«تنمية المجتمع» في دبي جمعتهما أخيراً بعد نزاعات قضائية
خلافات عائلية تُفرّق مواطنة وابنها 10 سنوات
المصدر: سوزان العامري - دبي - التاريخ: 08 يوليو 2011
عاشت مواطنة في التسعين من عمرها أكثر من 10 سنوات محرومة من رؤية ابنها وأحفادها، إثر خلافات عائلية بين الابن وشقيقته بلغت المحاكم، وصدر حكم نهائي بأن تبقى الأم في رعاية ابنتها، فما كان منها إلا حرمان شقيقها من رؤية أمه.
وأخيراً تلقت هيئة تنمية المجتمع في دبي، اتصالاً من فتاة تقول إن عمّتها حرمتها من رؤية جدّتها بسبب خلافات قديمة، ونجحت الهيئة في لمّ شمل المواطنة وابنها (70 سنة) وأحفادها، وتبذل الهيئة جهوداً للصلح بين الشقيقين.
وتفصيلاً، روت الاستشارية الأسرية في الهيئة، وداد لوتاه، لـ«الإمارات اليوم» أنها قبل أسبوعين تلقت اتصالاً من الحفيدة (م.أ) ذكرت أنها لم ترَ جدتها منذ أكثر من 10 سنوات، بسبب خلاف بين والدها (أ.ب) وعمّتها التي ترعى الجدة وتقيم معها في دبي، فيما يقيم والدها في رأس الخيمة، وذكرت الحفيدة في اتصالها أن والدها طوال تلك السنين حاول التواصل مع أمه، إلا أن شقيقته (ح.ب) تصدت لمحاولاته بشدة.
وتابعت لوتاه بمجرد أن «اتخذت الهيئة الإجراءات القانونية المتبعة، وفتحت ملفاً للحالة وجهزت تقريراً أولياً عنها، وتأكدت من المعلومات والبيانات، تم الاتصال بالعمّة (ح.ب)، التي رفضت بشدة متابعة المكالمة، بمجرد أن عرفت أن الهدف من الاتصال بها هو السعي إلى المصالحة.
وبعد محاولات ومساعٍ استمرت أكثر من ثلاث ساعات رضخت العمة، وسمحت لشقيقها (أ.ب) وابنته (م.أ) برؤية أمها، واشترطت أن يحضر إلى المنزل ولا يتحدث معها، ولا يعود مرة أخرى إلى رؤية أمه، وفقاً للوتاه التي لفتت إلى أنها «كانت تأمل أن يلين قلب (ح.ب) بمجرد رؤية شقيقها».
ولاحظت أن «الخلافات الأسرية التي تصل إلى المحاكم غالباً ما تخلّف قطيعة بين أفراد البيت الواحد، وهذا ما حصل فعلياً مع أسرة المواطنة التسعينية التي حُرمت من رؤية ابنها الأكبر وأحفادها، أكثر من 10 سنوات، على الرغم من أنها كانت تعيش في منزله قبل نشوب الخلافات، إلا أن المحكمة أصدرت حكماً نهائياً بأن تبقى في رعاية ابنتها (ح.ب) في دبي».
وذكرت لوتاه أن مشكلات الأسرة تفاقمت، وقد عُرضت خلافات الشقيقين على ثلاث محاكم، إذْ نظرت محكمة أبوظبي في قضية خلاف على بيت قديم تعود ملكيته إلى الأم، ونظرت محكمة رأس الخيمة في قضية الرعاية والإشراف على الأم، في حين نظرت محكمة دبي في قضية ثالثة، لم تعطِ إيضاحات عن ماهيتها.
وسردت لوتاه تفاصيل عن اللقاء، قائلة إن «الشقيقة رفضت لقاء شقيقها وابنته، واكتفت بتجهيز أمها للقاء، ودخلت حجرتها ولم تخرج، وكانت غاضبة لأنها تلقت إهانات من شقيقها في السابق، لذلك رفضت مسامحته، وفور دخول (أ.ب) وابنته (م.أ) تعالت أصوات البكاء، ولكن الشقيقة لم تصفح، بل رفضت محاولة شقيقها التصالح معها أو دخول حجرتها، فيما بقيت الأم عاجزة عن الكلام والحراك، وقد فاضت عيناها بالدموع، وقبل انتهاء اللقاء نطقت باسم ابنها وحفيدتها، اللذين كانا يبكيان ويقبّلان يديها وقدميها، وطلبا من (ح.ب) السماح لهما بزيارتها مجدداً، إلا أنها رفضت بشدة.
وتمكنت لوتاه، أخيراً، من تحديد موعد زيارة شهرية للابن (أ.ب) وأسرته بحضور فريق من الاستشاريات الأسريات، وتبذل الهيئة جهودها للصلح بين الشقيقين.
يذكر أن هيئة تنمية المجتمع تمكنت في وقت سابق من لمّ شمل مطلقة بابنتيها، بعد أن حُرمت من رؤيتهما أكثر من 20 عاماً، عندما أخذهما والدهما إثر خلافات زوجية نشبت بينهما وانتهت بالطلاق، ومنعها بعد ذلك من رؤية ابنتيها طوال حياته.