محمد ابراهيم البادي
05-24-2011, 11:11 AM
رؤية
الاتجار بالبشر في وطن القيم!
المصدر: نجيب الشامسي (http://theuaelaw.com/1.209) - الامارات اليوم - التاريخ: 24 مايو 2011
http://cdn-wac.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.351004.1296670499!/image/400573840.jpg
وطننا العربي هو مهد الديانات السماوية الثلاث، وطن القيم والأخلاق والمبادئ التي أرستها الديانات السماوية، أصبح كل شيء فيه معروضاً للبيع، والمشتري هنا من كل صوب وحدب، أراضينا أضحت معروضة للبيع، بعد أن مر زمن تعلمنا فيه أن الأرض عرض، لكن تحت مظلة الاستثمار والانفتاح لا بأس من البيع، بما في ذلك العرض، قيمنا العربية الإسلامية أضحت تُسّوق بأسعار بخسة في كل أرجاء الوطن.
واليوم أضحت تجارة البشر رائجة في وطن القيم، إنها صورة مزرية في العلاقات الإنسانية، انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، صورة بشعة من صور الاستغلال والانتهازية التي تمارسها فئة من عصابات منظمة، إنها جريمة في حق قيمنا وأخلاقياتنا العربية الإسلامية! هي ليست جريمة اقتصادية تأثيرها محدود، إنها ليست جريمة اغتيال يمارسها نظام سياسي لفرد من المجتمع، بل هي جريمة أخلاقية، جريمة اغتيال للقيم والأخلاق يندى لها الجبين ويشمئز منها الضمير وتهتز لها مفاصل المجتمع والوطن بسبب ما لها من تأثيرات خطيرة وتداعيات وخيمة تمس المجتمع ككل.
إنها صورة بشعة من صور العبودية أو الخدمة القسرية، خصوصاً حينما تأتي في صورة استغلال الأطفال في التسول والسرقة والرذيلة، إذ يتم غالباً بيعهم وشراؤهم مرات عدة، حينما تصبح النساء أداة تكسّب لتلك العصابات وتحت مظلة الاستثمار والسياحة وقوانين التجارة المرخصة لمثل تلك الأنشطة في وطننا العربي، الذي استفحلت فيه هذه الظاهرة، ليصبح مسرحاً لجريمة بشعة تتنافى مع كل القيم والأخلاق.
إن هذه الجريمة تمارس أمام مرأى من القانون والجهات الأمنية في دول عدة، وتحميها قوانين وتشريعات وطنية ومرخصة من قبل جهات ومؤسسات حكومية، وتحميها وترعاها أطراف وعصابات دولية، وترخص بأسماء أناس نافذين في دولنا العربية، هناك الفنادق المنتشرة في كل أرجاء الوطن، هناك مراكز مساج يمارس فيها الاتجار بالبشر، هناك شوارع شهيرة في مدننا العربية يرتادها الراغبون في ممارسة البغاء وإشباع حاجاتهم الجسدية السريعة، ويستغلون حاجة النساء للمادة أو حتى الرغبة في مستوى الحياة الصورية.
لقد كان الاتجار بالبشر في وطن القيم مشكلة، فأضحى ظاهرة يصعب علاجها في ظل ظروف معيشيـة صعبـة، ومعدلات فقر متفاقمة، واستشراء لنزعة استهلاكية، وتراخي الرقابة الأخلاقيـة، وضعـف القوانين والتشريعات التي تحمي المجتمع وتصون القيم.
وبعد أن شهدت ساحات وطننا العربي ظواهر خطيرة مثل المخدرات والنصب والاحتيال، والفساد الحكومي والخاص، والتفكك الأسري والخلل الاجتماعي وتراجع الوازع الديني، فإنه من الطبيعي أن تكون جريمة الاتجار بالبشر تجارة رائجة في ظل مجتمعات هشة وضعيفة، لتضاف ظاهرة سلبية جديدة إلى بقية الظواهر التي يعانيها مجتمعنا العربي الإسلامي.
