مشاهدة النسخة كاملة : من أسرار الحج - عشر ذي الحجة
بنت مثقفة
08-24-2017, 06:33 PM
التكبير في العيدين وعشر ذي الحجة
الحمد لله رب العالمين، وبعد:
يستحب التكبير المطلق؛ وهو الذي لا يتقيد بوقت، فيستحب كل وقت وفي كل حال؛ في الليل والنهار، قبل الصلاة وبعدها، في كل مكان يجوز فيه الذكر؛ كالمساجد والطرقات والبيوت.
ويتأكد في أوقات خاصة:
الأول: ليلة عيد الفطر من رمضان:
لقوله تعالى: ? وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ? [ البقرة: 185] وإكمال عدة رمضان بغروب شمس آخر يوم منه.
ويكبر حين يخرج إلى صلاة العيد؛ فعن نافع أنَّ ابن عمر كان يخرج إلى العيدين من المسجد فيكبر حتى يأتي المصلى ويكبر حتى يأتي الإمام، رواه ابن أبي شيبة (2/164) والفريابي في أحكام العيدين (46) بإسناد حسن.
وينتهي التكبير بانتهاء الصلاة والخطبة؛ ففي إحدى روايات حديث أم عطية: "... حتى نخرج الحيض فيكنَّ خلف الناس؛ فيكبرن بتكبيرهم، ويدعون بدعائهم؛ يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته" رواه البخاري (971) ومسلم (890).
الثاني: ليلة عيد الأضحى:
قياسًا على ليلة عيد الفطر.
الثالث: عشر ذي الحجة:
فعن محمد بن أبي بكر الثقفي قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه ونحن غاديان من منى إلى عرفات عن التلبية؛ كيف كنتم تصنعون مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: كان يلبي الملبي لا ينكر عليه، ويكبر المكبر فلا ينكر عليه، رواه البخاري (970) ومسلم (1285).
فالصحابة رضوان الله عليهم - وهم مع النبي صلى الله عليه وسلم - يكبرون يوم عرفة، ويوم عرفة من العشر، ووردت أحاديث مرفوعة في التكبير أيام العشر وآثار موقوفة على الصحابة - رضي الله عنهم - لا تخلو من ضعف. لكن كثرة ما ورد يدل على أنَّ للتكبير في أيام عشر ذي الحجة أصلاً؛ لا سيما حديث أنس رضي الله عنه وهو في الصحيحين. لذا قال ابن رجب في فتح الباري (9/9): "ومن الناس من بالغ وعده من البدع ولم يبلغه ما في ذلك من السنة".
الرابع: أيام التشريق:
يكبر فيها تكبيرًا مقيدًا بأدبار الصلوات المكتوبات؛ صلاها الشخص جماعة أو منفردًا؛ أداءً أو قضاءً، وكذلك النوافل للرجال والنساء لعموم الأمر بالذكر وعدم وجود المخصص. وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يكبرون أدبار الصلوات المكتوبات؛ فعن عبيد بن عمير قال: كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يكبر بعد صلاة الفجر من يوم عرفة إلى صلاة الظهر من آخر أيام التشريق، رواه الحاكم (1/299) وصححه. وإسناده صحيح.
وعن عكرمة عن ابن عباس أنَّه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق لا يكبر في المغرب: الله أكبر كبيرًا الله، أكبر كبيرًا، الله أكبر وأجل الله، أكبر ولله الحمد"، رواه ابن أبي شيبة (2/167) وعنه ابن المنذر (4/301) وإسناده صحيح. وصححه الحاكم (1/299) وصحح إسناده الألباني في الإرواء (654).
فالمعوَّل على ما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم في بداية التكبير ونهايته أيام التشريق، أما الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا تصح.
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري (9/22): "ليس فيه حديث مرفوع صحيح". وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (2/462): "لم يثبت في شيء من ذلك - أي بداية التكبير ونهايته - عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث" أ هـ.
وأجمع أهل العلم في الجملة على مشروعية التكبير عقب الصلوات في أيام التشريق.
وكذلك يسن التكبير المطلق في غير أدبار الصلوات؛ لقوله تعالى ? وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى ? [ البقرة: 203]، والأيام المعدودات أيام التشريق.
وعن نبيشة الهذلي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله"، رواه مسلم (1141)، ومن الذكر التكبير المطلق.
وعن عبيد بن عمير قال: كان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى، فيسمعه أهل المسجد، فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرًا"، ورواه الفاكهي في أخبار مكة (4/259) والبيهقي (3/312) بإسناد صحيح صححه ابن كثير في تفسيره (1/245). فكان عمر رضي الله عنه يكبر بمنى أيام التشريق في غير أدبار الصلوات، والناس كانوا يكبرون بتكبير عمر رضي الله عنه حتى ترتج منى تكبيرًا.
والتكبير المطلق والمقيد في أيام التشريق هو الذي عليه عمل السلف، ونصَّ عليه الإمام الشافعي، وهو ظاهر اختيار البخاري والحافظ ابن حجر، وقال به ابن حزم وابن قدامة والشيخ عبد الرحمن السعدي والشيخ محمد العثيمين.
انظر: الأم (1/241) والمجموع (5/36) وفتح الباري لابن رجب (9/21ـ30) وفتح الباري لابن حجر (2/462) والمحلى (5/91) والمغني (2/258) والكافي (1/236) والمختارات الجليلة ص: 73 والشرح الممتع (5/222).
وتكبير الصحابة رضي الله عنهم أدبار الصلوات أيام التشريق لا يدل على أنَّه لا يشرع في غير هذا الموطن؛ فقد كبروا رضي الله عنهم في غير أدبار الصلاة.
صفات التكبير الوارد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بخصوص التكبير في العشر ضعيف، لكن ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم صفات متنوعة:
1- الله أكبر الله أكبر مرارًا:
فعن أبي عثمان النهدي قال: كان سلمان - رضي الله عنه - يعلمنا التكبير؛ يقول: كبروا الله، الله أكبر الله أكبر مرارًا، اللهم أنت أعلى وأجل من أن تكون لك صاحبة، أو يكون لك ولد، أو يكون لك شريك في الملك، أو يكون لك ولي من الذل، وكبره تكبيرًا، الله أكبر تكبيرًا اللهم اغفر لنا اللهم ارحمنا"، [جامع معمر بن راشد (20581) بإسناد صحيح. وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في فتح الباري (2/462)].
2- الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد:
فعن الأسود قال: كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من النحر يقول: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد" رواه ابن أبي شيبة (2/165) وابن المنذر في الأوسط (4/304) بإسناد صحيح. وصححه الحاكم (1/299) وصحح إسناده الألباني في الإرواء (654). موعد مباراة السعودية والامارات (http://www.shammil.com/134690/%d9%85%d9%88%d8%b9%d8%af-%d9%85%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%85%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d 8%aa-%d8%a8%d8%aa%d8%b5%d9%81%d9%8a/) موعد مباراة مصر وأوغندا (http://www.shammil.com/134682/%d9%85%d9%88%d8%b9%d8%af-%d9%85%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%a9-%d9%85%d8%b5%d8%b1-%d9%88%d8%a3%d9%88%d8%ba%d9%86%d8%af%d8%a7/) صور لبيك اللهم لبيك (http://www.shammil.com/134611/%d8%b5%d9%88%d8%b1-%d9%84%d8%a8%d9%8a%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87%d9%85-%d9%84%d8%a8%d9%8a%d9%83/) صور الله اكبر (http://www.shammil.com/134598/%d8%b5%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%83%d8%a8%d8%b1/) صور عيد الاضحى (http://www.shammil.com/131619/%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B6%D8%AD%D9%89/) صور تكبيرات العيد (http://www.shammil.com/134640/%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%AA%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%AF-2018-%D8%AA%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B6%D8%AD%D9%89/) دعاء يوم عرفة (http://www.shammil.com/132628/%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A1-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A9/) صور خروف العيد (http://www.shammil.com/131634/%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%AE%D8%B1%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%AF/)
تطبيق قرآني 2018 (https://play.google.com/store/apps/details?id=se.anwar.quran)
3- الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر وأجل، الله أكبر ولله الحمد:
فعن عكرمة عن ابن عباس أنَّه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق، لا يكبر في المغرب: "الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر وأجل، الله أكبر ولله الحمد". وتقدم.
وعن ابن عمر قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسُبحان الله بكرة وأصيلاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من القائل كلمة كذا وكذا؟ قال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، قال: عجبت لها فتحت لها أبواب السماء، قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك، رواه مسلم (601) عن ابن عمر - رضي الله عنهما.
بنت مثقفة
08-24-2017, 08:11 PM
المحجة في فضل عشر ذي الحجة
الحمد لله الذي أوضح المحجة، وأقام الحجة، وفضل عشر ذي الحجة.
أحمده سبحانه على حكمته البالغة وحجته الدامغة، ونعمته السابغة.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وأشهد أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - عبد الله ورسوله، المبعوث بالحق بين يدي الساعة إلى الناس كافة - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه، الذين كانوا يسارعون في الخيرات، ويدعون الله ويذكرونه في سائر الأوقات، وكانوا أئمة الأمة في التعبد بجميع العبادات.
أما بعد: فيا أيها الناس أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى فإنها خير زاد وخير لباس، وإن أهلها عند الله هم أكرم الناس، وإن الله تعالى ينجي من النار الذين اتقوا ويورث الجنة من عباده من كان تقيا.
عباد الله: إن الله تعالى لما اقتضت حكمته ? وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ? [التحريم: 2] قصر أعمار هذه الأمة، عوضها الله تعالى بمواسم خيرة مباركة، يفضل فيها العمل، ويعظم عليه الأجر فضلاً من الله عز وجل، حيث يجتمع للعباد فيها شرف الزمان وشرف العبادة، وكرم المثوبة، فيثيب الله تعالى العاملين المحسنين، على أنواع الطاعات ثواباً لا يخطر لأحدهم على بال، ولا يدور له في خيال، فضلاً من ذي الكرم والجلال.
عباد الله: إن أيام عشر ذي الحجة، هي أفضل أيام السنة على الإطلاق، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى باتفاق، فاعرفوا لهذه العشرة شرفها واقدروا لها قدرها، واطلبوا فضل الله فيها واغتنموها بصالح العمل، والتوبة إلى الله تعالى فيها من التقصير والزلل، والحذر من مقارفة الذنوب إجلالاً وتعظيماً لله عز وجل قبل مضيها أو مفاجأة الأجل، فإن مواسم الخير لا تدوم، وإن غنيمة المتسابقين إلى الخيرات لا يحيط بها إلا الحي القيوم، وإن المفرط المسوف يلوم ولنفسه ظلوم.
عباد الله: انتفعوا من فسحة الأجل بصالح العمل قبل أن تواجهوا ما ذكر الله عز وجل من قوله تعالى ? أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ?[1].
أيها المسلمون: إن أعظم وأحب ما تقرب به المتقربون إلى الله تعالى في هذا العشر أداء فرائض الطاعات، ثم اجتناب المنهيات والتوبة إلى الله تعالى مما سلف من السيئات ثم التحبب إلى الله تعالى بالنوافل المستحبات، فاعبدوا الله محسنين، واذكروه مصبحين وممسين وكل حين، وادعوه مخلصين له الدين، حافظوا على الصلوات واركعوا مع الراكعين، وأدوا الزكاة، واستكثروا من الصدقات، وصوموا ما تيسر لكم من أيام تلك العشر المباركات، وخصوصاً يوم عرفة لغير الحجاج فإنه يكفر خطايا سنتين، وأكثروا فيها من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، واجهروا بهذا الذكر في هذه الأيام، في المساجد والبيوت والأسواق فإنه من شعار الإسلام.
معشر المسلمين: تاج الأعمال الصالحة وأعظمها وسيلة للتجارة الرابحة الحج والعمرة مع البر والنفقة الطيبة فإن فيها كمال الدين، ومنافع عظيمة للمؤمنين، ومن أسباب سعة الرزق وتكفير الآثام، وفيها إظهار لعظمة وعزة الإسلام، وإغاظة لأعداء الملة وهما من أعظم أسباب دخول الجنة، ناهيك بما في رحلتهما من فرصة مباركة للتفقه في الدين وتحقيق الألفة والتعاون على الخير بين المؤمنين. صور عيد الاضحى (http://9or.co/18009/) رمزيات عيد الاضحى (http://9or.co/18023/) صور خروف العيد (http://9or.co/18170/) صور تكبيرات العيد (http://9or.co/18228/) دعاء يوم عرفة (http://9or.co/18409/) موعد مباراة السعودية والامارات (http://4loz.com/294202/%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D 8%AA) مباراة مصر واوغندا (http://4loz.com/294201/%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%88%D8%BA%D9%86%D8%AF%D8%A7) التقويم الدراسي 1439 (http://4loz.com/293820/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%88%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D9%8A-1438-%D9%A1%D9%A4%D9%A3%D9%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%84%D8%AE%D9%85%D8%B3-%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%B5%D9%8A%D9%84)
أيها المؤمنين: ومن لم يتيسر له الحج فليغتنم هذه العشر بما سبقت الإشارة إليه من أنواع الذكر والطاعة وليحافظوا على الجماعة وليحرص على الأضحية فإنها نسك عظيم، وسنة ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الكريم عليه من ربه أفضل الصلاة وأزكى التسليم فما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله من إراقة دم.
