المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زهبة العروس الإماراتية وتفاصيل عرس الامارات قديما


محمد ابراهيم البادي
11-06-2010, 06:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يحرص أهل الإمارات فيما يحرصون عليه من عادات وتقاليد متوارثة على أن تتم إجراءات الزواج وحفلات الزفاف بنفس الصورة التي كانت عليها منذ قديم الزمان ما عدا بعض التغييرات الطفيفة ومنها المغالاة في المهور، وإقامة الأفراح أحياناً في الفنادق واشتراك المطربين والمطربات في إحيائها، وهي بعض مظاهر التطور الذي حدث في البلاد، وكان التبكير بالزواج من السمات المميزة في مجتمع ما قبل النفط فزواج البنت يكون ما بين 13، 14 سنة والشاب ما بين 15، 17 سنة.


وكما هو الحال في كل زمان ومكان فإن رحلة الزواج تبدأ بالخطبة، والخطبة هنا تبدأ حين يقرر الشاب الزواج ويبدأ في البحث عن عروس مناسبة، فإن كانت من أهله فإن المهمة تصبح سهلة حيث يفضل الأهل زواج الأقارب، وإن كانت من خارج العائلة فإن أهل العريس يبعثون إلى أهل الفتاة من يبلغهم برغبتهم في زيارتهم، وفي هذه الحالة يعمل العريس على التقرب إلى أهل الفتاة وأقاربها وإرضائهم والحصول على موافقتهم عن طريق تقديم الهدايا وتبادل الزيارات. وقد يستدعي الأمر وساطة بعض ذوي الشأن، وبعد الحصول على موافقة جميع الأطراف يتم الاتفاق على كل شيء بما في ذلك الصداق وهو قدر معلوم يتم الاتفاق عليه.


ويحدد موعد عقد القران ويوم الزواج ويطلب أهل العروس مهلة قد تكون شهرين يستعدون فيها، وخلالها تخبأ العروس عن أعين الناس لمدة أربعين يوماً، خلال هذه الفترة ترتدي العروس الثياب المصبوغة بخلطة مكونة من الورس والياسمين والهيل والصره، ويدهن جسمها بالنيل والورس، كما يبدأ أهلها في إعداد الحنة ويحنونها غمسة كل أسبوع «أي وضع الحنة في باطن الكف وخارجه»، ويدهن شعرها بالعنبر والياسمين ويجدل بالورد والياس والمحلب وخلال هذه الفترة تأكل الفتاة أحسن المأكولات وتتولى صديقاتها إحضار وجبات يومية لها مشاركة منهن لفرحتها.


الزهبة .. أدوات العرس


تذهَّب العروس يعني شراء ما يلزمها من ملابس وذهب وعطور وهي عادة ما تكون المزارية والمخاوير وكف الحوار وبستان الياهلي ومنها أيضاً أبو نيره ومن الحرير الصيني أبو طيره وأبو قلم والصاية والسلطاني وأبو بادله والمخور أبوتسيعة، ومن الثياب وأبو قفص والداغ وأبو طيره الرفيع والبوسيم والسوارى بالإضافة إلى عشرة سراويل مختلفة الألوان.

أما الشيل فمنها النيل الهندية والسود وأبو قفص والميدة بالإضافة إلى الثياب الرفيعة.

والعباءة أنواع منها سويعية، أم الخدود، وأم التلايج الخفيفة أو السميكة.

وحاجيات العروس لا تخلو من العطورات وأهمها دهن العود، دهن الزعفران، دهن العنبر والصندل والفل والنرجس ودهن الورد بالإضافة إلى المخمرية والدخون والعود كما أن الذهب من أساسيات أي عرس وهناك مجموعات من الحلي لابد منها للعروس.


