مَتنُ الغايةِ والتَّقريبِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ وصلواتُ اللهِ البرِّ الرّحيمِ والملائكةِ المقرَّبينَ على سيّدِ النّبيّينَ وأشرفِ المرسَلينَ سيِّدِنا محمدٍ وعلى جميعِ إِخوانِهِ مِنَ النبِّيينَ والـمُرسَلينَ أمَّا بعدُ...
قال القاضي ابي شجاع
سَألَني بعضُ الأصْدِقاءِ - حَفِظهُمُ اللهُ تعالى- أنْ أعمَلَ مختَصَرًا في الفِقهِ عَلى مَذهَبِ الإمامِ الشّافِعيِّ- رَحْـمَةُ اللهِ تعالى عليه ورِضوانُهُ- في غَايةِ الاِختِصَارِ ونهايَةِ الإيجازِ ، لِيَقْرُبَ على الـمُتعلِّمِ درسُهُ ، ويَسهُلَ على المُبتَدِي حِفظُهُ وأنْ أُكْثِرَ فيهِ مِنَ التّقْسيماتِ وحَصْرِ الخِـصَالِ . فَأَجَبتُهُ إلى ذلكَ طالبًا للثَّوابِ راغباً إلى اللهِ تعالى في التَّوفِيقِ للصَّوابِ إنَّهُ على ما يَشاءُ قَدير ٌ، وبِعِبادِهِ لَطِيفٌ خَبيرٌ .
الشرح: مؤلِّفُ هذا المتنِ ، المشهورِ بمتنِ الغايةِ والتقريبِ و بمتنِ أبي شجاعٍ، هوَ الشيخُ أبو الطيِّبِ وأبو شجاعٍ أحمدُ بنُ الحسَينِ بنِ أحمدَ الأصفهانيُّ نسبةً لأصفهانَ منْ بلادِ العجمِ في إيرانَ وكانَ ناسكًا عابدًا صالحًا اشتُهِرَ بالعِلمِ وتولَّى القَضاءَ ثُمَّ الوِزارةَ ثُمَّ اعتَزَلَ ذلِكَ وجاوَرَ في المدينةِ الشريفةِ .عاشَ مائةً وسِتِّينَ سنَةً ، ولم يَختَلَّ لهُ عُضْوٌ ،فَسُئِلَ عَن ذلِكَ فقالَ: حفِظناها في الصِّغَرِ فحَفِظَها اللهُ لنا في الكِبَرِ ، ماتَ سنَةَ ثمانٍ وثَمانينَ وأربَعِمائةٍ.
وابتَدأَ كِتابَهُ بالبسملَةِ اقتِداءً بالقُرءانِ والتقديرُ بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ أبتدِئُ أو بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ أُصَنِّفُ .
واللهُ :اسمٌ للذَّاتِ الواجبِ الوجودِ وهوَ اسمُ اللهِ الأَعظمِ المُفرَدُ كمَا نَصَّ على ذلِكَ عددٌ مِنَ العلماءِ.وهو أفضل لفظ وأحسن كلمة
والرحمن: معناهُ الذي يرحَمُ المُؤمنينَ والكافِرِينَ في الدنياوالمؤمِنينَ فقط في الآخِرَةِ.
أمَّا الرحيمُ: فمعناهُ الكثيرُ الرحمةِ للمؤمنينَ خاصَّةً .فلفظُ الرحمن أبلغُ مِنَ الرحيمِ لأنَّ زيادةَ الحروفِ تدُلُّ على زيادة المعنى غالبًا.
والحمدُ للهِ: معناهُ الثَّناءُ باللسانِ على الله تعالى بالجميلِ الاختياريّ ِ مع التعظيم.
ومعنى ربِّ العالمينَ : مالكُ الإنسِ والجِنِّ كما روى الطَّبَريُّ عنِ ابنِ عباسٍ في تفسيرِها.