أمة الإسلام: اعبدوا الله مولاكم، وكبروه على ما هداكم، وضحوا تقبل ضحاياكم، وأفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وأحسنوا بأنواع الإحسان إلى أهل الإسلام، وكفوا الأذى بغير حق عن الخاص والعام، وتحلوا بحسن الخلق وابتغوا عند الله الرزق، وتذكروا أن الله تعالى لا ينظر إلى الصور والأموال، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال، فاستقيموا كما أمرتم واجتنبوا ما عنه نهيتم واستغفروا الله وتوبوا إليه من سيء ما أسلفتم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ? وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ?[2] الآيات.
بنت مثقفة
08-25-2017, 07:26 PM
إلى كل من وفقه الله لإدراك عشر ذي الحجة
الحمد لله الذي يوفِّق من يَشاء من عباده لاغتِنام لحظات حياته فيما يقرِّبه إلى ربِّه وباريه، والصَّلاة والسلام على خيرِ مَن كان راغبًا إلى ربِّه في كل لحظات حياته ودقائق عمره.
أما بعد:
فإنَّ الإنسان في هذه الدُّنيا كالمُسافر الغريب، الذي يَنْزل ببلدٍ، فسرعان ما يرتحل منها، عائدًا إلى مستقَرِّ وطنه وبلده، الذي تربَّى ونشأ فيه، ولا يدري هل يصل إليه أوْ لا يصل، فتَجِده في سفَرِه هذا أعدَّ العُدَّة وتأهَّب إليه، وتزوَّد لأجل مواجهة نوائب الطَّريق، فإذا كان الإنسان في سفَرِه مستعِدًّا، فالأحرى به أن يستعدَّ للرحيل من هذه الدُّنيا إلى دارٍ خُلِقنا لها؛ من أجل أن يميِّز الله الطيِّبَ من الخبيث، والتقيَّ من العاصي، والشقيَّ من السعيد؛ فعن عبدالله بن عُمر - رضي الله عنهما - قال: أخذَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بمنكبي، فقال: ((كن في الدُّنيا كأنَّك غريبٌ أو عابرُ سبيل))، وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخُذْ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك"؛ رواه البخاري.
ومن غنائم الحياة التي تكون عونًا للإنسان على التزوُّد من هذه الدُّنيا بما يقرِّب إلى مرضاته، وتحقيق الفوز الكبير برضا الله وجنَّتِه، وفي قادم الأيام إنْ كتب الله لنا عمرًا وبقيَّة: سنُدرك عَشرًا مباركات، هي عَشْرُ ذي الحجَّة، انتظرناها بشوق، ولكن ينبغي علينا أن نَعْلم أنَّ أناسًا كانوا معنا في الأيام الماضية هم الآن تحت الأرض في قبورهم، دعواتنا لهم بواسع الرَّحمات من الرحمن الرحيم؛ فهم كانوا معنا، لا أقول في عامٍ مضى، بل كانوا معنا في أيامٍ مضَتْ، أمَلُهم أن يُدركوا هذه الأيَّام، وبعضهم اشترى أضحيتَه، ولكن هي الحقيقة التي غفل عنها الكثيرُ في ظلِّ مغريات الدُّنيا، وأهوال تقنيتها، وتقدُّم عصرها؛ مما جعل دقائقها ولحظاتها تمرُّ علينا كالبَرْق، وترى الواحد منَّا ينتظر راتبه آخِرَ شهره، ولم يتفكَّر في أنَّها أيامٌ تمرُّ من عمره الذي سيَفْنَى، وسيُسأل عنه، فما أجمل اللَّحظات التي نفكِّر فيها في حال هذه الدنيا!
ولنا في السابقون عظةٌ وعبرة، فلاَحُ الإنسان فيها، ورِبْحه في اغتنامِها فيما يُرضي الله، والتزوُّد بخير العمل الصالح الخالص لله وحده، المقتفي أثر رسوله الكريم محمَّدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال تعالى: ? وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ? [النساء: 57].
لذا؛ ينبغي على العبد أن يَغتنم ما سيُظِلُّنا في قادم الأيام، وهي العشر من ذي الحجَّة من العام 1432 هـ، سائلاً الموفِّق أن يوفِّقنا لأن نفوز برضاه فيها، والفوز بِفَضلها وخيرها؛ لكي نَرْبح بطاقةَ الفوز بجنَّةٍ عرضُها السَّموات والأرض، أُعِدَّت للمتقين، ولن نبلغ هذا المنالَ إلا بالصِّدق مع الله؛ بِمُجاهدة النَّفس بإخلاص العمل لوجه الكريم، وطلب العون والتَّوفيق لمن بيده مفاتيحُ التَّوفيق والهداية، والعمل الصَّالح، المُوافِق لكتاب الله تعالى وسُنَّة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهذه الأعمال لن تُنال إلاَّ بِمُجاهدة النَّفس عن هواها، وبالصبر دون جزعٍ أو سخط، وسيُثاب فاعِلُها بثواب الله له بجنَّته؛ قال تعالى: ? أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ? [آل عمران: 142].
وهذه الأيام الخَيِّرة والمُباركة تتعدَّد فضائلُها ومميِّزاتُها؛ لأنَّها تجتمع فيها أعمالٌ صالحة متعدِّدة، قال الحافظُ ابن حجَر في "فتح الباري": "والَّذي يَظْهَر أنَّ السبب في امتياز عشر ذي الحجَّة لمكان اجتماع أمَّهات العبادة فيه، وهي الصَّلاة والصِّيام والصدقة والحجُّ، ولا يتأتَّى ذلك في غيره"، ومِمَّا تميَّزت به هذه العَشْر أنْ ورَدَ ذِكْرُها في كتاب الله العزيز؛ فقد أقسمَ الله تعالى بها؛ قال تعالى: ? وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ? [الفجر: 1 - 2].
قال ابن كثيرٍ في "تفسيره":
"واللَّيالي العشر المُراد بها عشر ذي الحجَّة، وهو قول ابن عبَّاس وابن الزُّبير ومُجاهد، وغير واحد من السَّلَف"، وقال السيوطيُّ في "تفسير الجلالين": "وليالٍ عشر: أيْ عشر ذي الحجَّة".
وقال الشوكانيُّ في "فتح القدير": وليالٍ عشر: عشر ذي الحجَّة، وقال: وبِها قال جمهور المفسِّرين".
قال السعديُّ:
"وهي على الصحيح: ليالي عشر رمضان، أو عَشْر ذي الحجَّة؛ فإنَّها ليالٍ مشتملةٌ على أيَّام فاضلة، ويقع فيها من العبادات والقربات، ما لا يَقع في غيرها، وفي ليالي عشرِ رمضان ليلةُ القدر، التي هي خيرٌ من ألف شهر، وفي نَهارها صيامُ آخر رمضان الَّذي هو أحدُ أركان الإسلام العِظام، وفي أيام عشر ذي الحجَّة الوقوفُ بعرَفة، الذي يَغفر الله فيه لعباده مغفرةً، يحزن لها الشَّيطان؛ فإنَّه ما رُئي الشيطانُ أحقرَ ولا أدحر منه في يوم عرفة؛ لما يرى مِن تنَزُّل الأملاك والرَّحمة من الله على عباده، ويقَع فيها كثيرٌ من أفعال الحجِّ والعمرة، وهذه أشياء مُعظَّمة، مستحِقَّة أن يُقسم الله بها"، وفي هذا دلالةٌ واضحة على فضل عشر ذي الحجَّة، وشرف العمل الصالح فيها.
فعن جابرٍ - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((أفضل أيَّام الدُّنيا أيامُ العشر))؛ يعني عشْرَ ذي الحجَّة، قيل: ولا مثلهنَّ في سبيل الله؟ قال: ((ولا مثلهن في سبيل الله، إلاَّ رجل عفر وجهَه بالتُّراب)(؛ رواه البزَّار وابن حبَّان، وصحَّحه الألباني.
وعن ابن عبَّاس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام))؛ يعني أيام العشر، قالوا: يا رسولَ الله، ولا الجهادُ في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجِهاد في سبيل الله، إلاَّ رجل خرَج بنفسه ومالِه، ثم لم يَرجع من ذلك بشيء))؛ رواه البخاري.
وإذا عَلِم الإنسانُ مِقدارَ هذا الفضل العظيم، والأجور المضاعَفة في هذه الأيَّام التي هي أفضل الأيَّام، تكون الأعمالُ الصَّالحة أحبَّ إلى الله من هذه الأيام العشر، لزم عليه أن يَعرف ما يتوجَّب عليه فعلُه في هذه الأيام؛ حتَّى يَنال أحبَّ الأعمال الصالحة التي يحبُّها الله، وتجعل فاعِلَها في أعلى منازل الجنَّة.
ومن تِلك الأعمال الصَّالحة التي يحبُّها الله في هذه العشر:
1 - الحج المبرور:
قال تعالى: ? وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ? [آل عمران: 97].
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سُئِل النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: ((إيمانٌ بالله ورسوله))، قيل: ثُم ماذا؟ قال: ((جهاد في سبيل الله)) قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور))؛ رواه البخاري.
وهما أفضل ما يُعمل في عشر ذي الحجَّة، ومن يسَّرَ الله له حجَّ بيتِه، أو أداءَ العمرة على الوجه المطلوب، فجَزاؤه الجنَّة؛ فعن أبي هُريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((العمرة إلى العمرة كفَّارةٌ لما بينهما، والحجُّ المبرور ليس له جزاء إلا الجنَّة))؛ رواه البخاري.
وعن أبي هُريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((من حجَّ لله، فلم يَرْفث ولم يَفْسق، رجع كيوم ولدَتْه أمُّه))؛ رواه البخاري.
والحجُّ المبرور هو الحجُّ المقبول، الموافِقُ لِهَدْي أبي الأنبياء إبراهيم - عليه السَّلام - واتِّباعًا لسنَّة النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - على أن يكون خالصًا لله، لا يعتريه رياءٌ أو رفَث أو فُسوق، أو ارتكابُ ذنبٍ يَحْرِم صاحبَه الجزاء والفوزَ بهذا الثواب العظيم.
2 - وجُعِلت قرَّة عيني في الصلاة:
وهي من أجَلِّ الأعمال وأعظمِها، وأكثَرِها فضلاً، والمُحافظة عليها في وقتها صلاحٌ للإنسان في أحوالها كلِّها، وفلاحٌ له للفوز بدار المقامة. موعد مباراة السعودية والامارات (http://www.shammil.com/134690/%d9%85%d9%88%d8%b9%d8%af-%d9%85%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%85%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d 8%aa-%d8%a8%d8%aa%d8%b5%d9%81%d9%8a/) موعد مباراة مصر وأوغندا (http://www.shammil.com/134682/%d9%85%d9%88%d8%b9%d8%af-%d9%85%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%a9-%d9%85%d8%b5%d8%b1-%d9%88%d8%a3%d9%88%d8%ba%d9%86%d8%af%d8%a7/) صور لبيك اللهم لبيك (http://www.shammil.com/134611/%d8%b5%d9%88%d8%b1-%d9%84%d8%a8%d9%8a%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87%d9%85-%d9%84%d8%a8%d9%8a%d9%83/) صور الله اكبر (http://www.shammil.com/134598/%d8%b5%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%83%d8%a8%d8%b1/) صور عيد الاضحى (http://www.shammil.com/131619/%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B6%D8%AD%D9%89/) صور تكبيرات العيد (http://www.shammil.com/134640/%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%AA%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%AF-2018-%D8%AA%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B6%D8%AD%D9%89/) دعاء يوم عرفة (http://www.shammil.com/132628/%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A1-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A9/) صور خروف العيد (http://www.shammil.com/131634/%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%AE%D8%B1%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%AF/)
قال تعالى: ? حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى ? [البقرة: 238].
وقال تعالى: ? قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ ? [إبراهيم: 31]، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((أرأيتُم لو أنَّ نهرًا بباب أحدكم، يغتسل فيه كلَّ يوم خمس مرَّات، هل يبقى من درَنِه شيء؟)) قالوا: لا يَبقى من درنه شيء، قال: ((فذلك مثل الصَّلوات الخمس، يمحو الله بهنَّ الخطايا))؛ متَّفق عليه.
بنت مثقفة
08-25-2017, 08:21 PM
خطبة عن العمل الصالح في عشر ذي الحجة
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ، فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ، فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ، أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ، فَهِي وَصِيَّةُ اللهِ تَعَالَى لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ? وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ? [البقرة: 197].
