مهارات تقديم الاستشارة القانونية
مهارات تقديم الاستشارة القانونية
1ـ استمع واستمتع
لا ريب أن المستمع الجيد يحظى بتقدير الآخر ، من يتكلم ، من يتحدث ، من يئن ومن يشكو، وهذا عاملٌ نفسيٌ مهم.فأنت تقدر المتحدث بغض النظر عن جنسيته أو وضعه الاجتماعي أو غيرها من الاعتبارات ، وهذا يوجد لديه احساس بالأمان ، ولايكفي أن تكون مستمع بل عليك أن تدلل على ذلك الاستماع ، بإيماءات من مثل : رفع الحاجبين وإنزالهما ، العبوس إن لزم ، الابتسام ان لزم ، الاقتراب من المتحدث بين الفينة والاخرى ، وترك مابين يديك ،فالمطلوب أن تظهر الاهتمام والتعاطف ، حتى لو كنت غير مهتم ولا متعاطف من الأساس.
فعلاوةً على أنك حين تكون مستمعاً جيداً فهذا سيقودك لتكون متحدث ممتاز ... وتذكر دائماً بأن لديك اذنان اثنتنان ، وفمٌ واحد ..
وليس من سبيل للاستماع سوى الحرص على إعادة المضمون ، وهذا للتوضيح ، بمعنى أن تحرص على صياغة حديث الشخص المتكلم بأسلوبك أنت ... كأن تقول له :هل تعني / أو كما فهمت من حديثك ..فقد فعلت كذا وسهوت في العمل الفلاني مما أدى إلى الخطأ العلاني .. فإعادة الصياغة تعزز الثقة لديك ، وتوصلك للسبيل الأمثل لتقديم الاستشارة إضافةً إلى إبقائك يقظاً ومنتبهاً خاصةً حين تعلم أنك ستعيد صياغة مايقوله المتكلم ..وهذا مهم .. فالمتكلم قد يخوض في تفاصيل لا تهمك أنت كمستشار قانوني ، ولا تهم الاستشارة من قريب أو من بعيد ، وفي ذات الوقت قد يتطرق المتكلم لتفاصيل قد تفيدك في طرح نظريتك ، فعليك الابقاء على طريقة اعادة صياغة الحديث ، حتى تصلان (أنت والمتحدث ) لمفترق طريق يجمعكما.
وليس الاستماع للمستشير يتخالف مع ضرورة الحاجة إلى مقاطعته في حال عرج على مالايلزم أو ماشابه.
2- تحدث بطلاقة
بعد ان استمعت ، فعليك أن تفرد قدرتك على الحديث بطلاقة ، عن طريق استخدام المفردة المطلوبة في مكانها المطلوب ، ودعني أنصحك بنصيحة قرأتها في إحدى الكتب ، إجعل كلامك هو ذات الكلام الذي يتحدث به الراكب للهوليكوبتر ،وأنا أقصد "خير الكلام ماقل ودل " خاصةً فيما يتعلق بلب الاستشارة وصلبها وأساسها ، وهذا لا يعني اقتضابك لحديث المقدمة وما له وما عليه ، وفي سبيل التحدث بطلاقة عليك بالآتي :
1) تجنب كلمات من مثل : يجوز لا يجوز ، جيد ، رديء ، حلو ، ممكن ، غير مسموح ، منطقي غير منطقي ..
واحرص على كلمات من مثل : من واقع تجربتي ، من خلال خبرتي ، حدسي القانوني يؤكد لي ، فضلاً عن اشتغالي في مجال القانون ، لا بأس أن أخبرك أن وجهة نظر القانون ..
فتلك عبارات مطاطية تقبل أن تكون في كل حديث إلا الحديث القانوني.
2)ضع في ذهنك أنك تريد إيصال فكرة ، حتى قبل الحديث للشخص المقابل لك عن تلك الفكرة ، أي بلور الفكرة قبل أن تقولها .
3) اجعل الثقة هي ماتعول عليه ، ولا تسمح لأي كان بأن يقاطعك ، واستخدم اسلوب رفع الصوت الطفيف ان لزم حتى تشعر المستمع بجدية وأهمية الكلام الذي تقوله ، ولا تجعل كلام المسشير هازاً لك ، حتى لو قال لك بأن المستشار الفلاني ، قال له رأي مغاير لك ، أو قال لك ، ماذا عن القاضي فلان فهو يقول كلام مخالف لك ، فلا تجعل لتلك العبارات من مجال لإضعاف موقفك أو زعزعة مكانك كمستشار قانوني.. فرأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ..
