاماً إن زوجها حاول إصلاح المحرك لكنه فشل في ذلك. وزادت: “في نفس اللحظة غمر الموج القارب وغطتنا المياه فجأة، وبدأنا نحاول إفراغه من الماء لعدة دقائق لكن موجة أخرى داهمتنا فأسرعت لأقرب هاتف متحرك أمامي وكان جهاز زوجي لأتصل بعمليات شرطة أبوظبي (999) وهو أول رقم خطر ببالي، طلبت النجدة في نفس الوقت الذي كان زوجي يضغط فيه زر الاستغاثة ثلاث مرات في جهاز التعقب “اي باسوبورت”، وكانت فيه الأمواج تتابع على المركب وتعطل الهاتف الذي في يدي وأنا أتحدث مع شرطة أبوظبي بسبب تسرب المياه إليه”.
وأضافت أن الثلاثة انتظروا وصول النجدة لأكثر من نصف ساعة دون جدوى، وبدأوا بالسباحة تجاه جزيرة السعديات، حيث استمرت رحلة السباحة أكثر من أربع ساعات، أصيبوا خلالها بشد عضلي مراراً، وكاد والدها المسن أن يغرق لولا وجود ملابس النجاة، فضلاً عن مساعدة التيار ووجود إضاءة تهديهم في جزيرة السعديات.ولفتت إلى أنهم وصلوا بعد ذلك إلى شاطئ جزيرة السعديات أمام مبنى مخصص للعمال، حيث شاهدهم عامل آسيوي فاتصل بالشرطة التي أرسلت لهم دورية من جهاز حماية المنشآت وسيارة إسعاف نقلتهم لمستشفى خليفة في منتصف الليل. وروت أن أهلها أبلغوها أن جهاز حماية المنشآت اتصل بهم في الحادية عشرة مساء يبلغهم عن غرق القارب وعدم العثور على ركابه، وأنهم طلبوا منهم أوراق ملكية القارب القديمة مع العلم أن القارب تحولت ملكيته منذ شهرين باسم زوجي. ولفتت إلى أن المشكلة الثانية التي اعترضت مسألة البحث بحسب ما نقلت “ن” عن أهلها، أن الموقع الذي حددته جهات البحث كان “بحر غنتوت” بينما كان قاربنا بجوار السعديات ولذا كان البحث على أشده في منطقة تبعد عن مكاننا الحقيقي عشرات الأميال البحرية.
رد حماية المنشآت صرح مصدر مسؤول في جهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية أن الجهاز تلقى بلاغاً في تمام الساعة 19:50 مساء من مركز عمليات شرطة أبوظبي مفاده تلقي بلاغ استغاثة على رقم الطوارئ الخاص بهم “999” من شخص مجهول الهوية، ليتم بعد ذلك التنسيق مع الشرطة لتحديد موقع الزورق عن طريق آخر اتصال ليتضح أن الزورق المفقود هو بالقرب من منطقة رأس غناظة. تم تحريك الدوريات التابعة لجهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية للبحث عن الشخص المفقود، ليرد اتصال آخر تلقته شرطة أبوظبي من نفس الشخص بعد وصوله لجزيرة السعديات سباحةً طالباً النجدة حيث تحركت دورياتنا على الفور لتقديم المساعدة اللازمة ونقل الشخص المذكور ومن معه إلى المستشفى، إضافة إلى انتشال الزورق وقطره إلى مدينة أبوظبي وتسليمه لصاحبه فيما بعد. وأكد الجهاز عدم ظهور أي نداء استغاثة في مركز العمليات التابع له بالرغم من ادعاء المذكور بقيامه بالضغط على زر الطوارئ في جهاز الأمن والسلامة البحري. فجهاز الأمن والسلامة البحري هو نظام تتبع عن بعد يعمل على مساعدة فرق الإنقاذ لتحديد مواقع الزوارق المخصصة للصيد والنزهة والزوارق التجارية التي يقل وزنها عن 300 طن والمسجلة في الدولة، ويهدف هذا النظام إلى تحديد موقع الزورق بشكل دقيق والوصول إليه في أسرع وقت ممكن عند حصول أية مشاكل أو عند تعرضه لأية مخاطر في عرض البحر. وهو جهاز إلزامي على جميع الزوارق في الدولة وليس فقط في إمارة أبوظبي. وناشد جهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية الجمهور بضرورة استخدام رقم الطوارئ الخاص بالتعامل مع الحوادث البحرية “996”، حيث يعمل على الرقم كادر بشري مؤهل ومختص في التعامل مع جميع أنواع الحوادث البحرية المختلفة والتي تقع ضمن نطاق المسؤولية، حيث تم الإعلان عن الرقم خلال حملة السلامة البحرية بحار في يونيو 2009 الماضي. كما يجب على مرتاد البحر إجراء صيانة شاملة للقارب من قبل متخصص قبل الإبحار ومعرفة قدرات الوسائل البحرية ومدى تحملها لسوء الأحوال الجوية، بالإضافة إلى الاستماع إلى النشرات الجومائية حول حالة البحر - اتجاه الرياح وقوتها وفي حال تعذر عليه الاستماع للنشرة فليباشر بالاتصال بجهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية على رقم الطوارئ 996، حيث يوفر الرقم تفاصيل شاملة حول حالة الجو . كما ان الالتزام بقوانين السلامة البحرية تساعد على تجنب وقوع أي خسائر بشرية ومادية نتيجة الإهمال وعدم التقيد باللوائح ونظم السلامة البحرية المعمول بها في إمارة أبوظبي.