عِبَادَ اللَّهِ... إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الْخَلْقَ مِنْ عَدَمٍ، وَأَصْلَحَ لَهُمْ مَعَاشَهُمْ وَدُنْيَاهُمْ، رَفَعَ فَوْقَهُمُ السَّمَاءَ، وَبَسَطَ لَهُمُ الْأَرْضَ، ثُمَّ أَقَامَ لَهُمْ سُوقَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَمَا ذَلِكَ إلَّا لِيَرَى أَيُّهُمْ يُحْسِنُ العَمَلَ وَأَيُّهُمْ يُسِيءُ؛ فَالْغَايَةُ وَالْحِكْمَةُ مِنْ خَلْقِهِمْ هُوَ الْعَمَلُ؛ قَالَ تَعَالَى: ? وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ? [هود: 7].
وقَالَ سُبحانَهُ ? إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ? [الكهف: 7].
وَلْنَعْلَمْ جَمِيعًا - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - أَنَّ مَنْ عَمِلَ مِنَّا عَمَلًا صَالِحًا فَإنَّ الْحَوْلَ وَالْقُوَّةَ وَالْفَضْلَ وَالْمِنَّةَ فِي ذَلِكَ للهِ جَلَّ وَعَلا، فَمَا بِنَا مِنْ نِعْمَةٍ دِينِيَّةٍ أَو دُنْيَوِيَّةٍ فَهِيَ مِنَ اللهِ، فَاللهُ هُوَ الَّذِي خَلَقَنَا، وَاللهُ هُوَ الَّذِي رَزَقَنَا، وَاللهُ هُوَ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَأَعْطَانَا الصِّحَّةَ وَالقُوَّةَ وَعَافَانَا، وَوَهَبَنَا المَالَ وَالوَلَدَ وَحَبَانَا، وهُوَ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا فَهَدَانَا، وجَعَلَنَا لَهُ نَرْكَعُ وَنَسْجُدُ وَنَسْعَى إِلَيْهِ وَنَحْفِدُ ? وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ? [النحل: 53]، فَلْيَحْمَدِ الْعَبْدُ رَبَّهُ وَلْيَقُلْ: ? الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ? [الأعراف: 43]، فَكَمْ مِنْ كَافِرٍ يَوَدُّ أَنْ لَوْ كَانَ مُسْلِمًا، وكَمْ مِنْ عَاصٍ يَتَمَنَّى أَنْ لَوْ كَانَ طَائِعًا ? وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ? [الفرقان: 27].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ... أَلَا وَإِنَّهُ يَجِبُ عَلَينَا أَنْ نَعْلَمَ أَيْضًا أَنَّنَا فِي وَقْتِ الزَّرْعِ وَالْبَذْرِ، فَمَنْ زَرَعَ حَصَدَ، وَمَنْ جَدَّ وَجَدَ، يَنْبَغِي أَنْ نَجْتَهِدَ فِي الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، فَإِنَّنا لَا نَدْرِي مَاذَا يَعْرِضُ لَنَا؛ وَهَذَا أَمْرُ اللهِ لِعِبَادِهِ فِي كِتَابِهِ حَيْثُ أَمَرَ بِالْمُسَارَعَةِ فَقَالَ تَعَالَى: ? وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ? [آل عمران: 133].
ألَا وإِنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ هُوَ كُلُّ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ أَقْوَالٍ وَأَعْمَالٍ، ظاهِرَةٍ وَباطِنَةٍ، فَكُلُّ شَيْءٍ جَاءَ بِهِ حَبِيبُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَرِّبُنَا إِلَى اللهِ فَهُوَ عَمَلٌ صَالِحٌ.
الْعَمَلُ الصَّالِحُ -أَيُّهَا الإِخِوْةُ- دَرَجَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، فَأَعْلَاهُ وَأَحَبُّهُ إِلَى رَبِّنَا جَلَّ وَعَلا هُوَ تَوْحِيدُهُ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى، ثُمَّ أَعْظَمُهُ شَأْنًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ يُؤَدِّيَ الْعَبْدُ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيهِ، فَفِي الْحَديثِ الْقُدْسِيِّ عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. فَأَفْضَلُ قُرْبَةٍ يَتَقَرَّبُ بِهَا الْعَبْدُ لِرَبِّهِ بَعْدَ التَّوْحِيدِ هِيَ أَدَاءُ الْفَرَائِضِ وَالْمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ مَا فَتَحَ اللهُ لَهُ مِنَ النَّوَافِلِ، وَمَنْ فُتِحَ لَهُ بَابٌ فِي الْعِبَادَةِ فَلْيُحَافِظْ عَلَيهِ؛ فَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ.
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ... إِنَّ أَهَمِّيَّةَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ لَا تَخْفَى عَلَى مُسْلِمٍ؛ وَيَكْفِي بُرْهَانًا عَلَى أَهَمِّيَّتِهِ أَنَّ الْإيمَانَ لَا يَنْفَعُ إلَّا بِهِ، فَإيمَانٌ بَلَا عَمَلٍ كَبَدَنٍ بَلَا رُوحٍ، إيمَانٌ بَلَا عَمَلٍ دَعْوَى كَاذِبَةٌ، إيمَانٌ بَلَا عَمَلٍ لَا يَصِحُّ وَلَا يَكُونُ، وَلَيْسَ أَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنِ اقْتِرَانِ الْإيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ فِي جَمِيعِ آيِ الْقُرْآنِ، مِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ? [الكهف: 30]، ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ? [الكهف: 107]، ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ? [لقمان: 8] وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الآيَاتِ.
أَيُّهَا الْأَحِبَّةُ... إِنَّ لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ الْمَبْنِيِّ عَلَى الْإيمَانِ ثَمَرَاتٍ طَيِّبَةً، وَعَوَاقِبَ حَسَنَةً، وَأُجُورًا كَبِيرَةً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، فَأَوَّلُ ذَلِكَ وَأَكْبَرُهُ فِي الدُّنْيَا: وَعْدُ اللهِ بالاسْتِخْلاَفِ فِي الْأرْضِ، وَتَمْكِينِ الدِّينَ وَالْأَمْنِ بَعْدَ الْخَوْفِ، قَالَ تَعَالَى ? وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ? [النور: 55] وَكَمْ تَشْتَاقُ أَفْئِدَةُ أهْلِ الْإِسْلامِ فِي هَذَا الْعَصْرِ إِلَى هَذَا النَّصْرِ وَالظَّفَرِ، وَهَذَا التَّمْكِينِ وَالْأمَانِ، فَجُلُّ بِلادِ الْإِسْلامِ مَنْكُوبَةٌ مُمَزَّقَةٌ.
وَمِنْ ثَمَرَاتِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ: حُصُولُ الْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْجَزَاءِ الْوَفِيرِ فِي الْآخِرَةِ؛ قَالَ تَعَالَى: ? مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ? [النحل: 97] وَكَمْ مِنْ نَفْسٍ مَكْلُومَةٍ تَهْفُو إِلى حَيَاةٍ طَيِّبَةِ كَهَذِهِ؟!.
وَمِنْ ثَمَرَاتِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ: حُصُولُ الْهِدَايَةِ والتَّوْفِيقِ، ولُزُومُ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ؛ قَالَ جَلَّ وعَلاَ: ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ? [يونس: 9] وَمَنْ مِنَّا لا يَرْغَبُ فِي الْهِدَايَةِ ولا يَخَافُ مِنَ الْغِوَايَةِ؟!
وَمِنْ ثَمَرَاتِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ: تَكْفِيرُ السَيِّئَاتِ، وإصْلاَحُ الْبَالِ، واسْتِقْرَارُ النَّفْسِ، قَالَ أَصْدَقُ القَائِلِينَ: ? وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ? [محمد: 2].
وهَلْ خَلَوْنَا جِميعًا مِنَ الذُّنُوبِ والْمَعَاصِي حَتَّى لا نَعْمَلَ لأَجْلِ هذَا الثَّوَابِ؟!
وَمِنْ ثَمَرَاتِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ: دُخُولُ الْجَنَّاتِ، والْفَوْزُ بِمَا فِيهَا مِنَ مَكْرُمَاتٍ، قَالَ رَبُّكُمْ سُبْحَانَهُ: ? وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ? [النساء: 57] والْفَوْزُ بِالْجَنَّةِ أُمْنِيَةُ كُلِّ مُسْلِمٍ.
وَمِنْ ثَمَرَاتِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ: حِفْظُ النَّفْسِ وَالْأهْلِ وَالذُّرِّيَّةِ؛ فَهُوَ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى صَاحِبِهِ فَحَسْبُ، بَلْ يَتَعَدَّاهُ إِلَى غَيْرِهِ، وَلَعَلَّ سُورَةَ الْكَهْفِ فِيهَا شَاهِدٌ وَاضِحٌ وَبُرْهَانٌ سَاطِعٌ عَلَى ذَلِكَ، فَبَعْدَ أَنِ اسْتَنْكَرَ مُوسَى هَدْمَ الْخَضِرِ جِدارَ الْغُلاَمَيْنِ أَجَابَهُ بِمَا ذَكَرَ رَبُّنَا فِي كِتَابِهِ ? وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ? [الكهف: 82] فَحَفِظَ اللهُ الأَوْلادَ بِصَلاحِ آبَائِهِمْ، وتِلْكَ واللهِ مَكْرُمَةٌ عَظِيمَةٌ.
وَمِنْ ثَمَرَاتِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ: إِجَابَةُ الدُّعَاءِ، والاسْتِزَادَةُ مِنَ الْخَيْرَاتِ، قَالَ تعَالَى: ? وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ? [الشورى: 26] وَمَنْ مِنَّا لاَ يُحِبُّ ذَلِكَ وَيَسْعَى إِلَيْهِ؟!
أَلاَ وَإِنَّ أَعْظَمَ الثَّمَرَاتِ وأَحْسَنَ الْمَكْرُمَاتِ: دُخُولُ الْجَنَّاتِ والتَّمَتُّعِ بالنَّظَرِ إِلى وَجْهِ رَبِّ الأَرْضِ والسَّمَاوَاتِ، وذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ ولَيْسَ بَعْدَهُ فَضْلٌ، وتِلْكَ الْمِنَّةُ ولَيْسَ بَعْدَهَا مِنَّةٌ؛ فعَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ؛ وَصَدَقَ اللهُ حَيثُ قَالَ: ? لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ? [يونس: 26].
نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنَا لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِهِ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِهِ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ.. اللهمَّ آمين. صور عيد الاضحى (http://9or.co/18009/) رمزيات عيد الاضحى (http://9or.co/18023/) صور خروف العيد (http://9or.co/18170/) صور تكبيرات العيد (http://9or.co/18228/) دعاء يوم عرفة (http://9or.co/18409/) موعد مباراة السعودية والامارات (http://4loz.com/294202/%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D 8%AA) مباراة مصر واوغندا (http://4loz.com/294201/%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%88%D8%BA%D9%86%D8%AF%D8%A7) التقويم الدراسي 1439 (http://4loz.com/293820/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%88%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D9%8A-1438-%D9%A1%D9%A4%D9%A3%D9%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%84%D8%AE%D9%85%D8%B3-%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%B5%D9%8A%D9%84)
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْهِ، جَلَّ شَأْنُهُ وَتَقَدَّسَتْ أَسْماؤُهُ وَلَا إلَهَ غَيْرُهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. أَمَّا بَعْدُ:
عِبَادَ اللَّهِ... إِنَّهُ مِنَ الْوَاجِبِ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يُحْسِنَ اغْتِنَامَ الْمَوَاسِمِ الْفَاضِلَةِ بِمَزِيدِ عِنَايَةٍ وَاجْتِهَادٍ فِي أَنْوَاعِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَإِنَّ للهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي أيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفْحَاتٍ، وَالسَّعِيدُ مَنْ تَعَرَّضَ لَهَا، وَاغْتِنَامُ تِلْكَ الْأَوْقَاتِ هُوَ تَوْفِيقٌ مِنَ اللهِ لِلْعَبْدِ وَمِنَّةٌ عَلَيهِ، وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَغْتَنِمَ هَذِهِ الْمَوَاسِمَ قَبْلَ أَنْ يَنْقَطِعَ نَفْسُهُ وَتَسْكُنَ جَوَارِحُهُ:
تَزَوَّدْ قَرِينًا مِنْ فِعَالِكَ إنَمَّا
قَرِينُ الْفَتَى فِي الْقَبْرِ مَا كَانَ يَفْعَلُ
فَلَنْ يَصْحَبَ الْإِنْسَانَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ
إِلَى قَبْرِهِ إلاَّ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ
وَمِنْ تِلْكَ النَّفْحَاتِ -يَا عِبَادَ اللَّهِ- مَا نَحْنُ مُقْبِلُونً عَلَيه مِنْ أيَّامٍ لَا تُسَاوِيهَا أيَّامٌ، هِي أفْضَلُ أيَّامِ السَّنَةِ، أَلَا وَهِي عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ؛ فَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ مِنْ حَديثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟" قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: "وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ".
