محمد ابراهيم البادي
05-07-2011, 01:00 AM
مواطنة تعيل 4 أبناء.. واختيرت نموذجاً للمرأة الصماء المثالية
« عائلة الإشارة » تعوّض الأم عن غياب الصوت
المصدر:سوزان العامري - دبي التاريخ: 06 مايو 2011
http://cdn-wac.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.389503.1304617334!/image/3291870969.jpg حصة الجابر و«عائلة الإشارة» راشد وروضة وسلطان وحسن. تصوير: تشاندرا بالان
تمكّنت المواطنة الصماء حصة حسن الجابر من تحسين نوعية حياة عائلتها، فحوّلتها إلى أسرة يتفاعل أفرادها ويتصلون ببعضهم بعضاً باستمرار، مستخدمين لغة الإشارة التي أصبح الأبناء الأربعة يتقنونها، للتواصل مع والدتهم في كل تفاصيل حياتهم، ويعوضون أمهم عن غياب الصوت.
وتؤكد الجابر، لـ«الإمارات اليوم»، أن إعاقتها، وفقدها المبكر زوجها، لم يكسباها إلا قوة وحافزاً للمثابرة من أجل البقاء، والحفاظ على تماسك العائلة وتعويض غياب الأب، حتى إن مركز دبي لتأهيل المعاقين اختارها لتكون «نموذجاً واقعياً لمرأة عاملة ومثالية في حياتها، ومربية فاضلة تجاوزت إعاقتها وفقدها المعيل لعائلتها»، ضمن فعاليات «أسبوع الأصم»، التي أقامها، أخيراً، تحت شعار «تمكين المرأة الصماء».
وكانت الجابر البالغة من العمر 35 عاماً، ولدت لأسرة مكونة من 15 فرداً، بينهم سبعة ولدوا صماً، لأسباب وراثية ناتجة عن زواج الأقارب، ولأن الجابر لم تكن المعاقة الوحيدة في الأسرة، فقد تمكن والداها من التعامل معها، ولم يجدا صعوبة في تلبية احتياجاتها من تعليم وتأهيل، فالتحقت بمركز دبي لتأهيل المعاقين، وواصلت تعليمها حتى المرحلة الإعدادية، إلا أنها «لم تخفِ صدمتها من المجتمع خارج حدود المركز والمنزل»، الذي قالت إنه لم يتقبل عملها في تلك الفترة.
وظلت الجابر تبحث عن وظيفة، لتحقق استقلاليتها وتساعد أسرتها، لأكثر من سنتين، إلى أن عثرت على وظيفة مناسبة لقدراتها في بلدية دبي، إذ عملت في «شؤون الموظفين»، وتقوم بأعمال السكرتارية. وبقيت نحو 15 عاماً تؤدي المهام نفسها وبالراتب نفسه، البالغ 3500 درهم، ولم تكن تتذمر من تدني الراتب، أو تراكم المهام التي تنفذها وساعات العمل الطويلة، وفي أحد الأيام قررت بلدية دبي ترقيتها كونها «موظفة ملتزمة بمواعيد الدوام الرسمي، وتعمل في صمت، وتبذل جهداً مضاعفاً»، فنقلت إلى العمل في الأرشيف، وتتقاضى راتباً يبلغ 10 آلاف درهم.
وتروي الجابر قصة ارتباطها بزوجها، ووصفته بأنه كان رفيق دراستها وصديق شقيقها الأكبر، الذي يعاني الإعاقة نفسها، وشكلا معاً ثنائياً ناجحاً، وقهرا الإعاقة وصعوبات الحياة، فكانت الجابر تساعد زوجها المريض على تأمين مصاريف البيت، وتلبية احتياجات أبنائهما الأربعة: (راشد وروضة وسلطان وحسن).