الاتجار بالبشر في وطن القيم!
المصدر: نجيب الشامسي (http://theuaelaw.com/1.209) - الامارات اليوم - التاريخ: 24 مايو 2011
http://cdn-wac.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.351004.1296670499!/image/400573840.jpg
وطننا العربي هو مهد الديانات السماوية الثلاث، وطن القيم والأخلاق والمبادئ التي أرستها الديانات السماوية، أصبح كل شيء فيه معروضاً للبيع، والمشتري هنا من كل صوب وحدب، أراضينا أضحت معروضة للبيع، بعد أن مر زمن تعلمنا فيه أن الأرض عرض، لكن تحت مظلة الاستثمار والانفتاح لا بأس من البيع، بما في ذلك العرض، قيمنا العربية الإسلامية أضحت تُسّوق بأسعار بخسة في كل أرجاء الوطن.
واليوم أضحت تجارة البشر رائجة في وطن القيم، إنها صورة مزرية في العلاقات الإنسانية، انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، صورة بشعة من صور الاستغلال والانتهازية التي تمارسها فئة من عصابات منظمة، إنها جريمة في حق قيمنا وأخلاقياتنا العربية الإسلامية! هي ليست جريمة اقتصادية تأثيرها محدود، إنها ليست جريمة اغتيال يمارسها نظام سياسي لفرد من المجتمع، بل هي جريمة أخلاقية، جريمة اغتيال للقيم والأخلاق يندى لها الجبين ويشمئز منها الضمير وتهتز لها مفاصل المجتمع والوطن بسبب ما لها من تأثيرات خطيرة وتداعيات وخيمة تمس المجتمع ككل.
إنها صورة بشعة من صور العبودية أو الخدمة القسرية، خصوصاً حينما تأتي في صورة استغلال الأطفال في التسول والسرقة والرذيلة، إذ يتم غالباً بيعهم وشراؤهم مرات عدة، حينما تصبح النساء أداة تكسّب لتلك العصابات وتحت مظلة الاستثمار والسياحة وقوانين التجارة المرخصة لمثل تلك الأنشطة في وطننا العربي، الذي استفحلت فيه هذه الظاهرة، ليصبح مسرحاً لجريمة بشعة تتنافى مع كل القيم والأخلاق.
إن هذه الجريمة تمارس أمام مرأى من القانون والجهات الأمنية في دول عدة، وتحميها قوانين وتشريعات وطنية ومرخصة من قبل جهات ومؤسسات حكومية، وتحميها وترعاها أطراف وعصابات دولية، وترخص بأسماء أناس نافذين في دولنا العربية، هناك الفنادق المنتشرة في كل أرجاء الوطن، هناك مراكز مساج يمارس فيها الاتجار بالبشر، هناك شوارع شهيرة في مدننا العربية يرتادها الراغبون في ممارسة البغاء وإشباع حاجاتهم الجسدية السريعة، ويستغلون حاجة النساء للمادة أو حتى الرغبة في مستوى الحياة الصورية.
لقد كان الاتجار بالبشر في وطن القيم مشكلة، فأضحى ظاهرة يصعب علاجها في ظل ظروف معيشيـة صعبـة، ومعدلات فقر متفاقمة، واستشراء لنزعة استهلاكية، وتراخي الرقابة الأخلاقيـة، وضعـف القوانين والتشريعات التي تحمي المجتمع وتصون القيم.
وبعد أن شهدت ساحات وطننا العربي ظواهر خطيرة مثل المخدرات والنصب والاحتيال، والفساد الحكومي والخاص، والتفكك الأسري والخلل الاجتماعي وتراجع الوازع الديني، فإنه من الطبيعي أن تكون جريمة الاتجار بالبشر تجارة رائجة في ظل مجتمعات هشة وضعيفة، لتضاف ظاهرة سلبية جديدة إلى بقية الظواهر التي يعانيها مجتمعنا العربي الإسلامي.