آااه لهذا الإحساس المؤلم الذي أصبح لا يفارقني ليلا و لا نهارا و يقيدني أكثر مما أنا مقيد في غرفه السجن الموحشة ، و الظلام يلفني من كل الجهات ، وصرير أبواب السجن تكاد تخرق آذاني و أحس بأن قلبي قد أصبح صدأ مثله في ضرباته وكأنني أسمعها تئن و تتألم على الحالة التي وصلت أليها، و على المستقبل الواعد الذي ضيعته وأنا في غمرة انعدام الوعي لدي لما ستئول علية الأمور نتيجة لحظة طيش أتجرع كأس الندامة عليها كل ثانية من عمري الباقي.......
كلماتهُ أحزنتني ،و نظراته الشاردة نحو نافذة السجن و التي يعكس نورها تلألؤ قطرات دموعهِ المتساقطة على خديه، وآهاته المتواصلة تبين عمق مأساته و كبر خطيئته و مبلغ ندامته ....
كيف لا وقد فتحنا الباب على مصراعيه ، و استقبلنا من كل حدب و صوب أجناس شتى لا تماثلنا في شيء ألا الجنس البشري الذي ننتمي إلية ،اختلطت و تعايشت مع القلة القليلة من أبناء الوطن مما كان لها الأثر السيئ على مجتمعنا وأبنائه ..
شباب في مقتبل العمر وعلى أعتاب الحياة الجميلة ،ذبلت زهرة شبابهم وهم في غياهب السجون و حصدت أرواح البعض الآخر ودمرت أسر عديدة نتيجة وقوعهم ضحايا للإدمان بقصد منهم أو دون قصد.
الموضوع خطير ويحتاج من المعنيين و قفة جادة لاحتوائه ....
قال الله تعالى في كتابه الحكيم (فأما من تاب وأصلح فأجره على الله ) وعن النبي صلى الله عليه وسلم (كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون )وفعلا يكون الندم هو ردة الفعل الأولي لديهم عند زوال السكرة ومحتاجين خلالها لمن يمد لهم يد العون لانتشالهم مما هم فيه ومساعدتهم على التوبة بتقوية الوازع الديني لديهم، وإبعادهم في مصحات لعلاجهم من الإدمان فهم مرضى وضحايا أولا وأخيرا ، آذوا أنفسهم وأهليهم قبل أن يأذوا الآخرين، هم أبناء هذا الوطن ويجب مراعاة أنهم في بداية إدمانهم ويمكن احتوائهم ومساعدتهم حتى لا يدمر مستقبلهم وتتشتت أسرهم ويفقدون وظيفتهم ، ونكون بذالك قد زدنا من مأساتهم وتركناهم عرضة للضياع أكثر فأكثر ،وتركنا المجرمين الحقيقيين يسرحون ويمرحون دون عقاب رادع غير التسفير والتي بطريقة أو أخرى يستطيع أن يدخل إلى البلد ويزاول نشاطه مره ثانيه ليوقع الضحايا من أبنا الوطن يكون مصيرهم السجن أو الموت .
ويا كثره عدد المواطنين ؟؟؟؟