طموح
03-05-2010, 08:05 AM
http://www.islamonline.net/arabic/arts/2002/03/images/pic2.jpg
مولده ونسبه :
في قرية “إنشاص الرمل” في محافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية كان مولده في منتصف مارس عام 1935م.
وهو “السيد بن جامع بن هاشم بن مصطفى الرفاعي” ..
ينتهي نسبه إلى أبي العباس أحمد الرفاعي الكبير- مؤسس الطريقة الرفاعية
ورث ريادة الطريقة عن أبيه عن جده، وكان شاعرًا متصوفًا ..
<FONT color=red>نشأته :
حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة في مكتب الشيخ “محمد عثمان” …
ثم التحق الشاعر في صباه بالتعليم المدرسي، ولكنه تركه وهو على أبواب الشهادة الابتدائية “نظام قديم” ..
ثم التحق عام 1947 بمعهد الزقازيق الديني، وقد أمضى به الشاعر تسع سنوات كاملة من عام 1947 إلى عام 1956م.
ثم التحق الشاعر بكلية دار العلوم، ولكنه لم يتم الدراسة بها، حيث تُوفي قبل التخرج ..
وفاته :
توفي مقتولا يوم الأربعاء الموافق الأول من شهر يوليو 1959م ..
وهو في سن الرابعة والعشرين، وسط ذهول من أهل قريته وأهله وكل من عرفوه ..
وكان مقتله على يد بعض حساده ومبغضيه من الشيوعين …
الذين حاربهم وكشف ضلالهم وخداعهم ولؤم نفوسهم ..
ويشاء الله أن يموت الشاعر ، الذي لحق بمن طعنه ليثأر لنفسه حتى نزفت دماؤه وسقط ميتا .
قيل عنه :
قال عنه الأستاذ “ذكي المهندس” …
عميد كلية دار العلوم الأسبق وعضو مجمع اللغة العربية:
“لو عاش هاشم الرفاعي إلى سن الثلاثين لكان أشعر أهل زمانه “
وفي 27 أكتوبر عام 1959م أقام المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية حفل تأبين بجامعة القاهرة، وقدم للحفل الأديب “يوسف السباعي” وزير الثقافة الأسبق بقوله:
“سمعته ينشد شعره مرة واحدة، فأخذت به وأحسست أن الله منحنا موهبة فذة، ولم أشك في أن صوته سيرتفع بيننا في كل حفل …
ولكن القدر أبى إلا أن يكون هو نفسه موضوع الحديث في هذا الحفل، وأبى علينا إلا أن نسمع عنه ولا نسمعه، وألا يعلو بيننا صوته إلا صدى وذكريات”.
وقال عنه الأستاذ “كمال الدين حسين” وزير التربية والتعليم:
“إن صورة هاشم الرفاعي باقية هنا..
وقصته باقية في كل مكان وفي كل أرض وفي كل نفس؛ لأنها قصة الشاب المؤمن بدينه وعروبته ووطنه ..
المنطلق في إخلاص يرسل النغم، ولأنها قصة الشاب الذي يرتل الأناشيد في حب الوطن والعقيدة..
ستبقى قصة “هاشم الرفاعي”، وستبقى روحه تدفع الشباب إلى الفداء والبذل مترسمين خطى جريئة شجاعة مؤمنة”.
ويرثيه الشاعر الكبير “علي الجندي”- عميد كلية دار العلوم- قائلاً:
لهف نفسي على الصبا المنضور
لغة الغدر في ظلام القبور
لهف نفسي على القريض المصفى
طوحت زهره عوادي الشرور
بالمكنى في شعره بـ”ابن أوس”
والمسمى بـ”البحتري” الصغير
ولدي هاشم وما كنت إلا
ولدي في وفائك المأثور
جدك السبط وهو أكرم سبط
لقي الله بالنجيع الطهور
لم يحصنه من كلاب الأعادي
أنه بضعة بضيعة البشير النذير
وقال د/ أحمد هيكل- أستاذ الشعر ووزير الثقافة الأسبق- عن هاشم الرفاعي:
فقده جل أن يكون مصابًا فلقد كان محنة وعذابا
فلقد كان فرحة تفهم “الدار” رجاءً وبهجةً وشبابا
ولقد كان للعروبة نايًا يتغنى بمجدها خلابا
ولقد كان وهو مثل بنينا إن شدا بزنًا فنحني الرقابا
أغراض شعره :
بالرغم من حداثة سن الشاعر “هاشم الرفاعي” …
وبالرغم من أن حياته الشعرية لم تزد على العشر سنوات إلا أن تنوعًا كبيرًا في أغراضه الشعرية يُوحي بموهبة شعرية غير عادية ..
فالمتصفح لديوان “هاشم الرفاعي” يجد نفسه أمام ألوان مختلفة من الشعر ما بين المديح والرثاء والوصف والشعر الحماسي وأشعار المناسبات….إلخ.