ثُمَّ بعدَ حَمْدِ اللهِ تعالى صلَّى المؤَلِّفُ على سيِّدِنا محمدٍ النبيِّ الأمِّيِّ مستَعمِلاً لفظَ صلَّى اللهُ وليسَ مُرادُهُ بذلِكَ الإخبارَ إنَّما مرادُهُ بذلِكَ الإنشاءُ ، والمعنى يا ربُّ صَلِّ على سيِّدِنا محمَّدٍ أي زِدهُ شَرَفًا وتعظيمًا.
والنَّبِيُّ: بالهمزِ وبِترْكِ الهَمزِ رجُلٌ أوحى اللهُ إليهِ ، فإنْ أوحِيَ إليهِ بِشَرعٍ جَديدٍ أو بِنَسخِ بعضِ أحكامِ شرعِ مَن قبلَهُ فهو نبيٌّ رسولٌ وإلا بأن أوحِيَ إلَيهِ باتِّباعِ شرعِ مَن قَبلَهُ فهوَ نبيٌّ غيرُ رسولٍ، كما قالَ بذلِكَ الإمامُ عبدُ القاهِرِ التَّميمِيُّ وَغَيرُهُ. وما قالَهُ بعضُ المتأخِّرينَ بأنَّ النَّبِيَّ غَيرَ الرَّسولِ إنسانُ أوحيَ إلَيهِ بِشرعٍ وإنْ لم يُؤمَرْ بِتَبليغِهِ فغلط شنيع وقولٌ غيرُ معتَمَدٍ .
و مُحمَّد: معناهُ مَن كثُرَ حمدُ الناسِ لهُ لِكَثرَةِ خِصالِهِ الحَميدةِ.وقولُهُ النبيِّ نعتٌ لِمُحمَّدٍ.
وقَولُهُ الأمِّيِّ :نعتٌ ءاخَرُ وهوَ الذي لا يَقرَأ المكتوبَ, والمُرادُ بذلكَ مَدحُ رسولِ اللهِ لأنَّهُ معَ كونِهِ أمِّيًّا أعطِيَ كِتابًا يُعجِزُ الفُصَحاءَ وجاءَ بِهَديٍ يَتبَعُهُ فيهِ العُلَماءُ والحُكَماءُ.
وءالُ النَّبِيِّ الطاهِرونَ فى مقام الصلاة عليه هم أتباعه الأتقياء.والطاهِرونَ المرادُ بِهِ ما يَشمَلُ الطاهِراتِ، والطَّاهِرُ السَّالِمُ مِنَ الدَّنَسِ .وأمَّا في مَقامِ الزكاةِ فَيُفَسَّرُ الآلُ بِالمؤمِنينَ مِن بني هاشِمٍ وبني المُطَّلِبِ دونَ بَني عبدِ شَمسٍ ونَوفَل لأنَّ النَّبِيَّ شبَكَ بينَ أصابِعِهِ وقالَ: "نحنُ وبنو المُطَّلِبِ كشَيءٍ واحِدٍ لم يفارقونَا في جاهِلِيَّةٍ ولا إسلامٍ" رواهُ البخاريُّ وغَيرُهُ. وأمَّا صحابَةُ النَّبِيِّ فجمعُ صاحِبٍوالمُرادُ بِهِ هُنا مَنِ اجتَمَعَ بِالنَّبِيِّ مُؤمِنًا بِهِ بعدَ نُبُوَّتِهِ على سبيلِ العادةِ وماتَ على الإيمانِ.
ثُمَّ ذَكَرَ المُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ أنَّهُ لَم يُصَنِّفْ مُختَصَرَهُ مِن تِلقاءِ نَفسِهِ أي مِن غَيرِ أنْ يَسأَلُهُ فيهِ أحَدٌ بَل صَنَّفَهُ بِسُؤالِ بَعضِ أصدقائِهِ لَهُ أنْ يَعمَلَ مُختَصَرًا:وهُوَ ما قَلَّ لَفظُهُ وَكَثُرَ مَعناهُ.في الفِقهِ:والفِقهُ في اللُّغَةِ هُوَ الفَهمُ ، وفي الاصطِلاحِ: العِلمُ بالأحكامِ الشَّرعِيَّةِ العَمَلِيَّةِ المُكتَسَبُ مِن أدِلَّتِها النَّقلِيَّةِ .
