المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د. آمنة خليفة: لم أحصل على شهادة الأول الابتدائي!


شموخ دبي
08-09-2011, 07:45 PM
تحمل لقب الدكتوراه وتدرّس في الجامعة

د. آمنة خليفة: لم أحصل على شهادة الأول الابتدائي!

المصدر: فاطمة الهديدي
التاريخ: 08 أغسطس 2011

هي علم من الأعلام النسائية البارزة في تاريخ الإمارات الأكاديمي والمجتمعي والاقتصادي، صاحبة موقف ثابت ورؤية واضحة اختارت طريقها بوعي مبكر.النتائج؛ أثبتت صحة اختيارها؛ ليذعن بعدها المتشككون والمختلفون معها.
لم تدع الظروف تهزم إرادتها أو تعيق توجهها، آمنت بقدراتها وبرغباتها فحققت رضاها. فأصبحت نموذجا إماراتيا يشار إليه بالبنان باقتدار، إنها الدكتورة آمنة خليفة محمد آل علي رئيس مجلس سيدات أعمال عجمان بالإنابة.
النشأة
تقول في بداية حديثها عن نشأتها: قد تكون مسيرة حياتي متشابهة أو مختلفة إلى حد ما مع بعض السيدات، فقد جئت في أسرة صغيرة قياسا بأسر الإمارات الممتدة، ولدت في الإمارات ولظروف اجتماعية خاصة انتقلت مع أسرتي إلى السعودية، وكنت في الرابعة من عمري، وذلك بحكم إقامة شقيقتي في المملكة نظرا لعمل زوجها في شركة أرامكو، وقد توعكت ونظرا لوضعها الصحي سافرت والدتي لمساعدتها لفترة أشهر لا أكثر، لكن الظروف تغيرت وانتقلنا جميعا إلى هناك، والأشهر أصبحت سنوات.
وتتابع: حظيت بأم واعية جدا في عصر يندر فيه الوعي بأهمية وضرورة التعليم، لاسيما بالنسبة للفتيات، وأثناء إقامتنا في السعودية قررت والدتي أن تحضر لنا معلمة إلى البيت تدرسني وشقيقتي، التي تكبرني بثلاث سنوات، وحين تم تسجيلنا في المدرسة الابتدائية فقد رفعنا إلى الصف الثاني الابتدائي مباشرة، لذلك فإني لم أحصل قط على شهادة الأول الابتدائي.
أنهيت الصف الرابع الابتدائي في مدارس المملكة العربية السعودية لأنتقل مع الأسرة إلى محطة جديدة.
لست قطرية
وتضيف د. آمنة خليفة ضاحكة: ارتحلت الأسرة من الإمارات إلى السعودية ومن السعودية إلى قطر، فيما يشبه رحلة الشتاء والصيف، فقد تزوجت أختي من إماراتي لكنه يعمل في قطر فانتقلنا من السعودية إلى الدوحة ولأباشر الصف الخامس في مدارس قطر، والتي شهدت مراحل تعليمي حتى الجامعة.
طوال تلك الفترة، لم تتغير هوياتنا ولم تتغير جنسياتنا فنحن إماراتيون نحمل وثائقنا الرسمية الإماراتية، وعليه عوملنا معاملة غير المواطنين في كل من السعودية وقطر.
وكان حصولي على شهادة الثانوية العامة من قطر ضمن العشرة الاوائل على القسم الأدبي منعطفا أو محطة ثالثة في مسيرة حياتي، فقد كانت دولة قطر تسمح للمتفوقين من أبناء غير المواطنين القطريين أن يبتعثوا للدراسة على حسابها في قطر أو في الخارج.
كنت أتمنى دراسة الاعلام في الخارج، ولكن الظروف الاجتماعية وليست الظروف الأسرية؛ حالت دون ذلك، وكانت مثل هذه الظروف تحد من انطلاقتي، وعليه اتجهت إلى كلية المعلمين والتي أنشئت قبل حصولي على الثانوية بسنتين فدرست دراسات إسلامية ولغة عربية، حيث لم تكن الخيارات كثيرة وقتها. وتخرجت بعد ثلاث سنوات وكنت الأولى على دفعتي ليلوح أمامي منعطف جديد.
