logo

إضافة رد
قديم 10-13-2011, 11:49 PM
  #1
محمد المغني
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: أبوظبي
المشاركات: 151
افتراضي العدل في الاسلام

حين حكم القاضي بقطع يد السلطان

أمر السلطان (محمد الفاتح) ببناء أحد الجوامع في مدينة (اسطنبول)،
وكلف أحد المعمارين الروم واسمه (إبسلانتي) بالإشراف على بناء هذاالجامع، إذ كان هذا الرومي معمارياً بارعاً.
وكان من بين أوامر السلطان : أن تكون أعمدة هذا الجامع من المرمر.
وأن تكون هذه الأعمدة مرتفعة ليبدو الجامع فخماً، وحدد هذا الارتفاع لهذا المعماري.
ولكن هذا المعماري الرومي - لسبب من الأسباب - أمر بقص هذه الأعمدة ، وتقصير طولها دون أن يخبر السلطان ، أو يستشيره في ذلك .
وعندما سمع السلطان (محمد الفاتح) بذلك ، استشاط غضباً ، إذ أن هذه الأعمدة التي جلبت من مكان بعيد ، لم تعد ذات فائدة في نظره ،
وفي ثورة غضبه هذا ، أمر بقطع يد هذا المعماري.
ومع أنه ندم على ذلك إلا أنه كان ندماً بعد فوات الأوان.
لم يسكت المعماري عن الظلم الذي لحقه ، بل راجع قاضي اسطنبول الشيخ ( صاري خضر جلبي) الذي كان صيت عدالته قد ذاع وانتشر في جميع أنحاء الإمبراطورية ، واشتكى إليه ما لحقه من ظلم من قبل السلطان (محمد الفاتح). ولم يتردد القاضي في قبول هذه الشكوى ،
بل أرسل من فوره رسولاً إلى السلطان يستدعيه للمثول أمامه في المحكمة لوجود شكوى ضده من أحد الرعايا .

ولم يتردد السلطان كذلك في قبول دعوة القاضي ، فالحق والعدل يجب أن يكون فوق كل سلطان. وفي اليوم المحدد حضر السلطان إلى المحكمة ، وتوجه للجلوس على المقعد قال له القاضي :
لا يجوز لك الجلوس يا سيدي ... بل عليك الوقوف بجانب خصمك.
وقف السلطان (محمد الفاتح) بجانب خصمه الرومي، الذي شرح مظلمته للقاضي، وعندما جاء دور السلطان في الكلام، أيد ما قاله الرومي.

وبعد انتهاء كلامه وقف ينتظر حكم القاضي، الذي فكر برهة, ثم توجه إليه قائلاً:
حسب الأوامر الشرعية ، يجب قطع يدك أيها السلطان قصاصاً لك!!

ذهل المعماري الرومي ، وارتجف دهشة من هذا الحكم الذي نطق به القاضي ، والذي ما كان يدور بخلده ، أو بخياله لا من قريب ولا من بعيد ، فقد كان أقصى ما يتوقعه أن يحكم له القاضي بتعويض مالي.

أما أن يحكم له القاضي بقطع يد السلطان (محمد الفاتح) فاتح القسطنطينية الذي كانت دول أوروبا كلها ترتجف منه رعباً، فكان أمراً وراء الخيال ... وبصوت ذاهل ، وبعبارات متعثرة قال الرومي
للقاضي ، بأنه يتنازل عن دعواه ، وأن ما يرجوه منه هو الحكم له بتعويض مالي فقط ، لأن قطع يد السلطان لن يفيده شيئاً ،
فحكم له القاضي بعشر قطع نقدية ، لكل يوم طوال حياته ، تعويضاً له عن الضرر البالغ الذي لحق به.
ولكن السلطان (محمد الفاتح) قرر أن يعطيه عشرين قطعة نقدية ، كل يوم تعبيراً عن فرحه لخلاصه من حكم
القصاص ، وتعبيراً عن ندمه كذلك .

( منقول للفائدة )
محمد المغني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-14-2011, 04:50 PM
  #2
المحامية نوال زايد
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
الدولة: ABU DHABI
المشاركات: 804
افتراضي

هذه عدالة ومساواة ديننا الحنيف ، حيث جميع البشر سواسية ولافرق بين غني ولا فقير في شرع الله .

مشكور اخوي محمد المغني على القصة والعبرة منها ويعطيك العافية ..

تقبل مروري .
المحامية نوال زايد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-14-2011, 07:22 PM
  #3
محمد المغني
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: أبوظبي
المشاركات: 151
افتراضي

شكراً لمرورك بريستيج لوير ، وفي القصة أيضاً تأكيد على أن الشريعة الاسلامية تضمن كافة حقوق الناس ومساواتهم أمام القانون والقضاء بغض النظر عن دينهم أو وضعهم الاجتماعي ، وهذه هي العدالة الكاملة والمساواة التامة إن صح التعبير .

دمتم بعناية الله ورعايته وحفظه
محمد المغني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-14-2011, 08:50 PM
  #4
المحامية نوال البادي
مشرفة منتدى جمعية الحقوقيين
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 192
افتراضي

شكرًا لك على الموضوع ،،، غاية في الروعة ،،. هذه هي العدالة الحق
المحامية نوال البادي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-14-2011, 09:24 PM
  #5
محمد المغني
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: أبوظبي
المشاركات: 151
افتراضي

شكراً لك أستاذة نوال البادي المحامية ، وهي بحق العدالة الحق
محمد المغني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:15 PM.