مستخدمو "بلاك بيري": أسرارنا في بئر مكشوفة
الثقة الكاملة تحولت إلى مخاوف كامنة مستخدمو "بلاك بيري": أسرارنا في بئر مكشوفة
“لا نصدق أن أسرارنا أصبحت في بئر مكشوفة، يستطيع أي أحد من حملة جهاز البلاك بيري أن يطلع عليها، ويستخدمها . لا نصدق أن الثقة الكبيرة قد انهارت، وأن الجهاز الذي كان “نعمة” أصبح “نقمة” .
بهذه الكلمات المسكونة بالقلق والتوتر، عبر بعض مستخدمي أجهزة البلاك بيري بأنواعها وأنظمتها المختلفة، عن صدمتهم مما تم نشره وتداوله إعلامياً حول عدم ثقة كثيرين في الإمارات في سرية تخزين البيانات عبر “البلاك بيري” باعتبار أن تطبيقات الجهاز تتم بواسطة مؤسسة تقع خارج الدولة، وبعيداً عن نطاق السلطة القضائية المحلية .
“الخليج” استطلعت آراء بعض مستخدمي البلاك بيري، فجاءت وجهات نظرهم كالتالي:
يقول على مصبح الشامسي “موظف”: إن ماتردد من أنباء عن إمكانية اختراق خصوصية مستخدمي هاتف البلاك بيري أمر خطير، لاسيما أن المتعاملين مع هذا الجهاز يدركون جيداً مدى خطورة تعرض أجهزتهم للاختراق، خصوصاً أن الجهاز يتيح إمكانية استقبال وإرسال البريد الإلكتروني، إلى جانب التعامل مع أسواق المال المحلية والعالمية، وهنا تكمن المشكلة، بسبب الثقة المفرطة التي وضعها المستخدمون لهذا الجهاز الذي كان يوصف بأنه أكثر الهواتف النقالة أماناً في العالم، وبالتالي فإن من يستخدم الجهاز يقوم بتلقيمه بالعديد من بياناته الخاصة، وبريده الإلكتروني وبطاقاته الائتمانية، إلى جانب بياناته الشخصية التي تكون مخفية وغير معلومة لأي شخص آخر، والآن وبعد ما سمعناه من أخبار عن اختراق خصوصية بيانات المستخدمين، فإن الأمر بات في حاجة إلى تدخل عاجل وسريع، لاسيما وأن البيانات التي يتم تخزينها في الهاتف، الذي تبين أنه غير جدير بالثقة، مهمة وحساسة، وقد يترتب على تسريبها خسائر مادية وأدبية، لذا لابد من تدخل سريع يضمن وقف انتهاكات الخصوصية من قبل الشركة الأم المشغلة لنظام البلاك بيري .
أما محمد عبدالله “رجل أعمال” فيقول “إنه يستخدم هاتف البلاك بيري منذ أكثر من خمسة أعوام، وذلك بحكم حاجته للخدمات التي يوفرها الجهاز، خاصة وأنه قليلاً ما يكون في مكتبه الخاص، وبالتالي فإن الدور الذي لعبه هاتف البلاك بيري كان دوراً مهماً في تسيير أعماله، والتواصل مع زملائه وشركائه في العمل .
ويضيف أن هاتفه يحمل الكثير من المعلومات الخاصة التي قد تهدد أعماله بالخطر في حال اختراقها أو تسريبها، ويطالب المنصوري الجهات المختصة بتنظيم قطاع الاتصالات في الدولة، بفتح تحقيق بشأن ما يتردد من أنباء عن وجود اختراق لخصوصيات المستخدمين، ووقف خدمة البلاك بيري بشكل كامل في حال ثبتت الشائعات، إضافة إلى فتح الباب أمام المتضررين لمقاضاة الشركة، لاسيما وأن الخسائر ستكون كبيرة .
