محمد ابراهيم البادي
05-30-2011, 11:15 AM
كل يوم
أطفال.. ضحايا للذكورة والأنانية
المصدر: سامي الريامي (http://theuaelaw.com/1.175) - الامارات اليوم - التاريخ: 30 مايو 2011
http://cdn-wac.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.53287.1269351388!/image/1314659825.jpg
مشكلة اجتماعية خطيرة، بالغة الحساسية، والتعقيد، لأنها متشعبة ومرتبطة بالشرع والعادات والتقاليد، والجزء الشرقي فينا الذي يعطي الذكر حقوقاً إضافية، على الرغم من عدم الاعتراف بذلك، ولكن هذا لا يمنع مناقشة القضية، ولا يمنع تداولها، والخوض فيها، وإن أمكن المطالبة بحلول عقلانية ومنطقية، لأن تأثيرها المستقبلي يمتد ليصيب أفراداً في طفولتهم، ويقضي عليهم طوال وجودهم في هذه الدنيا.
مسألة الحضانة، ولماذا يحق للأب انتزاع الطفل أو الطفلة من حضن أمه، حتى إن لم يكن يريده، في حالات الطلاق، وارتباط الأم برجل غيره!
لماذا يسمح للرجل بالتحكم في المرأة حتى بعد الانفصال عنه، ولماذا تكبل هي بقيود صعبة تجعلها تجبر على التضحية بأحد أمرين أحلاهما مر، فإما أن تعيش وحيدة مطلقة، أو تفقد فلذات أكبادها إن فكرت في الزواج!
لا أعرف أين المنطق في ذلك؟ ولكن ما أعرفه حق المعرفة، أن هناك حالات كثيرة في المجتمع، نساء في مختلف الأعمار، يعانين هذا الأمر بشدة، ويواجهن مستقبلاً صعباً للغاية، ومنهن من تواجه رجالاً في غاية التعنت والأنانية، لا مانع لديهم من فعل ما يستطيعون مقابل «حرق قلوبهن»، أكما يهددونهن دائماً!
أين المنطق والقانون، وحتى الشرع من تلك المرأة التي انفصلت عن زوجها وهي لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها، وتحتضن طفلة في أعوامها الثلاثة الأولى؟ يتركها زوجها ويتزوج بعدها ويرزق ببنين وبنات، ومع ذلك يردد عليها مهدداً في كل فرصة: «إذا فكّرتِ في الزواج سآخذ الطفلة، وأحرق قلبك»، وهكذا أراد لها أن تعيش، وهي في أجمل سنين عمرها، مطلقة ما بقي لها من عمر، حتى لا تفقد طفلتها التي لا يحتاج إليها هو، لكنها الأنانية مدفوعة بواقع مؤلم.
الأطفال في مثل هذه السن، وربما في كل السنوات، هم أقرب إلى الأم، لا يعيشون من دونها، ولا تعيش من دونهم، وليس سراً أبداً أن معظم الرجال أبعد عن أطفالهم مقارنة بالأم، وذلك بحكم طبيعة العمل وطبيعة الحياة الحالية، فكيف لرجل أن يتحمل مسؤولية تربية أطفال صغار، أو حتى فتيان، وحيداً، وإن كان متزوجاً فهل زوجة الأب أحق بتربية الأبناء من أمهم؟ بالتأكيد لا يخلو الأمر من الغرابة، لكنها للأسف حالات واقعية موجودة.
الأطفال لا ذنب لهم إطلاقاً في ما حدث ويحدث بين الزوجين، وبالتالي فمن غير المقبول جعلهم ضحية يتجاذبها الطرفان، ووسيلة من وسائل الحرب بينهما، كما أنه من غير المقبول أيضاً حرمانهم من حضن أمهم أبداً، مهما كان السبب، ومهما كانت الدوافع والحالة، وبقاؤهم بالقرب من أمهم حتى مع وجود زوج الأم، أفضل بكثير من بقائهم وهم في عمر صغير مع الأب وزوجته، فلماذا يُعطى الرجل حق التحكم في الحضانة!
قضية تحتاج إلى مناقشة جادة، ومثلها ولربما أسوأ منها قضايا أخرى تتعلق بإثبات النسب، معقدة وشائكة وحساسة، لكن ضحيتها دائماً هم الأطفال، على الرغم من أنهم لا ذنب لهم أبداً في ما حدث ويحدث، فهل نتركهم ضحايا طوال سنوات عمرهم!
