المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منهجية التعليق على حكم أو قرار قضائي


سعيد مرزوق
11-27-2010, 02:08 AM
منهجية التعليق على حكم أو قرار قضائي

من بين الدراسات التطبيقية في القانون، يمثل التعليق على الأحكام أو القراراتالقضائية أهمّها على الإطلاق. ذلك أن إتقان التعليق على حكم أو قرار قضائي يفترضالإلمام الجيد بالمعارف النظرية والمتعلقة بموضوع التعليق واستيعاب معطيات المنهجيةالقانونية التي تسمح بتقييم الحكم أو القرار.

المقصودبالتعليق عل حكم أو قرار قضائي:

كلّ نزاع يعرض على الجهات القضائية يتعلقبمسألة معينة،إذن كلّ حكم أو قرار يصدر من جهة قضائية يؤدّي إلى تحليل مسألةقانونية. إذن التعليق على حكم أو قرار قضائي هو: مناقشة أو تحليل تطبيقي لمسألةقانونية نظرية" تلقاها الطالب في المحاضرة".
والتالي فإن منهجية التعليق علىقرار أو حكم قضائي هي دراسة نظرية و تطبيقية في آن واحد لمسألة قانونية معينة، إذأن القرار أو الحكم القضائي هو عبارة عن بناء منطقي، فجوهر عمل القاضي يتمثل فيإجراء قياس منطقي بين مضمون القاعدة القانونية التي تحكم النزاع، وبين العناصرالواقعية لهذا النزاع، و هو ما يفضي إلى نتيجة معينة، هي الحكم الذي يتم ّ صياغتهفي منطوق الحكم.

من ثمّ فإن المطلوب من الباحث في أثناء التعليقعلى القرار، ليس العمل على إيجاد حلّ للمشكل القانوني باعتبار أن القضاء قد بت فيه،و لكنه مناسبة للتأمل و محاولة لفهم الإتجاه الذي ذهب إليه القضاء، هذا من ناحيةأخرى، و من ناحية أخرى فالمطلوب هو التعليق على قرار لا دراسة قرار بشكل يتجاهلكليا موضوع الدعوى المعروضة، لذلك لا يجوز الغوص في بحث نظري للموضوع الذي تناولهذلك القرار. فليس المطلوب هو بحث قانوني في موضوع معين، و إنما التعليق على قراريتناول مسألة قانونية معينة.

و لكي يكون التعليق على قرار سليما، يجب أن يكونالباحث "المعِلّق" ملمّا أساسا بالنصوص القانونية التي تحكم النزاع، و أيضا بالفقهقديمه و حديثه الذي تعرّض للمسألة، وكذا بالإجتهاد الذي تناول هذه المسألة وبالمراحل التاريخية التي مرّ بها تطوّره توصّلا إلى الموقف الأخير في الموضوع و منثمّ بيان انعكاسات ذلك الحلّ من الوجهة القانونية.


إن أول ما يتطلبه التعليق هو قراءة القرار أوالحكم عدة مرات دون تدوين أيّ شيء، و يجب دراسة كلّ كلمة وردت في القرار لأنه منالصعب التعليق على قرار غير مفهوم، لأن المهمة سوف تكون معالجة العناصر و الجهاتالمختلفة للقرار موضوع التعليق في الشكل و الأساس وَوِفق منهجية رسومة مسبقا لحالاتالتعليق، فلا يترك من القرار ناحية عالجها إلاّ و يقتضي التعرّض لها في التعليقبإعطاء حكم تقييمي للقرار ككلّ، و في كل النقاط القانونيةعالجها.


منهجية التعليق علىقرار:

يتطلب التعليق مرحلتين: المرحلة التحضيرية و المرحلةالتحريرية.

1-المرحلة التحضيرية:

في هذهالمرحلة يستخرج الطالب من القرار قائمة، يقصد منها إبراز جوهر عمل القاضي وصولا إلىالحكم أو القرار الذي توصل إليه. و تحتوي هذه القائمة بالترتيب على:

1-الوقائع: أي كلّ الأحداث التي أدّت إلى نشوء النزاع :تصرفقانوني "بيع"، أقوال "وعد"، أفعال مادية "ضرب".و يشترط:
*ألاّ يستخرج الباحثإلاّ الوقائع التي تهمّ في حلّ النزاع، فمثلا إذا باع "أ" ل"ب" سيارة، و قام "أ" بضرب "ب" دون إحداث ضرر، و نشب نزاع بينهما حول تنفيذ العقد، فالقرار يعالجالمسؤولية العقدية نتيجة عدم تنفيذ التزام إذن لا داعي لذكر الضرب لأن المسؤوليةالتقصيرية لم تطرح.
و إن كان يجب عدم تجاهل -عند القراءة المتأنّية- أيّ واقعةلأنه في عمليّة فرز الوقائع، قد يقع المعلّق على واقعة قد تكون جوهرية، و من شأنهاأن تؤثر في الحلّ الذي وضعه القاضي إيجابا أو سلبا.
*لابدّ من استخراج الوقائعمتسلسلة تسلسلا زمنيّا حسب وقوعها، ومرتبة في شكل نقاط.
*الإبتعاد عن افتراضوقائع لم تذكر في القرار.