ويشير عبدالله النعيمي المتخصص في أنظمة المعلومات، إلى أن عمليات اختراق البيانات التي انتشرت خلال الأعوام الماضية طالت الكثير من المؤسسات المحلية والعالمية، وذلك على الرغم من المبالغ المالية الضخمة التي ترصدها تلك المؤسسات لحماية بياناتها من الاختراق، ويضيف أنه لايستبعد أن يتم اختراق الخادمات الخاصة بالشركة المشغلة لنظام البلاك بيري، لاسيما وأن قراصنة المعلومات أصبحت لديهم قدرات عالية تمكنهم من اختراق أقوى أنظمة الحماية المعروفة عالمياً، مشيراً إلى أن الكثير من أنظمة حماية المعلومات يقوم بتحديث نظامه بشكل يومي وسريع، وذلك حتى تتمكن من التصدي للهجمات التي عادة ما يقوم منفذوها بالحصول على قواعد بيانات المتعاملين وأرقام حساباتهم، وغيرها من البيانات التي تستغل فيما بعد في أغراض أخرى .
وأعرب النعيمي عن قلقه من احتمال تعرض بيانات مستخدمي البلاك بيري للاختراق، وقال إنه أمر يصعب معالجته، إلا أنه حذر المستخدمين من التعامل مع الجهاز وكأنه ذلك النظام الذي لا يمكن اختراقه، ومسح بياناتهم الخاصة إلى حين التأكد من وجود انتهاك حقيقي أم لا .
أما علي أبوشقير فيقول: أعلم أن غالبية الأخبار التي تصلني عبر البلاك بيري غير صادقة، وربما تكون مجرد شائعات، مع ذلك قد أقوم بإعادة إرسالها ليس بقصد نشر الشائعات وإنما بحكم العادة .
وأضاف: استفدت من هاتف بلاك بيري في عملي كثيراً، ونظراً لكونه يسهل التواصل بين حامليه، فقد اختار الكثيرون اقتنائه .
تشاركه الرأي ريما الجندي قائلة إنها لا تثق في معظم الأخبار التي تصلها عبر البلاك بيري، ما جعلها تعزف عن إرسال أية رسالة دونما التحقق من صحتها .
وقالت إن استخدام بلاك بيري أفادني كثيراً في مجال دراستي، حيث وفر عليّ عناء البحث عن المعلومة، وتعد هذه إحدى أهم الفوائد التي لمستها من خلال استخدامي له، وفيما يتعلق بإزعاج المسنجر عند وصول أي رسالة، فإنني غالباً ما أعمد إلى وضعه على الوضع الصامت .
من جهته قال أيهم الحافظ “لا أثق في ما يصلني وأقوم فقط بإرسال الرسائل التي تحتوي على صور أو أدعية أو نكت، أو أي شيء خاضع للتشكيك، كما أنه أفادني في مجال العمل، حيث سهل عليّ القيام بالمهام المطلوبة مني في حال عدم وجودي في مكتبي” .
وعن رأيه في اقتناء بعض الأطفال والمراهقين “البلاك بيري” قال: هذه غلطة الأهل الذين يسمحون لأبنائهم دون سن الوعي باقتنائه، فقد تصلهم صور أو فيديوهات غير لائقة ولا يصح لطفل أن يراها .
واتفق أنس الحريري مع البقية، حيث قال: إن المعلومات التي تصله عبر البلاك بيري غير صحيحة، ومصادرها غير موثوق فيها، وعلى الصعيد الشخصي فقد اقتنيت هذا الجهاز وأنا لا أعلم ما فائدته، فقط اشتريته لمجرد أنه “موضة” حالي كحال أغلب الناس .
كما أكد سائد أسامة عدم تصديقه الرسائل التي تصله، إلا في حال إرفاقها بالصور أو الفيديو، أو إذا كان الخبر قد تم نشره في وسائل الإعلام الأخرى، حيث يقوم حينها بإرساله ونقله إلى أصدقائه .