قانون الغموض
06-01-2010, 01:49 PM
توقفنا فيما سبق عندما فاجأ ابن الجيران .. وهو في حالة بكاء ونشيج .. مما جعلها لا تفهم منه سوى كلمة ماما يقولها متقطعة ..
ثم يغلبه البكاء والنشيج ثم يتماسك وينظر خلفه نحو باب منزلهم ويكمل باقي كلمته الملهوفه .. ما .. فتخرج ماما منه مؤلمة .. هرعت وراءه لبيتهم فوجدت جارتي ملقاه على الأرض .. ذاهبة في غيبوبة عميقة .
في المستشفى جاء الزوج على عجل كان وجهه جزعاً جداً لم تقاوم دمعتي مشهد وجهه الملهوف على زوجته حين رآها من خلف زجاج غرفة العناية المركزة ..
في اليوم التالي ذهبت لزيارتها وجدت زوجها جالساً في الممر أمام غرفتها بدا عليه الإرهاق الشديد كأنه لم ينم الليل بطوله عندما رآني هب واقفاً وجاءني معتذراً بشدة عما حدث وقال إنه سيأخذ الولد اليوم إن شاء الله .. قلت لاعليك الأمر بسيط المهم أن نطئن على زوجتك .. كيف حالها اليوم ؟؟ ..قال حالتها مستقرة وأنا أتوقع أن تفيق بين لحظة وأخرى أشاح بوجهه ناحيتها وقد اغرورقت عيناه بالدموع وقال ادع لها بالشفاء .
مرت عدة شهور بعد تلك الحادثة عرفت بعدها أن جارتي مريضة بمرض عاص وأن أيامها في الحياة متقاربة وأن قدرة جسدها النحيل المنهك على المقاومة تضعف شيئاً فشيئاً.. وقربني مرضها هذا منها جداً حتى صارت لي كالأخت أو أقرب وساعدني على هذا القرب وجود زوجها أغلب الوقت خارج البيت وصداقة ولدينا وكأن القدر كان ينسج بحبكة ماهرة باقي الحكاية ..
لم يكن لدى عقلي القدرة على استيعاب ماحدث الليلة حاولت للمرة المليون أن أرتب الأحداث لعلي استوعبها وأكون فكرة مبدئية عن رأي ةلكني لم استطع .. كان السؤال الرئيسي والمُلح والذي ليس له إجابة كيف تقد زوجة بهذه البساطة على طلب يد امرأة للزواج من زوجها؟
..نعم هذا ما حدث بالتحديد في هذا المساء حين كانت تحدثني عن زوجها وابنها وأنها تريد أن تطمئن عليهم قبل وفاتها التي باتت تشعر بدنوها وانها رأت بعد تفكير عميق واستخارة الله أنني أفضل زوجة يمكن أن ترعى زوجها وابنها ..
وحين رأت حالة الإندهاش التي تكسو وجهي قالت فكري على مهل والأمر بيني وبينك لا يعلمه إلا الله .. تمالكت نفسي قليلاً وسألتها كيف تفكر زوجة بهذه الطريقة ؟ ابتسمت وقالت أعرف ان هذا يسبب كل هذا الإندهاش ولكن صدقيني لو أنكِ في مكاني وتكني لزوجكِ حباً صادقاً لما تمنيت له سوى السعادة ..ثم تنهدت وقالت السعادة التي حرم منها عشر سنوات كاملة منذ بدأ المرض يتسلل إلى جسدي وينهش فيه.
عشر سنوات كاملة ..ظلت كلمتها ..يتردد صداها في أذني وأنا في حيرتي وأتساءل كيف تتشابك الظروف وتتشابه بهذه الطريقة؟ عشر سنوات من الحرمان والوفاء ..ثم تغزل الأقدار هذه اللوحة هنا وهناك لتتجمع في لحظة ما من الزمن لتعطينا الفرصة لإكمالها وجعلها متناغمة ..متناغمة؟ ..كيف أفكر بهذه الطريقة وأنا المثقفة المتعلمة ؟.. كيف أتصور أن أركب اللوحة بهذه الطريقة ؟.. ولكنها فعلاً متشابهة إلى حدٍ بعيد.. لا ليست متشابهة .. الأمر لي وأنا راهبة في محراب وفائي لزوجي وليس لدي الاستعداد النفسي لكسر هذه الرهبنة وليس لدي أي رغبة في أن يلمسني رجل آخر غيره .. ولا أفكر في ذلك .. ولا أسمح لذاتي أن تتمنى أو حتى تحلم بذلك ..هذا قراري النهائي.