ويمكننا أن نتناول بعضًا من هذه الأغراض من خلال بعض النماذج الشعرية من شعر هاشم الرفاعي:
* فلسطين :
كانت بداية الشاعر مع الشعر الحماسي حيث نجده في أول قصيدة كتبها وهي قصيدة “فلسطين” …
والتي علق عليها قائلاً (باكورة الشعر) يحمِّس فيها الشباب للجهاد فيقول:
آن الجهاد فأقدم أيها البطل وامسك حسامك واطعن قلب صهيونا
جاءوا يريدون تقسيمًا فقل لهم – والسيف يسطرهم- لن نقبل الهونا
* مصر الجريحة:
ومن شعره الوطني قصيدة كتبها عام 1951، وهي قصيدة (مصر الجريحة) ….
فنجده يشبه مصر بالحسناء التي أنهكها الأنين يفيض قلبها أسىً، وتذرف عيناها الدموع، تندب مجدها الضائع وعزتها المهدرة ..
ويشير فيها إلى حركة “الإخوان المسلمين” وما تحمَّلوه من عذاب في هذه الفترة العصيبة..
ما راعني في الليل إلا أن أرى
شبحاً بأثواب الدجى يتلفَّع
يمشي الهوينى شاكياً فكأنه
صبٌ بساعات الرحيل يودع
فدنوت منه محاذراً فإذا به
حسناء أنهكها الأنين الموجع
فهتفت ما بال الفتاة أرى لها
قلباً يفيض أسىً وعيناً تدمع
من أنت يا فتاة؟ قالت يا فتى
إني أنا مصر التي تتوجـع
أبكي على مجدي وأندب عزتي
هذان فقدْهُما مصاب مجزع
ناديتها: نفسي فداؤك لا البكا
يجدي ولا طول التفجع ينفع
* مناسبات:
ولم يكن الشاعر يترك مناسبة إلا ويكون له فيها شعر …
نجده مثلاً في الاحتفال بذكرى ميلاد الرسول (ص) يلقي قصيدة بعنوان (الذكرى العطرة) عام 1951م .
* ديوان جراح مصر:
يحتوي على عشر قصائد وفيها تصوير دقيق للمأساة التي عاشها الشاعر …
وعاشتها جموع المطالبين بحرية التعبير عن الرأي في الفترة ما بين عامي 1954 – 1957 …
فجاءت هذه القصائد تحت ضغط نفسي وعصبي رهيبين أقفلا كاهل الشاعر، فأخرج أروع ما لديه، وكانت هذه القصائد هي:
مصر بين احتلالَيْه- جلاد الكنانة- في الربيع- زفرة- جمال يعود من باندونج مع الثورة في ربقة القيد-
سقوط ركن من أركان الطغيان- ذكريات عام ضائع- جمال رئيس الجمهورية- نواب الأمة
* حول قيود اللغة العربية:
عندما دعا “يوسف السباعي” إلى استخدام العامية بادعاء أن اللغة العربية بها قيود تحول بين الأديب والتعبير …
قدم لنا الشاعر قصيدة يدافع فيها عن اللغة العربية بعنوان “حول قيود اللغة العربية”
أشعلت حربًا لم تضع أوزارها تركت بكل صحيفة آثارها
وحملة حملتك الجريئة فانبرت أقلام من خاضوا وراءك نارها
ورميت أخت الضاد منك بطعنة كادت تدك قويةً أسوارها
مجبًا؟ أتحيون التراث بقتلها وترمون بهدمها منهارها
ورأيت قومًا يرهقون عيوبها طلبًا وراحوا يطمسون نضارها
إلى أن يقول:
رفقًا بعابرة القرون ورحمة أتريد منها أن تفارق دارها
إني أعيذك أن تكون- إذا قضت يومًا وواراها الثرى- جزارها
* رماد الفضيلة:
ـ يدعو الشاعر إلى الفضيلة ومكارم الأخلاق ويحارب الفساد …
فنجده يخاطب فتيات الجامعة- اللاتي خرجن عن الأعراف الإسلامية- فيقول في قصيدته (رماد الفضيلة) عام 1957:
لا تمدي لصيده أحبولة من تثنٍّ ومقلة مكحولة
إنه ههنا أخ وزميل أنت أخت له وأنت زميلة
نحن في منهل للعلوم ولسنا في مباراة فتنة مصقولة
فعلام الشفاه ترمي بنار خلفت تحتها رماد الفضيلة
- وينتقد الشباب المستهتر فيقول:
وفتاك الذي جلست إليه جلسات قصيرة وطويلة
تافه في الشباب حين نراه لا ندري فيه ذرة من رجولة
من يظن المجون خفة ظل فهو يبدي خلاعة مرذولة
يطلق النكتة السخيفة من فيه ويزجي العبارة المعسولة
* أغنية أم:
- يذكِّر الشاعر بمحنة الأحرار والإسلاميين في كل مكان في قصيدة بعنوان (أغنية أم) مارس 1959 …
متبعًا فيها أسلوب التورية الذي كان يلجأ إليه أحيانًا، يقول فيها على لسان من فقدت زوجها، تهدهد صغيرها، وترضعه وصية لها مشوبة بآلام مع ابنها، فيقول:
نم يا صغيري إن هذا المهد يحرسه الرجاء
من مقلة سهرت لآلام تثور مع المساء
فأصوغها لحنًا مقاطعه تأجج في الدماء
أشدو بأغنيتي الحزينة، ثم يغلبني البكاء
وأمد كفي للسماء لاستحث خطى السماء
نم لا تشاركني المرارة والمحن
فلسوف أرضعك الجراح مع اللبن
حتى أنال على يديك من وهبت لها الحياة
يا من رأى الدنيا ولكن لن يرى فيها أباه
* الشعر والحياة (1959)
ألوان الحياة النابضة في الريف، تصورها هذه القصيدة الطويلة التي التزم فيها الشاعر قافية حصية …
أسلس له قيادها ليدحض بها دعوى القائلين: إن الشعر في بنائه العمودي يحول دون حرية التعبير ودقة التصوير.
