زار صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، منزل ذوي الشهيد الطيار ماجد أحمد الشملان في خورفكان، معزياً إياهم في استشهاده في حادث سقوط طائرة تدريب عسكرية، الأسبوع الجاري، من نوع «هوك»، تابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي لدولة الإمارات. وأعرب سموّه عن اعتزازه بكل الشباب الذين يؤدون واجبهم الوطنـي في كل مواقـع البذل والعطاء لأجـل الوطن ورفعته وسلامته. وروت زوجة الشهيد تفاصيل آخر مشهد له في البيت، قبل مغادرته إلى عمله ووفاته بساعات، قائلة: «لقد احتضن روضة بقوة، وتشبثت هي به، ولم ترغب في تركه، وكأنها تودعه للمرة الأخيرة، إذ كان متعلقاً بها بشكل كبير، ويردد على مسامعها كلمة: (أحبك باستمرار)». ووصف والد الشهيد أحمد الشملان النقبي اللحظات التي تلقى فيها نبأ وفاة ابنه ماجد (24 عاماً)، بأنها أصعب لحظة في حياته، وقال إنه «تلقى الخبر من أحد أبنائه نحو الساعة 11 صباحاً».
الشهيد ماجد الشملان محتضناً طفلته روضة .
وقال الأب إن ماجد «كان طموحاً وينتظره مستقبل واعد، ولديه أسرة في بداية تكوينها، وزوجة وطفلة صغيرة تعلّقت به، وكانت ترقبه بنظراتها وتستقبله بابتسامة كلما عاد إلى المنزل في إجازاته، وفقده حدث أليم بالنسبة إلينا جميعاً». ونوّه والد الشهيد بزيارة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقال: «كان لها كبير الأثر في التخفيف من مصابنا». وقالت (أم عبدالله) والدة الشهيد إن ماجد «كان من المتفوقين دراسياً، وكان حلمه أن يصبح طياراً منذ صغره، فأنهى الثانوية العامة والتحق بكلية خليفة الجوية، وعمل فيها ست سنوات». ماجد هو الرابع بين إخوته، وله خمسة إخوة من الذكور واثنتان من الإناث، لايزال اثنان من إخوته على مقاعد الدراسة، وتخرجت إحدى شقيقاته حديثاً، فيما يعمل البقية في وظائف متنوّعة، وتزوج ماجد منذ سنتين، ولديه روضة، التي بلغت شهرها التاسع، وقالت الأم إنه «كان يحرص على سماع كلمة بابا منها كلما اتصل هاتفياً». وذكرت (أم سلطان) شقيقة ماجد: «لم تتح لنا رؤيته للمرة الأخيرة، كان مكفّناً بعلم الدولة عندما رأيناه من بعيد»، وتابعت أن أخاها «كان شغوفاً بالرياضة، ويعشق (بناء الأجسام)، وكان يداوم على ممارستها، كما أنه يهوى السفر برفقة الأهل والأصدقاء، وكان إنساناً مرحاً يشيع أجواءً من البهجة في البيت بمجرد عودته إليه». واستذكرت ما وصفتها بمواقف لا تنسى للشهيد، إذ كانت تدرّسه باستمرار، خصوصاً قبل الامتحانات، وكانت تسعد به عندما تسمعه يقول لها «أنتِ أفضل من معلمي»، ولفتت إلى أنه حصل على نسبة 85٪ في الثانوية العامة.
الله يرحم الفقيد بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته,اللـهـم انزل علي اهله الصبر والسلوان و ارضهم بقضائك..إنا لله وإنا إليه راجعون