محمد ابراهيم البادي
05-01-2011, 06:43 PM
ظاهرة زواج القاصرات
دراسة ميدانية / للباحثة الاجتماعية سجى عبدالرضا – الجمهورية العراقية
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
تعتبر ظاهرة زواج القاصرات ظاهرة استجدت في الاونة الاخيرة وبتزايد مستمر وذلك بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي مرت بها البلاد في السنين الماضية وقد لاحظنا ان هذه السنة ومنذ بدايتها قد شهدت زيادة ملحوظة جداً في عدد حالات الزواج بالقاصرات وان في هذه الظاهرة كثرت لعدم وجود الوعي الفكري لدى بعض العوائل مما ادى الى تفاقم هذه الحالة.
مشكلة البحث
تعتبر ظاهرة زواج القاصرات من الظواهر التي لم تشبع بالدراسات بالمجتمعات العربية وخاصة في العراق حيث ان هذه الحالات تزداد يوماً بعد يوم بدون اي علاج لهذه الحالة خاصة بالمقارنة مع المجتمعات الاخرى حيث ان هذه الدراسة تهتم بدراسة ظاهرة زواج القاصرات وذلك لكون هذا الامر يخص المراة بصورة مباشرة حيث انها تعتبر نصف المجتمع ويجب ان تنشأ بصورة صحيحة وبعد زواجها تكون الام والمربية التي لايمكن الاستغناء عنها ولكن كيف تتم معالجة هذه الحالة ؟
اولاً : أهمية البحث
ان تناول موضوع الدراسة (زواج القاصرات ) لم يأتِ من فراغ وانما يرجع الى ظاهرة شهدتها محكمة الاحوال الشخصية في حي الشعب وتزايد البحث فيها على مستوى العراق ولا يزال مستمراً لما لها من تأثيرات سلبية على المجتمع وتكمن الاهمية في ما يلي :
1- التعرف على الظروف التي ادت الى تزايد ظاهرة زواج القاصرات والخصائص المرتبطة بالتعليم والعمل والفئات العمرية التي انتشرت فيها الظاهرة.
2- معرفة الجوانب الشخصية والاجتماعية التي تؤدي الى تزايد زواج القاصرات وتأثيرها السلبي على المجتمع
3- التعرف على بعض العوامل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي تؤدي الى ازدياد زواج القاصرات
4- التعرف على متغيرات التعليم والعمل والفئة العمرية التي تخص القاصرة
5- الاثار التي تقع على الاسرة والمجتمع
ثانياً : تساؤلات البحث
س1- ماهي بعض العوامل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي تؤدي الى زواج القاصرات في هذا العمر.؟
س2- ماهي العلاقة بين متغيرات التعليم والعمل والفئة العمرية لزواج القاصرات؟
س3- ماهي الاثار التي تقع على الاسرة والمجتمع من جراء هذا الزواج .؟
س4- كيفية معالجة هذه الحالة .؟
س5 هل هذا الزواج ناجح ويمكن من خلاله تكوين اسرة ناجحة.؟
س6 هل الزواج المبكر وهو زواج القاصرات يقابله طلاق مبكر.؟
بعض العوامل التي تؤدي الى زواج القاصرات
اولاً :بعض العوامل الاجتماعية
1- النشأة الاجتماعية الأسرية:-
الأسرة هي اسمى وابدع ثمرات الحضارة الانسانية وهي الاعظم في تكوين العقل و الاخلاق والاسرة هي التي تؤثر في حياة القاصرة من ناحية نشأتها ومدى صلاحيتها لان تكون كزوجة صالحة او تطوير حياتها في النواحي الاجتماعية والعلمية حتى تصل سن الزواج المناسب والذي يلائمها كامرأة بالغة للسن القانونية للزواج بدون ان تكون هنالك حجة اذن بالزواج او وجود والدها والذي يتعهد بزواجها في سن باكرة.
2- المناخ الاسري :-
اذا كانت الاسرة متصدعة ويسودها الشقاق والصراع وتختفي منها روح المحبة والثقة وينعدم فيها اي امان فانه سيؤدي الى اندفاع المرأة بالتمسك باي خيط للخلاص من هذه الاجواء ممثلاً بزواجها في سن مبكرة حتى وان لم تكن مستعدة لهذا الزواج نفسياً وفسيولوجياً لكونها مجبرة ومكرهة من والدها او والدتها اللذين يريدان الخلاص من مسؤولية القاصرة في سن مبكرة حتى وان كان الرجل الذي يتزوجها في سن اكبر من عمرها بسنين عديدة فعندما تتحول المودة والرحمة الى قطيعة والحب الاسري الى كره وحقد والتعاون الى صراع وشقاء وتعاسة مادياً ونفسياً ما يجعل من البيت بيئة طاردة تؤثر على نفسية المرأة وهي في سن حرجة فتجعلها تلجأ الى الزواج المبكر ايضاً بتأثير من والدها او والدتها للخلاص من مصاريفها خاصة اذا كانت العائلة كبيرة وعدد افرادها كثير يؤثر في الحياة المعيشية وهي الظروف الحاصلة في البلاد مضافاً لذلك البطالة الى حد التفاقم بصورة تفوق التصور .