كانت جارتي من الذكاء حين أمسكت بكل خيوط نصف لوحتها الغير مكتمل ..كانت تدير الأمر بعاطفة مذهلة ..فكل خيوطها لا يمكن أن أرفضها ..فقد أتت لي من الوجهة الإنسانية وابتعدت تماماً عن الوجهة الحسية.. ظلت تحدثني عن ابني وابنها وكيف تيتما ..ثم يسوق لهما القدر فرصة لم تتوفر ليتيم من قبل أن يستعيد أحدهما أم والآخر أب.. كانت تحدثني عن زوجها الرجل الذي تحمل عن طيب خاطر كل ما مر بها من اعلال وتحمله الحياة معها بكل ود ورجولة وشهامة رغم أنه تحول إلى عازب في الحياة معها .. ولكنه لم يمل يوماً أو يضجر من خدمتها بل على العكس أعطاها من الحب والقرب والعاطفة المزيد والمزيد دون كلل رغم مشاغله المتعددة إلا أنه لم يشعرها يوما بعدم وجوده أبداً
لم تبد أي أعتراض على رفضي القاطع .. ولكنها قالت أريدكِ أن تفكري بعقلك لا بعاطفتك استشيري أمكِ ..قفي بين يدي الله وأستخيريه ..كانت تدفعني بهدوء نحو هذا المثلث عقلي وأمي واستخارة ربي.. وعندما رفضت الدخول ...قالت لم يعد لي سوى ضميركِ.. اسأليه لماذا رفض التفكير بالعقل واستشارة أقرب وأصدق الناس إليكِ أمكِ ..واستخارة الله سبحانه وتعالى؟؟ لأنه يعلم انه الطريق الصواب ..هكذا وجدت نفسي في حصار هذه الزوجة وأمام إلحاحها .. وجدت امي سعيدة بهذا الأمر .. وعقلي يتفبل كل الافتراضات الموضوعية لإكمال نصف لوحتها الناقصة .. وعندما وقفت لصلاة الإستخارة أرتعش جسدي بشدة وأرتعد .. كيف لي أن أجرؤ على الوقوف بين يدي الله لأستخيره في الزواج؟؟.. وأنا متزوجة .. وجاءني عقلي قائلاً أنت أرملة لا متزوجة ...قلت ولكني لست محتاجة لهذا الزواج ..قال عقلي ..الذي يعلم هو الله لا أنت ..أسأليه أن يشرح صدركِ للحق ويهديك للخير ..
وللحديث بقية!!؟؟
ثم يغلبه البكاء والنشيج ثم يتماسك وينظر خلفه نحو باب منزلهم ويكمل باقي كلمته الملهوفه .. ما .. فتخرج ماما منه مؤلمة .. هرعت وراءه لبيتهم فوجدت جارتي ملقاه على الأرض .. ذاهبة في غيبوبة عميقة .
في المستشفى جاء الزوج على عجل كان وجهه جزعاً جداً لم تقاوم دمعتي مشهد وجهه الملهوف على زوجته حين رآها من خلف زجاج غرفة العناية المركزة ..
في اليوم التالي ذهبت لزيارتها وجدت زوجها جالساً في الممر أمام غرفتها بدا عليه الإرهاق الشديد كأنه لم ينم الليل بطوله عندما رآني هب واقفاً وجاءني معتذراً بشدة عما حدث وقال إنه سيأخذ الولد اليوم إن شاء الله .. قلت لاعليك الأمر بسيط المهم أن نطئن على زوجتك .. كيف حالها اليوم ؟؟ ..قال حالتها مستقرة وأنا أتوقع أن تفيق بين لحظة وأخرى أشاح بوجهه ناحيتها وقد اغرورقت عيناه بالدموع وقال ادع لها بالشفاء .
مرت عدة شهور بعد تلك الحادثة عرفت بعدها أن جارتي مريضة بمرض عاص وأن أيامها في الحياة متقاربة وأن قدرة جسدها النحيل المنهك على المقاومة تضعف شيئاً فشيئاً.. وقربني مرضها هذا منها جداً حتى صارت لي كالأخت أو أقرب وساعدني على هذا القرب وجود زوجها أغلب الوقت خارج البيت وصداقة ولدينا وكأن القدر كان ينسج بحبكة ماهرة باقي الحكاية ..
لم يكن لدى عقلي القدرة على استيعاب ماحدث الليلة حاولت للمرة المليون أن أرتب الأحداث لعلي استوعبها وأكون فكرة مبدئية عن رأي ةلكني لم استطع .. كان السؤال الرئيسي والمُلح والذي ليس له إجابة كيف تقد زوجة بهذه البساطة على طلب يد امرأة للزواج من زوجها؟
..نعم هذا ما حدث بالتحديد في هذا المساء حين كانت تحدثني عن زوجها وابنها وأنها تريد أن تطمئن عليهم قبل وفاتها التي باتت تشعر بدنوها وانها رأت بعد تفكير عميق واستخارة الله أنني أفضل زوجة يمكن أن ترعى زوجها وابنها ..