2-الإجراءات:
هي مختلف المراحل القضائية التي مرّ بها النزاععبر درجات التقاضي إلى غاية صدور القرار محلّ التعليق. فإذا كان التعليق يتناولقرارا صادرا عن مجلس قضائي، يجب الإشارة إلى الحكم الصادر عن المحكمة الإبتدائية، والذي كان موضوعا للطعن بالإستئناف أمام المجلس القضائي، و إذا كان القرار موضوعالتعليق صادرا عن المحكمة العليا، يصبح جوهريا إبراز مراحل عرض النزاع على المحكمةو المجلس القضائي.
لكن و بفرض أن محلّ التعليق هو حكم محكمة ، فقد تكون لبعضالمراحل الإجرائية في الدعوى أهميتها في تحديد معنى الحك، مثلا: يجدر بالمعلِّقالإشارة إلى الخبرة، إذا تمتّ إحالة الدعوى إلى الخبرة.


3- الإدّعاءات:
و هي مزاعم و طلبات أطراف النزاع التي استندواعليها للمطالبة بحقوقهم.
يجب أن تكون الإدّعاءات مرتّبة، مع شرح الأسانيدالقانونية، أي ذكر النص القانوني الذي اعتمدوا عليه، ولا يجوز الإكتفاء بذكر "سوءتطبيق القانون"، أو "مخالفة القانون".
فالبناء كلّه يعتمد على الإدّعاءات، و ذلكبهدف تكييفها و تحديد الأحكام القانونية التي تطبق عليها، أي أن الأحكام و القراراتلابدّ أن تستند إلى ادّعاءات الخصوم. والإدّعاءات يمكن التعرف عليها من خلال عبارات "عن الوجه الأوّل"، أو استنباطها من عبارات "حيث يؤخذ على القرار"، "حيث يعاب علىالقرار"،" حيث ينعى على القرار" .
4-المشكل القانوني: و هو السؤال الذي يتبادرإلى ذهن القاضي عند الفصل في النزاع، لأنّ تضارب الإدّعاءات يثير مشكلا قانونيّايقوم القاضي بحلّه في أواخر حيثيات القرار، قبل وضعه في منطوق الحكم. إذن المشكلالقانوني لا يظهر في القرار و إنّما يستنبط من الإدّعاءات و من الحلّ القانوني الذيتوصّل إليه القاضي.


ومن شروط طرح المشكل القانوني:
-لابدّ أن يطرحفي شكل سؤال أو عدّة أسئلة، أي سؤال رئيسي و أسئلة فرعية.
-أن يطرح بأسلوبقانوني، فعوض هل يحق ل "أ" أن يبيع عقاره عرفيّا؟ يطرح السؤال : هل الرسمية ركن فيانعقاد البيع العقاري؟
-إعادة طرح الإشكال طرحا تطبيقيّا: فمثلا الطرح النظري هوهل التدليس عيب في العقد، و الطرح التطبيقي هل تعتبر المعلومات الخاطئة التي أدلىبها "أ" ل "ب" بخصوص جودة المبيع حيلة تدليسّية تؤدّي إلى قابليّة العقدللإبطال؟
-ألاّ يٌستشكل مالا مشكلة فيه: فعلى المعلّق أن يبحث عن المشكلالقانوني الذي يوصله إلى حلّ النزاع أمّا المسائل التي لم يتنازع عليها الأطراف،فلا تطرح كمشكل قانونيّ. فمثلا إذا تبين من وقائع القرار أنّه تمّ عقد بيع عقارعرفيّا، ثمّ وقع نزاع حول صحّة العقد، فلا داعي للتساؤل: هل البيع الذي تمّ بين "أ" و "ب" هو عقد عرفي لأنّ هذا ثابت من الوقائع ولا إشكال فيه.
-بقدر ما يطرحالإشكال بطريقة صحيحة بقدر ما يٌوفَّق المعلّق في تحليل المسألة القانونيّةالمعروضة من خلال الحكم أو القرار القضائي.

إذن المرحلةالتحضيرية هي عبارة عن عمل وصفي من قبل المعلّق و عليه أن يتوخّى في شأنه الدّقةعلى اعتبار أنّ تحليلاته اللاّحقة، سوف تنبني على ما استخلصه في هذهالمرحلة.


2- المرحلة التحريرية:
تقتضي هذه المرحلة وضع خطّة لدراسة المسألةالقانونية و الإجابة عن الإشكال القانوني الذي يطرحه القرار ثمّ مناقشتها .و يشترطفي هذه الخطّة:

- أن تكون خطّة مصمّمة في شكل مقدّمة، صلب موضوع يحتوي علىمباحث و مطالب و خاتمة.
-أن تكون خطة تطبيقيّة، أي تتعلّق بالقضيّة و أطرافالنّزاع من خلال العناوين. فعلى المعلّق تجنّب الخطة النظرية، كما عليه تجنب الخطةالمكونة من مبحث نظري و مبحث تطبيقي لأن هذه الخطة، ستؤدّي حتما إلى تكرارالمعلومات.
-أن تكون خطة دقيقة، فمن الأحسن تجنّب العناوين العامة.
-أن تكونخطة متوازنة و متسلسلة تسلسلا منطقيا بحيث تكون العناوين من حيث مضمونها متتابعةوفقا لتتابع وقائع القضية، فتظهر بذلك بداية القضية في بداية الخطّة، كما تنتهيالقضية بنهاية الخطة.
-أن توضع خطة تجيب على المشكل القانوني المطروح، فإذا كانممكنا يتمّ استخراج اشكاليتين قانونيتين، و تعالج كل واحدة منهما في مبحث، و هيالخطة المثالية في معالجة أغلب المسائل القانونية المطروحة من خلال الأحكام والقرارات القضائيّة.
بعدما يضع المعلّق الخطّة بكّل عناوينها، يبدأ منخلالها في مناقشة المسألة القانونية التي يتعلّق بها الحكم أو القرار القضائي محلّالتعليق ابتداء بالمقدمة مرورا بصلب الموضوع، إلى أن يصل إلىالخاتمة.

المقدمة :
في المقدمة، يبدأ المعلّق بعرض موضوع المسألةالقانونية محلّ التعليق في جملة وجيزة، بعدها يلخص قضية الحكم أو القرار فقرةمتماسكة، يسرد فيها بإيجاز كلّ من الوقائع و الإجراءات والإدّعاءات منتهيا بطرحالمشكل القانوني بصفة مختصرة تعتبر كمدخل إلى صلب الموضوع . فالإنطلاق من المحكمةمصدرة القرار مثلا له أهميّة قصوى، اذ يمكّن الباحث من المقارنة في التحليل بينقضاة عدّة محاكم لمعرفة الإتجاه الغالب بالنسبة للإجتهاد القضائي. أمّا إذا كانالقرار صادرا من المحكمة العليا، فيمكن مقارنته مع غيره من القرارات الصادرة منالمحكمة العليا. كما أن ذكر تاريخ صدور القرار له أهمية لمعرفة ما إذا كان قد وقعهناك تحوّل للإجتهادات السابقة، أم وقع تفسير جديد لقاعدة قانونية معينة، أم تمّاللجوء إلى قاعدة قانونية أخرى ....إلخ


الموضوع:
في صلب الموضوع يقوم المعلق في كلّ نقطة من نقاطالخطّة "عنوان" بمناقشة جزء من المسألة القانونية المطلوب دراستها، مناقشة نظرية وتطبيقية مع إعطاء رأيه في الحلّ القانوني النزاع. فالدراسة تكون موضوعية وشخصية.


أولا: الدراسة الموضوعية:

نشيرفي هذه الدراسة إلى:

- موقف هذا الحل بالنسبة للنصوص القانونية، هل استندإلى نصّ قانوني؟ هل هذا النص واضح أم غامض؟ كيف تمّ تفسيره؟ ووفق أيّاتجاه؟
-موقف الحلّ بالنسبة للفقه، ماهي الآراء الفقهية بالنسبة لهذه المسألة،ما هو الرأي الذي اعتمده القرار - موقف هذا الحّل بالنسبة للإجتهاد، هل يتوافق معالإجتهاد السابق ،أم يطوّره أم أنه يشكّل نقطة تحوّل بالنسبة له؟
و بالتالي يجبعلى المعلّق الإستعانة بالمعلومات النظرية المتعلّقة بالمسألة القانونية محلّالتعليق، ثمّ الرجوع في كلّ مرّة إلى حيثيات الحكم أو القرار محلّ التعليق لتطبيقتلك المعلومات على القضية المطروحة .

ثانيا: دراسةشخصية:

من خلال إعطاء حكم تقييمي للحلّ الذي جاء به القرار. و هل يرىالمعلق بأن هناك حكم أفضل له نفس محاسن الحلّ المعطى، دون أن تكون لهسيئاته.

الخاتمة:
وفي الخاتمة يخرج الباحث بنتيجة مفادها أنّالمشكل القانوني الذي يطرحه الحكم أو القرار القضائي محلّ التعليق يتعلّق بمسألةقانونية معينة لها حلّ قانوني معيّن يذكره المعلّق معالجا بذلك الحلّ الذي توصلإليه القضاة إمّا بالإيجاب أي بموافقته مع عرض البديل، وبهذا يختم المعلّق تعليقهعلى القرار.

ملاحظه: المرفق أدناه يوجد بهِ أيضاً شرح بطريقة أخرى لكيفية التعليق على الأحكام ، وأيضاً نموذج لحكم تم التعليق عليهِ من جامعة الشارقة.

المحامي مؤمن صابر هشام
11-27-2010, 02:40 AM
موضوع جميل

والأجمل أنه حرر بمعرفة / سعيد مرزوق المجتهد


تحياتى

سعيد مرزوق
11-27-2010, 02:46 AM
موضوع جميل

والأجمل أنه حرر بمعرفة / سعيد مرزوق المجتهد


تحياتى

تشكر يا أستذي العزيز مرورك الجميل

هذا بعض مما تعلمناهُ منكم ^^

روح وريحان
11-29-2010, 05:56 PM
كل الشكر والعرفان لك استاذي الفاضل سعيد مرزوق


لك مني اجمل باقة ورد

الجنرال
12-02-2010, 02:50 AM
الله يعطيك الصحة والعافية.,.,.,
صراحة أخوي سعيد نجم في المنتدى.,.,.,

المحامية
12-10-2010, 04:30 PM
شكراً جزيــــــــــــــــــــــلاً

البحر
12-11-2010, 04:29 PM
جميل جدا وفقت أخي في طرحك للموضوع ..


