شرطة دبي تكشف جريمة قتل بعد 5 سنوات من ارتكابها
4 موظفين قتلوا رجل أعمال ودفنوا جثته في وادٍ على الحدود الإماراتية ــ العمانية
شرطة دبي تكشف جريمة قتل بعد 5 سنوات من ارتكابها
المصدر: محمد فودة - دبي - التاريخ: 10 فبراير 2012
شرطة دبي استخدمت 3 كلاب بوليسية لتحديد مكان الجريمة.. وفي الإطار القتيل. من المصدر
كشفت شرطة دبي غموض جريمة قتل وقعت منذ خمس سنوات، وتحديداً في شهر يوليو عام ،2007 حين اعتدى أربعة موظفين باكستانيين في حالة سُكر على رجل أعمال يحمل جنسيتهم يبلغ من العمر 46 عاماً، ما أدى إلى وفاته، ودفنوه في منطقة على حدود الإمارات وعمان، من دون أن يتم القبض عليهم طوال تلك الفترة.
وقبضت شرطة دبي على المتورطين في جريمة القتل واعترفوا بارتكابها، لكن فشلت جميع الجهود في العثور على جثمان المجني عليه بسبب دفنه في وادٍ تحط فيه السيول والأمطار ويشهد تيارات قوية تجرف عادة التربة الموجودة في المنطقة، لكن الكلاب البوليسية تعرفت على مكان الجثمان نتيجة الآثار التي تحللت من الجثة.
وقال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، العميد خليل ابراهيم المنصوري، إن «الواقعة بدأت حين تلقى أحد الضباط معلومات من مصادر سرية في إحدى الدول، تفيد بتورط أربعة أشخاص في قتل رجل باكستاني يقيم في إمارة الشارقة ودفنه في أحد الوديان».
وأضاف أنه فور تلقي المعلومات تم التنسيق مع القيادة العامة لشرطة الشارقة ومن خلال البحث في النظام تبين أن الرجل كان يقيم في الدولة فعلياً، وانتهت إقامته في عام ،2008 لكنه لم يبادر إلى تجديدها بالرغم من أن لديه أعمالاً تجارية في الدولة، كما أنه لم يسجل مغادرة من أي مطار، واختفى فعلياً في ظروف غامضة منذ عام .2007
وأشار المنصوري إلى أنه تم تشكيل فريق من البحث الجنائي والملاحقة الأمنية، توصل إلى مطلقة الرجل، التي تحمل جنسية دولة عربية، وولديه منها، أحدهما 17 عاماً والآخر 11 عاماً، وأفادت المرأة بأنه كان يهجرها أثناء الزواج، وتعمد تجاهلها، وحاولت التواصل معه خلال تلك الفترة للتفاوض معه بشأن النفقة وأمور عالقة بينهما، لكن من دون جدوى، حتى اعتقدت أنه غادر البلاد وفقدت الأمل في التوصل إليه.
وتابع أن «فريق العمل في القضية فوجئ كذلك بأن أشقاء المجني عليه الذين يقيمون في باكستان، حاولوا البحث عنه أكثر من مرة، خلال زياراتهم إلى الإمارات، لكنهم فشلوا في العثور عليه، ولم يحاولوا إطلاقا اللجوء إلى الجهات المختصة على الرغم من أن الإبلاغ مبكراً كان سيسهّل من مسألة العثور على الجثمان ودفنه بطريقة لائقة».
وأوضح أن «فريق البحث الجنائي استطاع تحديد المتهمين من خلال المعلومات التي أرشدت إليها المصادر، وقبض على ثلاثة منهم، فيما غادر الرابع البلاد، وأنكروا التهمة في البداية، لكن بمواجهتهم بالمعلومات أقروا بأنهم كانوا يسهرون سوياً مع المجني عليه في منطقة الغبيبة في إمارة الشارقة، وتشاجروا معه بسبب خلاف مالي، واعتدوا عليه، لكن اكتشفوا الوفاة في اليوم التالي، فنقلوا الجثة في سيارة أحدهم إلى منطقة على حدود الإمارات وعمان يطلق عليها «الروضة».
وأفاد المنصوري بأنه تم التواصل مباشرة مع السلطات العمانية التي أبدت تعاوناً كبيراً، لافتاً إلى أن شرطة دبي حرصت على أمرين مهمين، الأول توفير دفن لائق للرجل، والثاني ضبط المتهمين، واستطاعت بمساعدة السلطات العمانية، وبعد أن ارشد المتهمون إلى المنطقة، التوصل إليها، وهي عبارة عن وادٍ، أو سيح، تتجمع فيه الأمطار، وتنطلق منه التيارات المائية بطريقة قوية للغاية، وجرت عملية تنقيب في المنطقة لكن من دون جدوى. ولفت إلى أن فريق البحث استعان بثلاثة كلاب بوليسية استطاعت فعلياً تحديد المكان الذي دفن فيه، بعد أن شمت الآثار المتحللة من جثته، مرجحاً حسب إفادة السلطات العمانية أن تكون التيارات المائية جرفت ما تبقى من الجثة وجرتها إلى مكان آخر، مؤكداً أن عمليات البحث ستستمر للعثور على بقايا الرجل ودفنه بشكل لائق، وأوضح أنه تم الحصول على عينات من المادة الوراثية «دي.إن.إيه» من زوجة المتهم وابنيه للمساعدة في البحث عن بقايا جثمانه، فيما أحيل المتهمون إلى النيابة العامة في الشارقة لاستكمال التحقيقات معهم.