فرح وترح
في هذه الأثناء، كان رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين في قطر هو الدكتور يوسف القرضاوي، وقد اتصل بي مسؤولون من القسم لإبلاغي بأني مرشحة لوظيفة معيدة في الجامعة، لا يمكن وصف حجم الفرح والسعادة التي شملتني وغمرتني، إذ أدركت أنني حصلت على مقابل اجتهادي وسهري، غير أن الفرحة لم تتم، وإذ بعد أسبوع تقريبا فوجئت باتصال آخر يقول:
نحن آسفون لا نستطيع ترشيحك لأنك لست قطرية، ومثلما كنت لا أعرف وصف فرحتي، لم أتمكن من وصف حجم وكم الإحباط الذي وقع على نفسي.. هويت من قمة السعادة إلى عمق أو قاع التعاسة في لحظة، وهذه كانت لحظة فارقة.
القرار
وتقول: تحدثت مع والدتي وأصررت على أني لن أعمل في أي وظيفة أخرى طالما أني أستحق أن أكون معيدة، فلن أقبل بأقل مما أستحق، وقمت بإرسال أوراقي وشهاداتي لأختي في الإمارات وكانت عيني على جامعة الامارات التي مضى على تأسيسها عامين، وقدمت أوراقي فيها ليزف لي خبر قبولي معيدة في الجامعة.
تركت الأسرة في قطر وعدت إلى الإمارات، بقيت الأسرة في قطر بعدي لعامين ثم عادوا جميعا بعد حصول أخي على شهادة الثانوية العامة.
الدراسة بالخارج
وتتابع: بعد أشهر قليلة من تعييني ابتعثت لدراسة الماجستير في مصر وباعتباري حاصلة على بكالوريوس في التربية تخصص دراسات إسلامية ولغة عربية، فقد اتجهت لكلية البنات بجامعة الأزهر، لكني لم أبق في كلية الدراسات إلا أياما معدودة، وبطلب مني حولت إلى كلية التربية بجامعة الأزهر.
وحصلت على دبلوم خاص في التربية ثم الماجستير في التربية بعنوان (اقتصاديات التعليم)، حيث طبقت الدراسة الميدانية على طلبة المرحلتين الابتدائية والاعدادية في الإمارات حول عوامل تسرب الطلبة من التعليم وكان ذلك في العام 1985.
وبعد حصولي على رسالة الماجستير انتقلت إلى جامعة عين شمس، كلية التربية، لأحصل على الدكتوراه في (التخطيط التربوي)، وكانت الدراسة تتناول الدور الثقافي والتعليمي للجمعيات النسائية وكانت دراسة تقويمية، وكان ذلك في العام 1988.
بين الماجستير والدكتوراه أشهر، وقد أنجزت رسالة الدكتوراه في سنتين ويوم وكنت أناقشها ولله الحمد حزتها بتقدير امتياز.
وأذكر أنه ضمن أعضاء اللجنة المناقشة د. عز الدين ابراهيم وكان وقتها مستشار الشيخ زايد، رحمة الله عليه، وقد حضر ليكون ضمن اللجنة العلمية المشرفة على الرسالة.
عودة إلى الميدان
عدت بعد ذلك إلى الإمارات وإلى كلية التربية وإلى مراكز الانتساب الموجه، وعملت عضوة في هيئة تدريس بمراكز الانتساب لسنتين، وفي السنة الثالثة أصبحت مديرة لمركز الانتساب الموجه بأم القيوين، بعدها نقلت لإدارة مركز الانتساب الموجه بالشارقة، وبقيت في منصب مدير لهذا المركز ثماني سنوات، أرسلت خلالها إلى الولايات المتحدة الأميركية.
حيث حصلت على منحة (فُل برايت) في جامعة ميني سونا، وبقيت ستة أشهر بعدها تم انتدابي إلى مؤسسة حميد بن راشد النعيمي للتطوير والتنمية البشرية بعجمان، فأمضيت سبع سنوات ثم عدت إلى جامعة الإمارات لعملي السابق عضو هيئة تدريس.

