تربوي
04-25-2015, 07:32 PM
المصدر: البروفسور أحمد الإمام- مركز التعلم المتميز لتنمية القدرات (http://www.excellence4education.com)
الإنسان سلوك
يتعامل الناس بينهم في مجالات البيع، والوظيفة الحكومية، وضمن حيز الأسرة، وفي الشارع، وفي كل مضمار يتواجد فيه شخص مع آخر؛ باستراتيجيات لتحقيق مصالح شرعية، أو السيطرة، أو الإيهام، أو التوريط، أو الإستدراج، أو المغالطة، أو غير ذلك من أساليب الإحتيال السلوكي التي يبررها الفرد بغاياته، وغالبا ما يستهين بالآثار السلبية لتصرفاته المختلة على ثبات مقوماته الشخصية، ووضوح معالم نفسيته لذاته، قبل الحديث عن الإنعكاسات على الآخر الذي قد تنطلي عليه المناورة بعض المرات ولكنها لن تدوم، وإن دامت فلن تستمر إلا مع أشخاص يوهمونه بغباءهم لاستغباءه، أو لأنهم يفضلون فعلا التعامل بأنماط المخادعة.
كرم الله الإنسان بنعمة الكلام، للتعبير والتواصل مع بني فصيلته بما يعظم مفاهيمه ويطور مكتسباته من خبرات الآخرين؛ إلا أن هذه الوسيلة غالبا ما تستعمل كسلاح فتاك للنيل من العدو، فأساليب الحرب النفسية معروفة بين الأفراد وحتى على مستوى الدول المتنازعة، أما اختلاق الشائعات ونشر الإفتراءات، فقد أصبح معمما ومتيسرا بكل الطرق المكشوفة أو المدسوسة، المتقادمة أو تلك المستجدة عبر شبكات المواقع الإلكترونية، وكأن الأكاذيب وجدت مستنقعها الذي تفرخ فيه جراثيمها، التي تنخر جسد السباحين في مياهها النافقة.
ليست الحقيقة مظاهر الكلام ولا حتى تصريحات النوايا الحسنة، فليس كل من قال صدق، ولا كل من حدث قصد، فالمتكلم يعبر لتحقيق تواصل مع محيطه، وقد يكثر من التصريحات أو الإيحاءات للتأثير على من حوله، وقد يحاصر محاوره بإضعاف ثقته في نفسه، أو الضغط عليه ذهنيا، أو بتر كل مهاراته التحليلية والإنتقادية، أو تخويفه من أوهام متداولة لاستضعاف عقله بها؛ فاللسان سيف مسلول على الباطل، أو موجات ذبذبية مخربة للعقول مدمرة للنفوس.
يتعايش أفراد المجتمع بريبة من بعضهم، ويرتدون أقنعتهم لحماية أنفسهم من عالمهم المحيط، ولكنهم لا يتراجعون عن إضعاف الآخر إن أتيحت لهم الفرصة، وكأنهم في حلبة صراع، يسعى كل منازل التغلب على منافسه؛ فأين مشاعر الإنتماء للمجتمع أي للآخر، للإنسان، وكيف يكون الأمان وسط ميدان معركة متجددة بين البشر؟
لا شك أن صلابة التكافل والتضامن ضمن مختلف مكونات المجتمع، هي التي تقوم على مدى الصدقية في العلاقات، فإن تلاشت معاني الثقة المتبادلة، والمساندة الفعلية، واحترام وتقدير الآخر؛ تكثر الإنشقاقات وترى المجتمع جميعا، ولكن الولاءات والنوايا شتى.
الإنسان سلوك فاعل في مجموعته، وكل تصرفاته لبنة في بناء واقع المجموعة التي يعيش ضمنها، كما أن مستوى الوعي والتدخل الإيجابي وكذا الترسيخي والتذكيري للمرجعيات المشتركة يحافظ على أجواء الإستقرار، إلا أن التكتلات الفئوية والمزايدات على البديهيات السلوكية، ومناورات التسلط الفكري على أعضاء المجتمع من طرف بعض الأشخاص، ينذر باستفحال سرطان الكراهية والعداوة والإقصاء، الذي يدمر أرضية التآلف والوفاء للوحدة المجتمعية.
يحتاج الناس إلى أفعال بناءة، كما يفتقر المجتمع إلى جيوش الصادقين في تفاعلاتهم مع ذويهم، فيتقلص عدد المتكلمين، ولتتراجع نسبة أهل الثرثرة، فليجتهد العاملون وليساهم الفرد البسيط بخدمته دون حاجة للتشدق بعبارات رنانة، ولا حاجة للمجتمع إلى الذين يمنون عليه بما يجنون منه مصالحهم.
المعاملة سلوك واقعي، بعيدا عن الإقناع اللفظي أو التأثير بشتى الوسائل التي تجعل من الآخر مجرد منفذ لرغبة المتحدث؛ أما خير وسيلة لاكتشاف حقائق النوايا والأهداف الفعلية، فهي عدم الإكتراث للمظاهر التي تخفي ما تخفيه والتغاضي عن بهرجة وتنميقات كل ما يقال، والنظر إلى الأفعال ومتابعة السلوكيات والإنجازات التي تنفع الناس، أما زبد الكلام فلا قرار له.