وَاعْلَمُوا -يَا رَعَاكُمُ اللهُ- أَنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ كَثِيرٌ، وَالْعُمُرَ قَصِيرٌ، فَلْنَحْرِصْ عَلَى الْمُسَابَقَةِ وَالْمُسَارَعَةِ إِلَى الْخَيْرَاتِ، لَا سِيَّمَا إِلَى حَجِّ بَيْتِ اللهِ الْحَرامِ فَهُوَ مِنْ أفْضَلِ الْأَعْمَالِ؛ فَمَنْ قَدَرَ عَلَى الْحَجِّ وَلَمْ يَفْعَلْ فَهُوَ آثِمٌ، فَسَارِعُوا وَبَادِرُوا إِلَيهِ، وَلْنَأْخُذْ مِنَ الأَعْمَالِ مَا نَسْتَطِيعُ؛ فَلْنَأْخُذْ مِنَ الصِّيَامِ وَالْقيامِ وَقِرَاءةِ الْقُرْآنِ مَا اسْتَطَعْنَا، وَلْنَحْرِصْ عَلَى الْعَمَلِ الْمُتَعَدِّي وَالَّذِي يَصِلُ أثَرُهُ للآخَرِينَ وَيَبْقَى؛ فَلْنَحْرِصْ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَبِرِّ الْوَالِدَيْنِ وَالدُّعَاءِ لَهُمَا، وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَزِيَارَةِ الْمَسَاكِينِ، وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَقَضَاءِ حَوَائِجِ الْمُسْلِمِينَ. فَتِلْكُمْ - وَاللهِ - جَنَّةٌ لَا يَعْدِلُهَا شَيءٌ أَبَدًا، وَصَدَقَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ إذ يَقُولُ: (إِنَّ فِي الدُّنْيَا جَنَّةً مَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا لَمْ يَدْخُلْ جَنَّةَ الْآخِرَةِ).
نَسْأَلُ اللهَ تعَالى أَنْ يُوَفِّقَنَا لِمَا فِيهِ مَرْضَاتُهُ، وَأَنْ يُوَفِّقَنَا لاتِّبَاعِ سُنَّةِ نَبِيِّهِ والسَّيْرِ علَى هَدْيِهِ، إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.
اللَّهُمَّ انْصُرِ الإِسْلامَ وأَعِزَّ الْمُسْلِمِينَ، وَأَعْلِ بِفَضْلِكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ والدِّينِ، وَمَكِّنْ لِعِبَادِكَ الْمُوَحِّدِينَ، واغْفِرْ لَنَا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ والْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ والأَمْوَاتِ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَجْزِيَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا عَنَّا خَيْرَ الْجَزَاءِ.. اللَّهُمَّ اجْزِهِمْ عَنَّا رِضَاكَ وَالْجَنَّةَ.. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ وَعَافِهِمْ واعْفُ عَنْهُم.
اللهمَّ وَفِّقْ ولي أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وتَرْضَى، وخُذْ بناصيته لِلبِرِّ وَالتَّقْوى، واجْعَلْ وِلايَتَنَا فِيمَنْ خَافَكَ واتَّقَاكَ.
اللهُمَّ انْصُرْ إِخْوَانَنَا فِي مَشَارِقِ الأَرضِ ومَغَارِبِهَا، اللهُمَّ انْصُرْهُمْ علَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ، وَرُدَّهُمْ سَالِمِينَ غَانِمِينَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وبالإِجَابَةِ جَدِيرٌ، وأَنْتَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
بنت مثقفة
08-26-2017, 11:40 AM
فضائل عشر ذي الحجة وبعض حكم الحج
إنَّ خيرَ الزاد تقوى الله تعالى، والخوف من عقابه، ورجاء ثوابه، والتسليم بقضائه وقَدره، واستشعار قُدرته وعظَمته - جلَّ جلاله.
عباد الله:
بعد يومين يَستقبل المؤمنون عَشر ذي الحجة التي هي من أفضل الأيام عند الله تعالى، وللعمل الصالح فيها مزيَّة عن غيرها من الأيام، ففي الحديث: ((ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام))؛ يعني: أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله، إلاَّ رجلٌ خرَج بنفسه وماله، فلم يرجِع من ذلك بشيءٍ))؛ البخاري.
ومن أجَلِّ الأعمال الصالحة التي تُشرع فيها أداء مناسك الحج الذي أوجبَه الله تعالى على كلِّ مسلم قادرٍ، تحقَّقت فيه شروط وجوبه.
ومَن تأمَّل في شعائر الحج وحِكمه التي يشتمل عليها، رأى الحِكَم الباهرة، والعِظات البالغة، والمقاصد النافعة للفرد والمجتمع، ففي الحج يجتمع المسلمون على اختلاف شعوبهم وطبقاتهم، وتنوُّع بلدانهم ولغاتهم، فتتوحَّد وجهاتهم وأفعالهم في زمان واحدٍ ومكان مُحدَّدٍ، لا يتميَّز فيه قوم عن قوم؛ ? ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ? [البقرة: 199].
فتلتقي القلوب وتَزداد المحبَّة، ويوجد الائتلاف، ومِن حِكَم الحج وفوائده التي تَظهر للمتأمِّل، تذكُّر الدار الآخرة، فالحاج يُغادر أوطانه التي أَلِفها ونشَأ في ربوعها، وكذا الميِّت إذا انقَضى أجله، غادَر هذه الدنيا، والميِّت يُجرَّد من ثيابه، وكذا الحاج يتَجرَّد من المخيط طاعةً لله تعالى، والميِّت يُغسَّل بعد وفاته، وكذا الحاج يتنظَّف ويَغتسل عند ميقاته، والميِّت يُكفَّن في لفائف بيضاء هي لباسه في دار البَرزخ، والحاج يَلبس رداءً وإزارًا أبيضين لمناسكه، وفي صعيد عرفات والمشعر الحرام يَجتمع الحجيج، وفي يوم القيامة يُبعث الناس ويُساقون إلى الموقف؛ ? يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ? [المطففين: 6].
إلى غير ذلك من الحِكم والمقاصد، والعِبر التي تَعظ وتُذكِّر.
أمَّا عن عشر ذي الحجة، هذه الأيام الفاضلة، والموسم المبارك، والأوقات الثمينة، فإن العاقل الحصيف يُدرك أنَّ المواسم قلمَّا تتكرَّر، وأنَّ للموسم فرصتَه التي قد تفوت على البطالين وأهل الكسل، أرأيتُم يا عباد الله لو أنَّ صاحب محلٍّ تجاري يَبيع الملابس الجديدة، وإذا قَرُب العيد أغَلق محلَّه، وتفرَّغ للبر والسفر، ماذا سيقول عنه الناس؟ ولو أنَّ صاحب مكتبة وأدوات مدرسيَّة يُغلق مَتجره قُبيل ابتداء العام الدراسي بأيَّام، ولا يعود إلى افتتاحه إلاَّ بعد بَدء الدراسة بأسابيع، ماذا سيقول عنه الناس؟ وهل هو أهل للتجارة والمكاسب في عُرف التُّجار؟
بل إنَّ غالب التجار إنما يَستفيد ويَربح من أيام المواسم، هذا في أمور الدنيا وحُطامها الزائل، ومتاعها القليل الذي سَرعان ما يزول ويتحوَّل، ويكفي من الدنيا القليل، فمُلك كسرى تُغني عنه كِسرة، بل الرابح في دنياه مَن غادَرها خفيفَ المحمل، قليل ذات اليد، أمَّا المقرُّ الدائم والمستقر الذي لا يتغيَّر، فهنالك: ? يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ? [النحل: 111].
• ? يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا ? [آل عمران: 30].
• ? يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ? [النبأ: 40].
وكم هي جميلة وصيَّة مؤمن آل فرعون لقومه حين وعظَهم قائلاً؛ كما ورَد في القرآن الكريم: ? يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَاب ? [غافر: 39 -40].
فهنيئًا ثم هنيئًا لِمَن عزَم على استغلال عشر ذي الحجة بالعمل الصالح، وتحرِّي الخير والإكثار من الذكر والدعاء، وأداء القُربات المشروعة؛ رجاء أن يكون من المرحومين المنافسين في الخيرات؛ ? إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ? [المطففين: 22 - 26].
عباد الله:
في هذه العشر تُشرع أنواع من العبادات الخاصة والمُطلقة، ففي هذه العشر يُستحبُّ الإكثار من ذِكر الله تعالى والتكبير والتحميد والتهليل؛ فربُّنا - سبحانه - يقول: ? وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ? [الحج: 28].
وقد فُسِّرت بأنها أيام عشر ذي الحجة.
وقد استحبَّ العلماء كثرة الذِّكر في هذه العشر؛ فقد كان ابن عمر - رضي الله عنه - يَخرج إلى السوق في العشر، فيُكبِّر ويُكبِّر الناس بتكبيره، فيُستحب رَفْع الصوت بالتكبير في الأسواق والدُّور، والطُّرق وغيرها؛ إعلانًا بحمد الله، وشكرًا على نِعَمه؛ ? وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ? [البقرة: 185].
ومما يُستحبُّ دومًا صيام النوافل والصدقة، وتلاوة القرآن، وفي مثل هذا الموسم المُبارك يَزداد فضْلها وتتأكَّد مشروعيَّتها، والعمل الصالح في هذه العشر خيرٌ وأفضل من كثيرٍ من الأعمال العظيمة، حتى الجهاد في سبيل الله، حين يَبذل المسلم دمَه في سبيل ربِّه، فيتعرَّض للجراحات والآلام، ويقف في تلك المواقف التي لا يتصدَّى لها إلاَّ الأفذاذ من الرجال، وقد يُقتَل.
ومع هذا، فإن العمل الصالح في هذه العشر يفوق الجهاد في سبيل الله، إلاَّ مَن خرَج بنفسه وماله في الجهاد، فبذَل ماله وأُريقَ دمُه، وقُتِل في سبيل الله، فيا له من فضل وأجرٍ لا يفوته إلاَّ المحروم.
فاللهمَّ لا تَحرمنا فضلك، ولا تؤاخِذنا بذنوبنا وخطيئاتنا، واجعَلنا من عبادك الأوَّابين المُنيبين، المسابقين إلى الجنات ورفيع الدرجات، إنَّك على كلِّ شيء قدير، وبالإجابة جدير.
الخطبة الثانية
ومن العبادات الجليلة التي تُعمَل في عشر ذي الحجة، ذَبْح الأضاحي تقرُّبًا إلى الله - عز وجل - لقوله - سبحانه -: ? فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ? [الكوثر: 2].
وذَبْح الهدايا والأضاحي من شعائر هذا الدين الظاهرة، ومن العبادات المشروعة في كلِّ المِلل؛ يقول - سبحانه -: ? وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ? [الحج: 34].
قال ابن كثير - رحمه الله -: يُخبر تعالى أنه لَم يَزل ذَبْح المناسك وإراقة الدِّماء على اسم الله، مشروعًا في جميع المِلل، ويقول - سبحانه -: ? وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ? [الحج: 36]. الرمز البريدي لجميع مدن السعودية (http://www.shammil.com/134529/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%85%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d8%af%d9%8a-%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%85%d8%af%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9/) التقويم الدراسي 1439 (http://www.shammil.com/134520/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%82%d9%88%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%b1%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d9%a1%d9%a4%d9%a3%d9%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%85%d8%af%d8%a9-%d8%ae%d9%85/) زخرفة اسماء تصلح للفيس بوك (http://www.shammil.com/134518/%d8%b2%d8%ae%d8%b1%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d8%aa%d8%b5%d9%84%d8%ad-%d9%84%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b3-%d8%a8%d9%88%d9%83/) اسماء شباب مزخرفة يقبلها الفيس بوك (http://www.shammil.com/134507/%d8%a7%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d8%b4%d8%a8%d8%a7%d8%a8-%d9%85%d8%b2%d8%ae%d8%b1%d9%81%d8%a9-%d9%8a%d9%82%d8%a8%d9%84%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b3-%d8%a8%d9%88%d9%83/) اسماء للفيس بوك رومانسية (http://www.shammil.com/134511/%d8%a7%d8%ac%d9%85%d9%84-%d8%a7%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d9%84%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b3-%d8%a8%d9%88%d9%83-%d8%b1%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%a9/) اسماء للفيس بوك بالانجليزى (http://www.shammil.com/134515/%d8%a7%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d9%84%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b3-%d8%a8%d9%88%d9%83-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%ac%d9%84%d9%8a%d 8%b2%d9%89-2018-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d9%88%d9%85%d8%aa/) اسماء بنات مزخرفة يقبلها الفيس (http://www.shammil.com/134504/%d8%a7%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d8%a8%d9%86%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%b2%d8%ae%d8%b1%d9%81%d8%a9-%d9%8a%d9%82%d8%a8%d9%84%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b3/) اسماء بنات للفيس بوك رومانسية (http://www.shammil.com/134503/%d8%a7%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d8%a8%d9%86%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b3-%d8%a8%d9%88%d9%83-%d8%b1%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%a9/) اسماء حلوه للفيس بوك (http://www.shammil.com/134501/%d8%a7%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d8%ad%d9%84%d9%88%d9%87-%d9%84%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b3-%d8%a8%d9%88%d9%83/) اسماء مستعارة للفيس مزخرفة (http://www.shammil.com/134502/%d8%a7%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d9%85%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d8%b2%d8%ae%d8%b1%d9%81%d8%a9/)
وذَبْح الأضحيَّة مشروع بإجماع العلماء، وصرَّح البعض منهم بوجوبها على القادر، وجمهور العلماء على أنها سُنة مؤكَّدة يُكره للقادر تَرْكُها، وذَبْح الأضحيَّة أفضل من الصدقة بثمنها، حتى ولو زاد عن قِيمتها؛ وذلك لأنَّ الذَّبح وإراقة الدم مقصود، فهو عبادة مقرونة بالصلاة؛ كما قال - سبحانه -: ? فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ? [الكوثر: 2].
