محمد ابراهيم البادي

المستشفى نفى مسؤوليته عن حالتها

خطأ طبي يحوّل أشواق عرجاء

المصدر: أحمد عاشور - دبي التاريخ: 27 ديسمبر 2011



أشواق سافرت إلى العراق لإجراء عملية جراحية لساقها. تصوير: أسامة أبوغانم



قالت مريضة عراقية تقيم في الدولة إن خطأ طبياً حولها الى عرجاء، تتنقل على مقعد متحرك، وتسبب في وقفها عن عملها، ووقف مصدر دخلها الوحيد.
وشرحت المريضة أشواق الطائي لـ«الإمارات اليوم» أنها تعرضت لالتواء في قدمها أثناء سيرها في شارع في دبي، ونقلت إلى مستشفى البراحة في دبي، التابع لوزارة الصحة، ففحصها طبيب بدرجة رئيس قسم، وشخّص حالتها على أنها التواء بسيط، ولا تستدعي تدخلا جراحيا. وأضافت: «بعد نحو سبعة أشهر من العلاج على يد هذا الطبيب، تبين أنني أعاني كسرين، ولتأخر علاجهما أصبت بعرج دائم».
من جانبها، قالت إدارة مستشفى البراحة إن المريضة تم علاجها وفقاً للاصول الطبية المتعارف عليها، ومتابعة الحالة من الأطباء حتى التأم الكسر، مؤكدة أنه «لايوجد أي خطأ طبي في علاج الحالة».
وتفصيلاً، قالت الطائي، وهي مدرسة في الأربعين من العمر، إنها تعيش في معاناة منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام، بسبب خطأ طبي في مستشفى البراحة. وتوضح: «تعرضت لكسر في كاحلي الأيسر أثناء سيري في شارع في دبي، وأصبت بآلام شديدة استدعت نقلي الى قسم الطوارئ في مستشفى البراحة، وقال لي الطبيب المناوب إن هناك كسراً في كاحلي، وإن علي إجراء عملية، وقرر مبيتي في المستشفى، لكن جاء رئيس القسم ونظر في صورة الاشعة، وقال إن هذا شرخ بسيط، والجبس كفيل بعلاجه، وبالفعل تم وضع قدمي في الجبس شهرين». وأضافت: «بعد شهرين بدأت مرحلة العلاج الطبيعي وأجريت 15 جلسة، من ضمنها تمارين رياضية لتحريك المفصل، وراجعت المستشفى أكثر من 20 مرة لتلقي جلسات العلاج، وبعد إكمالها ذهبت إلى الطبيب الذي شخص حالتي ليلة الحادث وقال إن الامر لا يحتاج منك المراجعة، ضعي زيت زيتون على القدم وتناولي مسكنات لحظة الشعور بالألم». وتكمل: «خرجت سعيدة رغم أن قدمي لاتزال متورمة وأعرج في سيري، ومارست عملي وأنا عرجاء، وبعد أسابيع لم تتحسن حالتي، فرجعت إلى رئيس القسم في المستشفى، وقلت له إنني لا أزال أعاني ولم أتحسن، فطلب مني إجراء أشعة رنين، لأن الاشعة العادية لا تكفي، وعند تسلمي النتيجة اكتشفت أن هناك كسراً لايزال في كاحلي منذ سبعة أشهر». وتتابع: «توجهت الى طبيب آخر، فأجرى صورة أشعة تلفزيونية للكاحل، وقرر أنني في حاجة إلى جراحة مستعجلة، لأن حالتي متأخرة، والكسر متفاقم جداً». وتشير الطائي إلى أن التأخر في التعامل مع الكسر جعل الاطباء لا يستطيعون علاجه في الدولة، فسافرت إلى الهند، وكان التشخيص وجود عظمة مهشمة مع تآكل الغضروف، ما يتطلب إجراء العملية لتثبيت المفصل، وتم عرضي على لجنة طبية مكونة من 30 طبيباً، اقترحوا تأجيل العملية عامين كي لا أفقد حركة المفصل إلى الابد».
وتكمل: «عدت إلى دبي، وتوجهت إلى مستشفى راشد، وكان التشخيص مطابقاً لتشخيص الهند، ونصحوني بإجراء الجراحة من دون تأجيل، لأن عظاماً أخرى بدأت تتآكل، وأخرى تظهر في مكان ليس مكانها».
وتشير المريضة الى انها اضطرت الى السفر الى العراق لتجري الجراحة التي تم خلالها أخذ عظمة من الفخذ الأيسر وزرعها في الكاحل بدلا من الغضروف المتآكل، وعادت الى دبي بجهاز مثبت في كاحلها، تعيش به منذ ثلاثة أعوام. وتقول: «أعيش الآن على مقعد متحرك، ما عرضني لفقد وظيفتي، الى جانب الالم النفسي الذي اتعرض له نتيجة نظرة العطف والشفقة التي تملأ أعين الناظرين، وكل ذلك نتيجة خطأ الطبيب الذي لم يتخذ الإجراءات اللازمة تجاه حالتي منذ البداية، وفقاً لتقارير اطباء آخرين».
من جانبه، قال مدير مستشفى البراحة أحمد الخديم، إن المستشفى عالج المريضة أشواق وفق الاصول المتبعة والمتعارف عليها، إذ عولجت بالجبس وهو علاج تحفظي، ويعد الخيار الافضل لحالتها، لما للتدخل الجراحي من مضاعفات. وأضاف: «تمت متابعة الحالة من الاطباء حتى التأم الكسر، وازيل الجبس».
ويكمل: «من المعروف أن كسور الكاحل تنتج عنها آلام مزمنة، حتى لو تم علاجها جراحياً منذ البداية، وهي مضاعفات محتملة لهذا النوع من الكسور، نتيجة حدوث خشونة في المفصل، خصوصاً في حالات الوزن الزائد». وأكد الخديم أنه لا يوجد خطأ طبي، والمستشفى اهتم بشكوى المريضة وراجع ملفها، وتم التأكد من سلامة الإجراءات الطبية التي اتبعت مع حالتها.

قانونية وافتخر

لا حول ولا قوة لا بالله

،