القانونية ندى
01-27-2011, 04:56 PM
اخطاء قد يقع فيها القانونيون لغويا
ليس يرتاب أحد في أنَّ اللغة العربية سُلَّم إلى معرفة القانون ومن ثم العدالة، بها يُتَوَصَّل إلى الوقوف عليهما، ومنها يُتَوَقَّع الوصول إليهما، لذا رأيتُ أنْ أُبْرِز بعض الأخطاء اللغوية التي يقترفها القانونيون، إلاَّ أنَّ رصد هذا الأخطاء أمر ليس يسيراً، ومن ثم يحتاج إلى فارس من فرسان اللغة العربية ولستُ كذاك، غير أنَّ مالايُدرك كُله لايُترك جُله، ومن ثم عزمتُ عزمتي ووَلَجْتُ في هذا الباب مستعيناً بالله، قاصداً إلى إفادة نفسي وغيري بتحسين أدبيات الكتابة القانونية، والترقِّي بها من خلال قَرْمَطَتِهَا وتدقيقها، وإسنادها إلى مصدرها، والإرتفاع بها على الابتذال، والنأي بها عن الاسترسال، وفيما يلي أعرضُ لبعض الأخطاء اللغوية في الكتابات القانونية، وقد أقرنتُ بها صوابها...
يستخدم القانونيون كلمة " رِشْوَة " ويجمعونها على " رَشَاوى " وهذا خطأ، والصواب أن تجمع على "رِشَا " و " رُشَا " ( 1)
من الأخطاء الخطيرة في الكتابات القانونية استخدام الأفعال المساعدة في اللغة العربية محاكاة للغة الإنجليزية، رغم أنَّ اللغة العربية في رفعة على استخدام الفعل المساعد + الاسم + حرف الجر+مصدر الفعل المراد ذكره؛ مثال توضيحي؛ " قامت المدعى عليها بتنفيذ الحكم " هذا خطأ، والصواب " نَفَّذَت المدعى عليها الحكم "؛ مثالٌ آخر " قامت وزارة العدل بتحديد إجراءات رفع الدعوى " هذا خطأ، والصواب " حددت وزارة العدل إجراءات رفع الدعوى " ( 2)
يستخدم القانونيون كلمة " استلم " للدلالة على الأخذ أو القبض، وهذا خطأ، ذلك أن " الاستلام " مرادف " اللَّمس" كـ " استلم الحاج الحجر الأسود بالكعبة " أي لمس الحاج الحجر الأسود بالكعبة، والصواب استخدام كلمة " تسلَّم " للدلالة على الأخذ أو القبض.(3 )
يستخدم القانونيون كلمة " بدل فاقد " للدلالة على جعل شيء مكان آخر ضائع، أو استبدال جديد بآخر ضائع، وهذا خطأ، لأن الفاقد هو الفاعل، والصواب " بدل مفقود ".(4 )
يستخدم القانونيون جملة " ينبغي عليه فعل كذا " وهذا خطأ، والصواب " ينبغي له فعل كذا " لأن الفعل ينبغي يتعدى بـ " الام" لا بـ " على ".( 5)
يستخدم القانونيون جملة " يتحاشى الوقوع في الأمر " وهذا خطأ، والصواب " يتحاشى عن الوقوع في الأمر " لأن الفعل يتحاشى يتعدى بـ " عن " لابنفسه.( 6)
يستخدم القانونيون جملة " لم يكترث به " وهذا خطأ، والصواب " لم يكترث له " لأن الفعل اكترث يتعدى بـ " الام " لا بـ " الباء ".( 7)
يستخدم القانونيون جملة " سلب منه حقه " وهذا خطأ، والصواب " سلبه حقه " لأن الفعل سلب يتعدى بنفسه لا بـ " من ".( 8)
يستخدم القانونيون جملة " تسلل المتهم إلى المنزل " للدلالة على الولوج في مكانٍ ما، وهذا خطأ، والصواب " دخل المتهم في المنزل" وإذا كان لامناص من استخدام الفعل تسلل يكون الصواب " تسلل المتهم من المنزل " لأن الفعل تسلل يفيد الخروج.( 9)
تستخدم المحاكم كلمة " ثمَّة " بمعنى أي أو أية، مثال " وحيث لم يحضر المتهم، ولم يدفع الدعوى بثمة دفع " وهذا خطأ، ذلك أن كلمة " ثمة " اسم إشارة بمعنى " هناك "، والصواب أن تستبدل كلمة " أي أو أية " بكلمة " ثمة " فنقول " ومن حيث لم يحضر المتهم، ولم يدفع الدعوى بأي دفع ".(10 )