أطفال.. ضحايا للذكورة والأنانية
المصدر: سامي الريامي (http://theuaelaw.com/1.175) - الامارات اليوم - التاريخ: 30 مايو 2011
http://cdn-wac.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.53287.1269351388!/image/1314659825.jpg
مشكلة اجتماعية خطيرة، بالغة الحساسية، والتعقيد، لأنها متشعبة ومرتبطة بالشرع والعادات والتقاليد، والجزء الشرقي فينا الذي يعطي الذكر حقوقاً إضافية، على الرغم من عدم الاعتراف بذلك، ولكن هذا لا يمنع مناقشة القضية، ولا يمنع تداولها، والخوض فيها، وإن أمكن المطالبة بحلول عقلانية ومنطقية، لأن تأثيرها المستقبلي يمتد ليصيب أفراداً في طفولتهم، ويقضي عليهم طوال وجودهم في هذه الدنيا.
مسألة الحضانة، ولماذا يحق للأب انتزاع الطفل أو الطفلة من حضن أمه، حتى إن لم يكن يريده، في حالات الطلاق، وارتباط الأم برجل غيره!
لماذا يسمح للرجل بالتحكم في المرأة حتى بعد الانفصال عنه، ولماذا تكبل هي بقيود صعبة تجعلها تجبر على التضحية بأحد أمرين أحلاهما مر، فإما أن تعيش وحيدة مطلقة، أو تفقد فلذات أكبادها إن فكرت في الزواج!
لا أعرف أين المنطق في ذلك؟ ولكن ما أعرفه حق المعرفة، أن هناك حالات كثيرة في المجتمع، نساء في مختلف الأعمار، يعانين هذا الأمر بشدة، ويواجهن مستقبلاً صعباً للغاية، ومنهن من تواجه رجالاً في غاية التعنت والأنانية، لا مانع لديهم من فعل ما يستطيعون مقابل «حرق قلوبهن»، أكما يهددونهن دائماً!
أين المنطق والقانون، وحتى الشرع من تلك المرأة التي انفصلت عن زوجها وهي لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها، وتحتضن طفلة في أعوامها الثلاثة الأولى؟ يتركها زوجها ويتزوج بعدها ويرزق ببنين وبنات، ومع ذلك يردد عليها مهدداً في كل فرصة: «إذا فكّرتِ في الزواج سآخذ الطفلة، وأحرق قلبك»، وهكذا أراد لها أن تعيش، وهي في أجمل سنين عمرها، مطلقة ما بقي لها من عمر، حتى لا تفقد طفلتها التي لا يحتاج إليها هو، لكنها الأنانية مدفوعة بواقع مؤلم.
الأطفال في مثل هذه السن، وربما في كل السنوات، هم أقرب إلى الأم، لا يعيشون من دونها، ولا تعيش من دونهم، وليس سراً أبداً أن معظم الرجال أبعد عن أطفالهم مقارنة بالأم، وذلك بحكم طبيعة العمل وطبيعة الحياة الحالية، فكيف لرجل أن يتحمل مسؤولية تربية أطفال صغار، أو حتى فتيان، وحيداً، وإن كان متزوجاً فهل زوجة الأب أحق بتربية الأبناء من أمهم؟ بالتأكيد لا يخلو الأمر من الغرابة، لكنها للأسف حالات واقعية موجودة.
الأطفال لا ذنب لهم إطلاقاً في ما حدث ويحدث بين الزوجين، وبالتالي فمن غير المقبول جعلهم ضحية يتجاذبها الطرفان، ووسيلة من وسائل الحرب بينهما، كما أنه من غير المقبول أيضاً حرمانهم من حضن أمهم أبداً، مهما كان السبب، ومهما كانت الدوافع والحالة، وبقاؤهم بالقرب من أمهم حتى مع وجود زوج الأم، أفضل بكثير من بقائهم وهم في عمر صغير مع الأب وزوجته، فلماذا يُعطى الرجل حق التحكم في الحضانة!
قضية تحتاج إلى مناقشة جادة، ومثلها ولربما أسوأ منها قضايا أخرى تتعلق بإثبات النسب، معقدة وشائكة وحساسة، لكن ضحيتها دائماً هم الأطفال، على الرغم من أنهم لا ذنب لهم أبداً في ما حدث ويحدث، فهل نتركهم ضحايا طوال سنوات عمرهم!