التعرف على بعض متغيرات التعليم والعمل والفئة العمرية التي تخص القاصرة:-
1- نلاحظ في الاونة الاخيرة وجود بعض الاسر التي لا تعير اهمية للتعليم لأولادها او بناتها ما اثر وبصورة سلبية على حياتهم الاجتماعية وحتى الاقتصادية حيث ان الاولاد او البنات الذين لايكملون دراستهم العلمية في بعض مجالاتها وليس جميع مجالاتها يكونون فاقدين للوعي الفكري ويعانون من وجود ضعف مادي ومعنوي ما اثر في الزواج المبكر حيث ان الشاب عندما يتزوج في سن مبكرة وهو لم يكمل الثامنة عشرة فهذا يؤثر في حياته المادية والعلمية لكونه وبكل تأكيد لم يكمل حتى الدراسة الاعدادية وعليه فليس لديه اي وعي فكري او اجتماعي لبناء الاسرة المتكاملة وخاصة عندما تكون الزوجة تعاني من نفس المشاكل حيث انها قاصرة لم تكمل حتى السادسة عشرة وهي في مقتبل الحياة ولم تكمل الدراسة الابتدائية ففي هذه الحالة كيف تستطيع بناء اسرة متكاملة وتربية اجيال يطورون المجتمع وذلك بسبب قلة الوعي الحاصل بين الزوجة والزوج لصغر سنهم عند الزواج ما يؤدي الى حصول تفكك اسري سريع بعد الزواج
2- ان اهمية دراستنا هذه الفئة العمرية القاصرة في هذه الفترة كوني لاحظت من خلال دراسة اجريتها بتوجيه من السيد قاضي الاحوال الشخصية في محكمتنا بان فترة الشهر الاول لسنة 2010 وجدت فيها حالات للزواج المبكر وخاصة زواج القاصرات وهو في تزايد مستمر منذ الشهر الاول ولغاية الشهر الخامس من هذه السنة وان بداية الشهر الاول قد شهدت عشر حالات من اصل 46 حالة زواج وفي الشهر الثاني لاحظنا تزايداً قد وصل الى 47 حالة زواج للقاصرات من اصل 132 حالة اما في شهر اذار فقد لاحظنا تزايداً ايضاً وصل الى 87 حالة من اصل 281 حالة وفي شهر نيسان وصل الى 100 حالة من اصل 297 حالة يتخلل هذه الحالات زواج مبكر للقاصرات اما في الشهر الخامس من هذه السنة فقد كان هناك تزايد مستمر وعال جداً ففي بدايته بلغ عدد الحالات 36 حالة من اصل 50 حالة خلال الاربعة ايامً الاولى منه ان ما ذكر انفاً احصائية كانت لمحكمة الاحوال الشخصية في الشعب حيث توجد فيها حالات زواج متزايدة للقاصرات ويقابلها حالات طلاق متزايدة كذلك في نفس الفترة للقاصرات في المحكمة ذاتها ومن خلال مكتب البحث الاجتماعي في محكمتنا قد تبين بان حالات الانفصال للقاصرات في تزايد مستمر وذلك لوجود ضعف في الوعي وعدم الانسجام الحاصل بين الشاب والشابة وهم في اعمار مبكرة وخاصة التغير المفاجئ في حياة الشاب بوجود مسؤولية كبيرة هي الزوجة التي تحتاج لكل وسائل المعيشة والراحة وتكوين اسرة متكاملة لاينقصها اي شي ونرى بان الزوجة ايضاً يوجد عندها قصور في بعض الاحيان لكونها وبعد الزواج تفاجأ ايضاً بوجود مسؤولية فوق عاتقها من كل النواحي الا جتماعية والاسرية لكون الزوجة هي الدعامة التي تتكل عليها الاسرة والتي تساهم في تكوين اسرة نموذجية كاملة وتصبح مربية صالحة وأماً فاضلة تساعد في تكوين المجتمع وفي جوانب اخرى تكون زوجة غير صالحة وتساهم في هدم المجتمع لوجود سلبيات وايجابيات عند كل زوجة لكنها وعند زواجها في سن مبكرة خاصة اذا كانت قاصرة وزواجها يتم بحجة اذن بوجود والدها ان هذا الشي هو الذي يبين بان الزوجة غير مستعدة للزواج لكونها لم تبلغ السن القانونية للزواج هي سن الرشد والبالغة ثمانية عشر عاماً ان هذا السن هو السن الذي تكون فيه الفتاة بالغة وعاقلة وتستطيع الاعتماد على نفسها في اتخاذ القرارات التي تخص حياتها بدون تدخل اي شخص اخر في تصرفاتها .
3-ان للعمل اهمية في الزواج سواء للقاصر او القاصرة من حيث انه لايمكن استمرار الحياة الزوجية اذا كان الزوج لايعمل فان الحياة الزوجية تكون مهددة بالانهيار لعدم وجود اي معيل يساعدها على الاستمرار لا من الزوج ولا الزوجة وان العمل يؤثر في تعرف الزوجة على الحياة المعيشية وصعوبة استحصال المال ومعرفة توفيره وايجاد الميزانية المناسبة للعيش في حياة مستقرة وهذا الشئ لايمكن توفيره من القاصرة لكونها لم تسطع اكمال دراستها وهذا الشيء اكيد ويؤثر في كونها عاملة او موظفة في الحياة العملية ولكونها صغيرة السن ولا يمكن ان تخرج للعمل في اي مجال من المجالات الاقتصادية لكون المجتمع يحكمها بذلك بسبب العادات والتقاليد التي تمنع المراة خاصة وهي في سن مبكرة من الخروج والعمل في اي مجال تختاره اما بالنسبة الى الشاب وهو (القاصر في زواجه) ايضاً تكون حالات البطالة وعدم توفير العمل تهدده لكونه صغير في السن ولم يستطيع اكمال دراسته كي يتعين بوظيفه في مجالات العمل التي تؤثر في حياته الاقتصادية ما نلاحظ انفكاك الاسرة في سن مبكرة سريعاً لعدم وجود رابط اقتصادي يعيل الاسرة ويساعد على بقائها.