دروس وعبر
وتقول الدكتورة آمنة: في حياتي محطات مهمة، من أهمها محطة خوض مجال العمل التطوعي، وقد تعلمت منها الكثير، ويهمني أن أتحدث الآن عن العمل الاجتماعي والتطوعي إن كان ضمن المحاضرات أو اللقاءات، وأجد فرقا كبيرا بين النظرة السابقة للعمل الاجتماعي وكيف ينظر له اليوم.
فقد قمنا بالعمل التطوعي صغارا وبدون أن نعي أنه عمل تطوعي، فالمشاركة في الحفلات المدرسية، والأنشطة الطلابية، وتحمل المسؤولية في الرحلات التي تنظمها المدرسة أو الجامعة، وممارسة ما يسمى الآن فرق العمل، والعمل بروح الفريق، كل ذلك عمل تطوعي، وكان قائما على التنافس المبني على الحب وليس المبني على الغيرة والكراهية.

المعارك
وتضيف: لاشك في أن العمل الإداري والأكاديمي لا يخلو مواقف صعبة لكنها «ملح للحياة» التي تمنح المذاق، والحقيقة أنني لم أشعر بأنني ظلمت قط، ولكني تعرضت لمواقف تحدٍ، وقد تعلمت منها، وأعود بذاكرتي إلى موقف قد يتعلم منه شبابنا، فقد كنت أذهب لأستاذي المشرف على رسالة الماجستير لأقرأ له ما تم من الدراسة.
وكان السكن بعيدا عن مقر الأستاذ مما كان يضطرني للخروج قبل عشر دقائق من الموعد، لأصل قبل موعدي، ولما وصلت، أطال حتى جاء ليفتح لي وفاجأني بقوله: لماذا جئت يا آمنة قبل الموعد بخمس دقائق؟
وتواصل حديثها قائلة: شعرت بإهانة وإنه بدلا من تقديري على حرصي وحضوري المبكر ينتقدني، الغريب أنه أدخلني ثم تركني وذهب للداخل حتى حان الموعد بالضبط فحضر. عندئذ فهمت قيمة احترام المواعيد.
طلاب أو طالبات
وتقول: لما عدت للعمل اكتشفت أني لم أعمل في الميدان قبل الدكتوراه، فلم تكن لدي خبرة عملية، ولما التحقت بالعمل في الانتساب عرض أمامي مدير انتساب الشارقة جدولين، أحدهما خاص بالطلاب والآخر بالطالبات، وقال (من حقك تدريس الطلاب والطالبات، ولكن لأنك صغيرة السن وحديثة أنصحك بتدريس الطالبات حتى تعتادي وتصبح لديكي خبرة، بعدها تدرسين الطلاب). لكني شكرته على نصيحته واهتمامه وقلت:
(سأدرس البنين والبنات في الوقت نفسه) وكان هذا أيضا درسا وتحديا جديدا، لكني وجدت الطلاب حريصين على المادة أكثر لكوني امرأة.
مواقف صعبة
هناك مواقف وأيام عصيبة مررت بها وأفقدتني الثقة بذاتي وبقدراتي لكن الأيام أثبتت أن ما كنت أفكر فيه وما اتخذته من قرارات وبرامج وأنشطة كانت على الدرب الصحيح، ولم تثبت لي أنا، ولكنها أثبتت لمن كان يعارض هذا الأمر.
سأستعرض موقفين متناقضين حدثا أمامي وأثرا في حياتي، الأول إيجابي وأكسبني ثروة لغوية، والآخر أبعدني عن المجال.
تقول: كانت مدرسة اللغة العربية، ونحن صغارا، تنتقي من مكتبة المدرسة المتواضعة في ذلك الوقت ما يتناسب مع أعمارنا وتطلب منا قراءته وتلخيصه، وأن نتحدث فيه أثناء حصة اللغة العربية، وكنت أتساءل إن كانت هذه القصة ضمن المادة والمنهاج؟! لكن الإجابة الفورية تقول لا. إذن لماذا تفرض علينا؟
اكتشفت بعد ذلك أن ثروتي اللغوية تشكلت من هذه القراءة وأصبحت قادرة على التعبير بلغتي في مادة الإنشاء والسبب تلك المهارة التي منحتني إياها القراءة وجعلتني أشارك في بعض الاذاعات، بل وأحرز أول جائزة في برنامج ثقافي من إذاعة قطر، وكانت عشر ريالات كنت سعيدة جدا بها.