يستخدم القانونيون الفعل " استنفذ " للدلالة على " الفناء "، مثال " استنفذ المدعي طرق الطعن " وهذا خطأ، والصواب " استنفد المدعي طرق الطعن "، ذلك أن الفعل " نفذ " يدل على المرور والوصول، بينما يدل الفعل " نفد " على الفناء وهو المقصود ههنا.(11 )
عديدة هي في الحقيقة المرات التي يستخدم فيها القانونيون جملة " صدر حكاً " وهذا خطأ، والصواب " صدر حكمٌ " لأن كلمة " حكم " في هذه الجملة نائب فاعل وليست مفعول به، ومن ثم ترفع لا تنصب.
يجمع بعض القانونيون كلمتي " دعوى " و " شكوى " على " دعاوي " و " شكاوي "، ويثنوهما على " دعوتان " و " شكوتان " وهذا خطأ، والصواب أن يجمعا على " دعاوى " و " شكاوى " ويثنيا بحسب موقعهما من الإعراب فيكونا " دعويان " و " شكويان " حال الرفع، وحال الجر والنصب يثنيا على " دعويين " و " شكويين ".
يستخدم القانونيون كلمة " الحالة الأولى " وهذا خطأ، والصواب " الحال الأولى " ذلك أن كلمة " حال " مؤنث في ذاتها.
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين وضع الهمزة بين ألفين، مثال " بناءاً " و " وفاءاً " و " قضاءاً "، وهذا خطأ لغوي شائع، والصواب أن تكتب " بناءً " و " وفاءً " و " قضاءً " لأن الهمزة لاتأتي بين ألفين.
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين ضبط جمع المذكر سالم، فيقال - مثلاً - " المدعون " أو " المستأنفون " أو " الطاعنون " في كل الأحوال دون تمييز، وهذا خطأ، والصواب " المدعون " و " المستأنفون " و " الطاعنون " حال الرفع، و " المدعين " و " المستأنفين " و " الطاعنين " حال النصب والجر، وعلى هذا فقس، ذلك أن جمع المذكر السالم يرفع بالواو، وينصب ويجر بالياء.
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين ضبط كلمة " إلغاء " - وماشابهها - حال اتصالها بضمير، فتكتب " إلغاؤه " أو " إلغاءه " أو " إلغائه " دون تمييز، وهذا خطأ، والصواب أن تكتب " إلغاؤه " حال الرفع، مثال " كان إلغاؤه مُؤَصَّلاً " فهنا تكتب " إلغاؤه " لأنها مرفوعة بـ " كان "، وتكتب " إلغاءه " حال النصب، مثال " إنَّ إلغاءه يقتضي التصدي للموضوع " فهنا تكتب " إلغاءه " لأنها منصوبة بـ " إنَّ "، وتكتب " إلغائه " حال الجر، مثال " إرتكنت المحكمةُ في إلغائه إلى أصل ثابت " فهنا تكتب " إلغائه " لأنها مجرورة بحرف الجر " في ".(12 )
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين استخدام كلمة " تصدى إليه " وهذا خطأ، والصواب أن يقال " تصدى له " لأن الفعل تصدى يتعدى بـ " اللام " لا بـ " إلى ".(13 )
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين استخدام الفعل استبدل بطريق غير سليمة، وذلك بإدخال الباء على المراد، والصواب أن تدخل الباء على المتروك، مثال " استُبدل القانون القديم بالقانون الجديد " وهذا خطأ، والصواب أن يقال " استُبدل القانون الجديد بالقانون القديم ".(14)
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين نطق كلمة " مخدرات " هكذا " مُخَدَّرَات " وهذا خطأ، والصواب أن تنطق هكذا " مُخَدِّرَات " بكسر الدال لابفتحها، لأن المقصود هو اسم الفاعل وليس اسم المفعول، فكلمة " مُخَدَّرَات " تعني نساء خُدِّرن.
