مواطن يعزو وفاة طفلته إلى « سـلسلة أخطاء طبيّة »
النيابة تنتظر تقارير « صحة دبي » لمعرفة العلاقة بين الخطأ والوفاة
مواطن يعزو وفاة طفلته إلى « سـلسلة أخطاء طبيّة »
المصدر: بشاير المطيري - دبي - التاريخ: 20 أكتوبر 2011
معدة الطفلة المحروقة من الأسبرين وفي الإطار الطفلة نورهان. من المصدر
عزا والد طفلة توفيت في مستشفى الوصل قبل نحو عام، وفاة طفلته إلى سلسلة من الأخطاء الطبية، بدأت منذ نحو أربع سنوات، بعد إدخالها المستشفى نتيجة إصابتها بالأنفلونزا، وانتهت بوفاتها اختناقاً، بعد عملية تركيب جهاز تنفس اصطناعي بطريقة خاطئة، مستنداً إلى تقارير طبية، اطلعت عليها «الإمارات اليوم».
وتابع والد الطفلة، غيث أحمد خلفان الغيث، إماراتي، أنه قدّم بلاغاً بشأن الخطأ الطبي في مركز شرطة بر دبي في العام ،2007 وأن الشكوى أحيلت إلى النيابة العامة في دبي، «غير أنها لم تُسجل كبلاغ أو قضية حتى اليوم، ولاتزال مقيدة كإبداء رأي».
وعلق على ذلك «لقد ارتكبوا جريمة بحق ابنتي، وأريد محاكمتهم».
وأفاد النائب العام لإمارة دبي المستشار عصام الحميدان، بأن «النيابة خاطبت هيئة الصحة في دبي، وتنتظر التقارير الطبية، خصوصاً أن الشاكي تقدم بطلبات عدة في الواقعة ذاتها»، مضيفاً أن «الهيئة بدورها تكلّف لجاناً طبية للتحقيق في الشكوى، تتوسع في آرائها، قبل أن تنتهي إلى صياغة تقرير طبي».
وأوضح أن «شكاوى الأخطاء الطبية تستغرق وقتاً، نظراً لاستكمال التقارير الطبية من اللجان المختصة، التي تتبيّن علاقة السببية بين الخطأ والوفاة، وهي أمور فنية تبني عليها النيابة أمر إحالتها دون عجلة»، مؤكداً أن «الخطوات تسير في طريقها السليم، وجميع الحقوق مُصانة».
يشار إلى أن أيّ بلاغ لا يتم تكييف تهمة فيه من النيابة العامة، يصنف كـ«إبداء رأي» لحين الحصول على المستندات والتقارير كافة التي تعين المحقق على تكييف التهمة، وتسجيل الواقعة في ملفّ دعوى.
وفي التفاصيل، قال الغيث لـ«الإمارات اليوم»، إنه نقل ابنته نورهان إلى مستشفى الوصل في أكتوبر ،2006 نتيجة إصابتها بالأنفلونزا، وكان عمرها آنذاك 20 شهراً، فوصف لها الطبيب المعالج عقار الأسبرين، وخرجت من المستشفى.
وبعد أن تناولت الطفلة العقار فوجئ الغيث بزوجته تخبره بأن ابنتهما تنزف بشدة، فسارع إلى نقلها لمستشفى راشد، كونه الأقرب، بعدما اتصل بطبيب الأطفال في مستشفى الوصل، الذي حضر إلى المستشفى، وحولها إلى مستشفى الوصل.
وتابع الغيث: «تبين أن سبب النزيف وانتكاسة نورهان الصحية هو زيادة ضغط الدم، إذ أحدثت ضموراً في المخ، إضافة إلى تضخم الطحال وفقدان البصر، وفق ما ذُكر في تقرير طب الأطفال في مستشفى الوصل».
وأضاف أن: «الإهمال وسوء التشخيص وسوء العلاج هي أسباب أدت إلى إصابة ابنتي بشلل دماغي أفقدها القدرة على الحركة لأربع سنوات».
وأكد الغيث أنه طلب من هيئة الصحة إرسال طفلته للعلاج في الخارج، وأنها خضعت لتشخيص في مستشفى في المملكة المتحدة، تبين خلاله أن معدتها محروقة نتيجة تناولها عقار الأسبرين.
وقال: «لديّ تقرير طبي موثق بالصور يؤكد ذلك، كما أن الطبيب الذي عاينها أبدى استعداده للحضور إلى الإمارات للإدلاء بشهادته، وأكد أن هناك جريمة ارتكبت بحق نورهان».
وذكر أنه اكتشف وجود كسر في ساق ابنته، مع أنها لم تكن تتحرك من مكانها، معتبراً ذلك دليلاً إضافياً على تعرض طفلته للإهمال. وتابع الغيث «في أغسطس الماضي، أجريت عملية فتح الرئة لتركيب جهاز تنفس اصطناعي لنورهان، وقد ظلت الطفلة تصارع الألم لـ10 ساعات، حتى إن وجهها بدأ ينتفخ ويزرقّ نتيجة الاحتقان وعدم وصول الأكسجين إلى المخ إلى أن توفيت، وقد اتضح بعد ذلك أن جهاز التنفس لم يُركب لها بطريقة صحيحة، كما أن البالون لم يكن يعمل».
ويؤكد الغيث عزمه على مقاضاة المسؤولين عن وفاة طفلته، لافتاً إلى أنه قدم طلباً في يونيو الماضي إلى نيابة دبي لبدء التحقيق في الواقعة وتقديم المتورطين في الإهمال إلى العدالة.
وقال إن كثيراً من الأطباء الذي عاينوا نورهان مستعدون لتقديم شهادتهم، لكن حتى اليوم لم يتم الاستماع لأحد، حتى إن بعضهم غادر الدولة.
إلى ذلك، قال رئيس نيابة بر دبي، المستشار سامي الشامسي، إن سبب التأخير ليس من النيابة العامة، مؤكداً أن هناك طلبات عدة قدمها والد الطفلة، أولها التحقيق في وصف عقار الأسبرين للطفلة، والكسر في فخذها، وعملية إزالة اللوزتين، وعملية تركيب جهاز التنفس، معتبراً أنها «ليست واقعة واحدة، لذا يتعين على النيابة طلب ردود من هيئة الصحة على كل تلك الوقائع، وهو حق خالص للشاكي».
وتابع أن «التقارير الفنية هي التي تحدد وجود جريمة من عدمه، لذا تحقيقات النيابة تتوقف على جاهزية تلك التقارير».
وكانت النيابة العامة في دبي أحالت طبيبين من وحدة العناية المركزية في مستشفى راشد، إلى المحكمة، بتهمة قتل مريض عمداً، مستندة إلى نتيجة لجنة طبية شُكلت للتحقيق في الواقعة، توصلت إلى أن المريض لم يكن ميتاً سريرياً، بل كان في وعيه، وأن سبب الوفاة هو عدم انعاشه عند تعرضه لنوبة قلبية