توفي شخص مجهول الهوية، وأصيب 41 آخرون في حادث تصادم بين نحو 30 مركبة من بينها شاحنات، على شارع جبل علي لهباب، في الطريق المؤدي من منطقة لهباب إلى دوار الحوض على شارع الإمارات، فيما عزت الإدارة العامة للمرور في دبي الحادث إلى الضباب والسرعة الزائدة.
واستقبل مستشفى راشد والبراحة المصابين، وبينهم ثلاثة مواطنين حالتهم متوسطة وبسيطة، والبقية يحملون الجنسية الهندية بينهم اصابات حرجة.
وذكر مركز خدمات الاسعاف في دبي ان «10 سيارات اسعاف و28 مسعفاً، تعاملوا مع المصابين، وكان بينهم ثلاث حالات خطرة، وثمانٍ متوسطة».
وفي التفاصيل، قال مدير الإدارة العامة للمرور اللواء مهندس محمد سيف الزفين، إن الحادث وقع نتيجة الضباب الكثيف والسرعة الزائدة وعدم تقدير المسافة، في الساعة 40:6 صباحاً.
واوضح انه «بدأ بين شاحنة تقف بشكل خاطئ على الجانب الأيسر من الطريق، فيما انحرفت مقدمتها إلى داخل الطريق ما أدى إلى اصطدام حافلة مسرعة بها، لافتاً إلى أن التصادم بين الشاحنة والحافلة لم يسفر عن إصابات، لكن شاحنة «خلاط أسمنت»جاءت من الخلف بسرعة زائدة فاصطدمت بالحافلة وأسفر ذلك عن وفاة سائق الحافلة وإصابة 30 من ركابها، لتراوح إصاباتهم بين البليغة والمتوسطة.
ولفت إلى أن التصادم وقع بين نحو 30 سيارة أخرى بسبب عدم تقدير المسافات وعدم انتباه السائقين لوجود حادث أمامهم، وانتقلت إلى المكان فرق الإنقاذ البري والمهمات الصعبة التابعة لشرطة دبي التي قامت بإخراج المصابين الذين انحشروا داخل المركبات والباص، مستخدمين معدات الإنقاذ الهيدروليكية.
وأضاف أن سير الشاحنة في المسار الأيسر من الطريق يعد خطأ فادحاً في حد ذاته، وكان من المفترض أن يلتزم السائق بالسير في المسارات المحددة والوقوف في الجانب الأيمن من الطريق، منوهاً بأن حوادث الشاحنات تؤدي عادة إلى وقوع عدد كبير من الإصابات لضخامة حجم المركبة.
وأشار إلى أن سائق المركبة الخفيفة يتحمل مسؤولية كبيرة، وكذا السائقين الذين اصطدموا به لاحقاً، لأن انعدام الرؤية بالشكل الذي ساد مناطق واسعة من الدولة يحتم على السائقين السير بسرعة لا تتجاوز 40 كيلومتراً في الساعة حتى يمكنهم تجنب مفاجآت الطريق، موضحاً أن تصادم هذا العدد من السيارات يبين أن سائقيها كانوا يقودون بسرعة كبيرة رغم أن الرؤية لم تكن تسمح باستطلاع أكثر من خمسة أمتار من الطريق.
وأوضح مدير الإدارة العامة للمرور أن صعوبة الرؤية بمقدار 50 إلى 100 متر تفرض على السائق عموماً تقليل السرعة إلى 50٪ عن تلك المقررة عموماً على الطريق، لكن إذا كانت الرؤية منعدمة مثلما حدث أمس، فيفترض على السائقين أن يكونوا أكثر حذراً، معتبراً أن «القيادة في تلك الظروف تشبه سير العميان». وحول لجوء عدد من الأشخاص إلى استخدام إشارات التنبيه بشكل دائم خلال الضباب قال الزفين إنه لا يرى مشكلة في ذلك لأن مهمة هذه الإشارات تحذيرية في المقام الأول للسيارات القادمة من الخلف وحالة الجو تستدعي، مطالباً قائدي السيارات بعدم الإكثار من التجاوز خلال الضباب لأن الرؤية لا تسمح لهم برصد المركبات القادمة من الخلف، وإذا أرادوا التجاوز فعليهم إيقاف إشارات التنبيه أولاً ثم استخدام الإشارات اليمنى أو اليسرى حسب الاتجاه الذي يقصدونه.
وطلب الزفين من السائقين التأكد من نظافة الزجاج الأمامي والنوافذ ومصابيح الإضاءة وعمل الإشارات الضوئية قبل قيادة المركبة في حالة الضباب، مؤكداً ضرورة ترك مسافة كافية بين المركبات وتخفيف السرعة والالتزام بخط السير، مشيراً إلى ضرورة توقع السائق وجود خطر في أية لحظة، كوقوف المركبة التي في الأمام فجأة، أو دخول مركبة من فتحة دوران جانبية، لذا يجب أن يكون مستعداً لتفادي الخطر ويعطي لنفسه مجالاً ووقتاً كبيرين لأن وقت إتمام الرحلة أثناء الضباب يفوق الوقت الطبيعي لإتمامها في حالات صفاء الجو.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لمركز خدمات الاسعاف في دبي خليفة بن دراي إن «الحادث خلّف 41 مصاباً، بينهم ثلاثة مواطنين، والبقية يحملون الجنسية الهندية».
وقال إن «17 مصاباً نُقلوا الى مستشفى راشد، بينهم ثلاث حالات خطرة تعاني من ضربات شديدة في الرأس والكتف، وجروح غائرة، وست اصابات متوسطة، تنوعت ما بين كسور وجروح متفاوتة، تستدعي بقاءهم تحت العلاج لايام عدة»، الى جانب «ثماني حالات متوسطة ينتمون جميعاً للجنسية الهندية، ولن يستغرق علاجهم سوى يوم واحد».
واضاف «نقلت حافلة الاسعاف الجماعي 24 مصاباً الى مستشفى البراحة، بينهم حالتان متوسطتان، تعانيان من كسور شديدة، تلزم بقاءهم في المستشفى تحت العلاج».
وذكر ان «22 حالة من المصابين في مستشفى البراحة يعانون من جروح وكدمات والام شديدة، تلقوا العلاجات الاولية، ومن المقرر خروجهم خلال وقت قصير».
ولفت بن دراي الى ان «احد المواطنين الثلاثة، يعاني من اصابات بليغة، اذ اصيب بكسر في الحوض، واخر يعاني من اصابة متوسطة وجروح، والثالث حالته مستقرة».
وافاد ان «ضخامة الحادث استدعت انتقال 10 سيارات اسعاف، وحافلة نقل جماعي، و28 مسعفا، للتعامل مع المصابين». واعتبر ان «وجود حافلة الاسعاف الجماعي، أسهمت في نقل 24 مصابا دفعة واحدة في وقت قياسي لمستشفى البراحة، وقللت من تواجد سيارات الاسعاف في موقع الحادث». يشار الى ان مركز الارصاد الجوية والزلازل حذر، الاثنين الماضي، من تعرض البلاد لحالة من الضباب، مايستدعي الحذر الشديد اثناء القيادة».
وكان طريق أبوظبي- دبي شهد في مثل الاسبوع الجاري من عام،2008 وفي التوقيت نفسه، حادث تصادم واحتراق 40 سيارة، بسبب الضباب الكثيف، ماخلف ثلاث وفيات واصابة .284