في ربوع ظلالها فتانة يبسط السحر فوقها ألوانه
صادح الطير في رباها تُغني وشدا للخميلة الفينانة
وجرى الماء بالحياة نماء طرز العشب والندى غدرانه
ونسيم مؤرج قد تهادى في مجون يُداعب السنديانة
بين تلك الربا وهذي المغاني والرؤى والمفاتن العريانة
قد عرفت الوجود طفلاً بريئًا حظه منه أن يمص بنانه
ورأيت الدنا بعيني صبي لم يكن بعد حاملاً أحزانه
يتبع الرفقة الصغار للهو قد أعدوا في بيدر ميدانه
ويجدُّون في اصطياد فراش طاف بالحق مسرعًا طيرانه
* شباب الإسلام
ـ ألقاها الشاعر في فبراير 1959م في ندوة بجمعية الشبان المسلمين لمناقشة انحراف الشباب، ..
يسطر فيها أمجاد أمة الإسلام، ومفاخر الأفذاذ الأوائل، ويدعو الشباب للعودة إلى تاريخ السابقين؛ من أجل إعادة بناء المجتمع المسلم القوي المتحضر فيقول:
ملكنا هذه الدنيا قرونا وأخضعها جدود خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياء فما نسي الزمان ولا نسينا
حملناها سيوفًا لامعات غداة الروع تأبى أن تلينا
إذا خرجت من الأغماد يومًا رأيت الهول والفتح المبينا
وكنا حين يرمينا أناس تؤدبهم أباة قادرينا
تفيض قلوبنا بالهدى بأسًا فما نغضي عن الظلم الجفونا
وما فتئ الزمان يدور حتى مضى بالمجد قوم آخرونا
وأصبح لا يرى في الركب قومي وقد عاشوا أئمته سنينا
وآلمني وألم كل حر سؤال الدهر أين المسلمونا؟
*وصيه لاجئ :
هذه القصيدة كتبها هاشم الرفاعى عام 1957م على لسان لاجئ فلسطيني :
أنا يا بُنيَّ غدًا سيطويني الغسقْ
لم يبقْ من ظل الحياة سوى رمقْ
وحطام قلب عاش مشبوبَ القلقْ
قد أشرق المصباح يومًا واحترقْ
جفَّت به آماله حتى اختنقْ
فإذا نفضت غبار قبري عن يدك
ومضيت تلتمس الطريق إلى غدك
فاذكر وصية والدٍ تحت التراب
سلبوه آمال الكهولة والشباب
* الفولُ أكلي ما حييتُ
الفــــقْرُ يملأُ بالمذلة كاسـي / إني سأُشهرُ فـي الورى إفلاسي
لا الجيْبُ يعمرُ بالنقودِ، ولا يـدي / فيها فلوسٌ زيِّ كـــلِّ الناسِ
أصبحْتُ باطيَ والنجـومَ، ولا أرى / أحداً يُخفــف كُرْبتي ويُواسي
الفولُ أكْلي ما حييتُ وإنــــني / متحرِّقٌ شوْقاُ إلى القٌلقــــاسِ
قدْ كدتُ يا قوْمي أصيحُ منهِّــقاً / وتخلّعتْ منْ أكلِهِ أضْـــراسي
البطْنُ خالٍ كالجيوبِ ـ وأشْـتهي / ما في المسامِطِ منْ لحومِ الــرّاسِ
وإذا مشِيتُ فإنني مُتهالــــكٌ / وأكادُ ألفظُ جائعاً أنفــــاسي
وأمُرُّ بالحاتي فأهتُفُ قائــــلاً: : كـــمْ ذا يُكابِدُ مُفلسٌ ويُقاسي
قدْ بِعْــتُ مهريَّ الهدومِ وفي غَدٍ / سأبيعُ حتْــــماً للعبادِ نُحاسي
وإذا ذهبْتُ لحفْلةٍ أشْـــدو بلا / أجرٍ كعبد الحيِّ أوْ حــــوّاسِ
فهناكَ منْ يأتي يُهدِّدُ صائحـــاً: / اجلسْ لحاكَ اللهُ منْ هَــــلاّسِ
فألمُّ أبياتَ القصيدِ وأنثَـــــني / أمشي على الطرقاتِ كالمُحتَــاسِ
ويظلُّ ينخلعُ الحذاءُ على الثَّــرى / فمقاسُ صاحبِهِ خِـــلافُ مقاسي
لوْ كانَ هذا الفقْرُ شخْصــاً بيْننا / لقطعْتُ حالاً رأْســــَهُ بالفاسِ
* هزيمه :
كانت الهزائم تتوالى على الفرق الرياضية بمعهد الزقازيق الديني …
فقد انهزم فريق كرة السلة، وانهزم فريق كرة القدم ..
