محمد ابراهيم البادي

عن قرب

فوزية خلفان.. مبدعة المبادرات الإنسانية

المصدر: الامارات اليوم - أحمد عاشور - دبي - التاريخ: 27 مايو 2011



فوزية خلفان أسست أول عيادة تطوعية لعلاج أسنان المعاقين في الدولة. تصوير: أشوك فيرما



الساعة الخامسة من صباح كل يوم، تخرج الدكتورة فوزية خلفان من منزلها في أبوظبي لتقطع مسافة تزيد على 120 كليومتراً إلى دبي، لتباشر مهام إدارة مركز جميرا لطب الأسنان.
ورغم المسافة الطويلة التي تسلكها ذهاباً وعودة يومياً، فإنها لا تجد راحتها وتشعر بالسعادة الكاملة إلا أثناء تأدية واجبها المهني ورعاية المرضى، والتخفيف من آلامهم.
توصف الدكتورة فوزية بأنها مبدعة المبادرات الإنسانية المعنية برعاية المرضى وحمايتهم من الأمراض، فهي من أطلق مبادرة «لست وحدك» لتسهيل تقديم الخدمات العلاجية لكبار السن، وتم من خلالها توفير اشتراكات لهم في مشروع العيادة المتنقلة، كما يتم عبرها تنظيم زيارات ميدانية لمجالس كبار السن لتثقيفهم في مجال طب الأسنان، وتوفير الخدمات العلاجية لهم بسهولة ويسر، في مركز جميرا لطب الأسنان.
ومنذ أشهر قليلة، أطلقت مبادرة جديدة لتوفير خدمات صحية واسعة لذوي الإعاقة، خصوصاً أن كثيرين منهم لا يستطيعون التعبير عن شعورهم بالألم، ما يعرضهم لمضاعفات صحية خطرة.
وتواصلت خلفان مع جهات صحية واقتصادية عدة، لتؤسس أول عيادة تطوعية لعلاج أسنان المعاقين في الدولة، وبالفعل أقيمت العيادة في نادي دبي للرياضات الخاصة، واستفاد منها 250 معاقاً من مختلف الأعمار.
ولجهودها الإنسانية المتميزة اختيرت الدكتورة فوزية سفيرة النوايا الحسنة لمركز دراسات المرأة العربية لعام .2008
ولا ينسى سكان مناطق جميرا وأم سقيم والبرشاء والوصل، أنها بذلت جهوداً كبيرة، لتنقل مركز طب الأسنان الذي يخدمهم من مقر متهالك ملاصق لسجن النساء إلى فيلا رحبة في منطقة متميزة، وعلى أعلى مستوى من التطور.
ويوماً تلو الآخر تضيف مديرة المركز خدمات جديدة له، بهدف رفع مستوى الخدمات الصحية للمرضى، كان آخرها تطوير الملف الصحي للمراجعين بما يتناسب مع المعايير العالمية، وتطبيق أحدث نظم التعقيم الدولية لمنع انتقال الأوبئة في عيادات الأسنان، إضافة إلى استحداث نظام لصرف المواد الطبية، وطرق تخزينها في المركز.
وتحمل الدكتورة فوزية شهادة بكالوريوس في طب الأسنان من جامعة القاهرة عام ،1992 ثم حصلت على درجة الدكتوراه في التخصص نفسه من الجامعة الملكية البريطانية عام ،2000 وتؤكد أن طموحاتها العلمية والمهنية والإدارية لا حدود لها، وهي تؤمن بأن الإنسان لابد أن يطور نفسه حتى يخدم بلده بأفضل صورة في كل موقع يشغله.
وإلى جانب مزاولتها المهنة، تولت خلفان موقع مدير الصندوق المالي في وزارة الصحة خلال الفترة من 2006 إلى 2008 وتولت إنشاء موقع إلكتروني للصندوق، وكانت عضواً في اللجنة العليا لإعداد الخطط الاستراتيجية لوزارة الصحة عام 2007 ولمدة عامين.
وكانت عضواً في لجنة تقييم الكتاب لمؤسسة محمد بن راشد لعامي 2008-2009 ، إضافة إلى اختيارها عضواً في اللجنة العليا لجائزة الإمارات التقديرية للعلوم، برئاسة وزير الثقافة عام .2008
ويحسب لها أنها أعدت كُتيب السيطرة على الأوبئة ومنع انتقالها داخل عيادات الأسنان عام ،2000 وتعمل حالياً على إعداد كتيب جديد في المجال نفسه.
وبعد انتهاء الدوام الرسمي في مركز جميرا للأسنان التابع لوزارة الصحة، تتوجه إلى العيادة التطوعية لعلاج أسنان المعاقين في نادي دبي للرياضات الخاصة، وتواصل الساعة تلو الأخرى في علاج آلام ذوي الإعاقة دون أي مقابل، ثم تسلك طريق العودة إلى أبوظبي لتقضي ساعات قليلة في منزلها، قبل أن تعود بعد الفجر لتبدأ يوم عمل جديداً.

محمد ابراهيم البادي

مبادرات راقية دكتورة فوزية مع دعاءنا ببقائها والسعي وراء تطويرها