محمد ابراهيم البادي
05-15-2011, 01:49 PM
كل يوم
فقدان ذاكرة وطن..
المصدر: الامارات اليوم - سامي الريامي (http://theuaelaw.com/1.175) - التاريخ: 15 مايو 2011
http://cdn-wac.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.53287.1269351388!/image/1314659825.jpg
رجل من الماضي الجميل، رحل عنا بذكرياته وتاريخه، رحلت ذاكرته التي ضمت كثيراً من الأحداث التاريخية التي مرّت على هذه الأرض، فقد وُلد وعاش في زمان الشدة وشظف العيش، عاصر حكاماً كثراً، وأجيالاً متعاقبة، قبل أن يتولى زايد مقاليد الحكم في أبوظبي بسنوات طويلة، وقبل الدولة والتفكير فيها، وقبل أن يلتقي زايد وراشد ليخططوا للمستقبل، عاصر كل شيء من البدايات، ما قبل الاتحاد، وما بعد الاتحاد، لذلك فهو عاشق للماضي، لكنه يقدر الحاضر، ويترحّم على كل من أحدثوا الفرق في تكريس حياة الرفاه لهذا الشعب.
رحل الشيخ أحمد بن عبدالله المعلا حاملاً معه كل هموم ومشكلات الزمن المتعب، وكل ذكريات ومتغيرات الزمنين القديم والمعاصر، رصدت حياته كل متغيرات أم القيوين ورأس الخيمة ودبي والشارقة، حيث تنقل وعاش وكابد المشاق والتعب.
لا شيء أصعب على النفس من فراق عزيز، ولا شيء أصعب على الدولة من فقدان ذاكرة تضم التاريخ، وتحفظ دقائق وساعات وسنوات لم تحفظها الكتب ولا المراجع، ذاكرة رحلت برحيل أحد القليلين الذين التصقوا بتراب هذه الأرض، وكابدوا حلوها ومرها، لم يتركوها في أحلك الظروف، ولم يستسلموا لضنك الحياة القاسية، فلم تبخل عليهم الأرض بخيرها، فهم كانوا الخير وهم البركة.
قصيرة هي الحياة مهما طالت، انقضى عمر أحمد عبدالله، لكنه سيبقى في القلوب والذاكرة، لن نفقد سيرته العطرة، وسيبقى ينير طريقنا، بهمته المعهودة، وأخلاقه الرفيعة، ونفسه المرحة المتواضعة التي تحترم الصغير قبل الكبير، هكذا هي النجوم تظل منيرة رغم المسافات الشاسعة التي تفصلها عن الأرض.
رجل ذو شخصية جاذبة، يعشقها كل من يجالسه ولو للحظات، فكيف من التصق به لسنوات طويلة، لا يعرف التذمر، عاشق للحياة، عاشق للتفاؤل، لا يهتم بصغائر الدنيا، ولا يشغل باله بها أبداً، ابتسامته لم تفارقه في كل الظروف، حتى وهو طريح الفراش متعب في لحظاته الأخيرة.
بسيط في كل شيء، عاش البساطة في زمن الشدة، وعاشها وهو عاشق لها في زمن الرخاء، وفي الحالتين، كانت الدنيا لا تعني له شيئاً، لكنه كان دائم الإطراء على تطورات العصر الحديث، ودائم الحديث عن إرجاع الفضل إلى أهله في ما حدث ويحدث في الإمارات، كان عاشقاً زايد، أفمن سمع ليس كمن رأى وعاش وتعرض للسراء والضراء، وهو ـ رحمه الله ـ عاش العصرين في حياته، لم يسمع فقط، بل كافح وتعب، وتنقل بين الإمارات في وقت لم تكن أبعد مسافة بين طرفي الدولة تتجاوز خمس ساعات فقط.
رجل من رجالات جيل الماضي ترجل، لكنه سيبقى حياً في أحفاده، وسيبقى في ذاكرة الوطن، فالوطن لن ينسى أبداً أبناءه، لن ينسى من كانت خطواتهم الأولى هي الطريق السهل الذي نسير عليه اليوم جميعاً.