فنظم الشاعر هذه القصيدة بعنوان «هزيمة» :
«تعالى» يا فريقُ هنا «تعـــالى» فذمُّكَ بيْننا أضْــــحى حلالا
لمنْ أُهْدي القصيدةَ؟ لستُ أدري / أأُهديها حبيباً أمْ هـــــلالا؟
كلا البطليْنِ فرقتُهُ تبَــــارتْ / فما ساوتْ لدى اللعْبِ العيــالا
لنا في «الباسكتِ» اختاروا فريـقاً / يُحاكي في ضخامتِهِ البغَــــالا
وفي «الفوتبولِ» أفرادٌ تبَـــدَّوْا / عِراضاً في ملاعبِها طِــــوالا
إذا ما صوّبوا كـــــرةً يميناً / لخيبةِ أمرهمْ طلعتْ شِمـــالا
وليْـس لهمْ بها علمٌ ولكِــــنْ / خَدوها بالتلامةِ والــــرّذالا
أيصلحُ للــــرياضةِ فيـلُ قومٍ / إذا ما سارَ تحسبُهُ الــــجبالا
يُجركُ جسمهُ المكتظَّ لحمـــاً / ويحسبُ نفسَهُ فينا غَــــزالا
إلى المحراثِ شدوهُـــمْ وإني / سأفتلُ كيْ نجرَّهمُ الحِبَـــالا
* هجاء :
أتنبح بيننا هذي الكلاب
لعمر الحق قد جل المصاب
ويشتمني دنيء ذو غباء
فلا والله لا صلح العتاب
مسيخ الدجل قام بغير وقت
له يهذى فأخطأه الصواب
فقولوا للمسيخ أتاك عيسى
فعيشك في الورى عيش هباب
سيروي الناس لي فيك الأهاجي
فتعشق أن يواريك التراب
ويمشي خلفه قوم ثكالى
ألا خاب النصير لهم وخابوا
اذا كان الغراب دليل قوم
فلا نجحوا ولا نجح الغراب
ونختم التقرير …
بالقصيده الراااائعه والمؤثره المبكيه …
التي كانت السبب وراء هذا التقرير ..وهي قصيده ” رساله في ليله التنفيذ “
فازت هذه القصيدة بجائزة المجلس الأعلى للفنون و الاداب بمصر , و نالت الجائزة الأولى في مهرجان الشعر بدمشق عام 1959
أبتاه ماذا قد يخط بناني—- و الحبل و الجلاد ينتظران
هذا الكتاب إليك من زنزانة —- مقرورة صخرية الجدران
لم تبق إلا ليلة أحيا بها—- وأحس أن ظلامها أكفاني
ستمر يا أبتاه لست أشك في—- هذا وتحمل بعدها جثماني
الليل من حولي هدوء قاتل —-والذكريات تمور في وجداني
ويهدني ألمي فأنشد راحتي—- في بضع آيات من القرآن
والنفس بين جوانحي شفافة—- دبَّ الخشوع بها فهز كياني
قد عشت أومن بالإله ولم أذق—- إلا أخيرا لذة الإيمان
شكرا لهم أنا لا أريد طعامهم —- فليرفعوه فلست بالجوعان
هذا الطعام المر ما صنعته لي—- أمي و لا وضعوه فوق خوان
كلا ولم يشهده يا أبتي معي—- أخوان لي جاءاه يستبقان
مدوا إلي به يدا مصبوغة—- بدمي و هذي غاية الإحسان
والصمت يقطعه رنين سلاسل —- عبثت بهن أصابع السجان
<FONT face="Times New Roman"><STRONG><SPAN lang=AR-SA style="FONT-SIZE: 18pt; COLOR: royalblue">ما بين آونة تمر وأختها —- يرنو إلى بمقلتي شيـــط%u
مولده ونسبه :
في قرية “إنشاص الرمل” في محافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية كان مولده في منتصف مارس عام 1935م.
