الهدية وأثرها الاجتماعي في التشريع الإسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فإن لخلق الإهداء- وهو وجه من وجوه البر والإحسان- منزلة عظيمة في التشريع الإسلامي، لما له من أثر جليل في حياة الفرد و المجتمع، ولذا أحببت أن أتناول هذا الخلق النبيل بالدراسة من ناحية بيان حقيقته لغة وشرعا، وأركانه وشروطه، وآدابه وضوابطه ، وأبرز أحكامه، وأثر هذا الخلق اجتماعيا؛ رغبة في نشر أحكام التشريع الإسلامي ومحاسنه وفضله، وبيان عظيم حكمته فيما يشرعه، وإبطالا لمن ادعى أن خلق الإهداء والإحسان هو صناعة الضعفاء، اتخذوا من خلق العطاء حِيلة يستدرّون به عطف الأقوياء والأغنياء، ويستجلبون به المكاسب والمنافع، وإبطالا لمن ادعى أيضا أن خلق الإحسان هو صناعة الأقوياء اقتصاديا في المجتمع ؛ ليضمنوا به بقاء مصالحهم المادية ونمائها، ويحافظوا عليها.
جاءت هذه الرسالة الموجزة لبيان ما يتعلق بالهدية من أحكام وآداب مع الإشارة إلى أثرها الاجتماعي، بصورة مرتبة واضحة وفق منهج علمي موثق، دون الخوض في الاختلافات الفقهية ومناقشتها، وللإجابة عن الإشكالات الآتية:
1- ما حقيقة الهدية لغة واصطلاحا؟.
2- ما الفرق بين مصطلح الهدية وبعض المصطلحات الأخرى ذات الصلة، كالهبة، والرُقْبَى وغيرهما؟.
3- ما أركان الهدية ؟ وما شروطها ؟وما آدابها ؟.
4- هل الهدية لاتباع ولا تهدى ؟.
5- ما حكم الرجوع في الهدية؟.
6- ما حكم قبول أعضاء هيئة التدريس والمعلمين هدايا طلابهم؟.
7- ما حكم إجابة لجنة المناقشة العلمية دعوة الطالب المناقَش؟.
8- ما حكم جوائز المسابقات، وهدايا المحالّ والمؤسسات التجارية؟.
9- ما التعامل الشرعي الذي ينبغي مراعاته فيما يتعلق بهدايا المناسبات الاجتماعية؟.
10- ما الباعث على خلق الإحسان والإهداء في نظر التشريع الإسلامي ؟