أيضاً يقتصر القضاة في أحكامهم على استخدام لفظ " حيث " دون لفظ " ومن حيث " اعتقاداً بصحة الأول دون الثاني، والصواب أن كلاهما صحيح، إذ أن كلاهما ظرف إلى المعنى ذاته يؤدي.( 15)
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين استخدام كلمة " جلس على " وهذا خطأ، والصواب أن يقال " جلس إلى " و " جلس في " و " جلس بـ " لأن الفعل جلس يتعدى بـ " إلى " و " في " و " الباء " لا بـ " على ".
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين استخدام كلمة " تردد على " وهذا خطأ، والصواب أن يقال " تردد في " لأن الفعل تردد يتعدى بـ " في " لا بـ " على ".
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين استخدام جملة " تَخَرَّج من المدرسة " وهذا خطأ، والصواب أن يقال " تَخَرَّج في المدرسة " لأن الفعل تَخَرَّج يتعدى بـ " في " لا بـ " من " ذلك أنْ ليس المراد من تَخَرَّج الخروج، وإنما المراد تشكَّل وَتَعَلَّم.
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين استخدام كلمة " الخبير المنتدب " وهذا خطأ، والصواب أن يقال " الخبير المندوب " لأن المندوب اسم مفعول ويأتي على وزن مفعول وليس على وزن مفتعل.
يقرن القانونيون الفعل " طلب " بـ " منه " وهذا خطأ، والصواب أن يقال " طلب إليه " وليس " طلب منه " لأن الفعل طلب يتعدى بـ " إلى " لا بـ " من ".( 16)
كثير ما يحار القانونيون فيما يتعدى به الفعل " قصد"، والصواب أنه يتعدى بـ " نفسه " و " اللام " و " إلى " فيكتب " قصد المدعي الإضرار بالمدعى عليه " ويكتب " قصد المدعي للإضرار بالمدعى عليه " ويكتب " قصد المدعي إلى الإضرار بالمدعى عليه ".( 17)
من الخطأ استخدام كلمة " بمثابة " بمعنى " مثل " فيقال " أنت بمثابة أخي " والصواب أن يقال " أنت مثل أخي " ذلك أن " المثابة " تعني " الميعاد".
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين استخدام كلمة " برهة " للدلالة على قصر المدة، والصواب أن تستخدم كلمة " برهة " للدلالة على طول المدة، وتستخدم كلمة " هُنَيْهة " أو " هُنَيَّة " للدلالة على قصر المدة.(18)
كذلك من الأخطاء اللغوية اتباع الفعل " التقى " بـ " الباء " فيقال " التقى المتهم الأول بالمجني عليه " وهذا خطأ، والصواب أن يقال " التقى المتهم الأول المجني عليه " ذلك أن الفعل التقى يتعدى بنفسه.( 19)
المراجع/
1- انظر المعجم الوجيز باب الراء فصل الشين مع الياء، ص 266 طبعة 1992م، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية.
2- المقصود من الإجراءات ههنا الإجراءات الإدارية وليست القانونية، فهذه الأخيرة لاتحدد إلاَّ بقانون.
3- انظر المعجم الوجيز – سالف الذكر – ص 319.