وتابعت «في عام ،2008 فارق زوجي الحياة، بعد صراع مع مرض القلب، استمر سنوات، تاركاً إياي مع أبنائي الأربعة من دون معيل، فلم أتردد في مواصلة الطريق الشائك، للوصول إلى بر الأمان».
وأضافت «على الرغم من الصعوبات الجمة، تمكنت من تنظيم الإنفاق الشهري لدى العائلة، وخصصت مبلغاً شهرياً لسداد رسوم دراسة أحد أبنائي في مدرسة خاصة، البالغة 16 ألف درهم سنوياً، وآخر لسداد قسط السيارة، ومبالغ أخرى لفواتير المياه والكهرباء، واحتياجات الأطفال المدرسية، ووقود السيارة، وغيرها».
وتتابع الجابر أحوال أبنائها الدراسية عبر زيارات متكررة إلى مدارسهم، كما تستعين بصديقاتها أو أشقائها الأسوياء، لمعرفة النواقص والمشكلات التي يعانيها أطفالهم ومقارنتها بمشكلات أبنائها، لإيجاد الحلول المناسبة.
وتعيش الجابر وأطفالها الأربعة في منزل صغير يعود لأهل زوجها المتوفى، وهو منزل قديم ويحتاج إلى صيانة، وتتمنى أن تحصل على منزل حكومي يؤويها وأسرتها، عوضاً عن الأرض التي حصلت عليها منذ سنوات، ولم تتمكن من بنائها، كونها لا تملك كلفة البناء.
يشار إلى أن مركز دبي لتأهيل المعاقين اختار المواطنة حصة حسن الجابر، لتكون نموذجاً للمرأة الصماء المثالية، تقديراً لمواجهتها ظروف الحياة الصعبة وتخطيها مشكلات المجتمع ونظرته التقليدية في التعامل مع المعاقين، ورأى المركز أنها «امرأة صماء، ناضلت من أجل أطفالها بعد وفاة زوجها، فصارت الأب والأم والمعيل، وتفانت من أجل تربيتهم وتعليـمهم، لذلك كان لابد من تسليط الضـوء عليها وتكريمها».
« عائلة الإشارة » تعوّض الأم عن غياب الصوت
المصدر:سوزان العامري - دبي التاريخ: 06 مايو 2011
http://cdn-wac.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.389503.1304617334!/image/3291870969.jpg حصة الجابر و«عائلة الإشارة» راشد وروضة وسلطان وحسن. تصوير: تشاندرا بالان
تمكّنت المواطنة الصماء حصة حسن الجابر من تحسين نوعية حياة عائلتها، فحوّلتها إلى أسرة يتفاعل أفرادها ويتصلون ببعضهم بعضاً باستمرار، مستخدمين لغة الإشارة التي أصبح الأبناء الأربعة يتقنونها، للتواصل مع والدتهم في كل تفاصيل حياتهم، ويعوضون أمهم عن غياب الصوت.
وتؤكد الجابر، لـ«الإمارات اليوم»، أن إعاقتها، وفقدها المبكر زوجها، لم يكسباها إلا قوة وحافزاً للمثابرة من أجل البقاء، والحفاظ على تماسك العائلة وتعويض غياب الأب، حتى إن مركز دبي لتأهيل المعاقين اختارها لتكون «نموذجاً واقعياً لمرأة عاملة ومثالية في حياتها، ومربية فاضلة تجاوزت إعاقتها وفقدها المعيل لعائلتها»، ضمن فعاليات «أسبوع الأصم»، التي أقامها، أخيراً، تحت شعار «تمكين المرأة الصماء».
وكانت الجابر البالغة من العمر 35 عاماً، ولدت لأسرة مكونة من 15 فرداً، بينهم سبعة ولدوا صماً، لأسباب وراثية ناتجة عن زواج الأقارب، ولأن الجابر لم تكن المعاقة الوحيدة في الأسرة، فقد تمكن والداها من التعامل معها، ولم يجدا صعوبة في تلبية احتياجاتها من تعليم وتأهيل، فالتحقت بمركز دبي لتأهيل المعاقين، وواصلت تعليمها حتى المرحلة الإعدادية، إلا أنها «لم تخفِ صدمتها من المجتمع خارج حدود المركز والمنزل»، الذي قالت إنه لم يتقبل عملها في تلك الفترة.