المصدر: البروفسور أحمد الإمام- مركز التعلم المتميز لتنمية القدرات (http://www.excellence4education.com)
الإنسان سلوك
يتعامل الناس بينهم في مجالات البيع، والوظيفة الحكومية، وضمن حيز الأسرة، وفي الشارع، وفي كل مضمار يتواجد فيه شخص مع آخر؛ باستراتيجيات لتحقيق مصالح شرعية، أو السيطرة، أو الإيهام، أو التوريط، أو الإستدراج، أو المغالطة، أو غير ذلك من أساليب الإحتيال السلوكي التي يبررها الفرد بغاياته، وغالبا ما يستهين بالآثار السلبية لتصرفاته المختلة على ثبات مقوماته الشخصية، ووضوح معالم نفسيته لذاته، قبل الحديث عن الإنعكاسات على الآخر الذي قد تنطلي عليه المناورة بعض المرات ولكنها لن تدوم، وإن دامت فلن تستمر إلا مع أشخاص يوهمونه بغباءهم لاستغباءه، أو لأنهم يفضلون فعلا التعامل بأنماط المخادعة.
كرم الله الإنسان بنعمة الكلام، للتعبير والتواصل مع بني فصيلته بما يعظم مفاهيمه ويطور مكتسباته من خبرات الآخرين؛ إلا أن هذه الوسيلة غالبا ما تستعمل كسلاح فتاك للنيل من العدو، فأساليب الحرب النفسية معروفة بين الأفراد وحتى على مستوى الدول المتنازعة، أما اختلاق الشائعات ونشر الإفتراءات، فقد أصبح معمما ومتيسرا بكل الطرق المكشوفة أو المدسوسة، المتقادمة أو تلك المستجدة عبر شبكات المواقع الإلكترونية، وكأن الأكاذيب وجدت مستنقعها الذي تفرخ فيه جراثيمها، التي تنخر جسد السباحين في مياهها النافقة.
ليست الحقيقة مظاهر الكلام ولا حتى تصريحات النوايا الحسنة، فليس كل من قال صدق، ولا كل من حدث قصد، فالمتكلم يعبر لتحقيق تواصل مع محيطه، وقد يكثر من التصريحات أو الإيحاءات للتأثير على من حوله، وقد يحاصر محاوره بإضعاف ثقته في نفسه، أو الضغط عليه ذهنيا، أو بتر كل مهاراته التحليلية والإنتقادية، أو تخويفه من أوهام متداولة لاستضعاف عقله بها؛ فاللسان سيف مسلول على الباطل، أو موجات ذبذبية مخربة للعقول مدمرة للنفوس.
يتعايش أفراد المجتمع بريبة من بعضهم، ويرتدون أقنعتهم لحماية أنفسهم من عالمهم المحيط، ولكنهم لا يتراجعون عن إضعاف الآخر إن أتيحت لهم الفرصة، وكأنهم في حلبة صراع، يسعى كل منازل التغلب على منافسه؛ فأين مشاعر الإنتماء للمجتمع أي للآخر، للإنسان، وكيف يكون الأمان وسط ميدان معركة متجددة بين البشر؟
لا شك أن صلابة التكافل والتضامن ضمن مختلف مكونات المجتمع، هي التي تقوم على مدى الصدقية في العلاقات، فإن تلاشت معاني الثقة المتبادلة، والمساندة الفعلية، واحترام وتقدير الآخر؛ تكثر الإنشقاقات وترى المجتمع جميعا، ولكن الولاءات والنوايا شتى.
الإنسان سلوك فاعل في مجموعته، وكل تصرفاته لبنة في بناء واقع المجموعة التي يعيش ضمنها، كما أن مستوى الوعي والتدخل الإيجابي وكذا الترسيخي والتذكيري للمرجعيات المشتركة يحافظ على أجواء الإستقرار، إلا أن التكتلات الفئوية والمزايدات على البديهيات السلوكية، ومناورات التسلط الفكري على أعضاء المجتمع من طرف بعض الأشخاص، ينذر باستفحال سرطان الكراهية والعداوة والإقصاء، الذي يدمر أرضية التآلف والوفاء للوحدة المجتمعية.
يحتاج الناس إلى أفعال بناءة، كما يفتقر المجتمع إلى جيوش الصادقين في تفاعلاتهم مع ذويهم، فيتقلص عدد المتكلمين، ولتتراجع نسبة أهل الثرثرة، فليجتهد العاملون وليساهم الفرد البسيط بخدمته دون حاجة للتشدق بعبارات رنانة، ولا حاجة للمجتمع إلى الذين يمنون عليه بما يجنون منه مصالحهم.
المعاملة سلوك واقعي، بعيدا عن الإقناع اللفظي أو التأثير بشتى الوسائل التي تجعل من الآخر مجرد منفذ لرغبة المتحدث؛ أما خير وسيلة لاكتشاف حقائق النوايا والأهداف الفعلية، فهي عدم الإكتراث للمظاهر التي تخفي ما تخفيه والتغاضي عن بهرجة وتنميقات كل ما يقال، والنظر إلى الأفعال ومتابعة السلوكيات والإنجازات التي تنفع الناس، أما زبد الكلام فلا قرار له.
المصدر: البروفسور أحمد الإمام- مركز التعلم المتميز لتنمية القدرات (http://www.excellence4education.com)