وهو “السيد بن جامع بن هاشم بن مصطفى الرفاعي” ..
ينتهي نسبه إلى أبي العباس أحمد الرفاعي الكبير- مؤسس الطريقة الرفاعية
ورث ريادة الطريقة عن أبيه عن جده، وكان شاعرًا متصوفًا ..
<FONT color=red>نشأته :
حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة في مكتب الشيخ “محمد عثمان” …
ثم التحق الشاعر في صباه بالتعليم المدرسي، ولكنه تركه وهو على أبواب الشهادة الابتدائية “نظام قديم” ..
ثم التحق عام 1947 بمعهد الزقازيق الديني، وقد أمضى به الشاعر تسع سنوات كاملة من عام 1947 إلى عام 1956م.
ثم التحق الشاعر بكلية دار العلوم، ولكنه لم يتم الدراسة بها، حيث تُوفي قبل التخرج ..
وفاته :
توفي مقتولا يوم الأربعاء الموافق الأول من شهر يوليو 1959م ..
وهو في سن الرابعة والعشرين، وسط ذهول من أهل قريته وأهله وكل من عرفوه ..
وكان مقتله على يد بعض حساده ومبغضيه من الشيوعين …
الذين حاربهم وكشف ضلالهم وخداعهم ولؤم نفوسهم ..
ويشاء الله أن يموت الشاعر ، الذي لحق بمن طعنه ليثأر لنفسه حتى نزفت دماؤه وسقط ميتا .
قيل عنه :
قال عنه الأستاذ “ذكي المهندس” …
عميد كلية دار العلوم الأسبق وعضو مجمع اللغة العربية:
“لو عاش هاشم الرفاعي إلى سن الثلاثين لكان أشعر أهل زمانه “
وفي 27 أكتوبر عام 1959م أقام المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية حفل تأبين بجامعة القاهرة، وقدم للحفل الأديب “يوسف السباعي” وزير الثقافة الأسبق بقوله:
“سمعته ينشد شعره مرة واحدة، فأخذت به وأحسست أن الله منحنا موهبة فذة، ولم أشك في أن صوته سيرتفع بيننا في كل حفل …
ولكن القدر أبى إلا أن يكون هو نفسه موضوع الحديث في هذا الحفل، وأبى علينا إلا أن نسمع عنه ولا نسمعه، وألا يعلو بيننا صوته إلا صدى وذكريات”.
وقال عنه الأستاذ “كمال الدين حسين” وزير التربية والتعليم:
“إن صورة هاشم الرفاعي باقية هنا..
وقصته باقية في كل مكان وفي كل أرض وفي كل نفس؛ لأنها قصة الشاب المؤمن بدينه وعروبته ووطنه ..
المنطلق في إخلاص يرسل النغم، ولأنها قصة الشاب الذي يرتل الأناشيد في حب الوطن والعقيدة..
ستبقى قصة “هاشم الرفاعي”، وستبقى روحه تدفع الشباب إلى الفداء والبذل مترسمين خطى جريئة شجاعة مؤمنة”.
ويرثيه الشاعر الكبير “علي الجندي”- عميد كلية دار العلوم- قائلاً:
لهف نفسي على الصبا المنضور
لغة الغدر في ظلام القبور
لهف نفسي على القريض المصفى
طوحت زهره عوادي الشرور
بالمكنى في شعره بـ”ابن أوس”
والمسمى بـ”البحتري” الصغير
ولدي هاشم وما كنت إلا
ولدي في وفائك المأثور
جدك السبط وهو أكرم سبط
لقي الله بالنجيع الطهور
لم يحصنه من كلاب الأعادي
أنه بضعة بضيعة البشير النذير
وقال د/ أحمد هيكل- أستاذ الشعر ووزير الثقافة الأسبق- عن هاشم الرفاعي:
فقده جل أن يكون مصابًا فلقد كان محنة وعذابا
فلقد كان فرحة تفهم “الدار” رجاءً وبهجةً وشبابا
ولقد كان للعروبة نايًا يتغنى بمجدها خلابا
ولقد كان وهو مثل بنينا إن شدا بزنًا فنحني الرقابا
أغراض شعره :
بالرغم من حداثة سن الشاعر “هاشم الرفاعي” …
وبالرغم من أن حياته الشعرية لم تزد على العشر سنوات إلا أن تنوعًا كبيرًا في أغراضه الشعرية يُوحي بموهبة شعرية غير عادية ..
فالمتصفح لديوان “هاشم الرفاعي” يجد نفسه أمام ألوان مختلفة من الشعر ما بين المديح والرثاء والوصف والشعر الحماسي وأشعار المناسبات….إلخ.
