shehab elmasry
03-30-2011, 07:16 PM
بقلم: أحمد عبدالله
يقول لك الليبي ابن طرابلس، متحسرا، أن الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قال للزعيم الليبي خلال زيارة مجاملة في السبعينات من القرن الماضي أنه يريد أن تكون أبوظبي في يوم قريب شبيهة بطرابلس.
هذه الحكاية يرددها الليبيون كثيرا وهم يرون البنى التحتية لبلادهم وهي تتآكل يوما بعد آخر. ما شاهده الشيخ زايد لم يكن من نتاج اعمار القذافي بالطبع بل خليط مما تركه الاستعمار الإيطالي لليبيا وبعض ما صنعته الملكية من أوائل عائدات النفط.
أين أبوظبي اليوم وأين طرابلس الآن. بل يمكن القول دون مبالغة، أين مدن الإمارات اليوم وأين مدن بقية دول العالم العربي. أبوظبي ودبي والشارقة والعين مدن متلألئة تخطف الأبصار ولا تكاد تنبهر بشيء فيها حتى يأتيك الأكثر إبهارا. حواضر العرب التقليدية مدن يأكلها الإهمال أو تحاصرها مدن صفيح: بغداد، دمشق، القاهرة، جدة، طرابلس وبنغازي.
غيّر الشيخ الراحل المعادلة تماما. رفع سقف الانجاز بما يفوق الوصف. البناء والبنى التحتية وجهان لتطور أعمق وأكثر تأثيرا.
لماذا لا نكون مثل أبوظبي أو دبي؟ هذا أول سؤال يلقيه مواطن عربي على زعيمه. وهو لا يعني بذلك شوارع معبدة أو بنايات مكيفة فقط. بل يتحدث عن إماراتي يعيش حياته: يتعلم ويبني، مرفها كريما، محترما حيثما حل، وعاقلا في حجم تطلعاته وتوقعاته.
المواطنون العرب ما أن يدخلوا الإمارات حتى تصبح بيتهم. لن تجد عربيا يقول لك "تعبت" أو "مللت". يريدون أن يعيشوا في هذه البقعة من الأرض. يعملون ويشاركون الإماراتيين الحلم الحقيقي الذي جسده زايد.
السقف المرتفع للرفاهية والحياة المترفة ليس القصة كاملة. تنفس الحرية دون خوف هو الجانب الآخر من القصة. تستطيع أن تحيا في الإمارات دون أن يسمح لأحد، كائنا منْ يكون، أن يعكر عليك حياتك. مشهد الذين يركضون على كورنيش أبوظبي بملابسهم الرياضية رجالا ونساء يحكي قصة حرية فردية في عالم عربي تخنقه نزعات أصولية. الإماراتيون يعتزون بدينهم وثقافتهم وزيهم. ولكنهم، بما ورثوه من تسامح أرساه الشيخ زايد في نفس كل إماراتي، يقبلون الآخر كما هو بين ظهرانيهم.
فعل الشيخ الراحل كل هذا في عقود قليلة من عمر هذا الزمن، وفعله في عصر من الاضطرابات ضرب ويضرب المنطقة العربية من داخلها وخارجها. لم يقدم يوما أيدلوجية ولا سعى لمزايدة. وعندما كان يتبنى قضية فأنه يتبناها حقا. يبني مدنا في مصر وفلسطين كما يعمر في العين والمنطقة الغربية. وكان يفعل ذلك بالتوازي الزمني، على أرض الإمارات وبعيدا عنها، لأن إنسانيته كانت تدعوه لمد يد العون والدعم للبعيد كما يفعل مع ابن بلده القريب.
بساطة البدوي فيه جعلته يرى الأمور على حقيقتها: ابدأ بالإنسان أولا وعمّر بلدك أولا واعمل على إرساء السلام والاستقرار في منطقتك أولا. يقفز الفاشلون للقول بأنه مال النفط. ونقول نعم. المال مهم. لكن المال من دون رؤية يصبح هباء، بل عبئا ونكبة على صاحبه. هل الإمارات أكثر ثراء نفطيا من ليبيا؟ أين احترق مال النفط في العراق؟ لماذا تغرق مدن النفط بالفيضانات والأوحال؟ كيف تبدد عشرات المليارات من عائدات النفط والغاز في بلدان قريبة في مزايدات "رياضية" وفتن "إعلامية"؟
كلها أموال، ولكن الحكمة هي ما يحول المال إلى ثراء. ولهذا الإمارات ثرية.
وضع زايد مقاييس - ستاندردز عالية للإنجاز. جعل مزايدات الآخرين على أنفسهم وشعوبهم تبدو مفضوحة بما حققه لبلده وشعبه حتى قبل جائحة الاحتجاجات التي تضرب العالم العربي اليوم.
