logo

 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 10-11-2016, 11:49 AM
  #1
المحامي والمحكم علي العقيد
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 287
افتراضي علاج السحر بالطرق الشرعية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ،


أما بعد ،،،


أولاً : قال تعالى : { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ْ} أي: الكتب السابقة { إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ْ} نبأ الأولين، وشككتم هل بعث الله رجالا؟ فاسألوا أهل العلم بذلك الذين نزلت عليهم الزبر والبينات فعلموها وفهموها، فإنهم كلهم قد تقرر عندهم أن الله ما بعث إلا رجالا يوحي إليهم من أهل القرى، وعموم هذه الآية فيها مدح أهل العلم، وأن أعلى أنواعه العلم بكتاب الله المنزل. فإن الله أمر من لا يعلم بالرجوع إليهم في جميع الحوادث، وفي ضمنه تعديل لأهل العلم وتزكية لهم حيث أمر بسؤالهم، وأن بذلك يخرج الجاهل من التبعة، فدل على أن الله ائتمنهم على وحيه وتنزيله، وأنهم مأمورون بتزكية أنفسهم، والاتصاف بصفات الكمال.
وأفضل أهل الذكر أهل هذا القرآن العظيم، فإنهم أهل الذكر على الحقيقة، وأولى من غيرهم بهذا الاسم، ولهذا قال تعالى: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ ْ} أي: القرآن الذي فيه ذكر ما يحتاج إليه العباد من أمور دينهم ودنياهم الظاهرة والباطنة، { لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ْ} وهذا شامل لتبيين ألفاظه وتبيين معانيه، { وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ْ} فيه فيستخرجون من كنوزه وعلومه بحسب استعدادهم وإقبالهم عليه.

المصدر : تفسير الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى المعروف بتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .



ثانياً : قال صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).
فهذا الحديث العظيم يدل على أن الدين هو النصيحة، وذلك يدل على عظم شأنها؛ لأنه جعلها الدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحج عرفة))[1]، وهذا الحديث يدل على أن النصيحة هي الدين وهي الإخلاص في الشيء والصدق فيه حتى يؤدى كما أوجب الله، فالدين النصيحة في جميع ما أوجب الله، وفي ترك ما حرم الله، وهذا يعم حق الله وحق الرسول وحق القرآن وحق الأئمة وحق العامة.


والنصيحة كما تقدم هي الإخلاص في الشيء والعناية بها، والحرص على أن يؤدى كاملاً تاماً لا غش فيه ولا خيانة ولا تقصير، يقال في لغة العرب: ذهبٌ ناصح، أي ليس فيه غش.


ويقولون أيضاً: عسل ناصح، يعني ليس فيه غش.


وهكذا يجب أن يكون المؤمن في أعماله ناصحاً لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.


فالنصيحة لله توحيده سبحانه وتعالى والإخلاص له وصرف العبادة له جل وعلا من صلاة وصوم وحج وجهاد وغير ذلك.


يعني: أن يعمل في غاية الإخلاص لله، لا يعبد معه سواه بل يعبده وحده، وينصح في هذه العبادة ويكملها، مع الإيمان به وبكل ما أمر به، وهكذا ينصح في أداء ما فرض الله عليه وترك ما حرم الله عليه يؤدي ذلك كاملاً لعلمه بحق الله وأن الله أوجبه عليه فهو يخلص في ذلك ويعتني به.


وهكذا في حق القرآن يتدبره ويتعقله ويعمل بما فيه من أوامر، وينتهي عن النواهي، وهو كتاب الله العظيم وحبله المتين، فالواجب العناية والنصح في ذلك قولاً وعملاً وذلك بحفظ الأوامر وترك النواهي، والوقوف عند الحدود التي بينها الله في القرآن الكريم حتى لا تخل بشيء من أوامر الله في القرآن، وحتى لا ترتكب شيئاً من محارم الله، مع الإيمان بأنه كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود، هذا قول أهل السنة والجماعة قاطبة، كما قال عز وجل: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ[2]، وقال سبحانه: تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ[3].


وقال عز وجل: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ[4]، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أنه كلام الله سبحانه، وأنه منزل من عنده، فالمؤمن يؤمن بهذا كله وهكذا المؤمنة، ويعتقد كل منهما أنه كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود خلافاً للجهمية ومن سار في ركابهم من المبتدعة.


وهكذا النصح للرسول صلى الله عليه وسلم، يكون بطاعة أوامره واجتناب نواهيه والإيمان بأنه رسول الله حقاً وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، مع الدفاع عن سنته والذب عنها، كل هذا من النصح للرسول صلى الله عليه وسلم، وهكذا العناية بأحاديثه صلى الله عليه وسلم وبيان صحيحها من سقيمها، والذب عنها والامتثال بها، والوقوف عند الحدود التي حددها الله ورسوله، كما قال تعالى: تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا[5] الآية، هذه هي النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم، وما زاد عن ذلك من أداء الواجبات وترك المحرمات كان كمالاً للنصيحة وتماماً لها.


فالحاصل أنه بعنايته بما أمر الله به ورسوله وما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله من الحقوق يكون قد نصح لله ولكتابه ولرسوله؛ لأداء فرائض الله وترك محارم الله، والوقوف عند حدود الله، والإكثار من الثناء عليه، وذكره سبحانه وتعالى وخشيته جل وعلا، كل هذا من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم.