4- فقد الشيء فقداً وفِقْداناً: ضاع منه؛ والفاقد من ضاع منه شيء، وكذلك الفاقد من النساء: من مات عنها زوجها، فيقال: إمرأة فاقد، والمفقود: الشيء الضائع أو المعدوم، وكذلك الفقيد؛ انظر المعجم الوجيز – باب الفاء فصل القاف مع الدال – السابق – ص 477.
5- قال تعالى " وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ " سورة يس الآية 70، ويقال: ينبغي لفلان أن يعمل كذا، ولاينبغي لفلان أن يعمل كذا، انظر المعجم الوجيز – السابق - باب الباء فصل الغين مع الياء – ص 57.
6- يقال: تحاشى عن كذا: تنزَّه عنه، المعجم الوجيز – السابق – ص 154.
7- اكترث له: حزن، ويقال مااكترثتُ للأمر: لم أبالِ به، انظر المعجم الوجيز - السابق – باب الكاف فصل الراء مع الثاء – ص 530.
8- سلبت فلانةُ فؤادَهُ: استهوته واستولت عليه، انظر المعجم الوجيز – السابق – ص 316.
9- تسلَّل: خرج في خُفية، يقال: تسلَّل من الزحام - انظر المعجم الوجيز – السابق – ص 319.
10- انظر المعجم الوجيز – السابق – ص 87، 88.
11- انظر المعجم الوجيز – السابق – ص 626.
12- يراجع في هذا الشأن أدوات الرفع والنصب والجزم وحروف الجر.
13- تصدَّى للشيء: تعرَّض له - انظر المعجم الوجيز – السابق – ص 362، قال تعالى " أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَاعَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى " سورة عبس الآيات 5، 6، 7.
14- قال تعالى " قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ " سورة البقرة الآية 61.
15- قال تعالى " وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ " سورة البقرة الآية 150.
16- يقال: طلب إليه كذا: سأله إياه – المعجم الوجيز – السابق – ص392.
17- انظر المعجم الوجيز – السابق – ص503.
18- انظر المعجم الوجيز – السابق – ص48، 654.
19- انظر المعجم الوجيز – السابق – ص563.
ليس يرتاب أحد في أنَّ اللغة العربية سُلَّم إلى معرفة القانون ومن ثم العدالة، بها يُتَوَصَّل إلى الوقوف عليهما، ومنها يُتَوَقَّع الوصول إليهما، لذا رأيتُ أنْ أُبْرِز بعض الأخطاء اللغوية التي يقترفها القانونيون، إلاَّ أنَّ رصد هذا الأخطاء أمر ليس يسيراً، ومن ثم يحتاج إلى فارس من فرسان اللغة العربية ولستُ كذاك، غير أنَّ مالايُدرك كُله لايُترك جُله، ومن ثم عزمتُ عزمتي ووَلَجْتُ في هذا الباب مستعيناً بالله، قاصداً إلى إفادة نفسي وغيري بتحسين أدبيات الكتابة القانونية، والترقِّي بها من خلال قَرْمَطَتِهَا وتدقيقها، وإسنادها إلى مصدرها، والإرتفاع بها على الابتذال، والنأي بها عن الاسترسال، وفيما يلي أعرضُ لبعض الأخطاء اللغوية في الكتابات القانونية، وقد أقرنتُ بها صوابها...
