طلبة يبلّغون عن متاجر تبيع سيوفاً وصواعق محظورة
تجاوبوا مع حملة «الأسلحة البيضاء».. واعتبروا أنفسهم «أصدقاء الشرطة»
طلبة يبلّغون عن متاجر تبيع سيوفاً وصواعق محظورة
المصدر: محمد فودة - دبي - التاريخ: 04 مارس 2012
طلبة غير ملتزمين سلوكياً يحملون السلاح الأبيض لإثبات هيمنتهم على أقرانهم. تصوير: أشوك فيرما
تجاوب عدد كبير من الطلبة وذويهم مع حملة شرطة دبي ضد استخدام السلاح الأبيض من خلال الإبلاغ عن متاجر تبيع سيوفاً وسكاكين وصواعق محظورة، وأنواعاً أخرى من الأسلحة البيضاء والأدوات التي تسبب أذى للآخرين، معتبرين أنفسهم «أصدقاء الشرطة»
وقال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، العميد خليل ابراهيم المنصوري، إن الحملة ركزت بشكل أساسي على فتح قناة تواصل مع المراهقين والشباب، حتى يلعبوا دورا مجتمعيا في حماية أنفسهم وأقرانهم من خطر السلاح الأبيض.
وأضاف أنه بالتزامن مع محاضرات التوعية التي استهدفت مدارس عدة، فإن جميع مراكز الشرطة كثفت دورياتها الأمنية المدنية والعسكرية في جميع مناطق الاختصاص، وركزت على النقاط الساخنة التي يلجأ إليها مستخدمو تلك الأسلحة عادة، مثل البيوت المهجورة وبعض الأماكن التي تشهد تجمعات الشباب.
وأشار المنصوري إلى أن شرطة دبي سجلت 17 بلاغاً في العام الماضي، تورط فيها 60 متهماً بحيازة أسلحة بيضاء، مقابل 21 بلاغاً تورط فيها 81 متهماً خلال عام ،2010 وخمسة بلاغات فقط تورط فيها 21 متهماً في عام 2009 بالتهمة نفسها.
إلى ذلك، قال مدير إدارة البحث الجنائي رئيس الحملة، المقدم أحمد حميد المري، إن حملة التوعية بمخاطر السلاح الأبيض بين طلاب المدارس في الفترة من 19 إلى 29 فبراير الماضي، شهدت تجاوباً كبيراً من طلبة المدارس، سواء من خلال التفاعل مع الضباط الذين ألقوا المحاضرات في المدارس أو بالإبلاغ عن الظواهر المقلقة في هذا الاتجاه، والإرشاد إلى بقالات تبيع السكاكين والسيوف والصواعق الكهربائية التي يسبب استخدامها خطورة على الآخرين، ويستغلها بعض الأشخاص في أغراض انتقامية.
وأضاف أن الطلبة شعروا بأهمية التواصل معهم في المدارس، وساعدوا الحملة على رصد ظواهر سلبية أخرى، مثل بيع بعض المتاجر مواد ضارة أخرى، مثل مادة «النسوار» التي تصنع من التبغ وتسبب ضررا صحيا كبيرا، فضلاً عن بعض المتاجر التي تبيع غازات مسيلة للدموع يستخدمها المراهقون في مشاجراتهم.
وأوضح أن الفرق التابعة للحملة أجرت مسحاً شاملاً لجميع البيوت المهجورة في مناطق الاختصاص المختلفة، ولاحظت كتابة بعض الشباب عبارات تحريضية تعكس جنوحهم إلى العنف، مثل «إجرام شاطوري»، وعبارات أخرى لها علاقة باستخدام السلاح الأبيض، لافتاً إلى أن كثيراً من هؤلاء المراهقين والشباب يستخدمون هذه المنازل وكراً لهم.
وتابع أن «مراهقين وطلبة غير ملتزمين سلوكياً يعتادون على حمل السلاح الأبيض، لإثبات هيمنتهم على أقرانهم والسيطرة عليهم، وغالباً ما يتحركون في جماعات أو شِلل، ما يجذب إليهم عدداً أكبر من الأتباع، فضلا عن أنهم يتباهون بزعامتهم من خلال إحداث جروح وإصابات في زملائهم».
ولفت المري إلى أن أعضاء الحملة زاروا 13 مدرسة حكومية، مستهدفين طلبة المرحلتين الإعدادية والثانوية من الذكور، وعرضوا 14 فقرة متنوعة حول خطورة السلاح الأبيض، مشيراً إلى أن الضباط يشرحون بطريقة سلسة الجوانب السلبية لهذه الظاهرة، ويزودون الطلبة بأرقام للتواصل مع الشرطة من خلال ترسيخ مبدأ «أصدقاء الشرطة» الذي يغرز قيمة أمن الفرد من أمن المجتمع. وأوضح أنه من خلال التواصل مع الطلبة يمكن تخيل أسباب جنوح بعض الشباب إلى استخدام السلاح الأبيض، منها إدمان بعض الشباب على الألعاب الإلكترونية التي تشجع على العنف من خلال استخدام أسلحة نارية وبيضاء، معرباً عن أمله في أن يتحمل الآباء قدراً من المسؤولية في مراقبة سلوكيات أبنائهم، والتأكد من عدم تورطهم في مشكلات من هذا النوع.
وأشار المري إلى أن المحاضرات تطرقت إلى إعلاء الحس الوطني والأمني لدى الطلبة انطلاقاً من مادة التربية الوطنية، إضافة إلى تعميق المسؤولية الاجتماعية لدى الطلاب وتوجيههم إلى الإبلاغ عن الظواهر السلبية في إطار من السرية، مؤكداً أن استجابة الشباب فاقت المتوقع، وأثبتت أنهم يحتاجون فقط إلى من يتحدث إليهم، وليس تجاهلهم.