الاثار التي تقع على الاسرة و المجتمع:-
ان الزواج المبكر اصبح قضية يتباحثها المجتع بعد ان كان اهم مطلب من متطلبات الزمن الماضي وبمعنى اصح الجيل السابق فقد كان من الطبيعي جدا ان تزف الفتاة بعد بلوغها مباشرة وعندما تصل الى سن الخامسة عشرة كاقصى حد لعريسها الذي لايتجاوز العشرين من العمر وتبدأ رحلة الحياة بحلوها ومرها وينجبا الاولاد الواحد تلو الاخر ( وذلك يعود لكون المراة في السابق كانت قوية وتتحمل جميع اعباء الحياة وعلى سبيل المثال ممارستها للفلاحة مع الرجل مما اكسبها القوة والصبر بالاضافة الى ذلك انعدام وسائل التقدم او قلتها ما جعل تفكيرها محدوداً فقط في تربية اولادها واعانة زوجها في بناء الاسرة) وها نحن ثمار الجيل السابق احد اهم ايجابيات الزواج المبكر وهو الذي كان في ذلك الوقت يمثل زواج القاصرات موضوع دراستنا حالياً حيث اننا تربينا وترعرعنا بكنف ابائنا وعشنا معهم اهم مراحل تدرجهم بالحياة عاصنا مشاكلهم شاركناهم بحلها وكانو لنا اصدقاء اكثرمن اباء وكذلك يرجع لتقارب اعمارنا مع اعمارهم بفضل الزواج المبكر اما بالعصر الراهن صار الزواج المبكر موضة قديمة تربط مصير الفتاة او الشاب مبكراً بقيود ومسؤوليات الحياة حيث نرى بان الرجل يتجاوز سن الخمسين وان اكبر اولاده يناهز الخامسة عشرة فكلاهما لا يكاد يتمتع بالعلاقة الابوية الحميمة التي تنشأ من غريزة خلقها الله وجعلها نعمة من نعم الحياة فمن الطبيعي ان تجد بان الفجوة قد اتسعت بين الاباء والابناء وذلك لكون الاباء يريدون ان يتزوجوا زواجاً ثانياً وبفتاة بسن بناتهم قاصرة لاتستطيع حتى التفاهم مع عمر هذا الرجل الذي هو بمثابة والدها لكونه بعمره هذا يؤثر على الاسرة حتى يصل الى هدم الكثير من الاسر على حساب بناء اسرة جديدة قد يكون نجاحها لايشكل نسبة كبيرة او يكون مهدداً بالفشل لعدم وجود تكافؤ في كل النواحي التي يرتبط بها الزواج حيث ان المجتمع سوف يتأثر بوجود حالات الطلاق الحاصلة من كثرة الزواج بالقاصرة لكون هذا الشيء يزيد من حالات الفساد والتشرد للاطفال الذين ينشأوون من جراء هذا الزواج المتسرع والذين لايعرفون مصيرهم الذي كان سببه أم فاشلة واب لايدرك المسؤولية فان هذا الزمن قد اختلف عن الزمن الذي يخص اباءنا وامهاتنا والذي تم ذكره انفاً بسبب التطور الحاصل في الحياة من ظهور الانترنيت والموبايل الذي تم استخدامه وبكل اسف في الاشياء التي دمرت المجتمع من حيث ازدياد حالات الفساد والتخريب وانحدار الشباب الى طرق الرذيلة والانحطاط ولم يتم الاستفادة منها في الاشياء العلمية والمفيدة التي تساعد في بناء المجتمع وتطويره
كيفية معالجة زواج القاصرات
لقد حاولنا من خلال دراستنا البسيطة والتي كانت تضمن الحالات التي عرضت على محكمتنا (محكمة الاحوال الشخصية في الشعب ) ولمدة خمسة اشهر حسب الاحصائيات المبينة في عقود الزواج والخاصة بزواج القاصرات وقد بينا اهم العوامل التي ادت الى حدوث مثل هذه الحالات وزيادتها وقد حاولنا ايجاد بعض الحلول والتوصيات من ضمنها:-
1- ان تعرض القاصرة قبل الزواج على الباحثة الاجتماعية لتوعيتها باهمية التفكير قبل الزواج والإسراع به وبيان اهم الجوانب التي تخص الزواج منها الاجتماعية والاقتصادية والصحية ودور الباحثة الاجتماعية مهم جداً في هذه المجالات لكونه يخص عملها وينبغي ان تجمع الزوجين قبل الزواج بعدة جلسات لبيان مدى تقارب الوعي الفكري والاجتماعي بينهما.
2- إقامة ورش عمل تخص مشاكل الزواج المبكر وخاصة زواج القاصرات وإيجاد حلول والتي من المفضل ان يشارك فيها متخصص في علم الاجتماع وعلم النفس وبحضور باحثين اجتماعيين لمعرفة اسباب الرئيسة التي تساهم في نجاح الزواج المبكر وفي نفس الوقت التي تؤدي الى فشله ومدى توفير الامكانيات لتوعية الزوج والزوجة في هذا السن الحرج والذي يعتبر للطرفين سن مراهقة لايصلح للزواج الا في حالات معينة وهو ان يكون لدى الطرفين الوعي الفكري والاجتماعي لفتح اسرة متكاملة .