وَهَذا المُختَصَرُ ألَّفَهُ أبو شُجاعٍعلَى مَذهبِ الإمامِ المجتَهِدِ ناصِرِ السُّنَّةِ المُجَدِّدِ على رَأسِ المِائةِ الثَّانِيَةِ أبي عبدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إدريسَ بنِ العَبَّاسِ بنِ عُثمانَ بنِ شافِعٍ بنِ السَّائِبِ بنِ عُبَيدِ بنِ عبدِ يَزيدَ بنِ هاشمِ بنِ عبد المُطَّلِبِ ابنِ عَبدِ مَنافٍ جَدِّ النَّبِيِّ ،ولِذلكَ قِيلَ للإمامِ مُحمَّدِ بنِ إدريسَ الشَّافِعِيُّ نِسْبةً لِشَافِعٍ جَدِّهِ الثَّالِثِ وَكانَ صَحابِيًّا بنَ صحابِيٍّ .وُلِدَ الإمامُ الشَّافِعيُّ بَغَزَّةَ على الرَّاجِحِ سنةَ مِائَةٍ وخَمْسينَ ونَشَأَ في الحجازِ وطَلَبَ العِلمَ فيه مِنَ الإمامِ مالِكٍ وغَيرِهِ ورَحَلَ إلى اليَمَنِ والعِراقِ، وفي العِراقِ صَنَّفَ مَذهَبَهُ القَدِيمَ ثَمَّ عادَ إلى مَكَّةَ ثُمَّ خَرَجَ إلى بغدادَ فَمِصرَ وهُناكَ صَنَّفَ مَذهَبَهُ الَجَديدَ، ورَجَعَ الشَّافِعِيُّ عن مَذهبِهِ القديمِ وصارَ يَعمَلُ بِمَذهَبِهِ الجَديدِ ويَقولُ لا تَعمَلوا بالمَذهَبِ القَديمِ، ثُمَّ لَم يَزَلْ بِمِصرَ ناشِرًا لِلعِلمِ ناصِرًا لأهلِ السُّـنَّةِ حتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ بِها.فماتَ يومَ الجُمُعَةِ ءاخِرَ رَجَب سَنَةَ أَربَعٍ ومِائَتَينِ ،فجُملَةُ عُمُرِهِ أربَعٌ وخَمسُونَ سَنَةً، بارَكَ اللهُ لهُ فِيهِ ونَشَرَ مَذهَبَهُ فِي بِلادِ المُسلِمِينَ حتَّى حُمِلَ وفُسِّرَ بِهِ حَدِيثُ التِّرمِذِيِّ:"عالِمُ قُرَيشٍ يَملأُ طِباقَ الأَرضِ عِلمًا" . ووَصَفَ المُصَنِّفُ مُختَصَرَهُ بِأنَّهُ في غايَةِ الاختِصارِ ونِهايَةِ الإيجازِ ،والغايَةُ والنِّهايَةُ مُتَرادِفانِ وكذلكَ الإيجازُ والاختِصارُ مُتَرادِفانِ وإنَّما قالَ ذلِكَ على سبيلِ المُبالَغَةِ والتَّأكيدِ في صِفَةِ هذا المُختَصَرِ وقَد فَعَلَ ذلِكَ لِيَقرُبَ على المُتَعَلِّمِ لِفُروعِ الفِقهِ دَرسُهُ أي لِيَسهُلَ على مُريدِ العِلمِ قِراءَتُهُ على الِشَّيخِ لِتَعَلُّمِهِ مَعناهُ ولِيسْهُلَ على المُبتَدِئِ استِحضارُهُ على ظَهرِ قَلبٍ إذا رَغِبَ في حِفظِ مُختَصَرٍ في الفِقهِ، والمُبتَدئُ هوَالآخِذُ في صِغارِ العِلمِ.