رحل زايد إلى دار الخلد. لكنه ترك في أبنائه وشعبه ما يصونهم ليبقى كل عربي يسأل: لماذا لا تكون بلادي مثل الإمارات؟
يقول لك الليبي ابن طرابلس، متحسرا، أن الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قال للزعيم الليبي خلال زيارة مجاملة في السبعينات من القرن الماضي أنه يريد أن تكون أبوظبي في يوم قريب شبيهة بطرابلس.
هذه الحكاية يرددها الليبيون كثيرا وهم يرون البنى التحتية لبلادهم وهي تتآكل يوما بعد آخر. ما شاهده الشيخ زايد لم يكن من نتاج اعمار القذافي بالطبع بل خليط مما تركه الاستعمار الإيطالي لليبيا وبعض ما صنعته الملكية من أوائل عائدات النفط.
أين أبوظبي اليوم وأين طرابلس الآن. بل يمكن القول دون مبالغة، أين مدن الإمارات اليوم وأين مدن بقية دول العالم العربي. أبوظبي ودبي والشارقة والعين مدن متلألئة تخطف الأبصار ولا تكاد تنبهر بشيء فيها حتى يأتيك الأكثر إبهارا. حواضر العرب التقليدية مدن يأكلها الإهمال أو تحاصرها مدن صفيح: بغداد، دمشق، القاهرة، جدة، طرابلس وبنغازي.
غيّر الشيخ الراحل المعادلة تماما. رفع سقف الانجاز بما يفوق الوصف. البناء والبنى التحتية وجهان لتطور أعمق وأكثر تأثيرا.
لماذا لا نكون مثل أبوظبي أو دبي؟ هذا أول سؤال يلقيه مواطن عربي على زعيمه. وهو لا يعني بذلك شوارع معبدة أو بنايات مكيفة فقط. بل يتحدث عن إماراتي يعيش حياته: يتعلم ويبني، مرفها كريما، محترما حيثما حل، وعاقلا في حجم تطلعاته وتوقعاته.
المواطنون العرب ما أن يدخلوا الإمارات حتى تصبح بيتهم. لن تجد عربيا يقول لك "تعبت" أو "مللت". يريدون أن يعيشوا في هذه البقعة من الأرض. يعملون ويشاركون الإماراتيين الحلم الحقيقي الذي جسده زايد.
السقف المرتفع للرفاهية والحياة المترفة ليس القصة كاملة. تنفس الحرية دون خوف هو الجانب الآخر من القصة. تستطيع أن تحيا في الإمارات دون أن يسمح لأحد، كائنا منْ يكون، أن يعكر عليك حياتك. مشهد الذين يركضون على كورنيش أبوظبي بملابسهم الرياضية رجالا ونساء يحكي قصة حرية فردية في عالم عربي تخنقه نزعات أصولية. الإماراتيون يعتزون بدينهم وثقافتهم وزيهم. ولكنهم، بما ورثوه من تسامح أرساه الشيخ زايد في نفس كل إماراتي، يقبلون الآخر كما هو بين ظهرانيهم.
فعل الشيخ الراحل كل هذا في عقود قليلة من عمر هذا الزمن، وفعله في عصر من الاضطرابات ضرب ويضرب المنطقة العربية من داخلها وخارجها. لم يقدم يوما أيدلوجية ولا سعى لمزايدة. وعندما كان يتبنى قضية فأنه يتبناها حقا. يبني مدنا في مصر وفلسطين كما يعمر في العين والمنطقة الغربية. وكان يفعل ذلك بالتوازي الزمني، على أرض الإمارات وبعيدا عنها، لأن إنسانيته كانت تدعوه لمد يد العون والدعم للبعيد كما يفعل مع ابن بلده القريب.
بساطة البدوي فيه جعلته يرى الأمور على حقيقتها: ابدأ بالإنسان أولا وعمّر بلدك أولا واعمل على إرساء السلام والاستقرار في منطقتك أولا. يقفز الفاشلون للقول بأنه مال النفط. ونقول نعم. المال مهم. لكن المال من دون رؤية يصبح هباء، بل عبئا ونكبة على صاحبه. هل الإمارات أكثر ثراء نفطيا من ليبيا؟ أين احترق مال النفط في العراق؟ لماذا تغرق مدن النفط بالفيضانات والأوحال؟ كيف تبدد عشرات المليارات من عائدات النفط والغاز في بلدان قريبة في مزايدات "رياضية" وفتن "إعلامية"؟
كلها أموال، ولكن الحكمة هي ما يحول المال إلى ثراء. ولهذا الإمارات ثرية.
وضع زايد مقاييس - ستاندردز عالية للإنجاز. جعل مزايدات الآخرين على أنفسهم وشعوبهم تبدو مفضوحة بما حققه لبلده وشعبه حتى قبل جائحة الاحتجاجات التي تضرب العالم العربي اليوم.
رحل زايد إلى دار الخلد. لكنه ترك في أبنائه وشعبه ما يصونهم ليبقى كل عربي يسأل: لماذا لا تكون بلادي مثل الإمارات؟