أربعيني استغل إصابته بالصرع لترويج الأقراص المخدرة
أضاع أربعيني مستقبله في مستنقع المخدرات والتجارة بها، وأودى بمستقبل أفراد أسرته أيضاً، وهو يجلس اليوم خلف قضبان السجن محكوماً بـ15 عاماً.
كان «ع» يتمتع بكامل الصحة والعافية، ويشغل وظيفة مرموقة بإحدى الجهات الحكومية في الدولة، عُرف عنه نشاطه الكبير وحيويته في أداء مهام العمل بدقة تامة، بل مشهود له بالكفاءة المهنية من رؤسائه في العمل كافة، إلى أن وصل إلى منصب قيادي، وهو الأمر الذي أسعد جميع أفراد أسرته بمن فيهم زوجته المحبة له.
صاعقة
نزلت الصاعقة على «ع» وأسرته نظراً إلى إصابته بمرض نفسي وبالصرع، حيث بدأ يتردد على الأطباء والمستشفيات طلباً للعلاج، ونظراً لحساسية الوظيفة التي كان يشغلها، قامت جهة العمل مضطرة بتوجيه خطاب رسمي لفصله.. حالة نفسية صعبة مر بها «ع»، وزادت نفسيته سوءاً، بعد الاستغناء عن خدماته من قِبل جهة عمله.
بطلب من أصدقاء السوء؛ بدأ «ع» منحهم بعضاً من الحبوب المخدرة التي يتعاطاها كعلاج، ونظراً إلى قلة دخل «ع» بعد انتهاء عمله وتقاضيه لمعاش تقاعد قليل، فكر بالاستفادة من بيع الأقراص المخدرة لأصدقائه الذين يتهافتون على شرائها منه. ظل «ع» يتردد على مراكز طبية عدة، لصرف كمية أكبر من الأقراص المخدرة، وراجت تجارته المحرمة.
ثروة
لم يتوقف «ع» عند هذا الحد، فلم يعد ما يحصل عليه من أقراص مخدرة مقابل صرف الوصفات كافياً لتجارته الرابحة، ففكر بمصادر أبعد لجلب المخدرات من الخارج، وقد اشترى كميات كبيرة منها وباعها، مكوّناً بذلك ثروة طائلة، ليصل صيته إلى إدارة التحريات ومكافحة جرائم المخدرات، فتم الإيقاع به بعد محاولات عدة، وقبض عليه متلبساً بكميات كبيرة. بعد إحالته إلى القضاء، حكم عليه بالسجن المؤبد، وقدم محاميه استئنافاً وخففت العقوبة بالسجن 15 عاماً.
أدوية وفراغ
المحامي والمستشار القانوني حسن المرزوقي الذي تناول قضية «ع»، أوضح أنه نظراً إلى طبيعة المرض النفسي والصرع الذي أصيب به «بطل القضية»، فقد كانت تُصرف له وصفات طبية معتمدة، عبارة عن أدوية وعقاقير مخدرة. إلا أنه في المقابل بدأ يعاني فراغاً كبيراً في حياته، ليُشغل هذا الفراغ بتعرفه على أصدقاء جدد، ومنهم أصحاب سوابق قضائية في تعاطي المخدرات، وقد توطدت علاقته بهم، إلى أن بدأ أصدقاؤه يطلبون منه بعضاً من الأقراص المخدرة التي يتعاطاها كدواء، وتصرف له بموجب وصفة طبية.
مارتن لوثر كنج :
( المصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار )