محمد ابراهيم البادي
04-18-2010, 07:33 PM
جنوح الأحداث في دولة الامارات
المقدمة :
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .. وبعد ,,,
ساتحدث في موضوعي عن جنوح الأحداث في دولة الإمارات العربية المتحده .
وسبب اختياري لهذا الموضوع و هو أن جنوح الأحداث من الظواهر الاجتماعية السلبية التي تواجه دولة الإمارات .. و هو الخروج عن قواعد السلوك التي يضعها المحتمع لأفراده .. و قد تناول بحثي الأفكار الآتية .. مفهوم الجنوح و أسبابه و عوامله و دور الدولة و المجتمع في معالجة هذه الظاهره و ما أثر الظاهره ( جنوح الأحداث) على المجتع و أفراده . و كذلك أثر الثقافة و المستوى الفكري و وسائل الإعلام على نشوء الظاهر .
الموضوع :
الفصل الأول :
قال تعالى : (ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة وأحسنوا أن الله يحب المحسنين) صدق الله العظيم (سورة البقرة – آية 195)
تعتبر ظاهرة جنوح الأحداث من الظواهر الاجتماعية السلبية التي تواجه مجتمع الإمارات ، وتحرص دولة الإمارات على تقديم الرعاية المطلوبة للأحداث المشردين والجانحين وإعادة تأهيلهم حتى يتوافقوا مع مجتمعهم ويصبحوا مواطنين صالحين وأعضاء منتجين وليسوا عالة على أسرهم والمجتمع.
ولقد أصدرت الدولة القانون الاتحادي رقم (9) لسنة 1976م، بشأن الاحداث الجانحين و المشردين وحدد القانون في مادته الاولى تعريفا للحدث الذي ينطبق عليه القانون بأنه من لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره وقت ارتكاب الفعل محل المساءلة او وجوده في إحدى حالات التشرد.
وقد راعت مواد هذا القانون مصلحة الحدث وأوجبت رعايته وتقوميه من خلال إيداعه في مؤسسة إصلاحية مناسبة لتأهيله وتعديل سلوكه، ومن خلال إبعاد الحدث عن الظروف التي أدت الى تشرده او جنوحه، وإخضاعه لنوع من الرقابة والملاحظة والمتابعة ورعاية أسرته.
ولقد حدد القانون التدابير القضائية التي يجوز للقاضي اتخاذها في شأن الحدث المشرد او الجانح كالتالي :
1- التوبيخ.
2- التسليم لولي أمره.
3- الاختبار القضائي.
4- منع ارتياد أماكن معينة.
5- حظر ممارسة عمل معين.
6- الالتزام بالتدريب المهني.
7- الإيداع في مأوى علاجي او معهد تأهيل او دار للتربية او معهد للإصلاح حسب الأحوال.
8- الإبعاد من البلاد (لغير المواطنين) .
وكانت الخطوة الثانية هي تدخل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بالتعاون مع وزارة الداخلية بإنشاء مراكز استقبال بمديريات الشرطة بمختلف الإمارات، وقد أصدر وزير العمل والشؤون الاجتماعية القرار الوزاري رقم (70) لسنة 1979م، والخاص بتنظيم مهام هذه المراكز، وتعيين الكادر الوظيفي من الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين للعمل فيها، وباشرت هذه المراكز عملها داخل مديريات الشرطة، حيث قامت بالمهام الآتية :
1- تحديد أماكن مخصصة لإيداع الأحداث داخل المديريات او المخافر بعيدا عن المتهمين الكبار.
2- دراسة وفحص الحالات التي كانت ترد الى المديريات وتقديم تقرير عنها الى المحكمة المختصة.
3- حضور جلسات المحكمة وإبداء التوصيات اللازمة لكل حالة.
4- القيام بأعمال التوجيه والإرشاد للأحداث الجانحين ولأولياء أمورهم.
5- حضور تحقيقات الشرطة عند ورود كل حالة بعد القبض عليها.
5- متابعة الحالة بالرعاية اللاحقة بعد الانتهاء من المحاكمة.
وصدر القرار الوزاري رقم (51/2) لسنة 1980 من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إيذانا بإنشاء وحدتين شاملتين لرعاية الأحداث الجانحين بالدولة في كل من أبوظبي، والشارقة وقد سميت (بالوحدة الشاملة) لأنها تقدم جميع أشكال الرعاية التي يحتاجها الحدث حسب حالته، ولذلك فهي تشمل أعمال الاستقبال والحجز التحفظي والمحكومين من الأحداث الجانحين، والذين يودعهم أولياء أمورهم لدى الدار.
وبدأ العمل بهاتين الوحدتين اعتبارا من يوم 15/12/1981، حيث تقدم وحدة أبوظبي رعايتها للأحداث الذين يردون إليها من أبوظبي والعين، أما وحدة الشارقة فهي تخدم الأحداث الذين يحالون إليها من الشارقة، عجمان، ام القيوين، رأس الخيمة ، الفجيرة.
أما بخصوص دبي، فإن الأحداث الجانحين يحتجزون في سجن دبي المركزي بقسم خاص بهم دون أن يخالطوا الكبار، نظرا لعدم وجود مؤسسة لرعاية الأحداث الجانحين، وتقوم إدارة السجن بتقديم بعض الخدمات التعليمية و المهنية لهم أثناء فترة قضاء مدة الحكم الصادر ضدهم.
وقد نص القرار (51/2) لسنة 1980، على أن الوحدة الشاملة لرعاية الاحداث هي مؤسسة تربوية لعلاج جنوح الأحداث ووقاية المعرضين منهم للانحراف، تقدم الرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية والتعليمية والمهنية بما يوفر حاجات الحدث الجسمية والفعلية والنفسية، وما يساعد على تكوين شخصيته وتنمية مواهبه واستعداداته ليكون عضو نافعا في المجتمع، وذلك بالأعمال والأنشطة التالية :
1- إجراء البحوث الاجتماعية والاختبارات النفسية على الأبناء ورسم طرق علاجهم وتقويمهم من خلال خلق المواقف المختلفة ومراقبة أنماط السلوك وتعديلها.
2- توفير الرعاية الطبية للأبناء عن طريق الكشف الطبي الأولي والدوري وصرف الأدوية اللازمة للعلاج وإحالة الحالات التي يتعذر علاجها داخليا الى المستشفيات.
3- فتح فصول محو الأمية لمن فاتتهم فرص التعليم وإلحاق من في سن التعليم بالمدارس تحت إشراف الوحدة وبعد استئذان النيابة العامة في الحالات التي تستدعي ذلك.
4- الاهتمام بالتربية وأداء الفرائض.
5- الاهتمام بالتدريب المهني وإعداد الفرص اللازمة لتعليم الحرف المناسبة لميول الأبناء وقدراتهم داخل الوحدة وفق برامج معينة وإلحاقهم بمراكز التدريب.
6- تنمية الهوايات المختلفة بين الأبناء بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.
7- تشجيع الأبناء على الاطلاع والقراءة بإنشاء مكتبة تضم الكتب الدينية والعلمية والقومية والأدبية والصحف والمجلات الدورية.
8- توفير وسائل التربية الرياضية وممارسة الألعاب المختلفة ويجوز تكوين الفرق والاشتراك في المباريات وتنظيم الرحلات والمعسكرات.
9- تهيئة وسائل الترويح والترفيه الهادفة للأبناء من خلال مشاهدة برامج التلفزيون والافلام السينمائية والاستماع لبرامج الإذاعة المناسبة وممارسة الألعاب المسلية والمفيدة في نادي الوحدة.
10- تعويد الأبناء على الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية من خلال خدمة أنفسهم وتجميل الوحدة خلال إقامتهم بها. (1)
الفصل الثاني :
أهداف الوحدات الشاملة لرعاية الأحداث الجانحين
1- وقاية الأحداث من التعرض للجنوح.
2- إيواء حالات جنوح الاحداث.
3- توفير العلاج والرعاية النفسية.
4- توفير العلاج والرعاية الطبية والمعيشية للأحداث الجانحين.
5- توفير التعليم والتربية وإكساب المعرفة.
6- إتاحة فرص التدريب والتأهيل المهني للأحداث الجانحين.
7- التوجيه والإصلاح الديني للأحداث الجانحين.
8- علاج حالات جنوح الأحداث وتمكينهم من الاندماج الاجتماعي.
التنظيم الإداري للوحدات الشاملة لرعاية الأحداث الجانحين :
بصدور القرار الوزاري رقم (32/3) لسنة 1983م استكملت وحدات رعاية الاحداث الجانحين الشكل التنظيمي لها وقد صدر هذا القرار بشكل لائحة داخلية لتنظيم دور رعاية الاحداث وإصلاحهم.
ولحماية النشء والشباب قامت الدولة باتخاذ كافة التدابير الوقائية الوطنية للتصدي لظاهرة المخدرات واجتثاثها من المجتمع، وحماية الشباب من سمومها وأخطارها، حيث صدر في شهر أكتوبر 1995 قانون مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية بعد تعديله، حتى تكون عقوباته رادعة ضد التجار والمهربين، والتي تصل الى الإعدام للمهربين والمتاجرين، والسجن أربع سنوات للمتعاطين.
الجنوح أو الجريمة نوع من الخروج عن قواعد السلوك التي يضعها المجتمع لأفراده, يحملان معنى واحداً
يعبر عن وقائع اجتماعية تلازم المجتمعات الإنسانية ,وتختلف من مجتمع ومن زمن لآخر .....
وتُعرف الجنوح أو الجريمة ,بأنها انحراف عن المعايير والقيم التي حددها المجتمع للسلوك الصحيح
وفعل يضر بالجماعة ويهدد كيانها ,والفعل الذي يحرمه القانون ويعاقب عليه وفق جزاءات ذات طابع رسمي ,وقد تأخذ شكلاً منظماً ,حينما تكون في سلوك لا اجتماعي يقوم به تنظيم إجرامي يمارس أنشطة خارجة عن القانون بطريقة سرية ووفق تقسيم للأدوار ,وولاء واضح لرأس هذا التنظيم....
جنوح الأحداث في الإمارات :
تكاد تكون ظاهرة جنوح الأحداث غير معروفة قبل ظهور النفط حتى أواسط الستينيات , كان الحدث ينعم برعاية الأسرة الممتدة ....
ومع اكتشاف النفط وتسارع التغير والتنمية , بدأت عادات وسلوكيات غربية تتغلل في نسيج مجتمع الإمارات , ظاهرة جنوح الأحداث تنمو في فئات الذكور حتى أصبحت خطرا على الفرد والمجتمع على حد سواء .....
وتعني كلمة حدث مرحلة العمر بين السابعة والثامنة عشر ..
أما الجنوح أو الانحراف فهو الميل إلى الإثم فيطلق لفظ جانح على كل من يخالف القوانين المعمول بها وينحرف عن الخطوط الحمراء ..
عوامل الجنوح :
1- التفكك الأسري ..
2- المستوى الاجتماعي والاقتصادي و الثقافي ..
3- جماعة رفاق السوء ..
4- وقت الفراغ
5- وسوء التربية , وسوء العلاقة بين الآباء والأبناء ..
مؤشرات انحراف الأحداث وتوقع :
1- التمرد على النظام في الأسرة و المدرسة ..
2- الميل إلى الاستعراض وإثارة اهتمام الآخرين بأساليب غير مقبولة ..
3- الشراسة في التعامل مع الآخرين ..
4- الفشل في الدراسة ..
5- الميل إلى السيطرة و الإقبال على المنع ..
6- الاستخدام الزائد للحيل الدفاعية السلبية مثل الإنكار و التبرير و الكذب ..
الجهود المبذولة في دولة الإمارات لاحتواء جنوح الأحداث :
كانت قضايا الأحداث تعالج بمعرفة رجال الشرطة دون معاونة من المتخصصين الاجتماعيين , وبدءا من عام 1976 بدأت التشريعات في الاهتمام بهذه الظاهرة ,فتم اتخاذ بعض الضوابط لرعاية الأحداث الجانحين .
كما تم إنشاء مراكز استقبال الأحداث بإدارات الشرطة , ومنع اتصالهم بالمجرمين .. ومن منطلق علاجي بدأت ثلاث وحدات لرعاية الأحداث عملها في أبو ظبي و دبي والشارقة تستهدف إعادة تأهيل الأحداث الجانحين ,و تقديم الرعاية لاحقة للمفرج عنهم , حتى لا يتحول الحدث إلى مجرم يضر نفسه وأسرنه ويهدد أمن
الفصل الثالث :
أثر الثقافة والمستوى الفكري على نشوء الظاهره :
ومن الواضح أن العقيدة والثقافة التي يحملها الإنسان تساهم في خلق الأفكار والتصوف. التي تصنع الموقف، وفي الميل إليه، واتخاذ قرار الفعل. وتدل الدراسات الميدانية إن مستوى ونوع الثقافة والفكر والعقيدة التي يحملها الإنسان، تؤثر ً تأثيرا بالغا في سلوكه، فإن الإحصائيات تفيد أن نسبة الإجرام والانحراف عالية في الأشخاص ً غير المتعلمين، أو قليلي الثقافة والمعرفة. ) وفي دراستنا وجدنا أن نسبة الأمية بين الذكور الجانحين %69 وبين الإناث %79 وبلغت نسبة من يحملون الشهادة الابتدائية %22 من الذكور و %14 من الإناث وأما من يحملون الشهادة الإعدادية فقد بلغت نسبتهم %9 من الذكور و %7 من الإناث .
أثر وسائل الاعلام على سلوكيات الشباب :
في عالمنا المعاصر تطورت وسائل الاتصال، ونقل الأفكار والمعلومات، بشكل لم يسبق له مثيل، فهي تنتقل بسرعة الضوء والصوت، وتغزو العالم في ثوان معدودة. وأصبحت وسائل الاعلام والمعلومات، كالتلفزيون وشبكات الانترنيت والكومبيوتر والصحافة والراديو والكتاب والمجلة... هي القوة المهيمنة على التفكير والفعالة في تكوين نمط السلوك. 15 فالاعلام يساهم في تكوين الفكر السياسي والدعاية للشخصيات والافكار، كما يساهم مساهمة فعالة، لاسيما الاعلام المصور، كالتلفزيون والسينما والفيدو والمجلة بالإغراء الجنسي، والتعريف بالأزياء والسلوك والافكار والإثارة، وتوجيه الرأي العام. ) (9 والشباب ـ لاسيما في مرحلة المراهقة ـ مهيئون أكثر من غيرهم، لتقمص
الشخصيات، والتأثر بالشخصيات التي تظهر على شاشة التلفزيون، أو السينما، من الممثلين وعارضي الأزياء، ورجال العصابات، وشخصيات العنف. كما أن اهتمام الصحافة بتتبع الجرائم ونشر تفاصيلها، والمقالات في هذا المسلك أصبح رافدا من روافد الإجرام، وخاصة بين الفئة العمرية للأحداث. كما أن وجود سن المراهقة ً ضمن هذه الفترة العمرية يشكل أحد الأسباب الرئيسية في ارتفاع نسبة انحراف الأحداث بسبب المشاهد المثيرة، في أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة. وعليه فإن وسائل الإعلام تعتبر عاملاً من عوامل الإجرام بالنسبة لفئات معينة من الناس في ظروف خاصة، وأمور معينة. وقد يكون الأثر المباشر إذا اندفع المجرم - عن طريق ما قرأ أو شاهد - إلى ارتكاب الجريمة، وقد يكون الأثر غير المباشر إذا أثارت هذه الوسائل خيال المجرم، وأيقظت في نفسه رغبات كانت دفينة. وحيث إن الغرائز والمشاعر، لاسيما غريزة الجنس، هي في قمة القوة والعنفوان، والضغط على المراهق، وتبحث عن طريق للتعبير والتفريغ، فإن وسائل الاعلام ساهمت مساهمة فعالة في إثارة الغريزة الجنسية عن طريق الأفلام والصور الخلاعية والماجنة والمغرية وعن طريق القصص الغرامية والادب والثقافة، كما ساهمت أفلام العصابات والإجرام في حرف الكثير من المراهقين وتدريبهم على اقتراف الجريمة، لذا فإن الرقابة في بعض دول العالم تمنع العديد من عرض الأفلام الجنسية، وأفلام العصابات، كما تمنع أحيانا حضور المراهقين ً إلى قاعات عرض تلك الأفلام. ) (8 وتفرض بعض دول العالم الرقابة على أفلام الفيديو الخليعة والمثيرة، أو التي تدر.ب على تناول المخدرات والجريمة. لقد تبين من دراسة أجريت في الولايات المتحدة علم 1999 على 110 من نزلاء مؤسسة عقابية أن %49 من هذه المجموعة أعطتهم السينما الرغبة في حمل السلاح و 12 ـ %21 منهم أعطتهم السينما الرغبة في السرقة ومقاتلة الشرطة. 16 ومن خلال دراسة ا ُجريت في الولايات المتحدة عام 1998 على 252 فتاة منحرفة بين سن 14 ـ 18 سنة تبين أن.. %25 منهن مارسن العلاقات الجنسية نتيجة مشاهدتهن مشاهد جنسية مثيرة في السينما . و %41 منهن قادتهن المشاهد إلى الحفلات الصاخبة، والمسارح الليلية. و %54 منهن هربن من المدرسة لمشاهدة الأفلام. و %17 تركن المنزل لخلاف مع الأهل حول ذهابهن إلى السينما. وجاء في تقرير الهيئة الصحية العالمية عام 1996 عن انحراف الأحداث، وعلى لسان أحد القضاة الفرنسيين العاملين في ميدان الأحداث ما يأتي: » لا يخالجني أي. تردد أن
لبعض الأفلام، وخاصة الأفلام البوليسية المثيرة معظم الأثر الضار على غالبية حالات الانحراف.« لدى الأحداث وفي انجلترا تمكنت بعض الدراسات من خلال استجواب 1344 شخصية اختصاصية حول العلاقة بين السينما وانحراف الأولاد دون السادسة عشرة فأجاب ستمائة منهم بوجود علاقة بين انحراف الأحداث والسينما. كما أظهرت بعض الدراسات في الغرب على أن.. بعض السرقات الكبيرة كان الدافع إليها تردد الأحداث بشكل متكرر إلى قاعات السينما ). وهكذا يتضح أن مشاهدة الأفلام العاطفية، ومنها الجنسية هي في المرتبة الأولى، وأن مشاهدة الأفلام البوليسية يأتي في المرتبة الثانية، وكما أكدت الدراسات العلمية، فإن المراهق في هذه المرحلة يسعى من خلال المحيط لتكوين شخصيته، وهو سريع التأثر والتقبل؛ لوجود العواطف والغرائز والشحنات النفسية والجسدية المتوثبة، والباحثة عن التعبير والتفريغ. وفي دراستنا وجدنا أن %8 من الأحداث الجانحين يعملون في بيع وترويج الأقراص المدمجة التي تحوي أفلاما جنسية. ً كما بلغت نسبة الجرائم الجنسية ( الاغتصاب واللواط ) الـ %17 من مجمل الأسباب التي أدت بالحدث لدخول السجن, وبلغت نسبة الفتيات اللواتي هربن مع رجل بقصد الزواج دون موافقة الأهل %. 27 وبلغت نسبة جرائم المشاجرة والإيذاء %19 من مجمل الأسباب التي أدت بالحدث لدخول السجن .
الأحوال الاقتصادية للأسرة:
بالرغم من أن الدراسات والبحوث التجريبية التي أجريت على علاقة الظروف الاقتصادية للأسرة بانحراف الأحداث لم تصل إلى نتائج حاسمة من حيث إظهار نوع الارتباط ودرجته بين ظاهرتي الفقر والانحراف إلا أن الملاحظات المردة تؤكد أن جانبا كبيرا من الأحداث المنحرفين يجدون مجالات التفريخ في المناطق المختلفة التي يعيش سكانها في ظروف اقتصادية غير ملائمة.
ومع ذلك لا يعنى أن الفقر يؤدي بالضرورة إلى انحراف إلا أنه يتفاعل مع غيره من العوامل الأخرى في أحداث الانحراف ولهذا لا يمكن إغفال هذا العامل كمقوم أساسي من مقومات البيئة الداخلية في الانحراف ومن الضروري أن يضع البحث في اعتباره أهمية الاستقرار المادي للأسرة وكفاية الدخل في إشاعة الطمأنينة وتأكيد القيم الأخلاقية التي يمكن أن تهتز تحت تأثير الحرمان من الضرورات المادية اللازمة لثبات واستقرار الحياة الإنسانية اليومية.
فالفقر وإن كان تأثيره في انحراف بصورة مباشرة لا يظهر إلا بوجود انهيار سابق أو لا حق في المقومات الأخلاقية العامة إلا أنه يعتبر العمل المساعد في ظهور الانحراف مع كثير من العوامل الأخرى ومعنى هذا أن غياب هذا العامل يمكن أن يحجب الانحراف عن ظهور إذا أمكن علاج العوامل الأخرى أو التخفيف من حدتها.
الخاتمة :
ما هي الحلول التي يجب اتخاذها من اجل منع أبنائنا من الوصول إلى هذه المرحلة من الجنوح و الانحراف
من وجهة نظري أظن من هذه الحلول :
1- يجب تقوية الوازع الديني و الأخلاقي لدى أبنائنا..
2- التربية الجيدةو الصالحة القائمه على حب الوطن و الشعور بالمسؤوليه ..
3- حسن معاملة الأبناء وتقوية العلاقات بين الأبناء و آبائهم ..
من رأي الاسراع في معالجة و القضاء على هذه الظاهره و غيرها من الظواهر و السلوكيات السلبية التي تنتشر في دولتنا .. و في ختام بحثي البسيط لا يسعني إلا أسأل الله العلي العظيم أن أكون قد وفقت في اختيار موضوع .. جنوح الأحداث في دولة الإمارات الذي تناولت فيه جميع جوانبه ، و أتمنى أن ينال رضا و قبول معلمتي ..
المصادر و المراجع :
1- د.أحمد عبد الله ـ ثقافة الشباب في الوطن العربي ملامح الحاضر واستشرافات المستقبل، بحث منشور في مجلة (شؤون عربية )، أيلول/سبتمبر 1986 ـ محرم 1407هـ عدد 47 ص 126
2- الشرق الأوسط ـ العدد 6385، الأربعاء 22/5/1996
3- الشرق الأوسط، 21/5/1996
4- هدى حسيني،ابناؤنا في خطر ، الطبعة الأولى 1995م
المقدمة :
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .. وبعد ,,,
ساتحدث في موضوعي عن جنوح الأحداث في دولة الإمارات العربية المتحده .
وسبب اختياري لهذا الموضوع و هو أن جنوح الأحداث من الظواهر الاجتماعية السلبية التي تواجه دولة الإمارات .. و هو الخروج عن قواعد السلوك التي يضعها المحتمع لأفراده .. و قد تناول بحثي الأفكار الآتية .. مفهوم الجنوح و أسبابه و عوامله و دور الدولة و المجتمع في معالجة هذه الظاهره و ما أثر الظاهره ( جنوح الأحداث) على المجتع و أفراده . و كذلك أثر الثقافة و المستوى الفكري و وسائل الإعلام على نشوء الظاهر .
الموضوع :
الفصل الأول :
قال تعالى : (ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة وأحسنوا أن الله يحب المحسنين) صدق الله العظيم (سورة البقرة – آية 195)
تعتبر ظاهرة جنوح الأحداث من الظواهر الاجتماعية السلبية التي تواجه مجتمع الإمارات ، وتحرص دولة الإمارات على تقديم الرعاية المطلوبة للأحداث المشردين والجانحين وإعادة تأهيلهم حتى يتوافقوا مع مجتمعهم ويصبحوا مواطنين صالحين وأعضاء منتجين وليسوا عالة على أسرهم والمجتمع.
ولقد أصدرت الدولة القانون الاتحادي رقم (9) لسنة 1976م، بشأن الاحداث الجانحين و المشردين وحدد القانون في مادته الاولى تعريفا للحدث الذي ينطبق عليه القانون بأنه من لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره وقت ارتكاب الفعل محل المساءلة او وجوده في إحدى حالات التشرد.
وقد راعت مواد هذا القانون مصلحة الحدث وأوجبت رعايته وتقوميه من خلال إيداعه في مؤسسة إصلاحية مناسبة لتأهيله وتعديل سلوكه، ومن خلال إبعاد الحدث عن الظروف التي أدت الى تشرده او جنوحه، وإخضاعه لنوع من الرقابة والملاحظة والمتابعة ورعاية أسرته.
ولقد حدد القانون التدابير القضائية التي يجوز للقاضي اتخاذها في شأن الحدث المشرد او الجانح كالتالي :
1- التوبيخ.
2- التسليم لولي أمره.
3- الاختبار القضائي.
4- منع ارتياد أماكن معينة.
5- حظر ممارسة عمل معين.
6- الالتزام بالتدريب المهني.
7- الإيداع في مأوى علاجي او معهد تأهيل او دار للتربية او معهد للإصلاح حسب الأحوال.
8- الإبعاد من البلاد (لغير المواطنين) .
وكانت الخطوة الثانية هي تدخل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بالتعاون مع وزارة الداخلية بإنشاء مراكز استقبال بمديريات الشرطة بمختلف الإمارات، وقد أصدر وزير العمل والشؤون الاجتماعية القرار الوزاري رقم (70) لسنة 1979م، والخاص بتنظيم مهام هذه المراكز، وتعيين الكادر الوظيفي من الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين للعمل فيها، وباشرت هذه المراكز عملها داخل مديريات الشرطة، حيث قامت بالمهام الآتية :
1- تحديد أماكن مخصصة لإيداع الأحداث داخل المديريات او المخافر بعيدا عن المتهمين الكبار.
2- دراسة وفحص الحالات التي كانت ترد الى المديريات وتقديم تقرير عنها الى المحكمة المختصة.
3- حضور جلسات المحكمة وإبداء التوصيات اللازمة لكل حالة.
4- القيام بأعمال التوجيه والإرشاد للأحداث الجانحين ولأولياء أمورهم.
5- حضور تحقيقات الشرطة عند ورود كل حالة بعد القبض عليها.
5- متابعة الحالة بالرعاية اللاحقة بعد الانتهاء من المحاكمة.
وصدر القرار الوزاري رقم (51/2) لسنة 1980 من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إيذانا بإنشاء وحدتين شاملتين لرعاية الأحداث الجانحين بالدولة في كل من أبوظبي، والشارقة وقد سميت (بالوحدة الشاملة) لأنها تقدم جميع أشكال الرعاية التي يحتاجها الحدث حسب حالته، ولذلك فهي تشمل أعمال الاستقبال والحجز التحفظي والمحكومين من الأحداث الجانحين، والذين يودعهم أولياء أمورهم لدى الدار.
وبدأ العمل بهاتين الوحدتين اعتبارا من يوم 15/12/1981، حيث تقدم وحدة أبوظبي رعايتها للأحداث الذين يردون إليها من أبوظبي والعين، أما وحدة الشارقة فهي تخدم الأحداث الذين يحالون إليها من الشارقة، عجمان، ام القيوين، رأس الخيمة ، الفجيرة.
أما بخصوص دبي، فإن الأحداث الجانحين يحتجزون في سجن دبي المركزي بقسم خاص بهم دون أن يخالطوا الكبار، نظرا لعدم وجود مؤسسة لرعاية الأحداث الجانحين، وتقوم إدارة السجن بتقديم بعض الخدمات التعليمية و المهنية لهم أثناء فترة قضاء مدة الحكم الصادر ضدهم.
وقد نص القرار (51/2) لسنة 1980، على أن الوحدة الشاملة لرعاية الاحداث هي مؤسسة تربوية لعلاج جنوح الأحداث ووقاية المعرضين منهم للانحراف، تقدم الرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية والتعليمية والمهنية بما يوفر حاجات الحدث الجسمية والفعلية والنفسية، وما يساعد على تكوين شخصيته وتنمية مواهبه واستعداداته ليكون عضو نافعا في المجتمع، وذلك بالأعمال والأنشطة التالية :
1- إجراء البحوث الاجتماعية والاختبارات النفسية على الأبناء ورسم طرق علاجهم وتقويمهم من خلال خلق المواقف المختلفة ومراقبة أنماط السلوك وتعديلها.
2- توفير الرعاية الطبية للأبناء عن طريق الكشف الطبي الأولي والدوري وصرف الأدوية اللازمة للعلاج وإحالة الحالات التي يتعذر علاجها داخليا الى المستشفيات.
3- فتح فصول محو الأمية لمن فاتتهم فرص التعليم وإلحاق من في سن التعليم بالمدارس تحت إشراف الوحدة وبعد استئذان النيابة العامة في الحالات التي تستدعي ذلك.
4- الاهتمام بالتربية وأداء الفرائض.
5- الاهتمام بالتدريب المهني وإعداد الفرص اللازمة لتعليم الحرف المناسبة لميول الأبناء وقدراتهم داخل الوحدة وفق برامج معينة وإلحاقهم بمراكز التدريب.
6- تنمية الهوايات المختلفة بين الأبناء بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.
7- تشجيع الأبناء على الاطلاع والقراءة بإنشاء مكتبة تضم الكتب الدينية والعلمية والقومية والأدبية والصحف والمجلات الدورية.
8- توفير وسائل التربية الرياضية وممارسة الألعاب المختلفة ويجوز تكوين الفرق والاشتراك في المباريات وتنظيم الرحلات والمعسكرات.
9- تهيئة وسائل الترويح والترفيه الهادفة للأبناء من خلال مشاهدة برامج التلفزيون والافلام السينمائية والاستماع لبرامج الإذاعة المناسبة وممارسة الألعاب المسلية والمفيدة في نادي الوحدة.
10- تعويد الأبناء على الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية من خلال خدمة أنفسهم وتجميل الوحدة خلال إقامتهم بها. (1)
الفصل الثاني :
أهداف الوحدات الشاملة لرعاية الأحداث الجانحين
1- وقاية الأحداث من التعرض للجنوح.
2- إيواء حالات جنوح الاحداث.
3- توفير العلاج والرعاية النفسية.
4- توفير العلاج والرعاية الطبية والمعيشية للأحداث الجانحين.
5- توفير التعليم والتربية وإكساب المعرفة.
6- إتاحة فرص التدريب والتأهيل المهني للأحداث الجانحين.
7- التوجيه والإصلاح الديني للأحداث الجانحين.
8- علاج حالات جنوح الأحداث وتمكينهم من الاندماج الاجتماعي.
التنظيم الإداري للوحدات الشاملة لرعاية الأحداث الجانحين :
بصدور القرار الوزاري رقم (32/3) لسنة 1983م استكملت وحدات رعاية الاحداث الجانحين الشكل التنظيمي لها وقد صدر هذا القرار بشكل لائحة داخلية لتنظيم دور رعاية الاحداث وإصلاحهم.
ولحماية النشء والشباب قامت الدولة باتخاذ كافة التدابير الوقائية الوطنية للتصدي لظاهرة المخدرات واجتثاثها من المجتمع، وحماية الشباب من سمومها وأخطارها، حيث صدر في شهر أكتوبر 1995 قانون مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية بعد تعديله، حتى تكون عقوباته رادعة ضد التجار والمهربين، والتي تصل الى الإعدام للمهربين والمتاجرين، والسجن أربع سنوات للمتعاطين.
الجنوح أو الجريمة نوع من الخروج عن قواعد السلوك التي يضعها المجتمع لأفراده, يحملان معنى واحداً
يعبر عن وقائع اجتماعية تلازم المجتمعات الإنسانية ,وتختلف من مجتمع ومن زمن لآخر .....
وتُعرف الجنوح أو الجريمة ,بأنها انحراف عن المعايير والقيم التي حددها المجتمع للسلوك الصحيح
وفعل يضر بالجماعة ويهدد كيانها ,والفعل الذي يحرمه القانون ويعاقب عليه وفق جزاءات ذات طابع رسمي ,وقد تأخذ شكلاً منظماً ,حينما تكون في سلوك لا اجتماعي يقوم به تنظيم إجرامي يمارس أنشطة خارجة عن القانون بطريقة سرية ووفق تقسيم للأدوار ,وولاء واضح لرأس هذا التنظيم....
جنوح الأحداث في الإمارات :
تكاد تكون ظاهرة جنوح الأحداث غير معروفة قبل ظهور النفط حتى أواسط الستينيات , كان الحدث ينعم برعاية الأسرة الممتدة ....
ومع اكتشاف النفط وتسارع التغير والتنمية , بدأت عادات وسلوكيات غربية تتغلل في نسيج مجتمع الإمارات , ظاهرة جنوح الأحداث تنمو في فئات الذكور حتى أصبحت خطرا على الفرد والمجتمع على حد سواء .....
وتعني كلمة حدث مرحلة العمر بين السابعة والثامنة عشر ..
أما الجنوح أو الانحراف فهو الميل إلى الإثم فيطلق لفظ جانح على كل من يخالف القوانين المعمول بها وينحرف عن الخطوط الحمراء ..
عوامل الجنوح :
1- التفكك الأسري ..
2- المستوى الاجتماعي والاقتصادي و الثقافي ..
3- جماعة رفاق السوء ..
4- وقت الفراغ
5- وسوء التربية , وسوء العلاقة بين الآباء والأبناء ..
مؤشرات انحراف الأحداث وتوقع :
1- التمرد على النظام في الأسرة و المدرسة ..
2- الميل إلى الاستعراض وإثارة اهتمام الآخرين بأساليب غير مقبولة ..
3- الشراسة في التعامل مع الآخرين ..
4- الفشل في الدراسة ..
5- الميل إلى السيطرة و الإقبال على المنع ..
6- الاستخدام الزائد للحيل الدفاعية السلبية مثل الإنكار و التبرير و الكذب ..
الجهود المبذولة في دولة الإمارات لاحتواء جنوح الأحداث :
كانت قضايا الأحداث تعالج بمعرفة رجال الشرطة دون معاونة من المتخصصين الاجتماعيين , وبدءا من عام 1976 بدأت التشريعات في الاهتمام بهذه الظاهرة ,فتم اتخاذ بعض الضوابط لرعاية الأحداث الجانحين .
كما تم إنشاء مراكز استقبال الأحداث بإدارات الشرطة , ومنع اتصالهم بالمجرمين .. ومن منطلق علاجي بدأت ثلاث وحدات لرعاية الأحداث عملها في أبو ظبي و دبي والشارقة تستهدف إعادة تأهيل الأحداث الجانحين ,و تقديم الرعاية لاحقة للمفرج عنهم , حتى لا يتحول الحدث إلى مجرم يضر نفسه وأسرنه ويهدد أمن
الفصل الثالث :
أثر الثقافة والمستوى الفكري على نشوء الظاهره :
ومن الواضح أن العقيدة والثقافة التي يحملها الإنسان تساهم في خلق الأفكار والتصوف. التي تصنع الموقف، وفي الميل إليه، واتخاذ قرار الفعل. وتدل الدراسات الميدانية إن مستوى ونوع الثقافة والفكر والعقيدة التي يحملها الإنسان، تؤثر ً تأثيرا بالغا في سلوكه، فإن الإحصائيات تفيد أن نسبة الإجرام والانحراف عالية في الأشخاص ً غير المتعلمين، أو قليلي الثقافة والمعرفة. ) وفي دراستنا وجدنا أن نسبة الأمية بين الذكور الجانحين %69 وبين الإناث %79 وبلغت نسبة من يحملون الشهادة الابتدائية %22 من الذكور و %14 من الإناث وأما من يحملون الشهادة الإعدادية فقد بلغت نسبتهم %9 من الذكور و %7 من الإناث .
أثر وسائل الاعلام على سلوكيات الشباب :
في عالمنا المعاصر تطورت وسائل الاتصال، ونقل الأفكار والمعلومات، بشكل لم يسبق له مثيل، فهي تنتقل بسرعة الضوء والصوت، وتغزو العالم في ثوان معدودة. وأصبحت وسائل الاعلام والمعلومات، كالتلفزيون وشبكات الانترنيت والكومبيوتر والصحافة والراديو والكتاب والمجلة... هي القوة المهيمنة على التفكير والفعالة في تكوين نمط السلوك. 15 فالاعلام يساهم في تكوين الفكر السياسي والدعاية للشخصيات والافكار، كما يساهم مساهمة فعالة، لاسيما الاعلام المصور، كالتلفزيون والسينما والفيدو والمجلة بالإغراء الجنسي، والتعريف بالأزياء والسلوك والافكار والإثارة، وتوجيه الرأي العام. ) (9 والشباب ـ لاسيما في مرحلة المراهقة ـ مهيئون أكثر من غيرهم، لتقمص
الشخصيات، والتأثر بالشخصيات التي تظهر على شاشة التلفزيون، أو السينما، من الممثلين وعارضي الأزياء، ورجال العصابات، وشخصيات العنف. كما أن اهتمام الصحافة بتتبع الجرائم ونشر تفاصيلها، والمقالات في هذا المسلك أصبح رافدا من روافد الإجرام، وخاصة بين الفئة العمرية للأحداث. كما أن وجود سن المراهقة ً ضمن هذه الفترة العمرية يشكل أحد الأسباب الرئيسية في ارتفاع نسبة انحراف الأحداث بسبب المشاهد المثيرة، في أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة. وعليه فإن وسائل الإعلام تعتبر عاملاً من عوامل الإجرام بالنسبة لفئات معينة من الناس في ظروف خاصة، وأمور معينة. وقد يكون الأثر المباشر إذا اندفع المجرم - عن طريق ما قرأ أو شاهد - إلى ارتكاب الجريمة، وقد يكون الأثر غير المباشر إذا أثارت هذه الوسائل خيال المجرم، وأيقظت في نفسه رغبات كانت دفينة. وحيث إن الغرائز والمشاعر، لاسيما غريزة الجنس، هي في قمة القوة والعنفوان، والضغط على المراهق، وتبحث عن طريق للتعبير والتفريغ، فإن وسائل الاعلام ساهمت مساهمة فعالة في إثارة الغريزة الجنسية عن طريق الأفلام والصور الخلاعية والماجنة والمغرية وعن طريق القصص الغرامية والادب والثقافة، كما ساهمت أفلام العصابات والإجرام في حرف الكثير من المراهقين وتدريبهم على اقتراف الجريمة، لذا فإن الرقابة في بعض دول العالم تمنع العديد من عرض الأفلام الجنسية، وأفلام العصابات، كما تمنع أحيانا حضور المراهقين ً إلى قاعات عرض تلك الأفلام. ) (8 وتفرض بعض دول العالم الرقابة على أفلام الفيديو الخليعة والمثيرة، أو التي تدر.ب على تناول المخدرات والجريمة. لقد تبين من دراسة أجريت في الولايات المتحدة علم 1999 على 110 من نزلاء مؤسسة عقابية أن %49 من هذه المجموعة أعطتهم السينما الرغبة في حمل السلاح و 12 ـ %21 منهم أعطتهم السينما الرغبة في السرقة ومقاتلة الشرطة. 16 ومن خلال دراسة ا ُجريت في الولايات المتحدة عام 1998 على 252 فتاة منحرفة بين سن 14 ـ 18 سنة تبين أن.. %25 منهن مارسن العلاقات الجنسية نتيجة مشاهدتهن مشاهد جنسية مثيرة في السينما . و %41 منهن قادتهن المشاهد إلى الحفلات الصاخبة، والمسارح الليلية. و %54 منهن هربن من المدرسة لمشاهدة الأفلام. و %17 تركن المنزل لخلاف مع الأهل حول ذهابهن إلى السينما. وجاء في تقرير الهيئة الصحية العالمية عام 1996 عن انحراف الأحداث، وعلى لسان أحد القضاة الفرنسيين العاملين في ميدان الأحداث ما يأتي: » لا يخالجني أي. تردد أن
لبعض الأفلام، وخاصة الأفلام البوليسية المثيرة معظم الأثر الضار على غالبية حالات الانحراف.« لدى الأحداث وفي انجلترا تمكنت بعض الدراسات من خلال استجواب 1344 شخصية اختصاصية حول العلاقة بين السينما وانحراف الأولاد دون السادسة عشرة فأجاب ستمائة منهم بوجود علاقة بين انحراف الأحداث والسينما. كما أظهرت بعض الدراسات في الغرب على أن.. بعض السرقات الكبيرة كان الدافع إليها تردد الأحداث بشكل متكرر إلى قاعات السينما ). وهكذا يتضح أن مشاهدة الأفلام العاطفية، ومنها الجنسية هي في المرتبة الأولى، وأن مشاهدة الأفلام البوليسية يأتي في المرتبة الثانية، وكما أكدت الدراسات العلمية، فإن المراهق في هذه المرحلة يسعى من خلال المحيط لتكوين شخصيته، وهو سريع التأثر والتقبل؛ لوجود العواطف والغرائز والشحنات النفسية والجسدية المتوثبة، والباحثة عن التعبير والتفريغ. وفي دراستنا وجدنا أن %8 من الأحداث الجانحين يعملون في بيع وترويج الأقراص المدمجة التي تحوي أفلاما جنسية. ً كما بلغت نسبة الجرائم الجنسية ( الاغتصاب واللواط ) الـ %17 من مجمل الأسباب التي أدت بالحدث لدخول السجن, وبلغت نسبة الفتيات اللواتي هربن مع رجل بقصد الزواج دون موافقة الأهل %. 27 وبلغت نسبة جرائم المشاجرة والإيذاء %19 من مجمل الأسباب التي أدت بالحدث لدخول السجن .
الأحوال الاقتصادية للأسرة:
بالرغم من أن الدراسات والبحوث التجريبية التي أجريت على علاقة الظروف الاقتصادية للأسرة بانحراف الأحداث لم تصل إلى نتائج حاسمة من حيث إظهار نوع الارتباط ودرجته بين ظاهرتي الفقر والانحراف إلا أن الملاحظات المردة تؤكد أن جانبا كبيرا من الأحداث المنحرفين يجدون مجالات التفريخ في المناطق المختلفة التي يعيش سكانها في ظروف اقتصادية غير ملائمة.
ومع ذلك لا يعنى أن الفقر يؤدي بالضرورة إلى انحراف إلا أنه يتفاعل مع غيره من العوامل الأخرى في أحداث الانحراف ولهذا لا يمكن إغفال هذا العامل كمقوم أساسي من مقومات البيئة الداخلية في الانحراف ومن الضروري أن يضع البحث في اعتباره أهمية الاستقرار المادي للأسرة وكفاية الدخل في إشاعة الطمأنينة وتأكيد القيم الأخلاقية التي يمكن أن تهتز تحت تأثير الحرمان من الضرورات المادية اللازمة لثبات واستقرار الحياة الإنسانية اليومية.
فالفقر وإن كان تأثيره في انحراف بصورة مباشرة لا يظهر إلا بوجود انهيار سابق أو لا حق في المقومات الأخلاقية العامة إلا أنه يعتبر العمل المساعد في ظهور الانحراف مع كثير من العوامل الأخرى ومعنى هذا أن غياب هذا العامل يمكن أن يحجب الانحراف عن ظهور إذا أمكن علاج العوامل الأخرى أو التخفيف من حدتها.
الخاتمة :
ما هي الحلول التي يجب اتخاذها من اجل منع أبنائنا من الوصول إلى هذه المرحلة من الجنوح و الانحراف
من وجهة نظري أظن من هذه الحلول :
1- يجب تقوية الوازع الديني و الأخلاقي لدى أبنائنا..
2- التربية الجيدةو الصالحة القائمه على حب الوطن و الشعور بالمسؤوليه ..
3- حسن معاملة الأبناء وتقوية العلاقات بين الأبناء و آبائهم ..
من رأي الاسراع في معالجة و القضاء على هذه الظاهره و غيرها من الظواهر و السلوكيات السلبية التي تنتشر في دولتنا .. و في ختام بحثي البسيط لا يسعني إلا أسأل الله العلي العظيم أن أكون قد وفقت في اختيار موضوع .. جنوح الأحداث في دولة الإمارات الذي تناولت فيه جميع جوانبه ، و أتمنى أن ينال رضا و قبول معلمتي ..
المصادر و المراجع :
1- د.أحمد عبد الله ـ ثقافة الشباب في الوطن العربي ملامح الحاضر واستشرافات المستقبل، بحث منشور في مجلة (شؤون عربية )، أيلول/سبتمبر 1986 ـ محرم 1407هـ عدد 47 ص 126
2- الشرق الأوسط ـ العدد 6385، الأربعاء 22/5/1996
3- الشرق الأوسط، 21/5/1996
4- هدى حسيني،ابناؤنا في خطر ، الطبعة الأولى 1995م