ومَن كانَ حَظُّهُ حِفظَ أقوالِ عُلَماءِ المَذهَبِ مِن غيرِ قُدرَةٍ على ترجيحِ بعضِها على بَعضٍ فَهو مِنَ النَّقَلَةِ كابنِ حَجَرٍ الهَيتَمِيِّ وطَبَقَتِهِ ، فَإن قَدَرَ على التَّرجيحِ فهُو المُرَجِّحُ كالنَّوَوِيِ وَ الرَّافِعيِّ ، وَإن قَدَرَ على استِنباطِ الفُروعِ مِن قواعِدِ إمامِهِ فَهوَ مِن أصحابِ الوُجوهِ أو مُجتَهِدُ المَذهَبِ كالمُتَوَلِّي وإمامِ الحَرَمَينِ ،وإن قَدَرَ على استِنباطِ الأحكامِ مِنَ الكِتابِ والسنةِ فهُوَ مُجتَهِدٌ اجتِهادًا مُطلَقًا كإمامِنا الشَّافِعِيِّ والإمامِ مالِكٍ وأبي حنيفَةَ فإنْ وافَقَ اجتِهادُهُ اجتِهادَ الشَّافِعِيِّ نُسِبَ إلَيهِ فهوَ مجتَهِدٌ معدودٌ في أهلِ المَذهَبِ كالمُزَنِيِّوإلا فهوَ مُجتَهِدٌ غَيرُ مُنتَسِبٍ كَالإمامِ أحمَدَ.وذكَرَ أبو شُجاعٍ رَحِمَهُ اللهُ أنَّهُ أكثَرَ في مُختَصَرِهِ مِنَ التَّقسيماتِ للأحكامِ الفِقهِيَّةِ ومِنْ حَصرِ الخِصالِ أي مِن ضَبطِ الحالاتِ الواجِبةِ والمندوبةِ وغيرِهِما فهوَ يَذكُرُ عَدَدَها مَعَ بيانِها كَما فَعَلَ في مواضِعَ كثيرةٍ مِن كِتابِهِ وإن كانَ لا يَستَوعِبُها في كثيرٍ مِنَ الأحيانِ أي لا يَحصُرُها كَما فَعَلَ في سُنَنِ الوُضوءِ فإنَّهُ قال : وَسُنَنُ الوضوءِ عَشَرَةُ أشياءَ وإنَّما فَعَلَ ذلِكَ تسهيلاً على المُبتدئِ طالِبًا للثَّوابِ مِنَ اللهِ في تَصنيفِهِ هذا المُختَصَرَ على ما قالَ وراغِبًا إلى اللهِ سُبحانَهُ أن يُوَفِّقَهُ للصَّوابِ في بيانِ ما هوَ مذهَبُ الشَّافِعِيِّ في الواقِعِ إنَّهُ تعالى علىما يَشاءُ قَديرٌ أي تامُّ القُدرَةِ وبِعِبادِهِ لطيفٌ خَبيرٌ أي رَحيم بِهِم عالِمٌ بِبَواطِنِ الأشياءِ كظَواهِرِها.
مَتنُ الغايةِ والتَّقريبِ
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
كِتابُ الطَّهارة
المياهُ التي يَجُوزُ التَّطهيرُ بها سَبعُ مِياهٍ : ماءُ السَّماءِ وماءُ البَحرِ وماءُ النَّهرِ وماءُ البِئرِ وماءُ العَينِ وماءُ الثَّلجِ وماءُ البَرَدِ.
