حمدان بن محمد يسدّد ديون 15 مواطناً.. والإفراج عنهم قريباً
سجناء سُددت مديونياتهم أكدوا لــ « الإمارات اليوم » أنهم استوعبوا الدرس ولن يقـترضوا مرة أخرى
حمدان بن محمد يسدّد ديون 15 مواطناً.. والإفراج عنهم قريباً
المصدر: رامي سلوم - دبي / عائشة الشامسي - عجمان ـ سليمان الماحي رأس الخيمة
التاريخ: 23 نوفمبر 2011
تكفل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، بسداد مديونيات 15 سجيناً مواطناً من المستحقين للمساعدة المالية، ترتبت عليهم مبالغ وصلت الى 14 مليوناً و679 ألفاً و841 درهماً، ضمن مبادرة الافراج عن 40 سجيناً مواطناً التي أطلقتها صحيفة «الإمارات اليوم» التابعة لمؤسسة دبي للإعلام، و«صندوق الفرج» التابع لوزارة الداخلية، بمناسبة احتفالات الدولة بمرور 40 عاماً على قيام الاتحاد.
وجاءت مبادرة سمو الشيخ حمدان بن محمد بعد أيام على إعلان مؤسسة دبي الاسلامي الانسانية التابعة لبنك دبي الاسلامي تقديمها مبلغ 10 ملايين درهم لتسديد مديونيات 25 سجينا.
من جانبهم، أعرب السجناء المواطنون الذين شملتهم المكرمة عن فرحتهم الغامرة بنبأ تسديد مديونياتهم، مؤكدين أن الفترة التي قضوها في السجن كانت درساً سيستفيدون منه في حياتهم المقبلة، وأن يكونوا عند حسن الظن بهم ويردوا الدين وفاء لقيادة الدولة، معاهدين بالمشاركة الفاعلة في جهود التنمية.
وثمنوا مبادرة «صندوق الفرج» و«الإمارات اليوم»، التي اهتمت بمشكلتهم وسعت إلى حلها، مشيرين إلى أن لحظة خروجهم من السجن هي مولد جديد لهم.
وكان المشمولون بالمبادرة استيقظوا من النوم ليقضوا يوماً جديداً في السجن دون ان يخطر ببالهم أنه اليوم الأخير لهم من أيام معاناتهم من هم القروض، وفوجئوا برئيس قسم شؤون النزلاء يستدعيهم ويبلغهم بقرار الافراج عنهم قريبا.
وفي سجن منطقة الفلية في رأس الخيمة، قال علي عيسى (35 سنة) إن «خبر تسديد مديونياتنا كان مفاجأة سارة بكل المقاييس ولا تستطيع الكلمات وصفها»، متابعاً أن بعض المشمولين بالمبادرة عبروا عن فرحتهم بالدموع بمجرد أن أبلغهم رئيس قسم شؤون النزلاء العقيد ناصر يوسف صوفه بقرب الإفراج عنهم.
وحول ظروف دخوله السجن ذكر عيسى أن ذلك كان بسبب مصاعب مالية تعرض لها نتيجة نشاط تجاري دون دراسة جدوى، وثقته الزائدة بأشخاص تلاعبوا به وورطوه في ديون بلغت 120 ألف درهم.
وأوضح أنه كان موظفاً يعيش في ظروف أسرية عادية، وتزوج من امرأتين وأنجب تسعة من الأبناء والبنات، وكان يعيش في بيت بالإيجار، وأراد تحسين وضعه المالي وتورط في المشروع التجاري، بعدها انقلبت حياته رأساً على عقب وتراكمت عليه الديون، وظروفه لم تسمح له بالسداد، والنتيجة أنه دخل السجن، لافتاً إلى أن «الفترة التي قضيتها في السجن ستكون درسا مفيدا أستمد منه الكثير من العبر في حياتي».
وأعرب عن شكره لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، على المبادرة التي خلصته من ديونه وأعادته إلى أسرته مرة أخرى، مثمناً جهود مؤسسة دبي الإسلامي، و«صندوق الفرج» و«الإمارات اليوم»، مؤكداً أنه سيعيش حياة خالية من المشكلات ولن يتورط في ديون جديدة بعد اليوم.
