ضبط عصابة «راشد الموت» بتهمة قتل بائع خمور
أعضاؤها من أصحاب السوابق الإجرامية في السرقة والتعدي وتعاطي المخدرات
ضبط عصابة «راشد الموت» بتهمة قتل بائع خمور
المصدر: محمد جرادات - الشارقة - التاريخ: 22 يونيو 2011
المتهمون الأربعة بعد القبض عليهم بتهمة القتل
كشفت شرطة الشارقة ملابسات جريمة قتل وقعت أخيراً في المنطقة الصناعية، وراح ضحيتها بائع خمور هندي، وتبين أن وراء الجريمة عصابة تُعرف باسم «راشد الموت».
وتفصيلاً، ورد بلاغ الى شرطة الشارقة الاحد الماضي يفيد بالعثور على جثة ملقاة في شارع فرعي خلف أحد المحال التجارية الشهيرة، في المنطقة الصناعية الرابعة، وانتقل الى موقع الحادث فريق من المباحث وخبراء الأدلة الجنائية والمختبر الجنائي، وبفحص الجثة تبين أنها تعود إلى شاب في العقد الثاني من العمر، تعرض لطعنات بآلة حادة في أنحاء متفرقة من جسده فارق على إثرها الحياة.
ومن خلال جمع المعلومات والأدلة من مسرح الجريمة تم التعرف إلى هوية القتيل، ويدعى (س.ب) هندي الجنسية، دخل الدولة أخيراً بتأشيرة سياحية، كما تم التوصل الى معلومات بأن القتيل ربما كان متورطاً في بيع مشروبات كحولية، وبناءً على ذلك وجه مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية، العقيد محمد راشد بيات، بتشكيل فريق بحث وتحرٍ بقيادة رئيس قسم التحريات والمباحث الجنائية، المقدم عبدالرزاق أسد، للكشف عن ملابسات وقوع الجريمة وضبط مرتكبيها.
ومن خلال البحث والتحري تمكن الفريق من تحديد هوية شخصين يشتبه في ضلوعهما في ارتكاب الجريمة، وتم التعرف إلى مكان إقامتهما في أحد الأحياء السكنية في مدينة الشارقة، وبعد استيفاء الإجراءات القانونية تم التوجه الى موقع السكن، وتم القبض على المشتبه فيهما وهما شقيقان مواطنان من أصحاب السوابق، وبمواجهتهما اعترفا بتورطهما في ارتكاب الجريمة بالاشتراك مع آخرين أحدهما مواطن والآخر لا يحمل أوراقاً ثبوتية، وتمكن الفريق من القبض عليهما، ومن خلال مواجهتهما اعترفا بالاشتراك في ارتكاب الجريمة، بعد تعقب المجني عليه أثناء بيعه المشروبات الكحولية في المنطقة الصناعية الرابعة، وقاموا بإيقافه بدعوى أنهم من رجال الأمن وطالبوه بتسليمهم ما يوجد بحوزته من مبالغ مالية، إلا أنه رفض، فترجلوا من السيارة التي كانوا يستقلونها وطعنوه طعنات عدة بواسطة ساطور كانوا يحملونه.
وتبين من خلال اعترافات المتهمين أنهم يشكلون تنظيماً عصابياً بزعامة المتهم الذي لا يحمل أوراقاً ثبوتية الذي يبلغ من العمر 26 عاماً ويطلق على نفسه لقب «راشد الموت» وتخصصوا في مطاردة المتورطين في بيع وترويج المشروبات الكحولية وفرض إتاوات ومبالغ مالية يدفعونها لهم باستمرار، ومن يرفض يتعرض للضرب والإيذاء، كما تبين أنهم وراء عدد من جرائم الاعتداء والتهديد التي سجلت في أوقات سابقة في مراكز شرطة الشارقة، وبناءً على اعترافات المتهمين الأربعة تم توقيفهم وإحالتهم الى النيابة العامة في الشارقة.
وكشف مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في القيادة العامة لشرطة الشارقة، العقيد محمد راشد بيات، عن وجود حدث لا يتعدى عمره الـ16 بين المتهمين الأربعة، وهو الشقيق الأصغر لأحد المتهمين الذين تراوح أعمارهم بين الـ18 والـ،26 الذين درجوا على انتحال صفة رجال الأمن واستخدام السلاح الأبيض في تهديد ضحاياهم والاعتداء عليهم والحصول على الأموال، ما انتهى بهم الى جريمة القتل بعد سلسلة من الجرائم والاعتداءات التي ارتكبوها سابقاً والتي تدل على مدى الانحراف الذي يعانيه بعض شرائح الشباب وتأثرهم بأساليب العصابات والمنظمات الاجرامية والسلوكيات المنحرفة وانجرافهم في تيارات العنف والجريمة المنظمة، ما يستدعي وقفة جادة لمعالجة هذه الظواهر المجتمعية السلبية ووضع حد لمثل هذه الجرائم والتصرفات الشاذة والدخيلة على المجتمع.
ولفت إلى أن عصابة «راشد الموت» ذات سجلات سوداء من السوابق الإجرامية تحفل بالسرقة والتعدي والسلب وتعاطي المخدرات حسب التهم التي وجهت لكل منهم على حدة والمدونة في صحائفهم الجنائية، وسلسلة من جرائم الاعتداء والابتزاز والتهديد المقيدة ضد مجهول، التي بذلت أجهزة الشرطة جهوداً مكثفة في البحث عن مرتكبيها لفترة قبل أن يتمكن رجال التحريات من كشف ملابسات جريمة قتل بائع الخمور.
من جانبه، أعرب قائد عام شرطة الشارقة، اللواء حميد محمد الهديدي، عن تقديره «للجهود التي بذلها رجال التحريات والمباحث الجنائية في شرطة الشارقة للكشف عن ملابسات الجريمة وتحديد هوية مرتكبيها وسرعة القبض عليهم في زمن لم يتجاوز 48 ساعة، انطلاقاً من حرص القيادة العامة لشرطة الشارقة على الوفاء بمتطلبات استراتيجية وزارة الداخلية في تقليص زمن الاستجابة وسرعة الوصول الى مسرح الجريمة وتحليل معطياته».
لافتاً الى «ضرورة انتباه الآباء إلى سلوكيات أبنائهم ومراقبة التصرفات التي يمكن أن تطور الى عمل إجرامي، كما لوحظ من خلال هذه القضية التي تورط فيها مجموعة من الأحداث ممن سبق أن تورطوا في عدد من السوابق والقضايا، ومع استمرار الإهمال واللامبالاة من جانب ذويهم تطور الأمر الى ارتكاب جرائم قتل عمد.