يستخدم القانونيون كلمة " رِشْوَة " ويجمعونها على " رَشَاوى " وهذا خطأ، والصواب أن تجمع على "رِشَا " و " رُشَا " ( 1)
من الأخطاء الخطيرة في الكتابات القانونية استخدام الأفعال المساعدة في اللغة العربية محاكاة للغة الإنجليزية، رغم أنَّ اللغة العربية في رفعة على استخدام الفعل المساعد + الاسم + حرف الجر+مصدر الفعل المراد ذكره؛ مثال توضيحي؛ " قامت المدعى عليها بتنفيذ الحكم " هذا خطأ، والصواب " نَفَّذَت المدعى عليها الحكم "؛ مثالٌ آخر " قامت وزارة العدل بتحديد إجراءات رفع الدعوى " هذا خطأ، والصواب " حددت وزارة العدل إجراءات رفع الدعوى " ( 2)
يستخدم القانونيون كلمة " استلم " للدلالة على الأخذ أو القبض، وهذا خطأ، ذلك أن " الاستلام " مرادف " اللَّمس" كـ " استلم الحاج الحجر الأسود بالكعبة " أي لمس الحاج الحجر الأسود بالكعبة، والصواب استخدام كلمة " تسلَّم " للدلالة على الأخذ أو القبض.(3 )
يستخدم القانونيون كلمة " بدل فاقد " للدلالة على جعل شيء مكان آخر ضائع، أو استبدال جديد بآخر ضائع، وهذا خطأ، لأن الفاقد هو الفاعل، والصواب " بدل مفقود ".(4 )
يستخدم القانونيون جملة " ينبغي عليه فعل كذا " وهذا خطأ، والصواب " ينبغي له فعل كذا " لأن الفعل ينبغي يتعدى بـ " الام" لا بـ " على ".( 5)
يستخدم القانونيون جملة " يتحاشى الوقوع في الأمر " وهذا خطأ، والصواب " يتحاشى عن الوقوع في الأمر " لأن الفعل يتحاشى يتعدى بـ " عن " لابنفسه.( 6)
يستخدم القانونيون جملة " لم يكترث به " وهذا خطأ، والصواب " لم يكترث له " لأن الفعل اكترث يتعدى بـ " الام " لا بـ " الباء ".( 7)
يستخدم القانونيون جملة " سلب منه حقه " وهذا خطأ، والصواب " سلبه حقه " لأن الفعل سلب يتعدى بنفسه لا بـ " من ".( 8)
يستخدم القانونيون جملة " تسلل المتهم إلى المنزل " للدلالة على الولوج في مكانٍ ما، وهذا خطأ، والصواب " دخل المتهم في المنزل" وإذا كان لامناص من استخدام الفعل تسلل يكون الصواب " تسلل المتهم من المنزل " لأن الفعل تسلل يفيد الخروج.( 9)
تستخدم المحاكم كلمة " ثمَّة " بمعنى أي أو أية، مثال " وحيث لم يحضر المتهم، ولم يدفع الدعوى بثمة دفع " وهذا خطأ، ذلك أن كلمة " ثمة " اسم إشارة بمعنى " هناك "، والصواب أن تستبدل كلمة " أي أو أية " بكلمة " ثمة " فنقول " ومن حيث لم يحضر المتهم، ولم يدفع الدعوى بأي دفع ".(10 )
يستخدم القانونيون الفعل " استنفذ " للدلالة على " الفناء "، مثال " استنفذ المدعي طرق الطعن " وهذا خطأ، والصواب " استنفد المدعي طرق الطعن "، ذلك أن الفعل " نفذ " يدل على المرور والوصول، بينما يدل الفعل " نفد " على الفناء وهو المقصود ههنا.(11 )
عديدة هي في الحقيقة المرات التي يستخدم فيها القانونيون جملة " صدر حكاً " وهذا خطأ، والصواب " صدر حكمٌ " لأن كلمة " حكم " في هذه الجملة نائب فاعل وليست مفعول به، ومن ثم ترفع لا تنصب.
يجمع بعض القانونيون كلمتي " دعوى " و " شكوى " على " دعاوي " و " شكاوي "، ويثنوهما على " دعوتان " و " شكوتان " وهذا خطأ، والصواب أن يجمعا على " دعاوى " و " شكاوى " ويثنيا بحسب موقعهما من الإعراب فيكونا " دعويان " و " شكويان " حال الرفع، وحال الجر والنصب يثنيا على " دعويين " و " شكويين ".
يستخدم القانونيون كلمة " الحالة الأولى " وهذا خطأ، والصواب " الحال الأولى " ذلك أن كلمة " حال " مؤنث في ذاتها.