وظلت الجابر تبحث عن وظيفة، لتحقق استقلاليتها وتساعد أسرتها، لأكثر من سنتين، إلى أن عثرت على وظيفة مناسبة لقدراتها في بلدية دبي، إذ عملت في «شؤون الموظفين»، وتقوم بأعمال السكرتارية. وبقيت نحو 15 عاماً تؤدي المهام نفسها وبالراتب نفسه، البالغ 3500 درهم، ولم تكن تتذمر من تدني الراتب، أو تراكم المهام التي تنفذها وساعات العمل الطويلة، وفي أحد الأيام قررت بلدية دبي ترقيتها كونها «موظفة ملتزمة بمواعيد الدوام الرسمي، وتعمل في صمت، وتبذل جهداً مضاعفاً»، فنقلت إلى العمل في الأرشيف، وتتقاضى راتباً يبلغ 10 آلاف درهم.
وتروي الجابر قصة ارتباطها بزوجها، ووصفته بأنه كان رفيق دراستها وصديق شقيقها الأكبر، الذي يعاني الإعاقة نفسها، وشكلا معاً ثنائياً ناجحاً، وقهرا الإعاقة وصعوبات الحياة، فكانت الجابر تساعد زوجها المريض على تأمين مصاريف البيت، وتلبية احتياجات أبنائهما الأربعة: (راشد وروضة وسلطان وحسن).
وتابعت «في عام ،2008 فارق زوجي الحياة، بعد صراع مع مرض القلب، استمر سنوات، تاركاً إياي مع أبنائي الأربعة من دون معيل، فلم أتردد في مواصلة الطريق الشائك، للوصول إلى بر الأمان».
وأضافت «على الرغم من الصعوبات الجمة، تمكنت من تنظيم الإنفاق الشهري لدى العائلة، وخصصت مبلغاً شهرياً لسداد رسوم دراسة أحد أبنائي في مدرسة خاصة، البالغة 16 ألف درهم سنوياً، وآخر لسداد قسط السيارة، ومبالغ أخرى لفواتير المياه والكهرباء، واحتياجات الأطفال المدرسية، ووقود السيارة، وغيرها».
وتتابع الجابر أحوال أبنائها الدراسية عبر زيارات متكررة إلى مدارسهم، كما تستعين بصديقاتها أو أشقائها الأسوياء، لمعرفة النواقص والمشكلات التي يعانيها أطفالهم ومقارنتها بمشكلات أبنائها، لإيجاد الحلول المناسبة.
وتعيش الجابر وأطفالها الأربعة في منزل صغير يعود لأهل زوجها المتوفى، وهو منزل قديم ويحتاج إلى صيانة، وتتمنى أن تحصل على منزل حكومي يؤويها وأسرتها، عوضاً عن الأرض التي حصلت عليها منذ سنوات، ولم تتمكن من بنائها، كونها لا تملك كلفة البناء.
يشار إلى أن مركز دبي لتأهيل المعاقين اختار المواطنة حصة حسن الجابر، لتكون نموذجاً للمرأة الصماء المثالية، تقديراً لمواجهتها ظروف الحياة الصعبة وتخطيها مشكلات المجتمع ونظرته التقليدية في التعامل مع المعاقين، ورأى المركز أنها «امرأة صماء، ناضلت من أجل أطفالها بعد وفاة زوجها، فصارت الأب والأم والمعيل، وتفانت من أجل تربيتهم وتعليـمهم، لذلك كان لابد من تسليط الضـوء عليها وتكريمها».