وعليه عمل النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين، ولو كانت الصدقة بقيمتها أفضلَ، لعَدلوا إليها، وللأضحيَّة شروط لا بدَّ من توفُّرها؛ منها: السلامة من العيوب التي ورَدت في السُّنة، وقد بيَّن العلماء هذه العيوب مُفصَّلة، ومن شروطها: أن يكون الذبح في الوقت المحدَّد له، وهو من انتهاء صلاة العيد إلى غروب شمس آخر أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر.
واعلَموا أيها المؤمنون، أنه يَحرم على مَن عزَم على الأضحيَّة الأخْذُ من شعره وأظفاره، من حين دخول شهر ذي الحجة إلى أن يُضحِّي؛ وذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا دخَل شهر ذي الحجة وأرادَ أحدكم أن يضحي، فلا يأخذ من شعره، ولا من ظُفره، ولا من بشرته شيئًا))؛ مسلم.
وهذا الحُكم خاص بمَن سيُضحِّي، أمَّا مَن سيُضحَّى عنه، فلا يَشمله هذا الحُكم، فرَبُّ البيت الذي عزَم على الأضحيَّة، هو الذي يَحرم عليه مَسُّ شعره أو أظفاره دون أهله وعياله.
اللهمَّ إنَّا نسألك من فضلك، اللهمَّ إنَّا نسألك فعْلَ الخيرات، وتَرْك المنكرات، وحبَّ المساكين، وأن تغفرَ لنا وتَرحمنا، وإذا أرَدتَ بعبادك فتنة، فاقْبِضنا إليك غير مفتونين.
اللهمَّ يسِّر للحجيج حجَّهم، وأعنَّا وإيَّاهم على ذِكرك وشكرك وحُسن عبادتك، واجعَلنا جميعًا من المقبولين.
بنت مثقفة
08-26-2017, 12:33 PM
من أسرار الحج - عشر ذي الحجة
من فَضلِ الله علينا أنْ جَعَلَ حياةَ المسلمين مواسمَ، تَتوالى فيها الخيراتُ، ويَتسارع الناس فيها لاهتبال الحسنات، وحَصْدِ الأجر ورفْع الدرجات، وها نحن نَعيش اليومَ مُستهلَّ شهر ذي الحجة، وهو أحدُ الأشهر الحُرم الأربعة، الذي يُذكِّرُنا بموسم رُكنٍ عظيمٍ من أركان الإسلام، ألا وهو الحجُّ، الذي فيه آياتٌ بيناتٌ؛ أي: أسرار عظيمة، قد تَخفى على بعض حُجَّاجنا الأفاضل.
من هذه الأسرار:
1- أن الحجَّ ليس سفرة تَرفيهيَّة يُزَجَّى بها الوقت، وليس رِحلة عاديَّة للتنزه والترفيه عن النفس، إنه ركنٌ ركينٌ من دعائم الإسلام؛ ? وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ? [آل عمران: 97].
2- أن الحجَّ رمزٌ للتَّوحُّد بين المسلمين، فهو بمثابة مُؤتمر عالمي يجمعهم على اختلاف جنسياتهم، وألوانهم، ولُغاتهم، يقول أحدُ "المبشِّرين" النصارى: "سيظلُّ الإسلام صخرةً عاتية، تتحطَّمُ عليها سُفنُ التبشير، ما دام للإسلام هذه الدعائم: القرآن، واجتماعُ الجمعة، ومؤتمر الحج".
3- يعلِّمنا الحجُّ أن الحياةَ لا تَستقيم إلا بنشرِ الأمن والأمان، وأنَّ الذين يَسعون إلى إثارة الفتنِ بين الناس، وزَرعِ الأحقاد بينهم، ليسوا على شيء؛ قال تعالى: ? وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ? [آل عمران: 97]، ومنه دَعوة إبراهيم عليه السلام: ? رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا ? [إبراهيم: 35].
4- الحجُّ يُغيِّر حياةَ الحاجِّ مِن شَخصٍ مُثقَل بالأوزار، مَكنوف بالمعاصي والآثام، إلى شَخصٍ طاهر؛ يقول صلَّى الله عليه وسلَّم لعمرو بن العاص عند إسلامه: ((أمَا علمتَ أنَّ الإسلامَ يَهدِمُ ما كان قبله، وأن الهجرةَ تَهدمُ ما كان قبلها، وأن الحجَّ يَهدم ما كان قبله؟))؛ رواه مسلم.
5- لبسُ الإحرام المقتصر على ثوبينِ أبيضين يُذكِّر بلباس الأكفَان بعد الرحيل، وأن الحياةَ إلى زوال.
وَانْظُرْ لِمَنْ مَلَكَ الدُّنْيَا بِأَجْمَعِهَا ??? هَلْ رَاحَ مِنهَا بِغَيْرِ الطِّيبِ وَالْكَفَنِ
فعجبًا لمن يَرجع من حَجَّه أسوأَ مما كان عليه قبل الحجِّ، وقد أقام على نفسه الحُجَّة، وأزال في الانقطاع عن الجواب يوم القيامة المعذرة، حاجٌّ ويَسعى بين الناس بالنميمة، حاجٌّ ويظلم الناس، حاجٌّ ويأكلُ السُّحتَ والحرام، حاجٌّ ويَشرب الخمور، ويُضيِّع الحقوق، فأيُّ حاجٍّ هذا؟!
6- في الحجِّ إرشادٌ إلى التواضع ونبذِ الكبرياء، اللباس إزارٌ ورداء بلا ازديان، الرأس مُطَأطِئ للواحد الدَّيَّان، الجسم مستكين للرحمن، اللسان لاهِجٌ بطلب الصَّفحِ والغُفران، النواصي بين يدَي ربِّها - حَلْقًا أو تَقصيرًا - استسلامًا لمن فَضَّلَ الإسلامَ على سائر الأديان، فكيف بك أيها الحاجُّ إذا رجعتَ تَكبَّرتَ على خلق الله، ولم تَرضَ منهم إلا أن يُنادوك بالحاجِّ، ويُجلسوك في أعلى مقام، ويُفضلوك على غيرك، رياءً وسمعةً، ومباهاةً ومفاخرةً؟!
7- رؤية بيت الله المعمور مَشهدٌ للإشفاق من الذنوب التي تكسَّرت نصالهُا على النصال، الخليلُ وابنُه - عليهما السلام - يَرفعان أشرفَ بيت، ومع هذا يَسألان الله قَبول العمل وعدمَ ردِّه: ? وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ? [البقرة: 127]، قال عبدالله بن مسعود: "المؤمنُ يَرى ذنبه كالجبلِ فوقه يَخاف أن يَقعَ عليه، والمنافقُ يَرى ذنبه كذبابٍ مَرَّ على أنفه فأطاره"، ويقول الحسنُ البصريُّ: "المؤمنَ جَمَعَ إحسانًا وشفقةً، والمنافقُ جَمَعَ إساءةً وأمنًا".
8- وفي تقبيلِ الحَجر الأسودِ حسنُ الانقياد لشرع الله وإن لم تَظهرِ الحِكْمةُ، فالمؤمنُ وقَّاف عند نصوص الشرع، لا يتأوَّلها بعقله، ولا يصرف وجهها بوجه إرادته، يقول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "والله، إني لأعلم أنك حَجرٌ لا تَنفع ولا تَضرُّ، ولولا أني رأيتُ رسولَ الله يقبِّلك ما قبَّلتُك"؛ مُتفق عليه، وهو دليلُ كمالِ الاتباع، يقول النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((خُذوا عنِّي مناسكَكم))؛ رواه مسلم بلفظ مُقارب.
9- واجتماعُ الناس في عَرفَة تذكيرٌ بالموقف الأكبرِ يومَ الحشر لفصلِ القضاء بين الخلائق؛ ليصيروا إلى منازلهم الحقيقية: إمَّا إلى نعيم، وإما إلى جحيم؛ قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَن كانت له مَظلمة لأحدٍ، مِن عِرضه أو شيء، فلْيتحلَّلْه منه اليوم، قبل ألاَّ يكونَ دينارٌ ولا درهمٌ، إن كان له عمل صالح أُخِذَ منه بقدرِ مَظلَمتِه، وإن لم تَكنْ له حسنات أُخِذَ من سيئات صاحبه فحُمِلَ عليه))؛ رواه البخاريُّ.
10- ومعنى الطَّواف: أننا لا نُريد إلا منهج الإسلام، وأن عزَّتَنا وتعاليمنا ورسالتنا وأدبنا وسلوكنا مِن هنا، من مكة، مركزِ نورِ النبوَّة، ومحور شُعاع الرسالة، لا مِن شَرقٍ، ولا من غرب، ولا من شمال، ولا من جنوب.
11- ومن أعظم هذه الدروس: تركُ الغلوِّ والتشدُّد فيما فيه يُسرٌ، فالخير في الاعتدال والتوسط؛ قال ابن عباس - رضي الله عنه -: قال لي رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم غداةَ العَقَبة وهو على ناقته: ((القُطْ لي حصًى))، فلقَطتُ له سبعَ حصيات هُنَّ حَصى الخَذْفِ، فجعل يَنفضهنَّ في كَفِّه ويقول: ((أمثال هؤلاء فارموا))، ثم قال: ((يا أيها الناس، إياكم والغلوَّ في الدين؛ فإنه أهلك من كان قبلكم الغلوُّ في الدين))؛ "صحيح سُنن ابن ماجه".
لاَ تَذْهَبَنَّ فِي الأمُورِ فَرَطَا لاَ تَسْأَلَنَّ إنْ سَأَلْتَ شَطَطَا
وَكُنْ مِنَ النَّاسَ جَمِيعًا وَسَطَا
12- رحيلُك مِن المشاعر تذكيرٌ لك بالرَّحيل من هذه الدَّار، فأنت في سَفَر سيعقبُه سفر إلى قبرك، فتزوَّد من هذه لتلك، يقول ابن القيم - رحمه الله -: "الناسُ منذ خُلِقوا لم يزالوا مسافرين، وليسَ لهم حَطٌّ عن رِحالهم إلا في الجنة أو النار"، وقال الحسن: "الحَجُّ المبرور هو أن يَرجعَ زاهدًا في الدنيا، راغبًا في الآخرة". الرمز البريدي لجميع مدن السعودية (http://www.shammil.com/134529/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%85%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d8%af%d9%8a-%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%85%d8%af%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9/) التقويم الدراسي 1439 (http://www.shammil.com/134520/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%82%d9%88%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%b1%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d9%a1%d9%a4%d9%a3%d9%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%85%d8%af%d8%a9-%d8%ae%d9%85/) زخرفة اسماء تصلح للفيس بوك (http://www.shammil.com/134518/%d8%b2%d8%ae%d8%b1%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d8%aa%d8%b5%d9%84%d8%ad-%d9%84%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b3-%d8%a8%d9%88%d9%83/) اسماء شباب مزخرفة يقبلها الفيس بوك (http://www.shammil.com/134507/%d8%a7%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d8%b4%d8%a8%d8%a7%d8%a8-%d9%85%d8%b2%d8%ae%d8%b1%d9%81%d8%a9-%d9%8a%d9%82%d8%a8%d9%84%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b3-%d8%a8%d9%88%d9%83/) اسماء للفيس بوك رومانسية (http://www.shammil.com/134511/%d8%a7%d8%ac%d9%85%d9%84-%d8%a7%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d9%84%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b3-%d8%a8%d9%88%d9%83-%d8%b1%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%a9/) اسماء للفيس بوك بالانجليزى (http://www.shammil.com/134515/%d8%a7%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d9%84%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b3-%d8%a8%d9%88%d9%83-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%ac%d9%84%d9%8a%d 8%b2%d9%89-2018-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d9%88%d9%85%d8%aa/) اسماء بنات مزخرفة يقبلها الفيس (http://www.shammil.com/134504/%d8%a7%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d8%a8%d9%86%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%b2%d8%ae%d8%b1%d9%81%d8%a9-%d9%8a%d9%82%d8%a8%d9%84%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b3/) اسماء بنات للفيس بوك رومانسية (http://www.shammil.com/134503/%d8%a7%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d8%a8%d9%86%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b3-%d8%a8%d9%88%d9%83-%d8%b1%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%a9/) اسماء حلوه للفيس بوك (http://www.shammil.com/134501/%d8%a7%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d8%ad%d9%84%d9%88%d9%87-%d9%84%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b3-%d8%a8%d9%88%d9%83/) اسماء مستعارة للفيس مزخرفة (http://www.shammil.com/134502/%d8%a7%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d9%85%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d8%b2%d8%ae%d8%b1%d9%81%d8%a9/)
فيا مَن له المال ولم يَحُجَّ، وله الزَّاد ولم يَحج، وله القدرة ولم يَحج، ماذا تنتظر؟
إِنْ كُنْتَ حَاوَلْتَ دُنْيَا أَوْ ظَفِرْتَ بِهَا ??? فَمَا أَصَبْتَ بِتَرْكِ الحَجِّ مِنْ ثَمَنِ
الخطبة الثانية
من مَواسم الطَّاعة العظيمة: العشرُ الأُول من ذي الحجَّة؛ يقول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ما من أيامٍ العملُ الصالح فيهنَّ أحبُّ إلى الله منه في هذه الأيام العشر))، قالوا: ولا الجهادُ في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهادُ في سبيل الله، إلا رجل خَرجَ بنفسه وماله، ولم يَرجع من ذلك بشيء))؛ رواه البخاري بلفظ قريب.