أيام العرس
تستمر الأفراح مدة أسبوع قبل يوم الزفاف، حيث تبدأ الفرق الشعبية في أداء عروضها، وللأفراح رقصات معينة تعبر عن السرور والبهجة حيث يقام المكسار الذي توضع فيه مختلف أصناف الأطعمة كما تنحر الذبائح.


مكسار الحريم:
و«المكسار » هو خيمة كبيرة من شراع السفينة يؤتى بها وتنصب على أعمدة من حطب الكندل متدلي الأطراف ليقي من حرارة الشمس.

وفي «مكسار الحريم » تتجمع نساء العائلة وصديقات العروس والجارات ليشاركن العروس فرحتها بالرقص والغناء وفي نفس الوقت توزع الهدايا التي أحضرها العريس لأهل العروس وصديقاتها وتقوم امرأتان مكلفتان من قبل أهل العريس بعرض الهدايا على الحاضرات وكذلك يتم استعراض «الكسوة» وتقدم المفاتيح لأم العروس ويذهب الجميع للاستعداد لليلة العرس.


استعدادات ليلة العرس :
تبدأ استعدادات العروس باختيار امرأة تقوم على خدمتها قبل العرس بأسبوع حيث تقوم بوضع الحناء لها، ويدهن جسمها بالنيل، وفي ليلة العرس تستحم ويغسل شعرها بالسدر المطحون وبالضية، كما يغسل جسمها حتى يزول النيل عنها ثم تقوم المرأة القائمة على خدمتها بتدخينها بالطيب الخاص المعد سابقاً، وترتدي العروس ملابس خفيفة إذا كان الطقس حاراً وسميكة إذا كان الطقس بارداً، ولا يحق لها أن ترتدي أي ذهب أو حلي وتدخن وتعطر.


مساء يوم العرس :
وفي هذا اليوم يقام «المالد» من الساعة التاسعة وحتى الحادية عشرة، ويتناول الحاضرون طعام العشاء، ويشربون القهوة، بعد هذا يدخل العريس مع أهله لغرفة العروس، ويباركون له ثم يخرجون وتكون العروس في غرفة أخرى لا يراها أحد إلا المرأة المكلفة بخدمتها، حيث تزفها على زوجها هي وإحدى خالات العروس، أو قريباتها وذلك قبل آذان الفجر بنصف ساعة.

تجلس العروس عند زوجها مدة نصف ساعة، ثم يخرجنها ويخرج العريس من الغرفة حتى الثانية عشرة ظهراً حيث يذهب لرؤية أهله.

وتحمم العروس مرة أخرى ويلبسنها أفخر الملابس وتزين بالذهب ويعطرنها ويدخنهّا ويدخلنها على زوجها ظهر يوم الجمعة لأن عادة يكون يوم الخميس بعد أن تكون قد تناولت طعام الغداء واستراحت قليلاً. وفي المساء تخرج العروس من غرفتها، وقد تزينت وتجلس فوق فرش خاص، وتتوافد النساء لمشاهدة العروس، والمباركة لها ويدوم هذا الحال سبعة أيام.


وصباح يوم الجمعة يقدم العريس لعروسه الصباحية « هدية حسب ذوقه ومقدرته المالية »

الذهاب إلى بيت العريس :

يقيم أهل العريس مأدبة عشاء احتفاء بقدوم العروس، يدعون لها الأهل والأصدقاء، وتحضر العروس برفقتها المكلفة بخدمتها فقط، وتجلس أمام النساء لمشاهدتها، ولا تحضر أمها معها ولا تأتي إلى منزل العريس إلا بعد فترة.

هذا وتستمر النساء في الاحتفال بالعروس أربعين يوماً حيث تقوم سيدات الأسرة بزيارتها يومياً بهدف مساعدتها على تقبل الحياة الجديدة بالتدريج.