وحين رأت حالة الإندهاش التي تكسو وجهي قالت فكري على مهل والأمر بيني وبينك لا يعلمه إلا الله .. تمالكت نفسي قليلاً وسألتها كيف تفكر زوجة بهذه الطريقة ؟ ابتسمت وقالت أعرف ان هذا يسبب كل هذا الإندهاش ولكن صدقيني لو أنكِ في مكاني وتكني لزوجكِ حباً صادقاً لما تمنيت له سوى السعادة ..ثم تنهدت وقالت السعادة التي حرم منها عشر سنوات كاملة منذ بدأ المرض يتسلل إلى جسدي وينهش فيه.
عشر سنوات كاملة ..ظلت كلمتها ..يتردد صداها في أذني وأنا في حيرتي وأتساءل كيف تتشابك الظروف وتتشابه بهذه الطريقة؟ عشر سنوات من الحرمان والوفاء ..ثم تغزل الأقدار هذه اللوحة هنا وهناك لتتجمع في لحظة ما من الزمن لتعطينا الفرصة لإكمالها وجعلها متناغمة ..متناغمة؟ ..كيف أفكر بهذه الطريقة وأنا المثقفة المتعلمة ؟.. كيف أتصور أن أركب اللوحة بهذه الطريقة ؟.. ولكنها فعلاً متشابهة إلى حدٍ بعيد.. لا ليست متشابهة .. الأمر لي وأنا راهبة في محراب وفائي لزوجي وليس لدي الاستعداد النفسي لكسر هذه الرهبنة وليس لدي أي رغبة في أن يلمسني رجل آخر غيره .. ولا أفكر في ذلك .. ولا أسمح لذاتي أن تتمنى أو حتى تحلم بذلك ..هذا قراري النهائي.
كانت جارتي من الذكاء حين أمسكت بكل خيوط نصف لوحتها الغير مكتمل ..كانت تدير الأمر بعاطفة مذهلة ..فكل خيوطها لا يمكن أن أرفضها ..فقد أتت لي من الوجهة الإنسانية وابتعدت تماماً عن الوجهة الحسية.. ظلت تحدثني عن ابني وابنها وكيف تيتما ..ثم يسوق لهما القدر فرصة لم تتوفر ليتيم من قبل أن يستعيد أحدهما أم والآخر أب.. كانت تحدثني عن زوجها الرجل الذي تحمل عن طيب خاطر كل ما مر بها من اعلال وتحمله الحياة معها بكل ود ورجولة وشهامة رغم أنه تحول إلى عازب في الحياة معها .. ولكنه لم يمل يوماً أو يضجر من خدمتها بل على العكس أعطاها من الحب والقرب والعاطفة المزيد والمزيد دون كلل رغم مشاغله المتعددة إلا أنه لم يشعرها يوما بعدم وجوده أبداً
لم تبد أي أعتراض على رفضي القاطع .. ولكنها قالت أريدكِ أن تفكري بعقلك لا بعاطفتك استشيري أمكِ ..قفي بين يدي الله وأستخيريه ..كانت تدفعني بهدوء نحو هذا المثلث عقلي وأمي واستخارة ربي.. وعندما رفضت الدخول ...قالت لم يعد لي سوى ضميركِ.. اسأليه لماذا رفض التفكير بالعقل واستشارة أقرب وأصدق الناس إليكِ أمكِ ..واستخارة الله سبحانه وتعالى؟؟ لأنه يعلم انه الطريق الصواب ..هكذا وجدت نفسي في حصار هذه الزوجة وأمام إلحاحها .. وجدت امي سعيدة بهذا الأمر .. وعقلي يتفبل كل الافتراضات الموضوعية لإكمال نصف لوحتها الناقصة .. وعندما وقفت لصلاة الإستخارة أرتعش جسدي بشدة وأرتعد .. كيف لي أن أجرؤ على الوقوف بين يدي الله لأستخيره في الزواج؟؟.. وأنا متزوجة .. وجاءني عقلي قائلاً أنت أرملة لا متزوجة ...قلت ولكني لست محتاجة لهذا الزواج ..قال عقلي ..الذي يعلم هو الله لا أنت ..أسأليه أن يشرح صدركِ للحق ويهديك للخير ..
وللحديث بقية!!؟؟