3- فتح مراكز خاصة بالشباب قبل الزواج والتي تدعمها منظمات المجتمع المدني والتي يكون هدفها دائماً تبني مثل هذه الحالات حيث تقوم هذه المراكز بمعرفة مشاكل الشباب وهم بسن حرجة وايجاد فرص عمل لهم وتوعيتهم قبل الزواج باهمية الاسرة والزوجة وكيفية احترامها ومعاملتها وتوفير سبل العيش المناسبة لها قبل التفكير والاسراع في الزواج اما بالنسبة للزوجات في سن مبكرة ايضاً فيحتاج ادخالهم مثل هذه المراكز والتي يراسها ملاك نسوي ذو درجة عالية من التعلم حيث يساهم في توعية الفتاة وهي بسن صغيرة الى كيفية الزواج وتحمل المسؤولية واحترام الزواج وتوفير الجو المناسب لفتح اسرة مبنية على الاحترام وتربية اولادها تربية صالحة لان الام هي العمود الفقري للاسرة وبدونها تتهدم الاسرة لكونها هي التي تربي الاولاد وتساعد في اعانة الرجل على الحياة الصعبة وان مثل هذه الزوجة يحتاج الى توعية من هذه المراكز وان لم تجد في بيت اهلها مثل هذه التوعية
4- نوصي ايضاً بتماسك الاسرة حيث ان كلما كانت الاسرة متكاملة ومترابطة ومتفاهمة كان ذلك عاملاً مساعداً في الحد من مشكلة زواج الفتاة وهي في سن مبكرة
نتائج الدراسة
1- اوضحت الدراسة ان اغلبية افراد العينة تقع اعمارهن ما بين ال15-17 سنة حيث بلغ عددهن تقريباً خلال الاشهر الخمسة 244 من اصل 746 من الزيجات الحاصلة في محكمة الاحوال الشخصية في الشعب وهذا يوضح ارتفاعاً مستمراً في عدد حالات زواج القاصرات للأعمار المبينة انفاً والتي تمثل ما يقارب 30% من اجمالي عقود الوزواج
2- توضح ان مستوى العلمي له تاثير على افراد العينة المذكورة لانه كلما قل المستوى العلمي كلما ساعد ذلك على ازدياد حالات الزواج المبكر خاصة للقاصرات وكلما زاد الوعي العلمي قلت حالاته وذلك لما للتعلم من اثر في توعية المراة ورفع مستوى تفكيرها وقدرتها على اتخاذ القارارات السليمة التي تخص حياتها الاجتماعية
3- ويتضح ايضاً من الدراسة ان القاصرات اللواتي يقبلن بالزواج في هذا السن هن ربات بيوت ولم يكملن حتى الدراسة المتوسطة وهذا ما يؤثر في مدى النضوج الفكري لديهن
4- يتضح من الدراسة ايضاً ان الزيادة الحاصلة في حالات الزواج بالقاصرات خلال الاشهر الخمس رافقها زيادة في حالات الطلاق الحاصلة لنفس العينة وذلك لاكتشاف الزوجين بعد الزواج بانهما غير مستعدين للزواج ولايمكن حصول اي انسجام بينهما لصغر سنهما وعدم وعيهما الكافي في تكوين اسرة
مجالات الدراسة
المجال الجغرافي المكاني
بما ان الدراسة اهتمت بظاهرة زواج القاصرات ولكون هذا الموضوع فيه نوع من الاهمية والتي تحتاج الى الوقت الطويل والزيارات الميدانية لعدد من المحاكم التي تخص الاحوال الشخصية في نطاق محافظتنا فقد تمت الدراسة في محكمة الاحوال الشخصية في الشعب على وفق ما يلي:
1- تم اخذ الاحصائيات من غرفة عقود الزواج مع المعلومات المتوفرة في غرفة البحث الاجتماعي والتي كانت لها الاهمية في تشكيل دراستنا بشكل مبسط ومبدئي لصدق وثبات البيانات حيث ان البحث استخدم البيانات والاحصائيات الموجودة في محكمتنا والتي تمتاز بالصدق وعدم وجود تلاعب في اعداد الحالات التي تخص زواج القاصرات مع وجود الدقة من حيث الانتباه الى زيادة مثل هذه الحالات ما ادى الى محاولة ايجاد دراسة معينة لمعرفة اسباب هذه الزيادة ومدى تأثيرها على المجتمع وكيفية معالجتها .
2- جمع البيانات وادخالها الحاسب الالي حيث تم ادخال الاحصائية الخاصة بزواج القاصرات والاحتفاظ بها بملفات خاصة للاستفادة منها للحد من المشكلة
الخاتمة
في هذا البحث تم تناول بعض العوامل التي تؤدي الى زواج القاصرات لما لهذاه الظاهرة من تأثير سلبي على الفتاة اكثر من كونه ايجابياً في بعض الاحيان واتحضح من خلال دراستنا لهذا البحث بان العوامل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية هي عوامل مترابطة ومتكاملة وافتقادها يساعد في ازدياد حالات زواج القاصرات وبما ان المراة هي نصف المجتمع وهي الزوجة والام والمربية والاخت لهذا قمنا بالاهتمام بدراسة تعتبر هي الاهم في تحديد مدى اهمية الحد من زواج القاصرات وقد ركزنا على المرأة بشكل ادق لكونها هي التي تعاني من سلبيات هذا الزواج اكثر من الرجل ونأمل ان نكون قد سلطنا الضوء ولو بشكل بسيط على هذه والظاهرة التي انتشرت في الاونة الاخيرة .
