النور.
07-28-2013, 01:17 PM
نبني جيلاً صاعداً نفخر به يكون قادراً على تحمل أعباء المسؤولية»
الإنسان «كلمة السر» في سخاء زايد والعدل طريق «المؤسس» إلى القلوب
اعتبرت فعاليات وطنية في إماراتي الشارقة وعجمان أن السر وراء ما عرف عن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، من العطاء والسخاء، هو اهتمامه بالإنسان.
وقالوا لـ”الاتحاد” إن الإنسان كان يشكل الدعامة الأساسية في بناء الوطن في فكر الراحل الكبير، ومن هنا بدأ مسيرة عطائه، مستدلين بمقولته الشهيرة:”الثروة ليست ثروة المال، بل هي ثروة الرجال، فهم القوة الحقيقية التي نعتز بها، وهم الزرع الذي نتفيأ ظلاله، والقناعة الراسخة بهذه الحقيقة هي التي مكنتنا من توجيه كل الجهود لبناء الإنسان وتسخير الثروات التي منّ الله بها علينا لخدمة أبناء هذا الوطن، حتى ينهضوا بالمسؤوليات الجسام التي تقع على عاتقهم ويكونوا عوناً لنا ولأشقائنا”.
ولفتوا إلى انفتاح المؤسس “رحمه الله” على أبناء شعبه، فكانت أبوابه مشرّعة للجميع، وكان مجلسه يضم كافة أطياف الناس، وجميع أبناء الإمارات، متخذاً من الشورى مبدءاً، ومن العدل منهجاً؛ ما جعله الأقرب إلى القلوب والأفئدة.
بداية، قال المستشار سعيد مرزوق الظهوري رئيس الهيئة الإدارية لفرع الفجيرة: إن حرص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، رحمه الله، على بناء الإنسان بصورة موازية لبناء الوطن، شكل الإنجاز الأهم لدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك انطلاقاً من قناعته بأن الإنسان هو محور كل تقدم حقيقي، وأن المواطن المتعلم هو الدعامة الأساسية التي تعتمد عليها دولة الاتحاد، كما يؤكد ذلك بقوله:”إننا أيقنا من البداية أن الإنسان هو أساس كل عملية حضارية وهو محور كل تقدم حقيقي”.
وأوضح الظهوري : أن الشيخ زايد عمل خلال فترة حكمه للدولة على توفير البنية التحتية بكل معطياتها، بما فيها المستشفيات، والمدارس، ومؤسسات التعليم العالي، والمعاهد، والمراكز الثقافية والمهنية والمؤسسات العسكرية والأكاديمية والفنية، لتحقيق هذه الغاية النبيلة، وتهيئة كل الظروف الملائمة التي تمكّن أبناء الإمارات من تحمل مسؤولياتهم الوطنية.
وأضاف: حدّد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله أهداف هذا التوجه بقوله:”إن الثروة ليست ثروة المال، بل هي ثروة الرجال، فهم القوة الحقيقية التي نعتز بها، وهم الزرع الذي نتفيأ ظلاله، والقناعة الراسخة بهذه الحقيقة هي التي مكنتنا من توجيه كل الجهود لبناء الإنسان، وتسخير الثروات التي منّ الله بها علينا لخدمة أبناء هذا الوطن، حتى ينهضوا بالمسؤوليات الجسام التي تقع على عاتقهم ويكونوا عوناً لنا ولأشقائنا”.
وأفاد رئيس الهيئة الإدارية لفرع جمعية الامارات للمحامين والقانونيين بالفجيرة ، بأن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،رحمه الله، عبّر عن ارتياحه لنجاح الجهود المتواصلة في بناء الإنسان، حيث أصبح أبناء الإمارات يتحملون اليوم عبء المسئولية في كل مواقع العمل على امتداد أرجاء الوطن، كما يقول رحمه الله:”لقد حصدنا الكثير وحصدنا ما لم يتصوّره المواطن أو الصديق أو الشقيق، وإن خير ما حصدناه في هذا الوطن هو بناء الإنسان الذي نُعطي له الأولوية في الاهتمام والرعاية”.
وتابع المسي: ظل المواطن في نهج الشيخ زايد هو الوسيلة والغاية في الوقت نفسه، وترسيخاً لهذا المنظور الجوهري، سارت كافة أجهزة الدولة في ذات الاتجاه متضافرة في جهود آلياتها وبناها التحتية والتنظيمية لبناء إنسان قادر على التعاطي مع مسارات التنمية الحقيقية، وأيضاً مسايرة مستجداتها واجتياز عقباتها، وتحديداً الأساسية منها.