أما النصيحة لأئمة المسلمين فبالدعاء لهم والسمع والطاعة لهم في المعروف، والتعاون معهم على الخير وترك الشر، وعدم الخروج عليهم، وعدم منازعتهم، إلا أن يوجد منهم كفر بواح عليهم برهان من الله سبحانه وتعالى، كما جاء ذلك في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه في مبايعة الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم.


ومن النصيحة لهم: توجيههم إلى الخير وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالأسلوب الحسن والرفق وسائر الطرق المفيدة؛ عملاً بهذا الحديث الصحيح، ويقول الله عز وجل: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى[6]، وقوله سبحانه: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[7].


وأما النصيحة لعامة المسلمين فإنها تكون بتعليمهم وتفقيههم في الدين ودعوتهم إلى الله سبحانه وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وإقامة الحدود عليهم والتعزيرات الشرعية كل هذا من النصيحة لهم.
المصدر : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى - موقع الشيخ الرسمي .

ثالثاً : السحر من أعظم كبائر الذنوب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:‏‏ « ‏اجتنبوا السبع الموبقات قالوا‏‏ : وما هي يا رسول الله‏؟‏ قال‏‏ : الشرك بالله والسحر وقتل النفس‏ » ‏[‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه‏]‏ إلى آخر الحديث‏‏ فعدَّ السحر من الموبقات وجاء بعد الشرك بالله عز وجل والسحر كفر؛ لأن الله سبحانه وتعالى ذكر عن اليهود أنهم استبدلوا كتاب الله بالسحر كما قال تعالى‏‏: ‏( ‏نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ، وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ) ‏[‏البقرة ‏‏: 101-102‏]‏ السحر من فعل الشياطين ، وهو كفر وفي الآية يقول سبحانه وتعالى:‏‏ ‏( ‏وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ) ‏ [‏البقرة :‏‏ 102‏]‏ فدل على أن تعلم السحر كفر ، وفي ختام الآية قال‏‏: ‏( ‏وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ) ‏[‏البقرة :‏‏ 102‏]‏ يعني‏‏ من نصيب فدل على أن الساحر إذا لم يتب إلى الله أنه ليس له نصيب في الآخرة ، وهذا هو الكافر ، فالسحر كفر ، وعلى هذا لا تصح الصلاة خلف الساحر ، وكذلك من يصدق بالسحر ، ويعتقد أنه شيء حق ، وأنه يجوز عمله ، فهذا مثل الساحر يأخذ حكمه‏‏ ، أما قضية حل السحر بسحر مثله فقد نص كثير من العلماء على أن ذلك لا يجوز ؛ لأن التداوي إنما يكون بالحلال والمباح ولم يجعل الله شفاء المسلمين فيما حرم عليهم ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:‏‏ « ‏تداووا ولا تداووا بحرام »‏ ‏[‏رواه أبو داود في ‏"‏سننه‏"‏ ‏من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه وهو جزء من حديث أوله : « ‏إن الله أنزل الداء والدواء‏‏‏‏‏‏‏ »] ،‏‏ وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال:‏‏ « إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم » ‏[‏رواه البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ من كلام ابن مسعود رضي الله عنه‏]‏ ، ومن أعظم المحرمات السحر فلا يجوز التداوي به ، ولا حل السحر به ، وإنما السحر يحل بالأدوية المباحة ، وبالآيات القرآنية ، والأدعية المأثورة هذا الذي يجوز حل السحر به‏‏ ، وأما حله بسحر مثله فهذا هو النشرة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم : ‏‏« إنها من عمل الشيطان‏‏ » ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏‏ من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما]‏ ، وقال الحسن:‏‏ « لا يحل السحر إلا ساحر » ‏[‏ذكره ابن مفلح في ‏"‏الآداب الشرعية‏"‏ عن ابن الجوزي في ‏"‏جامع المسانيد‏"‏‏‏]‏ ، ومنع منها كثير من العلماء‏ .
المصدر : الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى - الموقع الرسمي للشيخ .

وخلاصة ما تقدم يتعين عدم التسرع في نشر مثل هذه الأمور بل يجب عرضها على أهل الذكر من العلماء الكبار الثقات من أهل السنة والجماعة ممن عرف بسلامة العقيدة والمنهج والخلو من البدع والزيغ والضلال والانحراف عن الصراط المستقيم حتى يكون المرء على بينة من أمره وحتى يسلم له دينه ودنياه وأخراه من واحدة من السبع الموبقات أو المهلكات وهو السحر أو اللجوء إلى الساحر بغرض فك السحر فلا يغرك زخارف أقوالهم ولا حسن منظرهم المهم سلامة القلوب من الشرك والكفر وسلامة الأقوال والأفعال من كل ما يؤدي إلى الشرك والكفر والسحر على وجه الخصوص فليس كل من قرأ القرآن الكريم يطلب منه علاج السحر أو بعض الأمراض الروحية بل يطلب العلاج من الشيخ الثقة الذي يعالج فقط بالطرق المشروعة في الكتاب والسنة والإجماع وبخلاف ذلك فلا يلومن إلا نفسه من قامت عليه الحجة فسوف يأتي القرآن الكريم يوم القيامة حجة عليك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم من الكفر والشرك والبدع والذنوب والمعاصي .


هذا والله ولي التوفيق وصلى الله على نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
المحامي والمحكم علي العقيد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
السحر, الشرعية, بالطرق, علاج

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:49 PM.