قال ابن حجر: "والذي يَظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة؛ لمكان اجتماع أمُّهات العبادة فيه، وهي الصلاةُ والصيام والصدقة والحَجُّ، ولا يتأتَّى ذلك في غيره".
وعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((ما من عَمَلٍ أزكى عند الله - عز وجل - ولا أعظم أجرًا، من خيرٍ يَعمله في عشر الأضحى))، فكان سعيد بن جُبير إذا دخلَ أيام العشر، اجتهد اجتهادًا شديدًا حتى ما يَكاد يقدر عليه؛ "صحيح الترغيب".
ومن أنواع هذا الاجتهاد:
1- الحفاظُ على الصلاة، والحرصُ على ألاَّ يُؤخَّر منها شيءٌ عن وقتها، مع الإكثار من النوافل.
2- الصيام، ويُستحبُّ أن تُصامَ التسع كاملة، والإمساك عن الأكل يوم العيد حتى يُؤكَل من الأضحية، وهذا معنى صيام العشر؛ فعن هنيدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قالت: "كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَصومُ تسعَ ذي الحجة، ويومَ عاشوراء، وثلاثةَ أيامٍ من كل شهر"؛ "صحيح سنن أبي داود".
وممن أُثِرَ عنهم صيامها: عبدالله بن عمر، والحسن البصري، وابن سيرين، وقتادة، قال الإمام النوويُّ عن صوم أيام العشر: "إنه مُستحبٌّ استحبابًا شديدًا"، ويتأكَّد صيام يومِ عَرفَة لغير الحاجِّ؛ لأنه يُكفِّر ذنوبَ سنة قَبلَه، وسنةٍ بعده؛ كما في "صحيح مسلم".
3- الإكثار من التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح في هذه الأيام، يَجهر به الرجال، وتُخفيه النساء؛ قال الله تعالى: ? لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ? [الحج: 28]، قال ابن عباس - رضي الله عنه -: "الأيامُ المعلومات: أيام العشر"، وقد كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما "يَخرُجَانِ إلى السُّوق في أيام العَشر، يُكبِّران ويُكبِّر الناسُ بتكبيرهما"؛ البخاريُّ.
4- مَن نوى أن يُضحِّي - الأبُ أو وليُّ الأمر - فإنه لا يَنبغي له أن يَأخذَ من شَعَرِه، ولا مِن بَشَرتِه، ولا من أظافره شيئًا، منذ دخول العشر حتى يُضَحِّي؛ فعن أمِّ سَلَمَة رضي الله عنها أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((إذا دَخلتِ العشرُ، وأرادَ أحدُكم أن يُضحِّي، فلا يَمَسَّ مِن شَعره وبَشَره شيئًا))، وفي رواية: ((فليمسك عن شَعره وأظفارِه))؛ رواه مسلم.
بنت مثقفة
08-27-2017, 02:41 PM
عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبة فيها
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده … وبعد:
فمن فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات، يستكثرون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى ربهم، والسعيد من اغتنم تلك المواسم، ولم يجعلها تمر عليه مروراً عابراً. ومن هذه المواسم الفاضلة عشر ذي الحجة، وهي أيام شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا، وحث على العمل الصالح فيها؛ بل إن لله تعالى أقسم بها، وهذا وحده يكفيها شرقاً وفضلاً، إذ العظيم لا يقسم إلا بعظيم
وهذا يستدعي من العبد أن يجتهد فيها، ويكثر من الأعمال الصالحة، وأن يحسن استقبالها واغتنامها. وفي هذه الرسالة بيان لفضل عشر ذي الحجة وفضل العمل فيها، والأعمال المستحبة فيها.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاستفادة من هذه الأيام، وأن يعيننا على اغتنامها على الوجه الذي يرضيه
بأي شيء نستقبل عشر ذي الحجة؟
حري بالسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة، ومنها عشر ذي الحجة بأمور:
1- التوبة الصادقة :
فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون( [النور:31].
2- العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام :
فينبغي على المسلم أن يحرص حرصاً شديداً على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، ومن عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، قال تعالى:( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت
3- البعد عن المعاصي:
فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه÷ فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار فأحذر الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها؟ ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل.
فاحرص أخي المسلم على اغتنام هذه الأيام، وأحسن استقبالها قبل أن تفوتك فتندم، ولات ساعة مندم.
فضل عشر ذي الحجة
1- أن الله تعالى أقسم بها:
وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، قال تعالى ( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) . والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح.
2- أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره:
قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) [الحج:28] وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس.
3- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها افضل أيام الدنيا:
فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(فضل أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب( [ رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني]
4- أن فيها يوم عرفة :
ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً، وقد تكلمنا عن فضل يوم عرفة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه في رسالة (الحج عرفة(0
5- أن فيها يوم النحر :
وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، قال صلى الله عليه وسلم (أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر)[رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني].
6- اجتماع أمهات العبادة فيها :
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره).
فضل العمل في عشر ذي الحجة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) [رواه البخاري].
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكرت له الأعمال فقال: ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشرـ قالوا: يا رسول الله، الجهاد في سبيل الله؟ فأكبره. فقال: ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه فيه) [رواه أحمد وحسن إسناده الألباني].
فدل هذان الحديثان وغيرهما على أن كل عمل صالح يقع في أيام عشر ذي الحجة أحب إلى الله تعالى من نفسه إذا وقع في غيرها، وإذا كان العمل فيهن أحب إلى الله فهو أفضل عنده. ودل الحديثان أيضاً على أن العامل في هذه العشر أفضل من المجاهد في سبيل الله الذي رجع بنفسه وماله، وأن الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة تضاعف من غير استثناء شيء منها.
من الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة
إذا تبين لك أخي المسلم فضل العمل في عشر ذي الحجة على غيره من الأيام، وأن هذه المواسم نعمة وفضل من الله على عباده، وفرصة عظيمة يجب اغتنامها، إذ تبين لك كل هذا، فحري بك أن تخص هذه العشر بمزيد عناية واهتمام، وأن تحرص على مجاهدة نفسك بالطاعة فيها، وأن تكثر من أوجه الخير وأنواع الطاعات، فقد كان هذا هو حال السلف الصالح في مثل هذه المواسم، يقول أبو ثمان النهدي: كانوا ـ أي السلف ـ يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم.
ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام ما يلي:
1- أداء مناسك الحج والعمرة.
وهما افضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [متفق عليه].
والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات.
2- الصيام :
وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة، بل هو من أفضلها، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره، فقال سبحانه في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) [متفق عليه].
وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فقال: (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم].
وعليه فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح فيها. وقد ذهب إلى استحباب صيام العشر الإمام النووي وقال: صيامها مستحب استحباباً شديداً.
3- الصلاة :
وهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً، ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة، وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) [رواه البخاري]. صور تكبيرات العيد (http://9or.co/18228/) صور عيد الاضحى (http://9or.co/18009/) صور خروف العيد (http://9or.co/18170/)
4- التكبير والتحميد والتهليل والذكر:
فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) [رواه أحمد]. وقال البخاري ك كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها. وقال: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً.
ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به، وعليه أن يحذر من التكبير الجماعي حيث لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف، والسنة أن يكبر كل واحد بمفرده.
5- الصدقة :
وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) [البقرة:254]، وقال صلى الله عليه وسلم (ما نقصت صدقة من مال) [رواه مسلم].
وهناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيام بالإضافة إلى ما ذكر، نذكر منها على وجه التذكير ما يلي:
قراءة القرآن وتعلمه ـ والاستغفار ـ وبر الوالدين ـ وصلة الأرحام والأقارب ـ وإفشاء السلام وإطعام الطعام ـ والإصلاح بين الناس ـ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ وحفظ اللسان والفرج ـ والإحسان إلى الجيران ـ وإكرام الضيف ـ والإنفاق في سبيل الله ـ وإماطة الأذى عن الطريق ـ والنفقة على الزوجة والعيال ـ وكفالة الأيتام ـ وزيارة المرضى ـ وقضاء حوائج الإخوان ـ والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعدم إيذاء المسلمين ـ والرفق بالرعية ـ وصلة أصدقاء الوالدين ـ والدعاء للإخوان بظهر الغيب ـ وأداء الأمانات والوفاء بالعهد ـ والبر بالخالة والخالـ وإغاثة الملهوف ـ وغض البصر عن محارم الله ـ وإسباغ الوضوء ـ والدعاء بين الآذان والإقامة ـ وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة ـ والذهاب إلى المساجد والمحافظة على صلاة الجماعة ـ والمحافظة على السنن الراتبة ـ والحرص على صلاة العيد في المصلى ـ وذكر الله عقب الصلوات ـ والحرص على الكسب الحلال ـ وإدخال السرور على المسلمين ـ والشفقة بالضعفاء ـ واصطناع المعروف والدلالة على الخير ـ وسلامة الصدر وترك الشحناء ـ وتعليم الأولاد والبنات ـ والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
بنت مثقفة
08-28-2017, 03:36 PM
كيف يكون طعامنا في عيد الأضحى صحيا؟
أيام قليلة ويهل علينا عيد الأضحى المبارك الذي يتميز بعاداته الغذائية الخاصة، حيث تمتلئ الموائد بما لذّ وطاب من الوجبات التقليدية والمأكولات والحلويات المليئة بـ السعرات الحرارية، الأمر الذي يدفع الكثيرين للتخلي عن نظامهم الغذائي المعتاد ويؤدي للعديد من المشاكل الصحية مثل السمنة وضعف الأداء البدني.
وأوضح رائد بركات -اختصاصي التغذية في مؤسسة حمد الطبية في قطر- أنه مع التغير المفاجئ في مواعيد وأساليب تناول الطعام خلال إجازة العيد، يعاني الكثيرون من عوارض صحية تنجم عن العبء الكبير الذي يحمله الجهاز الهضمي دون سابق إنذار، وتستنفر أقسام الطوارئ في المستشفيات جميع أجهزتها لاستقبال الحالات الطارئة من التلبك المعوي وآلام المعدة والأمعاء فضلا عن حالات التسمم الغذائي.
لذا، قدم الدكتور بركات -في بيان صادر عن مؤسسة حمد الطبية اليوم السبت وصل الجزيرة نت- العديد من النصائح والإرشادات لتلافي تلك المشاكل الصحية أهمها: عدم الإفراط في تناول الحلويات صباح يوم العيد تفاديا لإرباك الجهاز الهضمي وحدوث التلبكات المعوية، مع تجنب الإفراط في تناول الوجبات الدسمة والتي تسبب عسر الهضم مثل الأطعمة المقلية والصلصات السميكة والخضراوات والفواكه غير مكتملة النضج وبعض أنواع البقول ذات القشور السميكة.
ومن أجل الاستمتاع بالمأكولات الشعبية في العيد مثل الهريس والثريد والبلاليط والمحلبية واللقيمات والخبيص التي تتميز بمذاقها اللذيذ وطرق تحضيرها المحببة لجميع أفراد الأسرة مع الحفاظ على الوزن وعدم التعرض لأي مشاكل صحية، ينصح الدكتور بركات بالاكتفاء بنوعٍ واحد أو تناول كميات قليلة من أكثر من طبق وإعدادها بطرق صحية عن طريق تقليل نسبة السمن أو استبدالها بزيت الزيتون وبكميات قليلة أيضا.