الله يجزيك الخير ^_^

uae lawyer
12-16-2010, 04:04 PM
تشكررررررر اخونااااااا على الطرح الرائع

القانونية ندى
12-17-2010, 09:13 AM
بارك الله فيك اخوي
كفيت ووفيت
في ميزان حسناتك
عجبني التعليق

محمد ابراهيم البادي
12-18-2010, 05:12 PM
استاذي العزيز
اعذرني ع المرور المتأخر بعض الشئ

واعتقد يا طلاب القانون هذا شرح مفصل من الاستاذ سعيد للتعليق

فالف الف الف الف شكر لك

رفعت الجلسة
12-23-2010, 01:05 AM
بصـــراحة موضوع يهمنــــي جـــدا ..

مشكــور أخــــوي سعيـــد الله يعطيك العــافيـة

وكيلة النيابة
12-23-2010, 04:07 PM
موضوووع رائع ..
ومهم في نفس الوقت ..
يعطيك الف عافية

سعيد مرزوق
12-25-2010, 03:15 AM
العناصر الأساسية للتعليق على حكم




بيــآن رقم آلحــكم و تــآريخه و اسم آلمحكـــمة آلــصآدرة منهــآ . .


بيـــــآن آلـــوقـآئع . .


مضمون حــــــكم محـكمة أول درجـــــة . .


مضمون حكــــــم محكمة آلــــآستئنـــآف . .


آلـــآسبـآب آلتي استنـد إليهـــآ لتقديم آلــطعن بـآلنقض أو . . .

رأي محكمــــة آلـــنقض . .


آلــآسبأب آلــــــتي أستند إليهـــــآ آلمحكمــــــة في إصـــدآر آلحكم . .


بيــــآن وجهة نظركـ آلشخصية . . .

شذى القانون
12-28-2010, 02:34 AM
ربي يعطيك الف عافيه اخوي .. وما قصرت

khhamis
03-30-2011, 02:38 AM
شكراً جزيــــــــــــــــــــــلاً

بنوته قانونيه
05-10-2011, 11:03 PM
للرفع كل بنات جامعه عيمان يحتاجونه هالفتره

الف شكره مره ثانيه

محمد ابراهيم البادي
05-10-2011, 11:12 PM
وان شاء الله تدعون لسعيد بالتوفيق

قانونية وافتخر
05-11-2011, 01:17 AM
ما شاء الموضوع وااايد حلو ومفيد فنفس الوقت..

ألف شكر لك يا أخوي..

عيبني التعليق على حكم وباين إنه على مستوى ما شاء الله..

بس ممكن سؤال؟

لاحظت إن اللي معلق ع الحكم ،، مش طالب بكالوريوس..

يعني ان شاء الله إذا حبيت أكمل دراستي وآخذ الماستر بيطالبونا بتعليق بهالمستوى؟؟!!
يعني مع الاستعانة بمراجع خارجية غير مضمون الحكم؟؟

هذا كل شي واسمحلي ع الاطالة
مرة ثانية شكرا

طالبتك: قانونية وافتخر:)

book
05-11-2011, 01:33 AM
منهجية التعليق على حكم أو قرار قضائي

من بين الدراسات التطبيقية في القانون، يمثل التعليق على الأحكام أو القرارات القضائية أهمّها على الإطلاق. ذلك أن إتقان التعليق على حكم أو قرار قضائي يفترض الإلمام الجيد بالمعارف النظرية والمتعلقة بموضوع التعليق واستيعاب معطيات المنهجية القانونية التي تسمح بتقييم الحكم أو القرار.

المقصود بالتعليق عل حكم أو قرار قضائي:

كلّ نزاع يعرض على الجهات القضائية يتعلق بمسألة معينة،إذن كلّ حكم أو قرار يصدر من جهة قضائية يؤدّي إلى تحليل مسألة قانونية. إذن التعليق على حكم أو قرار قضائي هو: مناقشة أو تحليل تطبيقي لمسألة قانونية نظرية" تلقاها الطالب في المحاضرة".
وبالتالي فإن منهجية التعليق على قرار أو حكم قضائي هي دراسة نظرية و تطبيقية في آن واحد لمسألة قانونية معينة، إذ أن القرار أو الحكم القضائي هو عبارة عن بناء منطقي، فجوهر عمل القاضي يتمثل في إجراء قياس منطقي بين مضمون القاعدة القانونية التي تحكم النزاع، وبين العناصرالواقعية لهذا النزاع، و هو ما يفضي إلى نتيجة معينة، هي الحكم الذي يتم ّ صياغته في منطوق الحكم.