ويمكننا أن نتناول بعضًا من هذه الأغراض من خلال بعض النماذج الشعرية من شعر هاشم الرفاعي:
* فلسطين :
كانت بداية الشاعر مع الشعر الحماسي حيث نجده في أول قصيدة كتبها وهي قصيدة “فلسطين” …
والتي علق عليها قائلاً (باكورة الشعر) يحمِّس فيها الشباب للجهاد فيقول:
آن الجهاد فأقدم أيها البطل وامسك حسامك واطعن قلب صهيونا
جاءوا يريدون تقسيمًا فقل لهم – والسيف يسطرهم- لن نقبل الهونا
* مصر الجريحة:
ومن شعره الوطني قصيدة كتبها عام 1951، وهي قصيدة (مصر الجريحة) ….
فنجده يشبه مصر بالحسناء التي أنهكها الأنين يفيض قلبها أسىً، وتذرف عيناها الدموع، تندب مجدها الضائع وعزتها المهدرة ..
ويشير فيها إلى حركة “الإخوان المسلمين” وما تحمَّلوه من عذاب في هذه الفترة العصيبة..
ما راعني في الليل إلا أن أرى
شبحاً بأثواب الدجى يتلفَّع
يمشي الهوينى شاكياً فكأنه
صبٌ بساعات الرحيل يودع
فدنوت منه محاذراً فإذا به
حسناء أنهكها الأنين الموجع
فهتفت ما بال الفتاة أرى لها
قلباً يفيض أسىً وعيناً تدمع
من أنت يا فتاة؟ قالت يا فتى
إني أنا مصر التي تتوجـع
أبكي على مجدي وأندب عزتي
هذان فقدْهُما مصاب مجزع
ناديتها: نفسي فداؤك لا البكا
يجدي ولا طول التفجع ينفع
* مناسبات:
ولم يكن الشاعر يترك مناسبة إلا ويكون له فيها شعر …
نجده مثلاً في الاحتفال بذكرى ميلاد الرسول (ص) يلقي قصيدة بعنوان (الذكرى العطرة) عام 1951م .
* ديوان جراح مصر:
يحتوي على عشر قصائد وفيها تصوير دقيق للمأساة التي عاشها الشاعر …
وعاشتها جموع المطالبين بحرية التعبير عن الرأي في الفترة ما بين عامي 1954 – 1957 …
فجاءت هذه القصائد تحت ضغط نفسي وعصبي رهيبين أقفلا كاهل الشاعر، فأخرج أروع ما لديه، وكانت هذه القصائد هي:
مصر بين احتلالَيْه- جلاد الكنانة- في الربيع- زفرة- جمال يعود من باندونج مع الثورة في ربقة القيد-
سقوط ركن من أركان الطغيان- ذكريات عام ضائع- جمال رئيس الجمهورية- نواب الأمة
* حول قيود اللغة العربية:
عندما دعا “يوسف السباعي” إلى استخدام العامية بادعاء أن اللغة العربية بها قيود تحول بين الأديب والتعبير …
قدم لنا الشاعر قصيدة يدافع فيها عن اللغة العربية بعنوان “حول قيود اللغة العربية”
أشعلت حربًا لم تضع أوزارها تركت بكل صحيفة آثارها
وحملة حملتك الجريئة فانبرت أقلام من خاضوا وراءك نارها
ورميت أخت الضاد منك بطعنة كادت تدك قويةً أسوارها
مجبًا؟ أتحيون التراث بقتلها وترمون بهدمها منهارها
ورأيت قومًا يرهقون عيوبها طلبًا وراحوا يطمسون نضارها
إلى أن يقول:
رفقًا بعابرة القرون ورحمة أتريد منها أن تفارق دارها
إني أعيذك أن تكون- إذا قضت يومًا وواراها الثرى- جزارها
* رماد الفضيلة:
ـ يدعو الشاعر إلى الفضيلة ومكارم الأخلاق ويحارب الفساد …
فنجده يخاطب فتيات الجامعة- اللاتي خرجن عن الأعراف الإسلامية- فيقول في قصيدته (رماد الفضيلة) عام 1957:
لا تمدي لصيده أحبولة من تثنٍّ ومقلة مكحولة
إنه ههنا أخ وزميل أنت أخت له وأنت زميلة
نحن في منهل للعلوم ولسنا في مباراة فتنة مصقولة
فعلام الشفاه ترمي بنار خلفت تحتها رماد الفضيلة
- وينتقد الشباب المستهتر فيقول:
وفتاك الذي جلست إليه جلسات قصيرة وطويلة
تافه في الشباب حين نراه لا ندري فيه ذرة من رجولة
من يظن المجون خفة ظل فهو يبدي خلاعة مرذولة
يطلق النكتة السخيفة من فيه ويزجي العبارة المعسولة
* أغنية أم:
- يذكِّر الشاعر بمحنة الأحرار والإسلاميين في كل مكان في قصيدة بعنوان (أغنية أم) مارس 1959 …
متبعًا فيها أسلوب التورية الذي كان يلجأ إليه أحيانًا، يقول فيها على لسان من فقدت زوجها، تهدهد صغيرها، وترضعه وصية لها مشوبة بآلام مع ابنها، فيقول:
نم يا صغيري إن هذا المهد يحرسه الرجاء
من مقلة سهرت لآلام تثور مع المساء
فأصوغها لحنًا مقاطعه تأجج في الدماء
أشدو بأغنيتي الحزينة، ثم يغلبني البكاء
وأمد كفي للسماء لاستحث خطى السماء
نم لا تشاركني المرارة والمحن
فلسوف أرضعك الجراح مع اللبن
حتى أنال على يديك من وهبت لها الحياة
يا من رأى الدنيا ولكن لن يرى فيها أباه
* الشعر والحياة (1959)
ألوان الحياة النابضة في الريف، تصورها هذه القصيدة الطويلة التي التزم فيها الشاعر قافية حصية …
أسلس له قيادها ليدحض بها دعوى القائلين: إن الشعر في بنائه العمودي يحول دون حرية التعبير ودقة التصوير.