وأيضا ينصح بإزالة جميع الشحوم من اللحوم وإزالة جلد الدجاج قبل طبخه، والتقليل من تناول اللحوم الحمراء، والتقليل من الملح قدر الإمكان، واستخدام عصائر الفواكه الطازجة، إلى جانب التقليل من استخدام صفار البيض في تحضير الأكلات نظرا لاحتوائه على كمية عالية من الكوليسترول والدهون.
وينصح الدكتور بركات باستخدام الحليب قليل الدسم والطحين الأسمر، إلى جانب الحرص على تناول الكميات المناسبة والكافية من المياه على مدار اليوم لمساعدة الجسم على أداء وظائفه البيولوجية وتجنب حالات الإمساك. وتجنّب تناول المشروبات الغازية حيث تسبب سوء الهضم واضطرابات في المعدة.
ويجب أن يتزامن ذلك مع ممارسة التمارين الرياضية لمدة زمنية تتراوح من تسعين و120 دقيقة يوميا، مما يساعد في تجنب اكتساب وزن زائد. صور تكبيرات العيد (http://9or.co/18228/) صور عيد الاضحى (http://9or.co/18009/) صور خروف العيد (http://9or.co/18170/)
وينصح أيضا ذوي الأمراض المزمنة مثل مرضى السكري والقلب وارتفاع ضغط الدم بضرورة الحرص عند تناول الوجبات التقليدية خلال فترة العيد، وعدم الإفراط في تناول الملح والسكريات والنشويات، وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون والأطعمة المقلية، والتقليل من الكافيين، إلى جانب الحرص على تناول وجبات صغيرة ومتنوعة على مدار اليوم.
المصدر : الجزيرة
بنت مثقفة
08-29-2017, 02:28 PM
تعرف على أحكام الأضاحى .. 18 عيبًا تُفسد ذبيحة العيد
أيام معدودات ويبدأ الملايين من المسلمين بأرجاء المعمورة بإقامة سنة الأضحية، وذلك عقب صلاة عيد الأضحى المبارك، وحتى عصر اليوم الثالث من أيام التشريق، فالأضحية هى ما يذكى تقربا إلى الله تعالى فى أيام النحر بشرائط مخصوصة، وشرعت شكرًا لله تعالى على نعمة الحياة إلى حلول الأيام الفاضلة من ذى الحجة كما شكر نبى الله إبراهيم ربه بذبح الكبش العظيم لبقاء حياة ابنه إسماعيل على نبينا وعليهما الصلاة والسلام، وشكرًا له تعالى على شهود هذه الأيام المباركة وعلى التوفيق فيها للعمل الصالح.
والأضحية سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، يفوت المسلم خير كبير بتركها إذا كان قادرا عليها، لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «ما عمل آدمى من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، إنها لتأتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بها نفسا«.
ويشترط فى الأضحية ما يشترط فى غيرها من الذبائح، من كون الحيوان حيا، وأن تزهق روحه بالذبح، وألا يكون صيدا من صيد الحرم، وأن يبلغ سن التضحية، وأن تكون الأضحية سالمة من العيوب، وأن تكون مملوكة للمضحى، وينوى بها التقرب إلى الله تعالى.
ووقت الأضحية يبدأ من بعد صلاة عيد الأضحى، وينتهى بغروب شمس الثالث عشر من ذى الحجة، ويستحب توزيعها أثلاثا، ثلث للمضحى، وثلث للهدية، وثلث للفقراء.
ويسن للإنسان عند الذبح أن يصلى ويسلم على النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وأن يكبر ثلاثا بعد التسمية، وأن يقول: اللهم هذا منك وإليك فتقبل مني، وأجمع المسلمون على مشروعية الأضحية والأفضل فيها الإبل، ثم البقر ويشمل الجاموس أيضا، ثم الغنم، ثم المعز، ثم شرك فى بدنة، ثم شرك فى بقرة، وبه قال أبو حنيفة والشافعى، وقال به مالك فى الهدى، ولأنه ذبح يتقرب به إلى الله تعالى فكانت البدنة أفضل كالهدى، ولأنها أكثر ثمنا ولحما وأنفع للفقراء، ولأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم سئل: أى الرقاب أفضل؟ قال: «أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها».
والإبل أغلى ثمنا وأنفس من الغنم، والذكر والأنثى فى كل ذلك سواء، لأن الله تعالى قال: ?ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام?، ولم يقل ذكرا ولا أنثى، ولأنه إذا كان لحم الذكر أوفر فلحم الأنثى أرطب فتساويا، وأما عن أقل سن للأضحية فمن الإبل ما له خمس سنين، ومن البقر ما له سنتان، ومن الضأن ما له ستة أشهر، ومن المعز ما له سنة، أما الصغير من البقر والجاموس فهو ما كان أقل من سنتين، وتجزئ الشاة عن واحد، والبدنة والبقرة عن سبعة، سواء أراد جميعهم القربة أو بعضهم القربة والباقون اللحم، لما روى عن جابر رضى الله عنه أنه قال: «نحرنا مع النبى صلى الله عليه وآله وسلم عام الحديبية البقرة عن سبعة، والبدنة عن سبعة».
الشرع حدد عيوب إذا وجدت فى الاضحية لا تجزئ للمسلم إن ضحى بها، حيث يشترط فى الأضحية سلامتها من العيوب الفاحشة، وهى العيوب التى من شأنها أن تنقص الشحم أو اللحم إلا ما استثنى، ولا تجزئ الأضحية فى ثمانية عشر حالة إن كانت عمياء، والعوراء البين عورها، وهى التى ذهب بصر إحدى عينيها، وفسرها الحنابلة بأنها التى انخسفت عينها وذهبت، لأنها عضو مستطاب، فلو لم تذهب العين أجزأت عندهم، وإن كان على عينها بياض يمنع الإبصار.
كذلك من العيوب إن كانت مقطوعة اللسان بالكلية، أو ما ذهب من لسانها مقدار كثير، حيث قال الشافعية: يضر قطع بعض اللسان ولو قليلا، أيضا الجدعاء وهى مقطوعة الأنف، وكذلك مقطوعة الأذنين أو إحداهما، وكذا السكاء وهى: فاقدة الأذنين أو إحداهما خلقة، وخالف الحنابلة فى السكاء، أو ما ذهب بعض الأذن مطلقا.
كما حددت الفقهاء من العيوب التى إن وجدت بالأضحية لا تجزئ، وهى العرجاء البين عرجها، وهى التى لا تقدر أن تمشى برجلها إلى المنسك أى المذبح، وفسرها المالكية والشافعية بالتى لا تسير بسير صواحبها، أيضا الجذماء وهى: مقطوعة اليد أو الرجل، وكذا فاقدة إحداهما خلقة، وكذلك الجذاء وهى: التى قطعت رءوس ضروعها أو يبست، وقال الشافعية: صور تكبيرات العيد (http://9or.co/18228/) يضر قطع بعض الضرع، ولو قليلا.
ومن العيوب أيضا التى حددها الفقهاء إن كانت مقطوعة الإلية، وكذا فاقدتها خلقة، وخالف الشافعية فقالوا بإجزاء فاقدة الإلية خلقة، صور عيد الاضحى (http://9or.co/12706/) بخلاف مقطوعتها، وما ذهب من إليتها مقدار كثير، أيضا إن كانت مقطوعة الذنب، وكذا فاقدته خلقة، وهى المسماة بالبتراء، وما ذهب من ذنبها مقدار كثير، وكذلك إن كانت مريضة البين مرضها، أى التى يظهر مرضها لمن يراها، والعجفاء التى لا تنقى، وهى المهزولة التى ذهب نقيها، وهو المخ الذى فى داخل العظام، فإنها لا تجزئ، لأن تمام الخلقة أمر ظاهر، فإذا تبين خلافه كان تقصيرا، وأيضا مصرمة الأطباء، وهى التى عولجت حتى انقطع لبنها، والجلالة، وهى التى تأكل العذرة ولا تأكل غيرها، مما لم تستبرأ، بأن تحبس أربعين يوما إن كانت من الإبل، أو عشرين يوما إن كانت من البقر، أو عشرة إن كانت من الغنم، كما ذكر الشافعية من أن (الهيماء) لا تجزئ، وهى المصابة بالهيام وهو عطش شديد لا ترتوى معه بالماء، فتهيم فى الأرض ولا ترعى، وكذا الحامل على الأصح، لأن الحمل يفسد الجوف، ويجعل اللحم رديئا.
واستند الفقهاء فى تلك العيوب إلى عدة أدلة، فعن عبيد بن فيروز قال: قلت للبراء بن عازب: حدثنى بما كره أو نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأضاحى. فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا بيده، ويدى أقصر من يده: "أربع لا تجزئ فى الأضاحى: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظلعها، والكسيرة التى لا تنقى".
ومن الأدلة أيضا عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرف العين والأذن، وأن لا نضحى بمقابلة ولا مدابرة ولا شرقاء ولا خرقاء"، وأيضا عن على رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم: "نهى أن يضحى بعضباء الأذن والقرن"
لم يترك الفقهاء أى عيب إلا وذكروه فكما أن هناك عيوب لا تجزئ معها الأضحية، حددوا أيضا ثلاثة عشر نوعا من الأضحية بها عيوب ولكنها تجزئ إن ضحى بها، وهو ما أطلق عليه عيب غير فاحش، ومنها الجماء: وتسمى الجلحاء، وهى التى لا قرن لها خلقة، ومثلها مكسورة القرن إن لم يظهر عظم دماغها، واستدلوا بذلك فعن حجية بن عدى: أن عليا سئل عن البقرة فقال: عن سبعة. وسئل عن المكسورة القرن فقال: لا بأس. وسئل عن العرج فقال: ما بلغت المنسك. ثم قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرف العينين والأذنين.
ومن العيوب التى تجزئ معها الأضحية وهى الحولاء التى فى عينها حول لم يمنع البصر، والصمعاء وهى الصغيرة إحدى الأذنين أو كليهما، والشرقاء وهى مشقوقة الأذن، وإن زاد الشق على الثلث، والخرقاء وهى مثقوبة الأذن، ويشترط فى إجزائها: ألا يذهب بسبب الخرق مقدار كثير، والمدابرة، وهى التى قطع من مؤخر أذنها شىء ولم يفصل، صور تورتة عيد ميلاد (http://9or.co/23017/) بل ترك معلقا، والهتماء، وهى التى لا أسنان لها، لكن يشترط فى إجزائها ألا يمنعها الهتم عن الرعى والاعتلاف، فإن منعها عنهما لم تجزئ.
كذلك الثولاء، وهى المجنونة، ويشترط فى إجزائها: ألا يمنعها الثول عن الاعتلاف، فإن منعها منه لم تجزئ، لأن ذلك يفضى إلى هلاكها، والجرباء السمينة، بخلاف المهزولة. وقال الشافعية: لا تجزئ الجرباء مطلقا، والمكوية، وهى التى كويت أذنها أو غيرها من الأعضاء، والموسومة وهى: التى فى أذنها سمة، والعاجزة عن الولادة لكبر سنها، والخصى، وإنما أجزأ، لأن ما ذهب بخصائه يعوض بما يؤدى إليه من كثرة لحمه وشحمه، فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "كان إذا أراد أن يضحى اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين فذبح أحدهما عن أمته لمن شهد لله بالتوحيد وشهد له بالبلاغ، وذبح الآخر عن محمد وعن آل محمد صلى الله عليه وسلم".
بنت مثقفة
08-30-2017, 01:57 PM
فوائد زيت الزنجبيل
نبات من العائلة الزنجبارية، وهو أصلاً من نباتات المناطق الحارة، يحتوي على زيت طيار، له رائحة نفاذة وطعم لاذع. يكثر في بلاد الهند الشرقية والفليبيين والصين وسريلانكا والمكسيك.
أسماء الزنجبيل وأنواعه:
زنجبيل بلدي وهو الراسن - زنجبيل شامي - زنجبيل العجم - زنجبيل فارسي - زنجبيل الكلاب - زنجبيل هندي، وهو المعروف المستعمل ، ويسمى بالكفوف. واسمه بالفارسي: أدرك. وبالإنجليزي: ginger. وبالفرنسي: gingerbread
Zingiben officinale :الاسم العلمي
المكونات الكيميائية للزنجبيل:
تحتوي جذامير الزنجبيل على زيت طيار بنسبة ما بين 2.5-3% والمركبات الرئيسية في هذا الزيت هي: Zingiberene. Curcumene, beta-bisabolene. Neral, geranial, D
Camphor, beta phellandrine. Linallol. Alph-Franesenr. Zingeberol
كما يحتوي على مجموعة أخرى تعرف باسم Aryl alkanes وأهم مركبات هذه
المجموعة Gingerols والتي تحتوي على مركب اgingeno وهو المركب الذي يعزى إليه الطعم الحار في الزنجبيل، بالإضافة إلى مجموعة ال Shogaols التي من أهم مركباتها اShogao وهي أيضا مادة حارة كما تحتوي الجذور على Gingerdiols وكذلك Diarythepfanoias كما يحتوي على كمية كبيرة من النشأ. المستعمل من الزنجبيل: جذوره وسيقانه المدفونة في الأرض (الريزومات). طرق الاستعمال الطبية:
- يستعمل منقوعه قبل الأكل كمهدى للمعدة وعلاج النقرس، كما أنه هاضم وطارد
للغازات.