من ثمّ فإن المطلوب من الباحث في أثناء التعليق على القرار، ليس العمل على إيجاد حلّ للمشكل القانوني باعتبار أن القضاء قد بت فيه،و لكنه مناسبة للتأمل و محاولة لفهم الإتجاه الذي ذهب إليه القضاء، هذا من ناحية أخرى، و من ناحية أخرى فالمطلوب هو التعليق على قرار لا دراسة قرار بشكل يتجاهل كليا موضوع الدعوى المعروضة، لذلك لا يجوز الغوص في بحث نظري للموضوع الذي تناوله ذلك القرار. فليس المطلوب هو بحث قانوني في موضوع معين، و إنما التعليق على قرار يتناول مسألة قانونية معينة.

و لكي يكون التعليق على قرار سليما، يجب أن يكون الباحث "المعِلّق" ملمّا أساسا بالنصوص القانونية التي تحكم النزاع، و أيضا بالفقه قديمه و حديثه الذي تعرّض للمسألة، وكذا بالإجتهاد الذي تناول هذه المسألة وبالمراحل التاريخية التي مرّ بها تطوّره توصّلا إلى الموقف الأخير في الموضوع و من ثمّ بيان انعكاسات ذلك الحلّ من الوجهة القانونية.


إن أول ما يتطلبه التعليق هو قراءة القرار أوالحكم عدة مرات دون تدوين أيّ شيء، و يجب دراسة كلّ كلمة وردت في القرار لأنه من الصعب التعليق على قرار غير مفهوم، لأن المهمة سوف تكون معالجة العناصر والاتجاهات المختلفة للقرار موضوع التعليق في الشكل و الأساس وَوِفق منهجية رسومه مسبقا لحالات التعليق، فلا يترك من القرار ناحية علا جها إلاّ و يقتضي التعرّض لها في التعليق بإعطاء حكم تقييمي للقرار ككلّ، و في كل النقاط القانونية عالجها.


منهجية التعليق على قرار:

يتطلب التعليق مرحلتين: المرحلة التحضيرية و المرحلة التحريرية.

1-المرحلة التحضيرية:

في هذه المرحلة يستخرج الطالب من القرار قائمة، يقصد منها إبراز جوهر عمل القاضي وصولا إلا الحكم أو القرار الذي توصل إليه. و تحتوي هذه القائمة بالترتيب على:

1-الوقائع: أي كلّ الأحداث التي أدّت إلى نشوء النزاع :تصرف قانوني "بيع"، أقوال "وعد"، أفعال مادية "ضرب".و يشترط:
*ألاّ يستخرج الباحث إلاّ الوقائع التي تهمّ في حلّ النزاع، فمثلا إذا باع "أ" ل"ب" سيارة، و قام "أ" بضرب "ب" دون إحداث ضرر، و نشب نزاع بينهما حول تنفيذ العقد، فالقرار يعالج المسؤولية العقدية نتيجة عدم تنفيذ التزام إذن لا داعي لذكر الضرب لأن المسؤولية التقصيرية لم تطرح.
و إن كان يجب عدم تجاهل -عند القراءة المتأنّية- أيّ واقعة لأنه في عمليّة فرز الوقائع، قد يقع المعلّق على واقعة قد تكون جوهرية، و من شأنها أن تؤثر في الحلّ الذي وضعه القاضي إيجابا أو سلبا.
*لابدّ من استخراج الوقائع متسلسلة تسلسلا زمنيّا حسب وقوعها، ومرتبة في شكل نقاط.
*الإبتعاد عن افتراض وقائع لم تذكر في القرار.

2-الإجراءات:
هي مختلف المراحل القضائية التي مرّ بها النزاع عبر درجات التقاضي إلى غاية صدور القرار محلّ التعليق. فإذا كان التعليق يتناول قرارا صادرا عن مجلس قضائي، يجب الإشارة إلى الحكم الصادر عن المحكمة الإبتدائية، والذي كان موضوعا للطعن بالإستئناف أمام المجلس القضائي، و إذا كان القرار موضوع التعليق صادرا عن المحكمة العليا، يصبح جوهريا إبراز مراحل عرض النزاع على المحكمة و المجلس القضائي.
لكن و بفرض أن محلّ التعليق هو حكم محكمة ، فقد تكون لبعض المراحل الإجرائية في الدعوى أهميتها في تحديد معنى الحك، مثلا: يجدر بالمعلِّق الإشارة إلى الخبرة، إذا تمتّ إحالة الدعوى إلى الخبرة.


3- الإدّعاءات:
و هي مزاعم و طلبات أطراف النزاع التي استندوا عليها للمطالبة بحقوقهم.
يجب أن تكون الإدّعاءات مرتّبة، مع شرح الأسانيد القانونية، أي ذكر النص القانوني الذي اعتمدوا عليه، ولا يجوز الإكتفاء بذكر "سوء تطبيق القانون"، أو "مخالفة القانون".
فالبناء كلّه يعتمد على الإدّعاءات، و ذلك بهدف تكييفها و تحديد الأحكام القانونية التي تطبق عليها، أي أن الأحكام و القرارات لابدّ أن تستند إلى ادّعاءات الخصوم. والإدّعاءات يمكن التعرف عليها من خلال عبارات "عن الوجه الأوّل"، أو استنباطها من عبارات "حيث يؤخذ على القرار"، "حيث يعاب على القرار"،" حيث ينعى على القرار" .
4-المشكل القانوني: و هو السؤال الذي يتبادر إلى ذهن القاضي عند الفصل في النزاع، لأنّ تضارب الإدّعاءات يثير مشكلا قانونيّا يقوم القاضي بحلّه في أواخر حيثيات القرار، قبل وضعه في منطوق الحكم. إذن المشاكل القانوني لا يظهر في القرار و إنّما يستنبط من الإدّعاءات و من الحلّ القانوني الذي توصّل إليه القاضي.