في ربوع ظلالها فتانة يبسط السحر فوقها ألوانه
صادح الطير في رباها تُغني وشدا للخميلة الفينانة
وجرى الماء بالحياة نماء طرز العشب والندى غدرانه
ونسيم مؤرج قد تهادى في مجون يُداعب السنديانة
بين تلك الربا وهذي المغاني والرؤى والمفاتن العريانة
قد عرفت الوجود طفلاً بريئًا حظه منه أن يمص بنانه
ورأيت الدنا بعيني صبي لم يكن بعد حاملاً أحزانه
يتبع الرفقة الصغار للهو قد أعدوا في بيدر ميدانه
ويجدُّون في اصطياد فراش طاف بالحق مسرعًا طيرانه
* شباب الإسلام
ـ ألقاها الشاعر في فبراير 1959م في ندوة بجمعية الشبان المسلمين لمناقشة انحراف الشباب، ..
يسطر فيها أمجاد أمة الإسلام، ومفاخر الأفذاذ الأوائل، ويدعو الشباب للعودة إلى تاريخ السابقين؛ من أجل إعادة بناء المجتمع المسلم القوي المتحضر فيقول:
ملكنا هذه الدنيا قرونا وأخضعها جدود خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياء فما نسي الزمان ولا نسينا
حملناها سيوفًا لامعات غداة الروع تأبى أن تلينا
إذا خرجت من الأغماد يومًا رأيت الهول والفتح المبينا
وكنا حين يرمينا أناس تؤدبهم أباة قادرينا
تفيض قلوبنا بالهدى بأسًا فما نغضي عن الظلم الجفونا
وما فتئ الزمان يدور حتى مضى بالمجد قوم آخرونا
وأصبح لا يرى في الركب قومي وقد عاشوا أئمته سنينا
وآلمني وألم كل حر سؤال الدهر أين المسلمونا؟
*وصيه لاجئ :
هذه القصيدة كتبها هاشم الرفاعى عام 1957م على لسان لاجئ فلسطيني :
أنا يا بُنيَّ غدًا سيطويني الغسقْ
لم يبقْ من ظل الحياة سوى رمقْ
وحطام قلب عاش مشبوبَ القلقْ
قد أشرق المصباح يومًا واحترقْ
جفَّت به آماله حتى اختنقْ
فإذا نفضت غبار قبري عن يدك
ومضيت تلتمس الطريق إلى غدك
فاذكر وصية والدٍ تحت التراب
سلبوه آمال الكهولة والشباب
* الفولُ أكلي ما حييتُ
الفــــقْرُ يملأُ بالمذلة كاسـي / إني سأُشهرُ فـي الورى إفلاسي
لا الجيْبُ يعمرُ بالنقودِ، ولا يـدي / فيها فلوسٌ زيِّ كـــلِّ الناسِ
أصبحْتُ باطيَ والنجـومَ، ولا أرى / أحداً يُخفــف كُرْبتي ويُواسي
الفولُ أكْلي ما حييتُ وإنــــني / متحرِّقٌ شوْقاُ إلى القٌلقــــاسِ
قدْ كدتُ يا قوْمي أصيحُ منهِّــقاً / وتخلّعتْ منْ أكلِهِ أضْـــراسي
البطْنُ خالٍ كالجيوبِ ـ وأشْـتهي / ما في المسامِطِ منْ لحومِ الــرّاسِ
وإذا مشِيتُ فإنني مُتهالــــكٌ / وأكادُ ألفظُ جائعاً أنفــــاسي
وأمُرُّ بالحاتي فأهتُفُ قائــــلاً: : كـــمْ ذا يُكابِدُ مُفلسٌ ويُقاسي
قدْ بِعْــتُ مهريَّ الهدومِ وفي غَدٍ / سأبيعُ حتْــــماً للعبادِ نُحاسي
وإذا ذهبْتُ لحفْلةٍ أشْـــدو بلا / أجرٍ كعبد الحيِّ أوْ حــــوّاسِ
فهناكَ منْ يأتي يُهدِّدُ صائحـــاً: / اجلسْ لحاكَ اللهُ منْ هَــــلاّسِ
فألمُّ أبياتَ القصيدِ وأنثَـــــني / أمشي على الطرقاتِ كالمُحتَــاسِ
ويظلُّ ينخلعُ الحذاءُ على الثَّــرى / فمقاسُ صاحبِهِ خِـــلافُ مقاسي
لوْ كانَ هذا الفقْرُ شخْصــاً بيْننا / لقطعْتُ حالاً رأْســــَهُ بالفاسِ
* هزيمه :
كانت الهزائم تتوالى على الفرق الرياضية بمعهد الزقازيق الديني …
فقد انهزم فريق كرة السلة، وانهزم فريق كرة القدم ..