- ويستعمل الزنجبيل لتوسيع الأوعية الدموية، وزيادة العرق والشعور بالدفاء وتلطيف الحرارة، وتقوية الطاقة الجنسية.
- ويستخدم كتوابل في تجهيز الأطعمة ومنحها الطعم المميز.
- يضاف إلى أنواع من المربيات والحلوى، ويضاف إلى المشروبات الساخنة
كالسحلب والقرفة. - يضاف من (5 - 10) نقاط من زيت الزنجبيل إلى 25 مل زيت لوز لمعالجة الروماتيزم.
- وتضاف نقطة أو نقطتان من الزيت على قطعة سكر أو مزيج نصف ملعقة صغيرة من العسل، وتستعمل لانتفاخ البطن ومغص الحيض والغثيان.
شاي الزنجبيل يخفف نوبات الصداع:
أفادت دراسة حديثة أن الزنجبيل قد يساعد في تخفيف آلام الصداع الناتجة عن التوتر النفسي وأوضح الباحثون أن فعالية الزنجبيل تكمن في قدرته على تقليل أنتاج مركبات (بروستاجلاندنيز) المسببة للألم في الجسم فضلا عن كونه راخيا للأعصاب والعضلات حيث يساعد على الاسترخاء وتخفيف التوتر لذلك فهو يسهم في تخفيف الام الصداع الخفيفة: ولكن مزجه مع البابونج وزهرة الزيرفون يعطي مشروبا أقوى وأكثر فعاليه في إزالة الصداع والتشجيع على الاسترخاء.
لبياض العين والسبل:
يعجن زنجبيل مطحون قدر ربع ملعقة صغيرة في عسل نحل قدر ملعقة صغيرة.، ويعبأ في قطارة عيون وقبل النوم يقطر من ذلك للعينين.
للصداع:
يضرب الزنجبيل قدر ربع ملعقة صغيرة مع نصف معلقة من طحين حبة البركة بعد غليهما جيدا في قدر نصف كوب ماء، ثم يحلى بسكر مع دهن مكان الصداع بزيت الزنجبيل.
للشقيقة:
يعجن من الزنجبيل المطحون قدر ملعقة صغيرة مع رماد فحم قدر فنجان ويضمد بذلك مكان الألم مع شرب الزنجبيل مع النعناع كالشاي.
لعلاج الكحة وطرد البلغم:
يؤخذ من زنجبيل مطحون قدر 50 جرام، ومن اللبان الدكر المطحون 50 جرام، ويعجنان في عسل قصب قدر 500 جرام، وتؤخذ ملعقة صغيرة بعد كل أكل.
لتطهير المعدة وتقويتها:
يؤخذ من زنجبيل مطحون 25 جرام، ومن كراوية مطحونة 25 جرام، ومن الزعتر المطحون 25 جرام ، ومن النعناع المطحون 25 جرام، وفي کيل وعسل نحل تعجن وتؤخذ ملعقة صغيرة من ذلك قبل الأكل.
للقولون العصبي:
يمزج زنجبيل مطاحون قدر 50 جرام مع کمون مطاحون 50 جرام علي نصف کوب ماء عليه ملعقة صغيرة من الخل ويشرب ذلك عند الشعور بالألم.
ملين لعلاج الإمساك:
على كوبا حليب بارد يضاف ربع ملعقة صغيرة من ويشرب عند الشعور بالإمساك.
لتدفئة الجسم ومقاومة أمراض الشتاء:
يشرب الزنجبيل على الحليب أو يشرب مع القرفة مع قليل السمسم محلى بسكر و عسل.
للزکام:
يشرب الزنجبيل بعد غليه وتحليته بسكر مع تقطير زيت حبة البركة في الأنف والحلق
للنزلة الشعبية:
يشرب الزنجبيل محلى بعسل نحل مع مضغ نصف ملعقة صغيرة من حبة البركة صباحا ومساء.
- - :لضيق النفس والريو صباحا ومساء.
لتفاتيح سدد الکلي والکبد:
يصنع هذا المركب من زنجبيل مطحون قدر 25 جرام ورق الغار (اللاور) 35 جرام
ويطحن، ومن حبة البركة 50 جرام وتطحن، وفي كل وعسل نحل يطبخ ذلك وتؤخذ من ذلك ملعقة صغيرة بعد كل أكل. صور طلاء اظافر (http://9or.co/23722/) صور وداع (http://9or.co/23494/) صور عن الكذب والخداع (http://9or.co/23509/) صور عن الاخوات (http://9or.co/23548/) صور اطفال حلويين (http://9or.co/23590/) صور ادعية دينية (http://9or.co/23321/) صور غزل (http://9or.co/22936/)
لمنع العطش وإصلاح الخلطى (الأفرجة):
يؤكل الزنجبيل مطبوخا مع السمك كبهار له مع الكمون ويشرب كشراب الورد مثلجا وذلك بنقع قليل من الزنجبيل في ماء ويحلى بسكر.
لضعف الکبد وکسله:
يمزج الزنجبيل مطحون في عسل قصب مع طحينة ويؤكل على الفطار والعشاء يوميا مع وضع لبخة على الجنب الأيمن من مخروط النعناع الأخضر من المساء للصباح.
بنت مثقفة
08-30-2017, 03:01 PM
يوم عرفة والتذكيرُ بالموقف يوم القيامة
الشيخ د. عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر
إنَّ من عبر الحجِّ العظيمة ومواقفه المؤثرة غاية التأثير ذلكم الجمعُ العظيمُ والموقف المباركُ الذي يشهده جميعُ الحُجَّاج في يوم عرفة على أرض عرفة، حيث يقفون جميعاً ملبِّين ومبتهلين إلى الله، يرجون رحمتَه ويخافون عذابَه، ويسألونه من فضله العظيم، في أعظم تجمُّع إسلاميٍّ يُشهد.
وهذا الاجتماع الكبير يذكِّر المسلم بالموقف الأكبر يوم القيامة الذي يلتقي فيه الأوَّلون والآخرون ينتظرون فصل القضاء ليصيروا إلى منازلهم؛ إمَّا إلى نعيم مقيم أو إلى عذاب أليم.
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في ميميَّته :
فلله ذاك الموقفُ الأعـظمُ *** كموقف يوم العرضِ بل ذاك أعظمُ
ولا ريب في عِظم يوم العرض، يقول الله تعالى : { وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا}(1) ، ويقول سبحانه : {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ}(2).
ففي ذلك اليوم العظيم يجمع الله جميعَ العباد، كما قال سبحانه : {لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ}(3)، وقال تعالى : {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ}(4).
ويستوي في هذا الجمع الأوَّلون والآخرون، فالكلُّ مجموع إلى ذلك الميقات العظيم : {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ}(5).
ولن يتخلَّف عن هذا الجمع أحدٌ، مَن هلكوا في أجواء الفضاء، ومَن ضلُّوا في أعماق الأرض، ومَن أكلتهم الطيورُ والسِّباع، الكلُّ سيُجمعُ ولا مَفَرَّ، قال تعالى : {حَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا}(6) ، وقال سبحانه : {أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(7)، وقال سبحانه : { إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}(8).
وسيُجمعون على أرض غير هذه الأرض، قال الله تعالى : {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}(9) ، وقد بيَّن لنا الرسولُ صلى الله عليه وسلم صفةَ هذه الأرض التي يُجمع عليها الناس، ففي صحيح البخاري ومسلم عن سهل بن سعد قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((يُحشرُ الناسُ يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء، كقُرصة النَّقيِّ ليس فيها عَلَمٌ لأحد)) (10) أي : على أرض مستوية لا ارتفاع فيها ولا انخفاض ولا جبال ولا صخور، وليس فيها علامةُ سكنى أو بناء.
ويُجمعون حُفاةً لا نعال عليهم، عُراةً لا لباس عليهم، غُرْلاً أي غير مختونين، ففي صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما : أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : (( إنَّكم محشورون حُفاةً عُراةً غُرلاً، ثم قرأ : { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }(11) ))(12).
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنَّها لَمَّا سمعت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول : ((يُحشر الناسُ يوم القيامة حُفاةً عُراةً غُرلاً)) قالت : يا رسول الله، الرِّجال والنساء جميعاً ينظر بعضُهم إلى بعض؟ قال : ((يا عائشة، الأمر أشدُّ من أن ينظرَ بعضُهم إلى بعض)) (13).
وفي ذلك اليوم تدنو الشمسُ من الخلائق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فلا ظلَّ في ذلك اليوم إلاَّ ظلُّ عرش الرحمن، فمن مستظلٍّ بظلِّ العرش، ومن مُضحٍ بحرِّ الشمس، قد صهرته واشتدَّ فيها كربُه وأقلقته، وقد ازدحمت الأمم وتضايقت ودفع بعضُهم بعضاً، واختلفت الأقدامُ وانقطعت الأعناق من العطش، قد اجتمع عليهم في موقفهم حرُّ الشمس مع وَهَج أنفاسهم وتزاحم أجسامهم، ففاض العرقُ منهم على وجه الأرض، ثم على أقدامهم على قدر مراتبهم ومنازلهم عند ربِّهم من السعادة والشقاء، فمنهم من يبلغ العرقُ منكبيه وحقويه، ومنهم إلى شحمة أذنيه، ومنهم من قد ألجمه العرقُ إلجاماً(14) ، نسأل الله العافية والسلامة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يَعرَقُ الناسُ يوم القيامة حتى يذهبَ عرقُهم في الأرض سبعين ذراعاً، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم)) رواه البخاري(15).
وعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تدنى الشمسُ يوم القيامة من الخلق، حتى تكون منهم كقدر ميل، فيكون الناسُ على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبيته، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً))، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه(16).
ويكون وقوفهم في يوم مقداره خمسون ألف سنة، قال الله تعالى : {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}(17)، وفي صحيح مسلم أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : ((ما من صاحب ذهب ولا فضَّة لا يُؤدِّي منها حقَّها إلاَّ إذا كان يوم القيامة صُفِّحت له صفائح من نار، فأُحمي عليها في نار جهنَّم، فيُكوى بها جنبُه وجبينُه وظهرُه، كلَّما برَدت أُعيدَت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يُقضى بين العباد، فيرى سبيلَه إمَّا إلى الجنَّة وإمَّا إلى النار))(18).
ويهوِّن الله أمرَ الوقوف على أهل الإيمان، نسأل الله الكريم من فضله، ففي المستدرك للحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يومُ القيامة على المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصر))(19).
ويُظلِّهم الله سبحانه في ظلِّه الظليل يوم لا ظلَّ إلاَّ ظلُّه، ويقول سبحانه في ذلك الموقف العظيم : ((أين المتحابُّون بجلالي، اليوم أُظلُّهم في ظلِّي، يوم لا ظلَّ إلاَّ ظلِّي))(20).
وفي ذلك اليوم يفزَعُ الناسُ إلى الأنبياء يطلبون منهم الشفاعةَ عند الله في أن يبدأ في القضاء والحكم بين العباد، فيعتذرون إلاَّ نبيّنا محمداً صلى الله عليه وسلم ، فإنَّه يقول : أنا لها، فيذهبُ ويَخرُّ ساجداً تحت العرش لربِّ العالمين، ويفتح الله عليه من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحدٍ قبله ثم يقول له : ارفع رأسَك وسَلْ تُعطَ، واشفع تشفَّع، وحينئذ يجيء الربُّ جلَّ وعزَّ للفصل بين العباد. صور اماكن سياحية في السعودية (http://9or.co/24120/) صور انا وزوجي (http://9or.co/24148/) صور عيديه (http://9or.co/24055/) صور تورتة عيد ميلاد (http://9or.co/24056/) صور معايده (http://9or.co/24021/) صور اكبر تورتة عيد ميلاد فى العالم (http://9or.co/24007/) صور كل عام وانتم بخير (http://9or.co/23905/) صور خرفان العيد (http://9or.co/23839/) صور للمنتخب السعودي (http://9or.co/23904/)
قال الله تعالى : {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}(21).
تذكَّر يوم تأتي الله فرداً *** وقد نُصبت موازينُ القضاء
وهُتِّكت السُّتور عن المعاصي *** وجاء الذنبُ منكشف الغطاء(22).
فتفكَّر في هذا اليوم الذي وُصف لك، وفي هذا الحال الذي حُدِّثتَ عنه، وأعِدَّ له عدَّته، وعليك بتقوى الله، فإنَّها خيرُ زاد، وقد قال الله تعالى في ختام آيات الحج : {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}(23).
جعلنا الله وإيَّاكم من عباده المتَّقين، وأعاذنا جميعاً من خزي يوم الدِّين، وجعلنا بمنِّه وكرمه يوم الفزَع من الآمنين.
*************************
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.