ومن شروط طرح المشكل القانوني:
-لابدّ أن يطر حفي شكل سؤال أو عدّة أسئلة، أي سؤال رئيسي و أسئلة فرعية.
-أن يطرح بأسلوب قانوني، فعوض هل يحق ل "أ" أن يبيع عقاره عرفيّا؟ يطرح السؤال : هل الرسمية ركن في انعقاد البيع العقاري؟
-إعادة طرح الإشكال طرحا تطبيقيّا: فمثلا الطرح النظري هو هل التدليس عيب في العقد، و الطرح التطبيقي هل تعتبر المعلومات الخاطئة التي أدلى بها "أ" ل "ب" بخصوص جودة المبيع حيلة تدليسّية تؤدّي إلى قابليّة العقد للإبطال؟
-ألاّ يٌستشكل مالا مشكلة فيه: فعلى المعلّق أن يبحث عن المشكلات القانوني الذي يوصله إلى حلّ النزاع أمّا المسائل التي لم يتنازع عليها الأطراف،فلا تطرح كمشكل قانونيّ. فمثلا إذا تبين من وقائع القرار أنّه تمّ عقد بيع عقار عرفيّا، ثمّ وقع نزاع حول صحّة العقد، فلا داعي للتساؤل: هل البيع الذي تمّ بين "أ" و "ب" هو عقد عرفي لأنّ هذا ثابت من الوقائع ولا إشكال فيه.
-بقدر ما يطرح الإشكال بطريقة صحيحة بقدر ما يٌوفَّق المعلّق في تحليل المسألة القانونيّة المعروضة من خلال الحكم أو القرار القضائي.

إذن المرحلة التحضيرية هي عبارة عن عمل وصفي من قبل المعلّق و عليه أن يتوخّى في شأنه الدّقة على اعتبار أنّ تحليلاته اللاّحقة، سوف تنبني على ما استخلصه في هذه المرحلة.


2- المرحلة التحريرية:
تقتضي هذه المرحلة وضع خطّة لدراسة المسألة القانونية و الإجابة عن الإشكال القانوني الذي يطرحه القرار ثمّ مناقشتها .و يشترط في هذه الخطّة:

- أن تكون خطّة مصمّمة في شكل مقدّمة، صلب موضوع يحتوي على مباحث و مطالب و خاتمة.
-أن تكون خطة تطبيقيّة، أي تتعلّق بالقضيّة و أطراف النّزاع من خلال العناوين. فعلى المعلّق تجنّب الخطة النظرية، كما عليه تجنب الخطة المكونة من مبحث نظري و مبحث تطبيقي لأن هذه الخطة، ستؤدّي حتما إلى تكرار المعلومات.
-أن تكون خطة دقيقة، فمن الأحسن تجنّب العناوين العامة.
-أن تكون خطة متوازنة و متسلسلة تسلسلا منطقيا بحيث تكون العناوين من حيث مضمونها متتابعة وفقا لتتابع وقائع القضية، فتظهر بذلك بداية القضية في بداية الخطّة، كما تنتهي القضية بنهاية الخطة.
-أن توضع خطة تجيب على المشكل القانوني المطروح، فإذا كان ممكنا يتمّ استخراج اشكاليتين قانونيتين، و تعالج كل واحدة منهما في مبحث، و هي الخطة المثالية في معالجة أغلب المسائل القانونية المطروحة من خلال الأحكام والقرارات القضائيّة.
بعدما يضع المعلّق الخطّة بكّل عناوينها، يبدأ من خلالها في مناقشة المسألة القانونية التي يتعلّق بها الحكم أو القرار القضائي محلّا لتعليق ابتداء بالمقدمة مرورا بصلب الموضوع، إلى أن يصل إلى الخاتمة.

المقدمة :
في المقدمة، يبدأ المعلّق بعرض موضوع المسألةا لقانونية محلّ التعليق في جملة وجيزة، بعدها يلخص قضية الحكم أو القرار فقرة متماسكة، يسرد فيها بإيجاز كلّ من الوقائع و الإجراءات والإدّعاءات منتهيا بطرح المشكل القانوني بصفة مختصرة تعتبر كمدخل إلى صلب الموضوع . فالإنطلاق من المحكمة مصدرة القرار مثلا له أهميّة قصوى، اذ يمكّن الباحث من المقارنة في التحليل بين قضاة عدّة محاكم لمعرفة الإتجاه الغالب بالنسبة للإجتهاد القضائي. أمّا إذا كان القرار صادرا من المحكمة العليا، فيمكن مقارنته مع غيره من القرارات الصادرة من المحكمة العليا. كما أن ذكر تاريخ صدور القرار له أهمية لمعرفة ما إذا كان قد وقع هناك تحوّل للإجتهادات السابقة، أم وقع تفسير جديد لقاعدة قانونية معينة، أم تمّ اللجوء إلى قاعدة قانونية أخرى ....إلخ





الموضوع:
في صلب الموضوع يقوم المعلق في كلّ نقطة من نقاط الخطّة "عنوان" بمناقشة جزء من المسألة القانونية المطلوب دراستها، مناقشة نظرية وتطبيقية مع إعطاء رأيه في الحلّ القانوني النزاع. فالدراسة تكون موضوعية وشخصية.


