التمييز بين القاعدة القانونية والقواعد الأخلاقية :
قواعد الأخلاق هي بشكل مختصر تلك القواعد التي تحض على فعل الخير وتنهى عن الشر والخصال الذميمة وتنبذ الظلم وإلحاق الضرر بالغير وقواعد الأخلاق تختلف باختلاف المجتمعات وما يخصها من عادات أخلاقية.
وما يهم هنا معرفة أوجه التشابه والاختلاف فيما بين قواعد الأخلاق والقواعد القانونية
• أوجه التشابه: (كلاهما يهدفان إلى تنظيم الحياة الاجتماعية عن طريق قواعد مجرده تتوجه في خطابها إلى كل إفراد المجتمع مع وجود الجزاء الذي يوقع عند مخالفة حكمها.
• أوجه الاختلاف:
من حيث المصدر: القاعدة الأخلاقية منشؤها ما استقر عليه معنى الخير والشر في ضمير الجماعة..في حين القاعدة القانونية يكون مصدرها تشريع واضح أو عرف محدد ومنضبط.
من حيث الغاية القانون نفعية تتمثل في إقرار النظام في المجتمع. بينما غاية الأخلاق مثالية تهدف على بلوغ الفرد مرحلة الكمال.
من حيث الخطاب، فإن القاعدة القانونية تخاطب المسلك المادي الخارجي للإنسان، بينما تهتم الأخلاق بالنوايا والمقاصد.
من حيث النطاق: فالقاعدة الأخلاقية أوسع نطاقاً من القاعدة القانونية إذا تشمل علاقة الإنسان مع نفسه (الأخلاق الشخصية) ومع ربه فوق الأخلاق الاجتماعية مع الغير. في حين أن القاعدة القانونية أضيق نطاقاً إذا لا تشمل إلا تنظيم علاقات الفرد مع غيره من الناس. وكذلك فإن القاعدة القانونية تمتد إلى تنظيم بعض المسائل التي لا تتناولها مبادئ الأخلاق. ومثال ذلك عند تنظيم إجراءات التقاضي وتحديد مواعيد الطعن في الأحكام وغيرها من القواعد التي تحتمها فكرة التنظيم الاجتماعي. كما أن القاعدة القانونية قد تضطر أحيانا إلى ترجيح غاية نفعيه على اعتبارات خلقية من أجل تحقيق الاستقرار في المعاملات ومثال ذلك سلطان الدائن على مدينه بعد انقضاء مده معينه من تاريخ الاستحقاق أو المطالبة وهذا ما يعرف بنظام التقادم المسقط، بينما تقضي مبادئ الأخلاق بأن المدين لأتبرأ ذمته إلا بوفاء الدين أو بإبراء الدائن له.
ومن أهم الفروق بينهما الجزاء: فالجزاء في القاعدة القانونية مرتبط بمظهر ملموس مادي يمس المخالف في شخصه أو ماله وتقوم بإيقاعه السلطة العامة في المجتمع غير أن الجزاء في قواعد الأخلاق يكون معنوياً ويتخذ من تأنيب الضمير واستقباح النفس لذلك السلوك واستنكار المجتمع صوراّ له.
والجدول التي يبين هذه الأوجه من الفروق:
المسألــة قواعــد القانــون قواعــد الأخــلاق
المصدر التشريع والعرف لذا فهي كثيراً ما تتسم بالوضوح والتحديد الأفكار المستقرة في ضمير الجماعة، أياً ما كان مصدرها (الدين – الفكر... الخ) لذا غالباً ما يعتريها عدم الوضوح والتبدل مع تغير الزمان والظروف
الغاية غاية نفعية أو واقعية عملية (pragmatism): إقرار النظام في المجتمع و حفظه غاية مثالية (النزوع بالفرد نحو الكمال)
الخطاب تخاطب السلوك الخارجي للأفراد تهتم بالنوايا و المقاصد
النطاق ضيق (علاقات الإنسان مع الغير فقط) :
- هناك قواعد أخلاقية لا تدخل في نطاق القانون (الصدق، الشهامة، الكرم، الكذب (عدا حالات معينة كالنصب أو الشهادة الزور أو التزوير أو التزييف...الخ)
- قد يتعارض القانون مع بعض مبادئ الأخلاق:
. سقوط الديون وسقوط الجرائم بالتقادم
. عدم السماح بالمطالبة بالحق في حالة عدم وجود دليل كتابي إذا بلغ المبلغ حداً معلوماً. واسع (علاقة الإنسان مع نفسه وربه: الأخلاق الشخصية + مع الغير: الأخلاق الاجتماعية)
الإلزام ملزمة غير ملزمة
الجزاء جزاء مادي: توقعه الدولة بما لها من سلطة جزاء معنوي: تأنيب الضمير
اهم شي عنصر الالزام موجود في قواعد القانون بينما غير موجود في قواعد الاخلاق
ومخالفة قواعد القانون الدولة تفرض عقوبات عليها اما مخالفة قواعد الاخلاق فكلام الناس والاستهجان و العتاب ونظرات الناس بجانب تأنيب الضمير هم يمثلون العقوبه