فقدان ذاكرة وطن..
المصدر: الامارات اليوم - سامي الريامي (http://theuaelaw.com/1.175) - التاريخ: 15 مايو 2011
http://cdn-wac.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.53287.1269351388!/image/1314659825.jpg
رجل من الماضي الجميل، رحل عنا بذكرياته وتاريخه، رحلت ذاكرته التي ضمت كثيراً من الأحداث التاريخية التي مرّت على هذه الأرض، فقد وُلد وعاش في زمان الشدة وشظف العيش، عاصر حكاماً كثراً، وأجيالاً متعاقبة، قبل أن يتولى زايد مقاليد الحكم في أبوظبي بسنوات طويلة، وقبل الدولة والتفكير فيها، وقبل أن يلتقي زايد وراشد ليخططوا للمستقبل، عاصر كل شيء من البدايات، ما قبل الاتحاد، وما بعد الاتحاد، لذلك فهو عاشق للماضي، لكنه يقدر الحاضر، ويترحّم على كل من أحدثوا الفرق في تكريس حياة الرفاه لهذا الشعب.
رحل الشيخ أحمد بن عبدالله المعلا حاملاً معه كل هموم ومشكلات الزمن المتعب، وكل ذكريات ومتغيرات الزمنين القديم والمعاصر، رصدت حياته كل متغيرات أم القيوين ورأس الخيمة ودبي والشارقة، حيث تنقل وعاش وكابد المشاق والتعب.
لا شيء أصعب على النفس من فراق عزيز، ولا شيء أصعب على الدولة من فقدان ذاكرة تضم التاريخ، وتحفظ دقائق وساعات وسنوات لم تحفظها الكتب ولا المراجع، ذاكرة رحلت برحيل أحد القليلين الذين التصقوا بتراب هذه الأرض، وكابدوا حلوها ومرها، لم يتركوها في أحلك الظروف، ولم يستسلموا لضنك الحياة القاسية، فلم تبخل عليهم الأرض بخيرها، فهم كانوا الخير وهم البركة.
قصيرة هي الحياة مهما طالت، انقضى عمر أحمد عبدالله، لكنه سيبقى في القلوب والذاكرة، لن نفقد سيرته العطرة، وسيبقى ينير طريقنا، بهمته المعهودة، وأخلاقه الرفيعة، ونفسه المرحة المتواضعة التي تحترم الصغير قبل الكبير، هكذا هي النجوم تظل منيرة رغم المسافات الشاسعة التي تفصلها عن الأرض.
رجل ذو شخصية جاذبة، يعشقها كل من يجالسه ولو للحظات، فكيف من التصق به لسنوات طويلة، لا يعرف التذمر، عاشق للحياة، عاشق للتفاؤل، لا يهتم بصغائر الدنيا، ولا يشغل باله بها أبداً، ابتسامته لم تفارقه في كل الظروف، حتى وهو طريح الفراش متعب في لحظاته الأخيرة.
بسيط في كل شيء، عاش البساطة في زمن الشدة، وعاشها وهو عاشق لها في زمن الرخاء، وفي الحالتين، كانت الدنيا لا تعني له شيئاً، لكنه كان دائم الإطراء على تطورات العصر الحديث، ودائم الحديث عن إرجاع الفضل إلى أهله في ما حدث ويحدث في الإمارات، كان عاشقاً زايد، أفمن سمع ليس كمن رأى وعاش وتعرض للسراء والضراء، وهو ـ رحمه الله ـ عاش العصرين في حياته، لم يسمع فقط، بل كافح وتعب، وتنقل بين الإمارات في وقت لم تكن أبعد مسافة بين طرفي الدولة تتجاوز خمس ساعات فقط.
رجل من رجالات جيل الماضي ترجل، لكنه سيبقى حياً في أحفاده، وسيبقى في ذاكرة الوطن، فالوطن لن ينسى أبداً أبناءه، لن ينسى من كانت خطواتهم الأولى هي الطريق السهل الذي نسير عليه اليوم جميعاً.