أولا: الدراسة الموضوعية:

نشيرفي هذه الدراسة إلى:

- موقف هذا الحل بالنسبة للنصوص القانونية، هل استند إلى نصّ قانوني؟ هل هذا النص واضح أم غامض؟ كيف تمّ تفسيره؟ ووفق أيّ اتجاه؟
-موقف الحلّ بالنسبة للفقه، ماهي الآراء الفقهية بالنسبة لهذه المسألة،ما هو الرأي الذي اعتمده القرار - موقف هذا الحّل بالنسبة للإجتهاد، هل يتوافق معالإجتهاد السابق ،أم يطوّره أم أنه يشكّل نقطة تحوّل بالنسبة له؟
و بالتالي يجعل المعلّق الإستعانة بالمعلومات النظرية المتعلّقة بالمسألة القانونية محلّا لتعليق، ثمّ الرجوع في كلّ مرّة إلى حيثيات الحكم أو القرار محلّ التعليق لتطبيق تلك المعلومات على القضية المطروحة .

ثانيا: دراسة شخصية:

من خلال إعطاء حكم تقييمي للحلّ الذي جاء به القرار. و هل يرىالمعلق بأن هناك حكم أفضل له نفس محاسن الحلّ المعطى، دون أن تكون له سيئاته.

الخاتمة:
وفي الخاتمة يخرج الباحث بنتيجة مفادها أنّالمشكل القانوني الذي يطرحه الحكم أو القرار القضائي محلّ التعليق يتعلّق بمسألة قانونية معينة لها حلّ قانوني معيّن يذكره المعلّق معالجا بذلك الحلّ الذي توصلإليه القضاة إمّا بالإيجاب أي بموافقته مع عرض البديل، وبهذا يختم المعلّق تعليق على القرار.

ملاحظه: المرفق أدناه يوجد بهِ أيضاً شرح بطريقة أخرى لكيفية التعليق على الأحكام ، وأيضاً نموذج لحكم تم التعليق عليهِ من جامعة الشارقة.

بنوته قانونيه
10-17-2011, 10:04 PM
اب اب اب اب اب اب اب

المستشار القانونى ابراهيم
03-03-2012, 01:07 PM
بالتوفيق إن شاء الله
وبارك الله فيك وأرضاك

شيوخيهـ ستايل
03-12-2012, 08:47 PM
مشكوووور اخووية يزاااك الله خير ...^^

fahad00971
06-26-2012, 06:05 AM
شكرا على الشرح الوافي والكافي

اما نموذج التعليق فهو جميل واعجبني موضوعه

galaxy888
07-27-2012, 12:57 PM
تسلم اخوي على الموضوع المميز...

تحياتي

عنود البدواوي
03-03-2013, 12:37 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركآنه ..
جزيل الشكر لك آخي العزيز على الموضوع الججميل ،
و آنـآ ك طآلبة الآن ، أجد صصعوبة في التعليق على حكم قضائي و لكن الآن
آصبح بأمكآني آلتعليق بعد التركيز على هذه الخطوآت المدروسه ،
بآرك الله في جهودك ، وجعله الله في ميزآن حسنآتك .

تقبل مروري : عنود البدوآوي ~

محاميه صغيره
11-26-2013, 02:06 AM
يعطيك العافيه

رهف
02-21-2014, 04:35 PM
السلام عليكم
أنا طالبة في السنة الأولى وقرأت الموضوع وفهمته
بس صراحة مني عارفة كيف أربط بين الجمل
هل المفروض يكون التعليق على شكل نقاط أو على شكل فقرة كاملة؟
وكمان أحس صعب إني أعلق على حكم القاضي وأحدد لو القرار صائب أو خاطئ وأنا ما ألم بكل الأحكام المتعلقة فيه
ساعدوني لو سمحتو عشان لازم أسلم الحكم بعد أسبوع

محمد ابراهيم البادي
02-22-2014, 01:30 PM
التعليق ان كان عن طريق نقاط او سرد كامل
فهذا يرجع الى ملكة الطالب القانونية وما لديه من علم تناوله من المادة الدراسية و الحكم المعروض امامه

والتعليق هنا فقهي وليس قضائي
يعني ميول الطالب الى الحكم ان كان طبق صحيح القانون من عدمه
ومن ثم النظرة التي الشرح الذي قدمه المحاضر اذا كان مائلا الى هذا الفكر القضائي من عدمه