فنظم الشاعر هذه القصيدة بعنوان «هزيمة» :
«تعالى» يا فريقُ هنا «تعـــالى» فذمُّكَ بيْننا أضْــــحى حلالا
لمنْ أُهْدي القصيدةَ؟ لستُ أدري / أأُهديها حبيباً أمْ هـــــلالا؟
كلا البطليْنِ فرقتُهُ تبَــــارتْ / فما ساوتْ لدى اللعْبِ العيــالا
لنا في «الباسكتِ» اختاروا فريـقاً / يُحاكي في ضخامتِهِ البغَــــالا
وفي «الفوتبولِ» أفرادٌ تبَـــدَّوْا / عِراضاً في ملاعبِها طِــــوالا
إذا ما صوّبوا كـــــرةً يميناً / لخيبةِ أمرهمْ طلعتْ شِمـــالا
وليْـس لهمْ بها علمٌ ولكِــــنْ / خَدوها بالتلامةِ والــــرّذالا
أيصلحُ للــــرياضةِ فيـلُ قومٍ / إذا ما سارَ تحسبُهُ الــــجبالا
يُجركُ جسمهُ المكتظَّ لحمـــاً / ويحسبُ نفسَهُ فينا غَــــزالا
إلى المحراثِ شدوهُـــمْ وإني / سأفتلُ كيْ نجرَّهمُ الحِبَـــالا
* هجاء :
أتنبح بيننا هذي الكلاب
لعمر الحق قد جل المصاب
ويشتمني دنيء ذو غباء
فلا والله لا صلح العتاب
مسيخ الدجل قام بغير وقت
له يهذى فأخطأه الصواب
فقولوا للمسيخ أتاك عيسى
فعيشك في الورى عيش هباب
سيروي الناس لي فيك الأهاجي
فتعشق أن يواريك التراب
ويمشي خلفه قوم ثكالى
ألا خاب النصير لهم وخابوا
اذا كان الغراب دليل قوم
فلا نجحوا ولا نجح الغراب
ونختم التقرير …
بالقصيده الراااائعه والمؤثره المبكيه …
التي كانت السبب وراء هذا التقرير ..وهي قصيده ” رساله في ليله التنفيذ “
فازت هذه القصيدة بجائزة المجلس الأعلى للفنون و الاداب بمصر , و نالت الجائزة الأولى في مهرجان الشعر بدمشق عام 1959
أبتاه ماذا قد يخط بناني—- و الحبل و الجلاد ينتظران
هذا الكتاب إليك من زنزانة —- مقرورة صخرية الجدران
لم تبق إلا ليلة أحيا بها—- وأحس أن ظلامها أكفاني
ستمر يا أبتاه لست أشك في—- هذا وتحمل بعدها جثماني
الليل من حولي هدوء قاتل —-والذكريات تمور في وجداني
ويهدني ألمي فأنشد راحتي—- في بضع آيات من القرآن
والنفس بين جوانحي شفافة—- دبَّ الخشوع بها فهز كياني
قد عشت أومن بالإله ولم أذق—- إلا أخيرا لذة الإيمان
شكرا لهم أنا لا أريد طعامهم —- فليرفعوه فلست بالجوعان
هذا الطعام المر ما صنعته لي—- أمي و لا وضعوه فوق خوان
كلا ولم يشهده يا أبتي معي—- أخوان لي جاءاه يستبقان
مدوا إلي به يدا مصبوغة—- بدمي و هذي غاية الإحسان
والصمت يقطعه رنين سلاسل —- عبثت بهن أصابع السجان
<FONT face="Times New Roman"><STRONG><SPAN lang=AR-SA style="FONT-SIZE: 18pt; COLOR: royalblue">ما بين آونة تمر وأختها —- يرنو إلى بمقلتي شيـــط%u