الموقف السلبي
وتضيف: إن للمربي دورا أساسيا، فهو إما يرغب الطالب أو ينفره من المادة، والمعلم له دور كبير وهو الأساس وكثير من الطلاب يحبون المادة لأنهم يحبون المعلم، وعلى النقيض كرهت الرياضيات بسبب معلمة، كانت تطلب حل المسائل في المنزل.. نحلها ومن ثم نعيد كتابة الإجابة على السبورة بالطباشير.
وتتابع: كنت بطبعي خجولة، كان يصيبني التوتر بسبب النهوض من الطاولة إلى السبورة، ومع التوتر يحدث الخطأ، وكانت هذه المعلمة تمسك المخطئة من شعرها وتخبط رأسها في السبورة.
وتستطرد: ربما لم أكره الرياضيات ولكن هذا الموقف ظل عالقا في ذهني ومؤثرا فيّ سلبيا لوقت طويل، صحيح أنني تجاوزته ولكن غيري لم ولن يتجاوزه.
هذا يؤكد أن المواقف السلبية تعلق في الأعماق وتبقى حاضرة عكس المواقف الإيجابية.
1250 عنواناً في حقول مختلفة
كنت أكتب ما يسمى بالخواطر أو مشروع شعر، لكنني كنت أمزقه خضوعا للعادات والتقاليد. وحاليا لدي القدرة على الكتابة في الصحف والمجلات.
وفي هذا الإطار نفسه كان جارنا في الشارقة المرحوم الشيخ أحمد بن علي المحمود، ويعمل في وزارة التربية والتعليم، يمتلك مكتبة داخل بيته، وكنت وأنا صغيرة أدخل مكتبته وأتجول ببصري في الكتب على الرفوف وأقول في داخلي متى ستكون لي مكتبة مثلها، وهل يمكن أن يحصل هذا؟
وكان في الوقت نفسه يعطيني بعض الكتب وكنت أقرؤها، وهذه كانت إضافة، حيث كان له دور كبير في صياغة وتنمية مهارة القراءة والكتابة لدي.
وعندما كبرت بدأت في جمع الكتب حتى تحقق حلمي بوجود مكتبة كاملة شكلت مرجعا مهما لقراءاتي ومتابعاتي المعرفية، وتضم هذه المكتبة آلاف الكتب المشتملة على التخصصات لأكثر من 1250 عنوانا، لكني تبرعت بها لمركز جمعة الماجد.
حكايتي مع خطأ لم أرتكبه
أذكر موقفا حدث معي في الجامعة، ولا أعرف كيف أفسره، هل هو سلبي أم طريف، أم غريب، كنت متفوقة في دراستي بشكل عام، وقد حدث أن قدمت امتحان علم النفس التربوي مع زمـيلاتي في إحدى سنوات الدراسة.
وبعد أن انتهينا من أداء الامتحان، وسلمنا أوراق المادة للأستاذ، ولما أعاد لنا الأوراق بعد التصحيح، تفاجأت أنا وزميلتي أنه لم يعد ورقتي الامتحان لنا، ولم يكتف بذلك فقط، بل قال أيضا إننا لم ندخل الامتحان أصلا، وأصر على موقفه رغم مناقشاتنا معه ومحاولاتنا إقناعه بأننا كنا داخل القاعة، وأدينا الاختبار، وأجبنا عن سائر الأسئلة.
لكن شهادة الزميلات أكدت أننا قدمنا الامتحان معا، وهو ما أظهر لاحقا خطأه أنه لم يسجل الغياب والحضور، ولأنني وزميلتي حريصتان على الدراسة والالتزام فكنا على استعداد لإعادة الامتحان لأن الورقتين ضاعتا، فقبل بالإعادة ولو لم يفعل لرسبنا بسبب خطأ لم نرتكبه.
سيرة حافلة بالمسؤوليات والأعمال
تولت الدكتورة آمنة خليفة محمد آل علي عدة مناصب وإدارات خلال مسيرتها المهنية، فبدأت عملها بالتدريس الجامعي معيدة في جامعة الامارات قبل أن تصبح عضو هيئة تدريس في مراكز الانتساب لسنتين، وفي السنة الثالثة عينت مديرة لمركز الانتساب الموجه في أم القيوين ثم لمركز الانتساب في الشارقة.
وبقيت في منصب مدير لهذا المركز ثماني سنوات متتالية، اكتسبت خلالها خبرات إدارية واصلت من خلالها مسيرتها الناجحة، أرسلت خلال هذه المدة إلى الولايات المتحدة الاميركية، حيث حصلت على منحة (فُل برايت) في جامعة ميني سونا، بقيت ستة أشهر.
بعدها تم انتدابها إلى مؤسسة حميد بن راشد النعيمي للتطوير والتنمية البشرية بعجمان، أمضت فيها سبع سنوات ثم عادت إلى جامعة الإمارات لعملها السابق عضو هيئة تدريس، إضافة إلى رئاسة المجلس، لتجمع بعد هذه المسيرة الطويلة سيرة مهنية حافلة بالمناصب والمسؤوليات.
http://www.albayan.ae/opinions/daily/2011-08-08-1.1484372

شموخ دبي
08-09-2011, 11:27 PM
قصه حياتها حلوه
تستحق القراءه

بني ياسي
08-09-2011, 11:47 PM
ما شاء الله حلو جدا

قانونية وافتخر
08-11-2011, 04:11 AM
يعطيج العافية شموخ دبي.. ع النقل الرائع..

فعلا إنسانة عظيمة ماشاء الله..

حوراء
08-14-2011, 11:21 AM
ماشاء الله عليها رابع ابتدائي على طول هل بسبب النباهه والنباغه ولا لاسباب اخرى ؟

الله يكبر عقولنا يارب

يسلمو عالطرح الممتع

byye
10-05-2011, 11:35 PM
شكرا على رحلة حياة الدكتوره

الى الأستاذتي الفاضلة ...روحك المرحة ...وصفاء قلبك ...وعطاؤك القيّم ...هو عنوان إبداعك ...
فلك كل معاني المديح ...بعدد قصائد الشعراء، وبمختلف بحورهم وأوزانهم.

و بعد طول عناء اصبحت طالبا في فصلها علم النفس الاجتماعي في جامعة الشارقة