يعني مسألة موازنة للوصول الى القناعة

رهف
02-22-2014, 06:58 PM
شكراً أستاذ محمد البادي صراحة استفدت من كلامك

محمد ابراهيم البادي
02-22-2014, 08:45 PM
بالتوفيق ان شاء الله

أحمد الكابوري
09-24-2021, 01:47 AM
السلام عليكم
عندي حكم لقضية لمساق عقود مسماه
وايل التعليق على هذا الحكم ممكن تساعدوني
هذه القضية
استئناف أبوظبي» تبطل عقد بيع مزرعة ممنوحة من الحكومة

أصدرت محكمة استئناف أبوظبي المدنية حكماً ببطلان عقد بيع مزرعة تم تملكها عن طريق المنحة الحكومية كما ألزمت البائع بأن يؤدي للمشتري مبلغ مليونين و400 ألف درهم ، وكانت المحكمة الابتدائية قضت ببطلان البيع وألزمت البائع برد 350 ألف درهم ثمن المزرعة مع إلزام المشتري بأن يؤدي 101 ألف درهم وتقديم براءة ذمة عن الماء والكهرباء. وهو الحكم الذي رفضته محكمة الاستئناف واعتبرت المشتري حسن النية، موضحة أن العقد بين الطرفين تم بعد القرار الصادر بمنع التصرف بالبيع والشراء في الأراضي الزراعية من الدولة، وبالتالي يعتبر عقداً باطلاً.

وتعود تفاصيل القضية إلى تقدم المشتري بدعوى أمام محكمة أبوظبي المدنية طالب فيها بالحكم بصحة ونفاذ عقد بيع أرض زراعية كان قد اشتراها في أغسطس 2009، مع إلزام البائع بتسليمه المزرعة وتعويضه عن الأضرار المادية والأدبية التي أصابته جراء منعه من استغلال واستثمار وزراعة الأرض بعد قيام البائع بقطع التيار الكهربائي عنها، وطالب في حال رفض المحكمة طلباته الأصلية بفسخ العقد وما ترتب عليه من آثار قانونية مع إلزام البائع برد الثمن الذي دفعه مقابل المزرعة إضافة إلى مليوني درهم كتعويض اتفاقي وارد في نص العقد المبرم بين الطرفين في حال رجوعها عن البيع، ومليوني درهم أيضاً تعويض عن مشروع البيوت البلاستيكية الذي أقامه في المزرعة باستخدام معونة من صندوق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان لدعم المشاريع، كما طالب بتعويضه عن الأضرار المادية والأدبية التي لحقت به من جراء منعه من استغلال وزراعة الأرض.
قرار

من جهته طلب البائع من المحكمة مخاطبة بلدية أبوظبي حول وجود قرار يبيح له التصرف ببيع المزرعة وطالب برفض طلبات المدعي مع إلزامه بإزالة ما أقامه من مشاريع على الأرض على نفقته الخاصة. وقررت المحكمة بدورها إحالة القضية إلى خبير هندسي وآخر حسابي للتحقيق في عناصر الدعوى، وبعد ورود التقارير أصدرت المحكمة الابتدائية الحكم ببطلان البيع وألزمت البائع برد 350 ألف درهم ثمن المزرعة مع إلزام المشتري بأن يؤدي للبائع 101 ألف درهم وتقديم براءة ذمة عن الماء والكهرباء.

لم يلاق الحكم قبولاً من طرفي القضية فقدما طعناً أمام محكمة الاستئناف حيث صمم المشتري على طلباته أمام المحكمة الابتدائية، ومن جهتها أصدرت محكمة الاستئناف حكمها بتأييد الحكم الابتدائي في جزئية بطلان عقد البيع مشيرة إلى أن ذلك لا ينال منه كون أن نصف الأرض منحة من الحكومة ونصفها تنازل باعتبار أن المزرعة ككل هي منحة يسري عليها حظر التصرف، وأكدت المحكمة أنه لا وجه للقول بسوء نية المشتري وافتراض علمه بحظر البيع دون دليل على ذلك، كما أن العقد تضمن بنداً يلزم البائع بإنهاء الإجراءات التي تخول المدعي ممارسة حقه في إنشاء المشاريع الزراعية، مما يدل على موافقة البائع على إقامة المنشآت وأن المدعي كان حسن النية ومن حقه المطالبة بقيمة المنشآت ومصاريف إقامتها، أما التعويض الذي يطالب به المدعي وفق العقد المبرم بين الطرفين في حال تراجع المدعى عليه عن البيع، فقالت المحكمــة إن العقد ألغي بحكم قضائي واعتبر باطـلاً وبالتالي فإن ذلك يشمل بطلان جميع بنوده. aحكم

تضمن الحكم إعادة قيمة الأرض للمدعي وقيمة المنشآت ومصاريف إقامتها، مع خصم قيمة أشجار النخيل التي أزالها لإقامة المنشآت وخصمها من المبلغ الذي يستحقه المدعي، وبناء على حساب مستحقات كل من الطرفين ألزمت المحكمة المدعى عليه بدفع مبلغ مليونين و400 ألف درهم للمدعي.


ارجو مساعدتي لكتابة تعليق علي هذا الحكم باسره وقت ممكن
مع حزيل الشكر والامتنان
طالب قانون