سجين مكالمات
من جانبه، ذكر علي زيد سعيد (25 سنة) وهو شاب أعزب متورط في دين يزيد على ربع مليون درهم، ناجم عن حساب مكالمات هاتفية، ولم يكن في استطاعتي سداد هذا المبلغ الضخم، خصوصاً أني موظف وانفق على والدي وإخوتي الـ،13 ونتيجة لذلك دخلت السجن».
وأكد أنه يعيش فرحة لا تقدر بثمن، منذ أن سمع بقرار الإفراج عنه قريبا، معبراً عن شكره العميق لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وموسسة دبي الاسلامي الانسانية على المبادرة التي خلصته من ديونه وأعادته إلى أسرته مرة أخرى بعد تسعة أشهر قضاها في السجن، معتبراً أن الفترة التي قضاها في السجن «درساً لن ينساه طوال حياته».
وذكر نزيل آخر، محمد أحمد، أنه أعزب ودخل السجن بسبب ديون قيمتها 210 آلاف درهم عبارة عن بقايا دين أكبر من ذلك، لافتاً إلى أنه اجتهد في سداد جزء كبير من ديونه، وقبل ان يكمل ما عليه من الالتزامات المالية، فوجئ بدائنيه يرسلوه الى السجن، حيث قضى أربعة أشهر.
وثمن محمد مبادرة «الامارات اليوم» و«صندوق الفرج» التي خلصته من ديونه وستؤدي إلى الافراج عنه مع زملائه، قائلاً إن «المبادرة جسدت كرم قيادتنا والمروءة والشهامة المتأصلة في أبناء بلادنا».
واقترح تشكيل لجنة دائمة لدراسة أحوال المواطنين المدينين بمبالغ بسيطة ومنحهم فرصة لتسديد ديونهم من مرتباتهم بدلاً من ارسالهم إلى السجون، لافتاً إلى أن دخول المرء السجن يعني نهاية علاقته مع الوظيفة والمجتمع، ما يفاقم الامور الأسرية والاجتماعية ويجعلها تتجه نحو الأسوأ.
وأبدى علي مطر، الذي تثقل كاهله ديون تناهز نصف مليون درهم، سعادته، لأنه في طريقه إلى زوجتيه وأطفاله الثلاثة، وقال «تلك الديون التي رمت بي في السجن كانت نتيجة شراء أثاث منزلي وقرض تمويل سيارة، ونتيجة لتوقفي عن السداد فقدت وظيفتي وليس عندي مصدر دخل غير راتب شهري أحصل عليه من الشؤون الاجتماعية، وهو عبارة عن 12 ألف درهم تغطي جزءاً من التزاماتي الأسرية». وأضاف «حاولت إقناع الدائنين بتسوية الديون على شكل أقساط مريحة دون جدوى، ووقفت عاجزاً أمام الديون، وأخيراً دخلت السجن، وبعدما تملكني اليأس جاءت مبادرة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، التي انتشلتني من غياهب السجون إلى الحرية من جديد، مثمناً جهود مؤسسة دبي الإسلامي، و«صندوق الفرج» و«الإمارات اليوم»، الذين ساعدوا في مغادرتي السجن وإعادتي إلى بيتي وزوجتي وأولادي قريبا.
مبادرة إنسانية
وزارت «الإمارات اليوم» إدارة المنشآت الإصلاحية والعقابية في عجمان، والتقت بالنزيل (ط.س.م) الذي قال إنه يشكر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وموسسة دبي الاسلامي ومبادرتها الإنسانية والتكفل بسداد ما عليه من مستحقات مالية مقدارها 140.488 ألف درهم، وإنه يقدر هذه المكرمة التي أعادت إليه الحياة، مثمناً جهود «صندوق الفرج» و«الإمارات اليوم»، وكل المتبرعين الذين ساعدوه على الخروج من السجن.
وأشار إلى أنه كان يعمل في جهة خاصة براتب متواضع، ولأسباب خاصة ترك الوظيفة، وفي الوقت نفسه لم يستطع سداد دينه نظراً لعدم وجود أي مصدر دخل، وحاول حل القضية ودياً مع الجهة التي تطالبه بالمستحقات المالية ولكنه لم يوفق، فكان مصيره السجن، متابعاً أن أسرته خصوصاً والدته تأثرت كثيراً عند سماعها بخبر دخوله السجن، وأن ظروفها المتواضعة لم تمكنها من مساعدته على سداد ديونه.
