المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 5 دقائق - لص بمرتبة طبيب مهذب


محمد ابراهيم البادي
05-12-2011, 11:41 AM
5 دقائق

لص بمرتبة طبيب مهذب

المصدر: ميره القاسم (http://theuaelaw.com/1.64131) - الامارات اليوم - التاريخ: 12 مايو 2011


http://cdn-wac.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.253.1267188388!/image/3145360214.jpg


العنوان الصحافي فن، وله مدارس متنوعة، لذلك تجد بعض العناوين تشدك لا إرادياً لقراءة تفاصيل الخبر، وهو ما حدث معي عند تصفحي خبر «الإمارات اليوم» بعنوان «اللص المهذّب يسرق 25 متجراً خلال شهر»، لأكتشف بعد التهامي الكلمات أن الشهر سبقته سنوات تسع، بحثاً وتحرياً وهروباً وإبعاداً وعودة ومعملاً لصنع المفاتيح داخل المنزل، في ظل غفلة من الأمن!
والأغرب من ذلك أن من تمت سرقتهم لا يعلمون أنهم سُرقوا، ما يؤكد أنهم مارسوا تجارتهم بشكل عشوائي، وإلا لاكتشفوا هذه السرقات عن طريق المراقبة وحسابات الدفاتر وفواتير البنوك، بعد إدخال ثمن المبيعات اليومية.
اللص المهذب، كما وُصف في العنوان، جعلني أراجع حساباتي كثيراً، بحثاً عن سبب مقنع لوصفه بالمهذب، وهل الأمر يتعلق بـ«شو إعلامي»؟ لأفاجأ بأن رجال الأمن هم من أطلق عليه هذا الوصف، الذي قد يؤثر بشكل سلبي في القراء من بعض الفئات العمرية، ويحوّل اللصوص في نظرهم إلى أشخاص مهذبين، إن كانت طرق سرقتهم تتم بهدوء، ولا تزعج رجال الأمن، ولا تجعل انتقالهم إلى مكان الوقائع مجهداً من ناحية أخذ البصمات وبقية الإجراءات الجنائية، بعد أن يجدوا المتجر على حالته، لتقوم الكاميرا بدورهم، وتكشف لهم اللص، لينحصر دورهم في القبض والإحضار.
تميز زميلنا محمد فودة في طرحه، وحرصه على الحصول على تصريح مباشر من مدير الإدارة العامة للتحريات كان في قمة التهذيب، بعد أن كشف خلاله تأخر الأمن في الوصول إلى جرائم اللص البنغالي، كذلك عودته بعد ترحيله عن طريق دولة مجاورة، لم نعرف تفاصيلها، والتي أعتقد أنها تحتاج إلى خبر آخر وتصريح جديد من مدير التحريات.
يا سادة يا كرام سرقة مقتنيات تقدر بملايين الدراهم من 25 متجراً، وإنشاء مصنع لصناعة مفاتيح أبواب للمتاجر، يحتاجان لتوقف ودراسة حالة، مع صناعة قانون جديد يقضي على جرأة بعض الوافدين على الإضرار بالاقتصاد الوطني.
وصف اللص بالمهذب من قبل مدير الإدارة العامة للتحريات لم يكن الخطأ الوحيد، بل لحقه من الجانب الآخر تصريح وصف عمل اللص بعمل الأطباء!
رجال الأمن في نهاية الخبر طلبوا من أصحاب المتاجر إضاءتها من الخارج، ليحرسها لهم المارة! وعدم وضع مبالغ كبيرة في المتاجر، لكي تهون المصيبة لو سُرق المبلغ الصغير، ووضع كاميرات وأجهزة إنذار، لذلك أتوقع أن دراسات الجدوى الاقتصادية للمتاجر في السنوات المقبلة ستحسب أولاً قيمة الحماية والأمن، قبل أن تحسب جدوى القيام بمشروع اقتصادي، لانتشار اللصوص المهذبين بيننا، وعملهم الذي أيشبه دور الأطباء، لأن إنسانيهم تمنعهم من إزعاج رجال الأمن، الذين أصبحوا يعتمدون على الطرق السريعة في القبض على اللصوص ومخالفي النظام، مثلهم مثل مطاعم الوجبات السريعة.

محمد ابراهيم البادي
05-12-2011, 04:44 PM
يا سادة يا كرام سرقة مقتنيات تقدر بملايين الدراهم من 25 متجراً، وإنشاء مصنع لصناعة مفاتيح أبواب للمتاجر، يحتاجان لتوقف ودراسة حالة، مع صناعة قانون جديد يقضي على جرأة بعض الوافدين على الإضرار بالاقتصاد الوطني.

يحتاج تطبيق هذه النظرية الى امر قيادي يحكمه