الثورات العربية تلهم شباب إسبانيا
تنتشر خيام المعتصمين من الشباب علي بعد أمتار فقط من مقر الحكومة الإقليمية في مدريد، الذي ينذر بصيف ساخن لثورة شباب إسبانيا وأوروبا، منبعه ربيع الثورات العربية. وتدخل حركة اعتصام الشباب الإسباني أسبوعها الثالث، في ظل تصعيد إحتجاجاتها تحت راية المطالبة بديمقراطية حقيقية وتواجه حركة الشباب العاطل عن العمل المطالب بالتغيير إرهاقًا وضغطًا من قبل رجال السياسية، الذين لم يمتنعوا، و لو للحظة واحدة، عن مطالبة شباب حركة 15 مايو للعودة إلى بيوتهم، لأنهم في الحققيقة أحدثوا شللاً في المجتمع الإسباني، وأزعجوا الساسة من حزبي اليسار الحاكم، وحتى اليمين الذي يحكم العاصمة مدريد.
أثار رجال السياسية في سائل الإعلام الإسبانية أخيرًا أوصافًا عدة تخص حركة 15 مايو المطالبة بالتغيير والإصلاح السياسي والاقتصادي، نتيجة أزمة البطالة التي يعانيها الشباب، حيث وصفوا بأنهم شباب الكلب والناي الذين غزوا أهم ساحات العواصم الإسبانية منذ أكثر من أسبوعين، وليست لهم أي علاقة بالمطالب الديمقراطية، ولا يهمهم الحصول إطلاقًا على فرصة عمل، لأنهم شباب يمارس هواية التجوال في الشوارع برفقة بكلب وناي الا أن الواقع على أرض الميدان يبدو مختلفًا تماما عن تلك الأوصاف التي يراها الشباب المعتصم بأنها دعاية سياسية وإعلامية مغرضة من أجل إجهاض مساعيهم إلى المطالبة بالتغيير وبديمقراطية حقيقية .
يقول بيدرو غونثاليث أحد الناطقين الرسمين باسم حركة 15 مايو مطالب الحركة واضحة لرجال السياسة، رغم عدم تلقي الشباب أي رد رسمي من قبل الحكومة، بل الرد الوحيد الذي تلقوه كان في ساحة كاتالونيا في مدينة برشلونة في شمال البلاد، حيث إقتحمت فرق مكافحة الشغب بالعصي اعتصام شباب الحركة وعن التواصل بين حركة شباب إسبانيا والثورات العربية، يقول بيدرو إنه كأي شاب إسباني تابع عن كثب ربيع الثورات العربية في تونس ومصر واليمن والبحرين وسوريا، موضحًا أن الشباب الإسباني والأوروبي قد استلهم ثورته من الثورات العربية، ويضيف قائلاً إن كان شباب مصر وتونس قد استطاع إحداث التغيير، فلماذا لا نستطيع نحن هنا في أوروبا، و يرى أن بلاده بوابة أوروبا، ولهذا فقد استبق شبابها إلى احتضان ثورة التغيير الديمقراطي.
ولم يتأخر أبناء الجالية العربية في إسبانيا في الإنضمام إلى حركة إحتجاج شباب 15 مايو، وكيف لا، وهم يعانون أزمة البطالة والتهميش، وقد فقد بعضهم وثائق إقامته، بسبب وجوده في حالة بطالة، وليس بإمكانه تقديم عقد عمل لتجديد وثائقه.
ويقول المحلل السياسي دكتور وليد الخليفة أن رجال السياسة وأهم وسائل الإعلام الإسبانية يشبهون ما يحدث في مختلف أنحاء إسبانيا من ثورة شبابية بما حدث في تونس ومصر ودول عربية أخرى ويضيف المحلل عن معهد العلوم الإسلامية في الجامعة المستقلة في مدريد إنه منذ اليوم الأول من خروج شباب إسبانيا للاحتجاج والمطالبة بالتغيير، بدا وكأن رجال السياسة والحكومة الإسبانية قد قرروا تجنب الحديث عن أوجه التشابه بين ربيع الثورات العربية وصيف الثورات في إسبانيا و أوروبا.
وتؤكد ايضا الدكتورة لوث غارسية الباحثة في العلوم العربية والإسلامية بأن ما يحدث في الشارع الإسباني هو إصابة بعدوى الثورات العربية، التي انطلقت في تونس ومصر ودول أخرى، وتقول إن الشباب الإسباني قد استمد اسلوبًا جديدًا في التظاهر والاعتصام في الميادين، وهذا ما لاحظناه في العالم العربي من مشرقه إلى مغربه.
احمد ابوالنجا
أوروبا, إسبانيا, الثورات العربية, مدريد