الباحثة الاجتماعية
سجى عبد الرضا
محكمة الاحوال الشخصية في حي الشعب
منقول
المجلس الاعلى للقضاء العراقي
دراسة ميدانية / للباحثة الاجتماعية سجى عبدالرضا – الجمهورية العراقية
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
تعتبر ظاهرة زواج القاصرات ظاهرة استجدت في الاونة الاخيرة وبتزايد مستمر وذلك بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي مرت بها البلاد في السنين الماضية وقد لاحظنا ان هذه السنة ومنذ بدايتها قد شهدت زيادة ملحوظة جداً في عدد حالات الزواج بالقاصرات وان في هذه الظاهرة كثرت لعدم وجود الوعي الفكري لدى بعض العوائل مما ادى الى تفاقم هذه الحالة.
مشكلة البحث
تعتبر ظاهرة زواج القاصرات من الظواهر التي لم تشبع بالدراسات بالمجتمعات العربية وخاصة في العراق حيث ان هذه الحالات تزداد يوماً بعد يوم بدون اي علاج لهذه الحالة خاصة بالمقارنة مع المجتمعات الاخرى حيث ان هذه الدراسة تهتم بدراسة ظاهرة زواج القاصرات وذلك لكون هذا الامر يخص المراة بصورة مباشرة حيث انها تعتبر نصف المجتمع ويجب ان تنشأ بصورة صحيحة وبعد زواجها تكون الام والمربية التي لايمكن الاستغناء عنها ولكن كيف تتم معالجة هذه الحالة ؟
اولاً : أهمية البحث
ان تناول موضوع الدراسة (زواج القاصرات ) لم يأتِ من فراغ وانما يرجع الى ظاهرة شهدتها محكمة الاحوال الشخصية في حي الشعب وتزايد البحث فيها على مستوى العراق ولا يزال مستمراً لما لها من تأثيرات سلبية على المجتمع وتكمن الاهمية في ما يلي :
1- التعرف على الظروف التي ادت الى تزايد ظاهرة زواج القاصرات والخصائص المرتبطة بالتعليم والعمل والفئات العمرية التي انتشرت فيها الظاهرة.
2- معرفة الجوانب الشخصية والاجتماعية التي تؤدي الى تزايد زواج القاصرات وتأثيرها السلبي على المجتمع
3- التعرف على بعض العوامل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي تؤدي الى ازدياد زواج القاصرات
4- التعرف على متغيرات التعليم والعمل والفئة العمرية التي تخص القاصرة
5- الاثار التي تقع على الاسرة والمجتمع
ثانياً : تساؤلات البحث
س1- ماهي بعض العوامل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي تؤدي الى زواج القاصرات في هذا العمر.؟
س2- ماهي العلاقة بين متغيرات التعليم والعمل والفئة العمرية لزواج القاصرات؟
س3- ماهي الاثار التي تقع على الاسرة والمجتمع من جراء هذا الزواج .؟
س4- كيفية معالجة هذه الحالة .؟
س5 هل هذا الزواج ناجح ويمكن من خلاله تكوين اسرة ناجحة.؟
س6 هل الزواج المبكر وهو زواج القاصرات يقابله طلاق مبكر.؟
بعض العوامل التي تؤدي الى زواج القاصرات
اولاً :بعض العوامل الاجتماعية
1- النشأة الاجتماعية الأسرية:-
الأسرة هي اسمى وابدع ثمرات الحضارة الانسانية وهي الاعظم في تكوين العقل و الاخلاق والاسرة هي التي تؤثر في حياة القاصرة من ناحية نشأتها ومدى صلاحيتها لان تكون كزوجة صالحة او تطوير حياتها في النواحي الاجتماعية والعلمية حتى تصل سن الزواج المناسب والذي يلائمها كامرأة بالغة للسن القانونية للزواج بدون ان تكون هنالك حجة اذن بالزواج او وجود والدها والذي يتعهد بزواجها في سن باكرة.
2- المناخ الاسري :-
اذا كانت الاسرة متصدعة ويسودها الشقاق والصراع وتختفي منها روح المحبة والثقة وينعدم فيها اي امان فانه سيؤدي الى اندفاع المرأة بالتمسك باي خيط للخلاص من هذه الاجواء ممثلاً بزواجها في سن مبكرة حتى وان لم تكن مستعدة لهذا الزواج نفسياً وفسيولوجياً لكونها مجبرة ومكرهة من والدها او والدتها اللذين يريدان الخلاص من مسؤولية القاصرة في سن مبكرة حتى وان كان الرجل الذي يتزوجها في سن اكبر من عمرها بسنين عديدة فعندما تتحول المودة والرحمة الى قطيعة والحب الاسري الى كره وحقد والتعاون الى صراع وشقاء وتعاسة مادياً ونفسياً ما يجعل من البيت بيئة طاردة تؤثر على نفسية المرأة وهي في سن حرجة فتجعلها تلجأ الى الزواج المبكر ايضاً بتأثير من والدها او والدتها للخلاص من مصاريفها خاصة اذا كانت العائلة كبيرة وعدد افرادها كثير يؤثر في الحياة المعيشية وهي الظروف الحاصلة في البلاد مضافاً لذلك البطالة الى حد التفاقم بصورة تفوق التصور .