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين وضع الهمزة بين ألفين، مثال " بناءاً " و " وفاءاً " و " قضاءاً "، وهذا خطأ لغوي شائع، والصواب أن تكتب " بناءً " و " وفاءً " و " قضاءً " لأن الهمزة لاتأتي بين ألفين.
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين ضبط جمع المذكر سالم، فيقال - مثلاً - " المدعون " أو " المستأنفون " أو " الطاعنون " في كل الأحوال دون تمييز، وهذا خطأ، والصواب " المدعون " و " المستأنفون " و " الطاعنون " حال الرفع، و " المدعين " و " المستأنفين " و " الطاعنين " حال النصب والجر، وعلى هذا فقس، ذلك أن جمع المذكر السالم يرفع بالواو، وينصب ويجر بالياء.
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين ضبط كلمة " إلغاء " - وماشابهها - حال اتصالها بضمير، فتكتب " إلغاؤه " أو " إلغاءه " أو " إلغائه " دون تمييز، وهذا خطأ، والصواب أن تكتب " إلغاؤه " حال الرفع، مثال " كان إلغاؤه مُؤَصَّلاً " فهنا تكتب " إلغاؤه " لأنها مرفوعة بـ " كان "، وتكتب " إلغاءه " حال النصب، مثال " إنَّ إلغاءه يقتضي التصدي للموضوع " فهنا تكتب " إلغاءه " لأنها منصوبة بـ " إنَّ "، وتكتب " إلغائه " حال الجر، مثال " إرتكنت المحكمةُ في إلغائه إلى أصل ثابت " فهنا تكتب " إلغائه " لأنها مجرورة بحرف الجر " في ".(12 )
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين استخدام كلمة " تصدى إليه " وهذا خطأ، والصواب أن يقال " تصدى له " لأن الفعل تصدى يتعدى بـ " اللام " لا بـ " إلى ".(13 )
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين استخدام الفعل استبدل بطريق غير سليمة، وذلك بإدخال الباء على المراد، والصواب أن تدخل الباء على المتروك، مثال " استُبدل القانون القديم بالقانون الجديد " وهذا خطأ، والصواب أن يقال " استُبدل القانون الجديد بالقانون القديم ".(14)
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين نطق كلمة " مخدرات " هكذا " مُخَدَّرَات " وهذا خطأ، والصواب أن تنطق هكذا " مُخَدِّرَات " بكسر الدال لابفتحها، لأن المقصود هو اسم الفاعل وليس اسم المفعول، فكلمة " مُخَدَّرَات " تعني نساء خُدِّرن.
أيضاً يقتصر القضاة في أحكامهم على استخدام لفظ " حيث " دون لفظ " ومن حيث " اعتقاداً بصحة الأول دون الثاني، والصواب أن كلاهما صحيح، إذ أن كلاهما ظرف إلى المعنى ذاته يؤدي.( 15)
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين استخدام كلمة " جلس على " وهذا خطأ، والصواب أن يقال " جلس إلى " و " جلس في " و " جلس بـ " لأن الفعل جلس يتعدى بـ " إلى " و " في " و " الباء " لا بـ " على ".
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين استخدام كلمة " تردد على " وهذا خطأ، والصواب أن يقال " تردد في " لأن الفعل تردد يتعدى بـ " في " لا بـ " على ".
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين استخدام جملة " تَخَرَّج من المدرسة " وهذا خطأ، والصواب أن يقال " تَخَرَّج في المدرسة " لأن الفعل تَخَرَّج يتعدى بـ " في " لا بـ " من " ذلك أنْ ليس المراد من تَخَرَّج الخروج، وإنما المراد تشكَّل وَتَعَلَّم.
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين استخدام كلمة " الخبير المنتدب " وهذا خطأ، والصواب أن يقال " الخبير المندوب " لأن المندوب اسم مفعول ويأتي على وزن مفعول وليس على وزن مفتعل.