أما أهل المنطقة الشرقية من دولة الإمارات فهم كغيرهم من سكان الحجر والباطنة يحتفلون بالزواج بالرقصات الشعبية أيضاً في المساء ثلاث أو سبع ليال يعقبها إطعام الطعام غداء بعد الظهر ويسمى «الضيف» وإذا كانت المرأة من قرية أخرى ركبوا الإبل والحمير، ونقلوها في موكب تزغرد فيه النساء، وتتصاعد أصوات الرجال «بالرزفة» يتخللها صوت إطلاق البنادق وتهيأ للعروس ناقة تركبها وعند وصولها يقدم الطعام للحاضرين، ويهدى للجيران منه، فإذا فرغوا من الطعام قالوا« بكرك صبي يا معرس ».


عادات أهل القرى :
كان لأهل القرى في الماضي عادة خاصة كما يقول الشيخ محمد بن أحمد بن الشيخ حسن الخزرجي - إذا كان يتعين إقامة وليمة لبنات القرية الأبكار زميلات المتزوجة، وللمماليك الأرقاء أو العتقاء « الدينار» وهو حق من حقوقهم، أما في المدن فعند زفاف المرأة يقفون على الباب ويمنعون الزوج من إغلاقه إلا بحقهم، وقد يرهنهم الخاتم أو الخنجر ليدفع لهم حقهم في الصباح، وفي القرى يدفع قبل الدخول أو بعده ولا عذر له فلابد أن يدفع حقهم.


وكانت أوقات الزفاف في ليلة الدخول تختلف بين المدن والبادية والقرى، ففي المدن تزف المرأة قبيل الفجر وفي البادية، يهتم البدو بجانب العيالة والليوا والأهل والمالد بالرزيف ويغلب عليه الأداء الجماعي ويشارك فيه كل أفراد القبيلة بالغناء والرقص وإطلاق الأعيرة النارية وتظهر في الرزيف أغان خاصة بمناسبة الأعراس البدوية ومنها :


معرسكم يبغي رماسي

عصرية والليل ماسي

ذكروني كأني ناسي

بالهوى واشطحيته لا يخلو عرس بدوي من غناء هذا النص الشعبي الذي يتغنى به الصبية، والشباب، ويرقصون الرقصة المصاحبة لأدائه في الطرقات.

شلني شلات يالغالي بشلك

فوق حضن الهين حطني بنام

يوم أنا ولهان ومضيع مادله

غيثني بالنوم ياطويرٍ الحمام وللنساء لون خاص بهن من الغناء في حفلات العرس حيث يؤدين الأغاني أداء جماعياً يتغنين فيها بوصف محاسن العروس


كما تقول الأغنية :

جاكتن تذكر الأوطان

وعندكم شاعت طواريها


غيظتن والعود روياني والشباب اللي يزاغيها

ما تحق يصور نسياني

جانة بمال نشريها

يا خليفة يتك لامثالي

ومن حداك انريد سمحاني


زهبة العروس الإماراتية: عود وعنبر وذهب

في زحمة صرعات الازياء، الاماراتية تتمسك بفلكلورها الموروث خصوصا يوم العرس.

عنف موجات الصرعات الغربية في الأزياء وعبث اليد الأجنبية بأصالة الملابس العربية وجماليتها، يصبح حماية العادات والتقاليد أمراً صعباً حتى في المجتمعات المحافظة، لكن المرأة الإماراتية ورغم التطور الملحوظ الذي شهده مجتمعها، بقيت محافظة لدرجة كبيرة على خصوصيتها في ارتداء ملابسها التقليدية وفي مقدمتها العباءة والشيلة، وإن حدثت بعض التغييرات في تصاميمها ونوع الأقمشة التي تصنع منها فيما حافظت على لونها الأسود دون تدخل من أي ألوان أخرى.