4) اجعل نبرتك هادئة في غالبها العام ، تحدث بلطف مصحوب بابتسامة ، وركز بعيني من يستمع إليك بين اللحظة واللحظة الأخرى ، خاصةً حين تتحدث عن نصوص قوانين أو اجتهادات قضائية ، ولا مانع من فصل الكلام عن بعضه ، أي عدم الاسراع ، حتى تصل الفكرة بسلاسة لمن هو أمامك ..
5) كن وقوراً ومتزناً ، من غير أن تقع في فخ احتقار الآخر والتقليل من شأنه .. وازن من نرجسيتك كمستشار ، من غير المساس بالآخر ..
6) تجنب المزاح وإلقاء القصص والحكايات الطريفة ، ما أمكنت لذلك ، واستعض عن هذا ، بتدعيم رأيك بالقرآن الكريم والسنة المطهرة .
7) سمْ الأشياء بأسمائها وابتعد عن الألفاظ المبهمة والمسيئة ، والتي تحتمل أكثر من معنى ..
8) في طرحك للحجج ، ابدأ من الأقوى ولا تبدأ من الحجة الضعيفة ، وهكذا.
9) توقع الردود التي قد تمارس على كلامك ، واستعد لجعل لكل سؤال جواب.
10) اطرح اجاباتك بشكل واضح وبلا عدوانية ..
11) لا تتعالى مهما كان الفرق الثقافي ، وتقبل الاقتناع كما تتقبل الاقتناع.بما لا يهد الأساس القانوني الذي تبني عليه .
12) قارب بينك وبين المستمع ، فلا تقحمه فيما لا يعنيه ، وبألفاظ بعيدة عن مستواه التعليمي، واضرب أمثلة قريبة من مخيلته ولا يضير أن تكون من بيئة عمله ، حتى لو كان عاملاً بسيطاً ، حتى يدرك ماتقوله له.
3- تقنية السؤال..وطرحه.
تقنية طرح الأسئلة مهمة جداً في هذا الصدد ، فليس لكل سؤال جواب كما تعتقد ، بل لكل سؤال مصاغ بشكل جيد ، جواب يحتمله .. وللحيلولة دون الوقع في هذا المأزق .. اتبع الآتي:
1) إن وجت سؤالاً فتأكد من أن من ا ستقبل السؤال فهمه.
2)تجنب الأسئلة السلبية من مثل :انته تحس انك مذنب ، صح / أكيد ضميرك يأنبك ، جاوبني / تظن إنه موقفك في القضية سيء/ ماعليك ، حتى لو تعتقد انك فشلت في هالموضوع.
3)اسأل سؤال محدد.. ولا تطمح أن تكون اجاباتك كسؤالك ، محددة.
4)لا تسأل أسئلة خارج الموضوع.. في وقت الخوض في الموضوع : كأن تسأله عن صحته وأنت تتحدث عن الاستشارة ، أو تخرج عن موضوع أسئلتك المطلوب سؤالها ، وتجاريه حين أخرج الدخان ، وتوجه له نصيحة بترك التدخين ، ولماذا هو يدخن هذا الصنف بالذات !
5)أعطِ لطالب الاستشارة وقتاً كافياً لاستيعاب ماتقول.. وتأكد من هذا
6)احرص على استخدام اسئلة من هذه النوعية :
أ - الاسئلة المفتوحة :
"حدثنى عن ..." ...... " ما ذا حدث عندما ...."
وهي أسئلة تستعمل لحث المشارك على الكلام وتفتح المجال لتوضيح الصورة الكاملة أمامك .
ب - اسئلة التحقق :
" ماذا قلت بالتحديد ..." ..... " ما حدث عندما ...." ..... " كيف تعاملت مع ..."
وهي تستعمل للتزود بالتفاصيل الدقيقة لموضوع معين .
ج - اسئلة تاملية:
فى اى وقت كان ذلك ؟ما هى المدة التي مكثت فيها هناك ؟
وهي أسئلة تطرح للتاكد من حقائق معنية .
أسئلة عليك تجنبها
1 - أسئلة مرشدة :
وهي تلك التي توجه من تسأله إلى الجواب المطلوب .
2 - أسئلة مركبة:
وهذا النوع يتسبب في تشتيت من يسمعك........ فيحاول الموجه له السؤال ان يجيب اما عن السؤال الاخير او السهل له وينسى الباقى .
وأخيراً أكرر ثقتك ..في نقسك تعطى الأخرين انطباعاً راااااااائعاً عنك وعن عملك .... فحاول تنميتها دائماً