التعرف على بعض متغيرات التعليم والعمل والفئة العمرية التي تخص القاصرة:-
1- نلاحظ في الاونة الاخيرة وجود بعض الاسر التي لا تعير اهمية للتعليم لأولادها او بناتها ما اثر وبصورة سلبية على حياتهم الاجتماعية وحتى الاقتصادية حيث ان الاولاد او البنات الذين لايكملون دراستهم العلمية في بعض مجالاتها وليس جميع مجالاتها يكونون فاقدين للوعي الفكري ويعانون من وجود ضعف مادي ومعنوي ما اثر في الزواج المبكر حيث ان الشاب عندما يتزوج في سن مبكرة وهو لم يكمل الثامنة عشرة فهذا يؤثر في حياته المادية والعلمية لكونه وبكل تأكيد لم يكمل حتى الدراسة الاعدادية وعليه فليس لديه اي وعي فكري او اجتماعي لبناء الاسرة المتكاملة وخاصة عندما تكون الزوجة تعاني من نفس المشاكل حيث انها قاصرة لم تكمل حتى السادسة عشرة وهي في مقتبل الحياة ولم تكمل الدراسة الابتدائية ففي هذه الحالة كيف تستطيع بناء اسرة متكاملة وتربية اجيال يطورون المجتمع وذلك بسبب قلة الوعي الحاصل بين الزوجة والزوج لصغر سنهم عند الزواج ما يؤدي الى حصول تفكك اسري سريع بعد الزواج
2- ان اهمية دراستنا هذه الفئة العمرية القاصرة في هذه الفترة كوني لاحظت من خلال دراسة اجريتها بتوجيه من السيد قاضي الاحوال الشخصية في محكمتنا بان فترة الشهر الاول لسنة 2010 وجدت فيها حالات للزواج المبكر وخاصة زواج القاصرات وهو في تزايد مستمر منذ الشهر الاول ولغاية الشهر الخامس من هذه السنة وان بداية الشهر الاول قد شهدت عشر حالات من اصل 46 حالة زواج وفي الشهر الثاني لاحظنا تزايداً قد وصل الى 47 حالة زواج للقاصرات من اصل 132 حالة اما في شهر اذار فقد لاحظنا تزايداً ايضاً وصل الى 87 حالة من اصل 281 حالة وفي شهر نيسان وصل الى 100 حالة من اصل 297 حالة يتخلل هذه الحالات زواج مبكر للقاصرات اما في الشهر الخامس من هذه السنة فقد كان هناك تزايد مستمر وعال جداً ففي بدايته بلغ عدد الحالات 36 حالة من اصل 50 حالة خلال الاربعة ايامً الاولى منه ان ما ذكر انفاً احصائية كانت لمحكمة الاحوال الشخصية في الشعب حيث توجد فيها حالات زواج متزايدة للقاصرات ويقابلها حالات طلاق متزايدة كذلك في نفس الفترة للقاصرات في المحكمة ذاتها ومن خلال مكتب البحث الاجتماعي في محكمتنا قد تبين بان حالات الانفصال للقاصرات في تزايد مستمر وذلك لوجود ضعف في الوعي وعدم الانسجام الحاصل بين الشاب والشابة وهم في اعمار مبكرة وخاصة التغير المفاجئ في حياة الشاب بوجود مسؤولية كبيرة هي الزوجة التي تحتاج لكل وسائل المعيشة والراحة وتكوين اسرة متكاملة لاينقصها اي شي ونرى بان الزوجة ايضاً يوجد عندها قصور في بعض الاحيان لكونها وبعد الزواج تفاجأ ايضاً بوجود مسؤولية فوق عاتقها من كل النواحي الا جتماعية والاسرية لكون الزوجة هي الدعامة التي تتكل عليها الاسرة والتي تساهم في تكوين اسرة نموذجية كاملة وتصبح مربية صالحة وأماً فاضلة تساعد في تكوين المجتمع وفي جوانب اخرى تكون زوجة غير صالحة وتساهم في هدم المجتمع لوجود سلبيات وايجابيات عند كل زوجة لكنها وعند زواجها في سن مبكرة خاصة اذا كانت قاصرة وزواجها يتم بحجة اذن بوجود والدها ان هذا الشي هو الذي يبين بان الزوجة غير مستعدة للزواج لكونها لم تبلغ السن القانونية للزواج هي سن الرشد والبالغة ثمانية عشر عاماً ان هذا السن هو السن الذي تكون فيه الفتاة بالغة وعاقلة وتستطيع الاعتماد على نفسها في اتخاذ القرارات التي تخص حياتها بدون تدخل اي شخص اخر في تصرفاتها .
3-ان للعمل اهمية في الزواج سواء للقاصر او القاصرة من حيث انه لايمكن استمرار الحياة الزوجية اذا كان الزوج لايعمل فان الحياة الزوجية تكون مهددة بالانهيار لعدم وجود اي معيل يساعدها على الاستمرار لا من الزوج ولا الزوجة وان العمل يؤثر في تعرف الزوجة على الحياة المعيشية وصعوبة استحصال المال ومعرفة توفيره وايجاد الميزانية المناسبة للعيش في حياة مستقرة وهذا الشئ لايمكن توفيره من القاصرة لكونها لم تسطع اكمال دراستها وهذا الشيء اكيد ويؤثر في كونها عاملة او موظفة في الحياة العملية ولكونها صغيرة السن ولا يمكن ان تخرج للعمل في اي مجال من المجالات الاقتصادية لكون المجتمع يحكمها بذلك بسبب العادات والتقاليد التي تمنع المراة خاصة وهي في سن مبكرة من الخروج والعمل في اي مجال تختاره اما بالنسبة الى الشاب وهو (القاصر في زواجه) ايضاً تكون حالات البطالة وعدم توفير العمل تهدده لكونه صغير في السن ولم يستطيع اكمال دراسته كي يتعين بوظيفه في مجالات العمل التي تؤثر في حياته الاقتصادية ما نلاحظ انفكاك الاسرة في سن مبكرة سريعاً لعدم وجود رابط اقتصادي يعيل الاسرة ويساعد على بقائها.
