لا أجد نفسي وسط كومة الأوراق المبعثرة أمامي والتي كل ما أقول انتهيت منها أجدها تتكاثر لا أدري من أين ، أوراق امتحانات دفاتر تحضير ،وسائل وأنشطة ،كتب وكراسات لا يسعني الوقت في المدرسة للانتهاء منها فأحضرها معي إلى المنزل وأنا أنوء بحملي وأتعثر في مشيتي حتى أكاد أسقط على الأرض من شدة التعب بعد هذا اليوم المدرسي الذي أخذ مني كل مأخذ،وأفرغ جسمي من الطاقة التي اختزنتها في الساعات القليلة لنومي المليء بالأحلام والكوابيس المزعجة ليلا:الطالبات ، المديرة، الخط الأحمر، الموجهة ،حتى الفراشين لم أسلم منهم ،وتبدأ رحلة المذاكرة للأبناء والتي لا تنتهي حتى يبدأ مشواري ألورقي ،أوراق عمل ،وسائل ، تجليد ، تغليف،بحوث ،رصد الدرجات ،تصحيح الكراسات إلى أن أصاب بصداع في الرأس ،وحول في العين، وتصلب في العضلات ،وأنتبه أن الوقت قد أزف للنوم عند منتصف الليل وفي بعض الأحيان بعد منتصف الليل ، لأرمي بجسمي المتعب على السرير وكأنني لوح من الخشب الصلب حتى الصباح ،وأفاجأ بيوم أخر أكره فيه أستيقاضي من النوم وأتمنى لواني لم أكن أعمل مدرسة ،بل موظفة في مجالات أخرى تنهى عملها وهي مرتاحة البال وأي عمل إضافي خارج الوقت الرسمي للدوام يصرف له المكافئات والبدلات .ولكني أحتسب الأجر عند الله. مسكينة أنت أيتها المعلمة ، متى تلتفت الأنظار إلى معاناتك ، ومن سينصفك ويرجع لكي حقوقك التي ضاعت وسط القرارات المجحفة بحقك ،وكأنك لست بزوجه وأم والمسؤوليات الملقاة على عاتقك لا تنتهي ،فليجربوا أن يكون مكانك ،ولنرى ما سيقولون.................. ..........؟