ثُمَّ المِياهُعلى أربَعَةِ أقسامٍ :
1- طاهِرٌ مُطَهِّرٌ غَيرُ مَكروهٍ وهُوَ الماءُ المُطلَقُ ، 2 - وطاهِرٌ مُطَهِّرٌ مكروهٌ وهوَ المَاءُ المُشَمَّسُ ،
3 - وطاهِرٌ غيرُ مُطَهِّرٍ وهُوَ الماءُ المُستَعمَلُ والمُتَغَيِّرُ بما خالطَهُ مِنَ الطَّاهِراتِ ،
4 - وماءٌ نَجِسٌ وهو الذي حَلَّتْ فيهِ نَجاسَةٌ وهو دونَ القُلَّتَينِ أو كان قُلَّتَينِ فَتَغَيَّرَ، والقُلَّتانِ خمسُمائةِ رِطلٍ بَغداديٍّ تقريبًا في الأصَحِّ.
الشَّرحُ:كِتابُ الطَّهارةِ:أي هذا الكتابُ في أحكامِ الطَّهارَةِ.والكِتابُ لُغَةً : الضَّمُّ والجَمعُ ،واصطِلاحًا:اسمٌ لِجِنسٍ مِنَ الأحكامِ (كَكِتاب الطهارَةِ وكِتابِ الصيامِ) .أمَّا البابُ: فهوَ اسمٌ لِنوعٍ داخِلٍ تَحتَ الجِنسِ المُتَقَدِّمِ (كبابِ التَّيَمُّمِ وبابِ الوُضوءِ)، وهو أيِ البابُ أعَمُّ مِنَ الفَصلِ ، والفَصلُ أعَمُّ مِنَ المَسألَةِ.
والطَّهارَةُ لُغَةً :النَّظافَةُ ورَفعُ الأدناسِ والأوساخِ الحِسِّيَّةِ (كالأنجاسِ )والمَعنَوِيَّةِ (كَالعُيُوبِ).
وأمَّا شرعًا:فالطَّهارةُ (بِفَتحِ الطَّاءِ):هيَ رفعُ حَدَثٍ (كرَفعِ الحَدَثِ الأصغَرِ)أو إزالةُ نَجَسٍ (كإزالةِ النجاسَةِ عَنِ الثَّوبِ) أوما في معناهما (كالتَّيَمُّمِ) أو على صُورتِهِما (كالاسستِنجاءِ بالحَجَرِ).{ أمَّا الطُّهارةُ ِبضَمِّ الطَّاءِ فاسمٌ لِبَقِيَّةِ الماء}.
المياهُ التي يَجُوزُ التَّطهيرُ بها سَبعُ مِياهٍ : : ماءُ السَّماءِ وماءُ البَحرِ وماءُ النَّهرِ وماءُ البِئرِ وماءُ العَينِ وماءُ الثَّلجِ وماءُ البَرَدِ.
الشرح:لَمَّا كانَ الماءُ ءَالَةً لِلطَّهارَةِ ذَكَرَ المُصَنِّفُ أنواعَ المِياهِ. والمِياهُ جَمعُ ماءٍ، والتي يَجوزُ أي يَصِحُّ التَّطهِيرُ(أي رَفعُ الحَدَثِ وإزالَةُ النَّجَسِ) بِها سَبعُ مِياهٍ.
أوَّلُها : ماءُ السَّماءِ أيِ النَّازِلُ مِنها وهو طهُورٌ أي طاهِرٌ بِنَفسِهِ مُطَهِّرٌ لِغَيرِهِ لِقَولِهِ تعالى:{ويُنَزِّلُ علَيكُمْ مِنَ السَّمآءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ} الآيةَ سورةَ الأنفالِ .
والثَّاني : ماءُ البَحرِ أيِ المَالِحُ لِحَديثِ أصحابِ السُّنَنِ الأربَعَةِ وهُمُ التِّرمِّذِيُّ وابنُ ماجَه وأبو داوُدَ والنَّسائِيُّ):"هُوَ الطَّهُورُ ماؤُهُ الحِلُّ مَيتَتُهُ "قالَه عليهِ السَّلامُ في البحرِ.