الاثار التي تقع على الاسرة و المجتمع:-
ان الزواج المبكر اصبح قضية يتباحثها المجتع بعد ان كان اهم مطلب من متطلبات الزمن الماضي وبمعنى اصح الجيل السابق فقد كان من الطبيعي جدا ان تزف الفتاة بعد بلوغها مباشرة وعندما تصل الى سن الخامسة عشرة كاقصى حد لعريسها الذي لايتجاوز العشرين من العمر وتبدأ رحلة الحياة بحلوها ومرها وينجبا الاولاد الواحد تلو الاخر ( وذلك يعود لكون المراة في السابق كانت قوية وتتحمل جميع اعباء الحياة وعلى سبيل المثال ممارستها للفلاحة مع الرجل مما اكسبها القوة والصبر بالاضافة الى ذلك انعدام وسائل التقدم او قلتها ما جعل تفكيرها محدوداً فقط في تربية اولادها واعانة زوجها في بناء الاسرة) وها نحن ثمار الجيل السابق احد اهم ايجابيات الزواج المبكر وهو الذي كان في ذلك الوقت يمثل زواج القاصرات موضوع دراستنا حالياً حيث اننا تربينا وترعرعنا بكنف ابائنا وعشنا معهم اهم مراحل تدرجهم بالحياة عاصنا مشاكلهم شاركناهم بحلها وكانو لنا اصدقاء اكثرمن اباء وكذلك يرجع لتقارب اعمارنا مع اعمارهم بفضل الزواج المبكر اما بالعصر الراهن صار الزواج المبكر موضة قديمة تربط مصير الفتاة او الشاب مبكراً بقيود ومسؤوليات الحياة حيث نرى بان الرجل يتجاوز سن الخمسين وان اكبر اولاده يناهز الخامسة عشرة فكلاهما لا يكاد يتمتع بالعلاقة الابوية الحميمة التي تنشأ من غريزة خلقها الله وجعلها نعمة من نعم الحياة فمن الطبيعي ان تجد بان الفجوة قد اتسعت بين الاباء والابناء وذلك لكون الاباء يريدون ان يتزوجوا زواجاً ثانياً وبفتاة بسن بناتهم قاصرة لاتستطيع حتى التفاهم مع عمر هذا الرجل الذي هو بمثابة والدها لكونه بعمره هذا يؤثر على الاسرة حتى يصل الى هدم الكثير من الاسر على حساب بناء اسرة جديدة قد يكون نجاحها لايشكل نسبة كبيرة او يكون مهدداً بالفشل لعدم وجود تكافؤ في كل النواحي التي يرتبط بها الزواج حيث ان المجتمع سوف يتأثر بوجود حالات الطلاق الحاصلة من كثرة الزواج بالقاصرة لكون هذا الشيء يزيد من حالات الفساد والتشرد للاطفال الذين ينشأوون من جراء هذا الزواج المتسرع والذين لايعرفون مصيرهم الذي كان سببه أم فاشلة واب لايدرك المسؤولية فان هذا الزمن قد اختلف عن الزمن الذي يخص اباءنا وامهاتنا والذي تم ذكره انفاً بسبب التطور الحاصل في الحياة من ظهور الانترنيت والموبايل الذي تم استخدامه وبكل اسف في الاشياء التي دمرت المجتمع من حيث ازدياد حالات الفساد والتخريب وانحدار الشباب الى طرق الرذيلة والانحطاط ولم يتم الاستفادة منها في الاشياء العلمية والمفيدة التي تساعد في بناء المجتمع وتطويره
كيفية معالجة زواج القاصرات
لقد حاولنا من خلال دراستنا البسيطة والتي كانت تضمن الحالات التي عرضت على محكمتنا (محكمة الاحوال الشخصية في الشعب ) ولمدة خمسة اشهر حسب الاحصائيات المبينة في عقود الزواج والخاصة بزواج القاصرات وقد بينا اهم العوامل التي ادت الى حدوث مثل هذه الحالات وزيادتها وقد حاولنا ايجاد بعض الحلول والتوصيات من ضمنها:-
1- ان تعرض القاصرة قبل الزواج على الباحثة الاجتماعية لتوعيتها باهمية التفكير قبل الزواج والإسراع به وبيان اهم الجوانب التي تخص الزواج منها الاجتماعية والاقتصادية والصحية ودور الباحثة الاجتماعية مهم جداً في هذه المجالات لكونه يخص عملها وينبغي ان تجمع الزوجين قبل الزواج بعدة جلسات لبيان مدى تقارب الوعي الفكري والاجتماعي بينهما.
2- إقامة ورش عمل تخص مشاكل الزواج المبكر وخاصة زواج القاصرات وإيجاد حلول والتي من المفضل ان يشارك فيها متخصص في علم الاجتماع وعلم النفس وبحضور باحثين اجتماعيين لمعرفة اسباب الرئيسة التي تساهم في نجاح الزواج المبكر وفي نفس الوقت التي تؤدي الى فشله ومدى توفير الامكانيات لتوعية الزوج والزوجة في هذا السن الحرج والذي يعتبر للطرفين سن مراهقة لايصلح للزواج الا في حالات معينة وهو ان يكون لدى الطرفين الوعي الفكري والاجتماعي لفتح اسرة متكاملة .