وأضاف أنه يتمنى العثور على فرصة عمل مناسبة ويكون له مصدر دخل ثابت يساعده على تحمل مصاريف الحياة ويبعده عن الديون ويساعده على الزواج والاستقرار.
طالبة «الحقوق»
وأعربت النزيلة (م.ج.م - 29 عاماً)، عن سعادتها عند سماعها خبر تكفل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وموسسة دبي الاسلامي الانسانية ديونها، مثمنة جهود «صندوق الفرج» و«الإمارات اليوم»، مؤكدة أنها لن تقرب الديون مرة أخرى، موضحة أنها طالبة في كلية الحقوق في جامعة عجمان، وفي الوقت نفسه كانت تعمل في جهة حكومية في دبي، ومرت أسرتها بظروف صعبة خصوصاً أن والدتها مريضة، ولديها عدد كبير من الإخوة والأخوات، وتراكمت عليهم الأقساط فاضطرت إلى الحصول على سلفة 15.800 ألف درهم، لتساعد أسرتها على مصاريف الحياة، ولم تستطع سدادها.
وأضافت أنها بذلت قصارى جهدها لسداد القرض دون جدوى ودخلت السجن، والآن تشعر بالسعادة البالغة، متمنية أن تعثر على فرصة عمل مناسبة، بعد خروجها من السجن، وأن يتكفل فاعل خير بمصاريف دراستها الجامعية.
حياة جديدة
وفي سجن دبي، أكد المواطن فايز محمد جمعة نيته بدء حياة جديدة والبحث عن عمل بعد خروجه من السجن، مشيراً إلى أنه تلقى خبر ولادة طفلته البكر وهو في سجن دبي، بعد أن أدى حادث سير الى إعطاب السيارة التي كان يقودها دون رخصة، وعجزه عن سداد مبلغ 59 ألفاً و727 درهماً الذي غرمته فيه المحكمة. وأوضح أنه أنهى فترة عقوبته البالغة شهراً كاملاً، وقضى نحو شهر آخر خلف القضبان بسبب عجزه عن سداد المبلغ، موجهاً الشكر لمؤسسة «دبي الاسلامي» الانسانية على تكفلها بتسديد المبلغ.
وأضاف جمعة البالغ من العمر 26 عاماً، أنه في غاية الشوق للقاء والدته وزوجته وطفلته، بعد أن فقد الأمن في خروجه من السجن، متمنياً أن يجد فرصة عمل مناسبة، ليبدأ حياة جديدة، مبيناً انه سجل في هيئة تنمية منذ فترة طويلة، وحاصل على شهادات عدة في اللغة الانجليزية من المعهد البريطاني ودورات تأهيل عدة.
من جانبه، أكد يوسف محمد محمود، من مواليد ،1971 أن المبادرة الكريمة فرصة لبدء حياة جديدة، خصوصاً انه كان عاطلاً عن العمل منذ نحو 10 سنوات بسبب عجزه الصحي، ولا يتلقى أي دخل بينما يحصل اليوم على مساعدات من وزارة الشؤون الاجتماعية، فضلاً عن حصوله على منزل من مؤسسة خيرية. وأوضح انه اضطر لاقتراض مبلغ 100 ألف درهم عام 2005 ليتمكن من شراء مسكن، حيث كان يعمل سائقاً، وعجز عن سداد المبلغ المستحق عليه وتراكمت الفوائد على المبلغ الذي وصل اخيراً الى نحو 337 ألف درهم. ويعاني محمود التهاب الكبد الوبائي (سي)، وارتفاعاً في الضغط، فضلاً عن امراض اخرى سببت له عجزاً صحياً عن العمل، خصوصاً انه لا يقرأ ولا يكتب، ما زاد من صعوبة حصوله على فرصة عمل. وقال إنه دخل السجن للمرة الأولى في الاول من يونيو بعد أن حكم عليه بالسجن شهراً واحداً، لكنه لم يتمكن من الخروج بسبب عجزه عن سداد مبلغ القرض.وأضاف أنه يئس من خروجه من السجن لعلمه بالظروف المالية لأسرته حتى تبنت «الإمارات اليوم»، المشكلة، لافتاً إلى أنه كان متأكداً من أن أهل الخير لن يتركوه في هذه الحال بعد أن يقرأوا قصته في الجريدة.