أما (السويعية) وهي العباءة النسائية التي كانت ترتدى فوق الرأس، فقد اختفت ولم تعد تذكر إلا من خلال عروض الأزياء القديمة والفعاليات التراثية، وعن سبب تسميتها يقال إنها كانت تلبس لبضع ساعات فقط وليس دائماً، ولجمالية السويعية كعباءة ذات جودة ممتازة تخفي كامل الجسم فقد كانت العروس وما زالت تغطى بكاملها بالسويعية في ليلة زفافها، وبحيث تكون مطرزة بأشكال من الزخرفة الجميلة باستخدام خيوط مذهبة مستوردة كانت تحاك يدوياً من قبل ومن ثم تدخل الكمبيوتر في إتقانها اليوم.

وتتكون زهبة العروس الإماراتية (جهاز العروس) بشكل رئيسي من مجموعة من العطورات النسائية المعروفة قديماً كالعود والمسك والعنبر التي تجلب بشكل رئيسي من الهند، وكذلك الحناء والصندل والزعفران والزباد والبخور وخلطات متقنة من الدخون من بعض أنواع العطور والورد والصمغ وطحين العود..، كما تضم الزهبة ثياباً تقليدية مزركشة ومزينة بخيوط حرير فضلاً عن بعض الأقمشة ومجموعة أدوات للزينة ومواد تجميل، وعدة قطع من إكسسوارات الذهب تتمثل في الطاسة ذات السلاسل الذهبية وتوضع على الرأس، والشغاب وهي قرط للأذن، والحيول وهي أساور ليد العروس، أما الكف فهو سوار تتدلى منه سلاسل ذهبية تنتهي أطرافها بخواتم خمسة، والمرتعشة هي عقد تتدلى منه سلاسل الذهب ويوضع في جيد العروس.

وفي القرية التراثية بمدينة العين شاهدت ميدل ايست اونلاين إحدى العرائس وهي باللباس التقليدي الجميل المزين بالحلي والخيوط الذهبية، حيث قامت العروس بتعريفنا على مكونات الزهبة وبعض العادات الإماراتية الخاصة بحفل الزفاف. وتوضع زهبة العروس في الغرفة المخصصة للعروس قبل موعد الزفاف بعدة أيام، وذلك ضمن صندوق خشبي متين ومزين بنقوش جميلة يسمى (المندوس).

أما بيت العروس فكان كباقي بيوت القرية التراثية وبيوت الإمارات قديماً مصنوعاً من سعف النخيل بطراز جميل، ومكون من عدة غرف منفصلة وملحق بها أماكن خاصة للحيوانات وخاصة الدجاج، وذلك ضمن سور كبير من سعف النخيل كذلك. ويعكس سوق الحريم الذي احتضنته القرية جزءاً هاماً من التراث الإماراتي، حيث تقوم النساء من خلاله بشراء حاجياتهن، في حين تعرض أخريات بعضاً من المشغولات اليدوية كالعطورات والملابس والبراقع والحناء وسائر مستلزمات العروس الإماراتية.

فيصل الحمادي
11-06-2010, 10:38 PM
مشاء الله عليك على أهتمامك بالتراث

بنوته قانونيه
11-07-2010, 12:41 AM
هيه والله ايام ههههههه جني معاصره

لو الموضوع به صور كان بيكتمل

يعطيك العافيه استاذي

mariam alkaabi
11-07-2010, 10:33 AM
يعطيك العافية استاذ فعلا مواضيعك رائعة

محمد ابراهيم البادي
11-07-2010, 10:49 AM
مشاء الله عليك على أهتمامك بالتراث


شاكر اطراءك الجميل استاذ فيصل
وهاي جذور لابد من التمسك بها كثر المستطاع

محمد ابراهيم البادي
11-07-2010, 10:51 AM
هيه والله ايام ههههههه جني معاصره

لو الموضوع به صور كان بيكتمل

يعطيك العافيه استاذي


شاكر المرور العطر وممتن له

محمد ابراهيم البادي
11-07-2010, 10:51 AM
يعطيك العافية استاذ فعلا مواضيعك رائعة


الله يعافيك استاذة