3- فتح مراكز خاصة بالشباب قبل الزواج والتي تدعمها منظمات المجتمع المدني والتي يكون هدفها دائماً تبني مثل هذه الحالات حيث تقوم هذه المراكز بمعرفة مشاكل الشباب وهم بسن حرجة وايجاد فرص عمل لهم وتوعيتهم قبل الزواج باهمية الاسرة والزوجة وكيفية احترامها ومعاملتها وتوفير سبل العيش المناسبة لها قبل التفكير والاسراع في الزواج اما بالنسبة للزوجات في سن مبكرة ايضاً فيحتاج ادخالهم مثل هذه المراكز والتي يراسها ملاك نسوي ذو درجة عالية من التعلم حيث يساهم في توعية الفتاة وهي بسن صغيرة الى كيفية الزواج وتحمل المسؤولية واحترام الزواج وتوفير الجو المناسب لفتح اسرة مبنية على الاحترام وتربية اولادها تربية صالحة لان الام هي العمود الفقري للاسرة وبدونها تتهدم الاسرة لكونها هي التي تربي الاولاد وتساعد في اعانة الرجل على الحياة الصعبة وان مثل هذه الزوجة يحتاج الى توعية من هذه المراكز وان لم تجد في بيت اهلها مثل هذه التوعية
4- نوصي ايضاً بتماسك الاسرة حيث ان كلما كانت الاسرة متكاملة ومترابطة ومتفاهمة كان ذلك عاملاً مساعداً في الحد من مشكلة زواج الفتاة وهي في سن مبكرة
نتائج الدراسة
1- اوضحت الدراسة ان اغلبية افراد العينة تقع اعمارهن ما بين ال15-17 سنة حيث بلغ عددهن تقريباً خلال الاشهر الخمسة 244 من اصل 746 من الزيجات الحاصلة في محكمة الاحوال الشخصية في الشعب وهذا يوضح ارتفاعاً مستمراً في عدد حالات زواج القاصرات للأعمار المبينة انفاً والتي تمثل ما يقارب 30% من اجمالي عقود الوزواج
2- توضح ان مستوى العلمي له تاثير على افراد العينة المذكورة لانه كلما قل المستوى العلمي كلما ساعد ذلك على ازدياد حالات الزواج المبكر خاصة للقاصرات وكلما زاد الوعي العلمي قلت حالاته وذلك لما للتعلم من اثر في توعية المراة ورفع مستوى تفكيرها وقدرتها على اتخاذ القارارات السليمة التي تخص حياتها الاجتماعية
3- ويتضح ايضاً من الدراسة ان القاصرات اللواتي يقبلن بالزواج في هذا السن هن ربات بيوت ولم يكملن حتى الدراسة المتوسطة وهذا ما يؤثر في مدى النضوج الفكري لديهن
4- يتضح من الدراسة ايضاً ان الزيادة الحاصلة في حالات الزواج بالقاصرات خلال الاشهر الخمس رافقها زيادة في حالات الطلاق الحاصلة لنفس العينة وذلك لاكتشاف الزوجين بعد الزواج بانهما غير مستعدين للزواج ولايمكن حصول اي انسجام بينهما لصغر سنهما وعدم وعيهما الكافي في تكوين اسرة
مجالات الدراسة
المجال الجغرافي المكاني
بما ان الدراسة اهتمت بظاهرة زواج القاصرات ولكون هذا الموضوع فيه نوع من الاهمية والتي تحتاج الى الوقت الطويل والزيارات الميدانية لعدد من المحاكم التي تخص الاحوال الشخصية في نطاق محافظتنا فقد تمت الدراسة في محكمة الاحوال الشخصية في الشعب على وفق ما يلي:
1- تم اخذ الاحصائيات من غرفة عقود الزواج مع المعلومات المتوفرة في غرفة البحث الاجتماعي والتي كانت لها الاهمية في تشكيل دراستنا بشكل مبسط ومبدئي لصدق وثبات البيانات حيث ان البحث استخدم البيانات والاحصائيات الموجودة في محكمتنا والتي تمتاز بالصدق وعدم وجود تلاعب في اعداد الحالات التي تخص زواج القاصرات مع وجود الدقة من حيث الانتباه الى زيادة مثل هذه الحالات ما ادى الى محاولة ايجاد دراسة معينة لمعرفة اسباب هذه الزيادة ومدى تأثيرها على المجتمع وكيفية معالجتها .
2- جمع البيانات وادخالها الحاسب الالي حيث تم ادخال الاحصائية الخاصة بزواج القاصرات والاحتفاظ بها بملفات خاصة للاستفادة منها للحد من المشكلة
الخاتمة
في هذا البحث تم تناول بعض العوامل التي تؤدي الى زواج القاصرات لما لهذاه الظاهرة من تأثير سلبي على الفتاة اكثر من كونه ايجابياً في بعض الاحيان واتحضح من خلال دراستنا لهذا البحث بان العوامل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية هي عوامل مترابطة ومتكاملة وافتقادها يساعد في ازدياد حالات زواج القاصرات وبما ان المراة هي نصف المجتمع وهي الزوجة والام والمربية والاخت لهذا قمنا بالاهتمام بدراسة تعتبر هي الاهم في تحديد مدى اهمية الحد من زواج القاصرات وقد ركزنا على المرأة بشكل ادق لكونها هي التي تعاني من سلبيات هذا الزواج اكثر من الرجل ونأمل ان نكون قد سلطنا الضوء ولو بشكل بسيط على هذه والظاهرة التي انتشرت في الاونة الاخيرة .
الباحثة الاجتماعية
سجى عبد الرضا
محكمة الاحوال الشخصية في حي الشعب
منقول
المجلس الاعلى للقضاء العراقي