يقرن القانونيون الفعل " طلب " بـ " منه " وهذا خطأ، والصواب أن يقال " طلب إليه " وليس " طلب منه " لأن الفعل طلب يتعدى بـ " إلى " لا بـ " من ".( 16)
كثير ما يحار القانونيون فيما يتعدى به الفعل " قصد"، والصواب أنه يتعدى بـ " نفسه " و " اللام " و " إلى " فيكتب " قصد المدعي الإضرار بالمدعى عليه " ويكتب " قصد المدعي للإضرار بالمدعى عليه " ويكتب " قصد المدعي إلى الإضرار بالمدعى عليه ".( 17)
من الخطأ استخدام كلمة " بمثابة " بمعنى " مثل " فيقال " أنت بمثابة أخي " والصواب أن يقال " أنت مثل أخي " ذلك أن " المثابة " تعني " الميعاد".
من الأخطاء الشائعة بين القانونيين استخدام كلمة " برهة " للدلالة على قصر المدة، والصواب أن تستخدم كلمة " برهة " للدلالة على طول المدة، وتستخدم كلمة " هُنَيْهة " أو " هُنَيَّة " للدلالة على قصر المدة.(18)
كذلك من الأخطاء اللغوية اتباع الفعل " التقى " بـ " الباء " فيقال " التقى المتهم الأول بالمجني عليه " وهذا خطأ، والصواب أن يقال " التقى المتهم الأول المجني عليه " ذلك أن الفعل التقى يتعدى بنفسه.( 19)
المراجع/
1- انظر المعجم الوجيز باب الراء فصل الشين مع الياء، ص 266 طبعة 1992م، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية.
2- المقصود من الإجراءات ههنا الإجراءات الإدارية وليست القانونية، فهذه الأخيرة لاتحدد إلاَّ بقانون.
3- انظر المعجم الوجيز – سالف الذكر – ص 319.
4- فقد الشيء فقداً وفِقْداناً: ضاع منه؛ والفاقد من ضاع منه شيء، وكذلك الفاقد من النساء: من مات عنها زوجها، فيقال: إمرأة فاقد، والمفقود: الشيء الضائع أو المعدوم، وكذلك الفقيد؛ انظر المعجم الوجيز – باب الفاء فصل القاف مع الدال – السابق – ص 477.
5- قال تعالى " وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ " سورة يس الآية 70، ويقال: ينبغي لفلان أن يعمل كذا، ولاينبغي لفلان أن يعمل كذا، انظر المعجم الوجيز – السابق - باب الباء فصل الغين مع الياء – ص 57.
6- يقال: تحاشى عن كذا: تنزَّه عنه، المعجم الوجيز – السابق – ص 154.
7- اكترث له: حزن، ويقال مااكترثتُ للأمر: لم أبالِ به، انظر المعجم الوجيز - السابق – باب الكاف فصل الراء مع الثاء – ص 530.
8- سلبت فلانةُ فؤادَهُ: استهوته واستولت عليه، انظر المعجم الوجيز – السابق – ص 316.
9- تسلَّل: خرج في خُفية، يقال: تسلَّل من الزحام - انظر المعجم الوجيز – السابق – ص 319.
10- انظر المعجم الوجيز – السابق – ص 87، 88.
11- انظر المعجم الوجيز – السابق – ص 626.
12- يراجع في هذا الشأن أدوات الرفع والنصب والجزم وحروف الجر.
13- تصدَّى للشيء: تعرَّض له - انظر المعجم الوجيز – السابق – ص 362، قال تعالى " أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَاعَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى " سورة عبس الآيات 5، 6، 7.
14- قال تعالى " قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ " سورة البقرة الآية 61.
15- قال تعالى " وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ " سورة البقرة الآية 150.
16- يقال: طلب إليه كذا: سأله إياه – المعجم الوجيز – السابق – ص392.
17- انظر المعجم الوجيز – السابق – ص503.
18- انظر المعجم الوجيز – السابق – ص48، 654.
19- انظر المعجم الوجيز – السابق – ص563.