وأردف: وفي استراتيجية وسياسات الدولة في بناء الإنسان، كان زايد يقول: “إن دستور البلاد نص على مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية وتوفير الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين، والتضامن والتراحم، واعتبار الأسرة أساس المجتمع وقوامها، والأخلاق وحب الوطن ورعاية الطفولة والأمومة وحماية القصّر، وغيرهم من الأشخاص العاجزين عن رعاية أنفسهم، وإلزامية التعليم في مرحلته الابتدائية ومجانيته في كل مراحله، والرعاية الصحية، وتوفير العمل للمواطنين وتأهيلهم له، وصون الملكية الخاصة وحرمة الأموال العامة، واعتبار الثروات والموارد الطبيعية في كل إمارة مملوكة ملكية عامة لتلك الإمارة وتشجيع التعاون والادخار”.
وأوضح الظهوري : أن الراحل الكبير جعل من بناء الإنسان أولوية قصوى لعملية التنمية في مراحلها المبكرة، حيث كان يقول في هذا الخصوص:”إن بناء الإنسان في المرحلة المقبلة ضرورة وطنية وقومية تسبق بناء المصانع والمنشآت، لأنه بدون الإنسان الصالح، لا يمكن تحقيق الازدهار والخير لهذا الشعب، وإننا الآن نبني جيلاً صاعداً نفخر به، يكون قادراً على تحمل أعباء المسؤولية في المستقبل”.
منهج الشورى
من جانبه، قال يحيى أحمد إبراهيم الريايسة، مدير بلدية عجمان، إن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد ، رحمه الله، عزيز على نفوس الإماراتيين والعرب بل والعالم أجمع؛ لأنه رجل عطاء وكرم، لم يبخل بأي شيء على الأمة العربية والإسلامية.
وجزم بأن يوم الوفاء لا يفيه حقه، مشيراً إلى إيمانه “رحمه الله” بـ”أن حكم الشورى من عند الله، ومن لم يطع الله فهو خاسر”.
وأضاف الريايسة: لقد وطّد نهج الشورى الذي اتبعه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، والذي يتمثل في حرصه البالغ على اللقاءات المفتوحة المباشرة مع المواطنين في مواقع عملهم وبواديهم وأماكن إقامتهم، من خلال جولاته الميدانية المنتظمة لأرجاء الوطن، من عمق التلاحم الصادق بين القيادة والشعب، حيث كان يؤكد على هذا النهج الذي يرتكز على سياسة الأبواب المفتوحة بين الحاكم والرعية بقوله: “إن بابنا مفتوح وسيظل كذلك دائماً”.
وتابع مدير بلدية عجمان: كما يقول رحمه الله:”إن الحاكم يجب أن يلتقي بأبناء شعبه باستمرار، ويجب أن لا تكون بينه وبينهم حواجز مهما كانت الظروف”.
ويضيف: كما كان دائماً ما يردد: إن الحاكم،أي حاكم، ما وُجد إلا ليخدم شعبه ويوفر له سُبل الرفاهية والتقدم، ومن أجل هذا الهدف يجب أن يعيش بين شعبه ليتحسس رغباته ويعرف مشاكله، ولن يتحقق له ذلك إذا عزل نفسه عنهم”.
وأشار إلى حرص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على إتاحة الفرص واسعة أمام أبنائه المواطنين للمشاركة في مسؤوليات العمل الوطني، قائلاً: “إن الحاكم حين يكون مطمئناً وواثقاً يوكل إلى أبنائه وإخوانه المسؤولين مساعدته للوصول إلى ما هو أفضل للوطن”.
ولفت الريايسة إلى أن الشيخ زايد رحمه الله جعل من نفسه القدوة والمثل الأعلى للمسؤولين، وذلك في نطاق حرصه على المتابعة اليومية لمواقع العمل والإنتاج، والتلاحم المستمر مع المواطنين لتحسس رغباتهم واحتياجاتهم بعيداً عن المكاتب والدواوين الحكومية والتقارير الرسمية، حيث كان يقول في هذا الخصوص: “أريد أن يراني المسؤولون بأعينهم على رأس العمل وفي أي وقت وبدون تحضير، وذلك حتى يقتدي كل مسؤول بهذا الأسلوب في العمل، وصولاً إلى الكفاءة والاقتدار في كل إنجازات الدولة”.
المستقبل في الشباب
من جانبه، قال طارق الشامسي أمين صندوق جمعية الإمارات للمحامين والقانونيين: إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله أولى اهتماماً كبيراً لرعاية الشباب وحرص على دعوتهم باستمرار إلى التسلّح بالعلم حتى يسهموا بدورهم في خدمة الوطن، ودفعهم لأن يُلمّوا بالماضي وظروفه الصعبة و المشاق التي عاش في كنفها آباؤهم وأجدادهم، لكي يحافظوا على ما تحقق من إنجازات ومكاسب، كما حثّ الشباب على العمل والإنتاج والالتحاق بمختلف ميادين العمل، باعتباره العمل شرفا وواجبا.
ولفت إلى ما قاله “رحمه الله” في هذا الخصوص: “إن أهمية العمل وقيمته في بناء الإنسان، وإن نهضة الأمم تقوم على سواعد أبنائها”.
وأشار إلى أن الراحل الكبير أكد على أهمية المشاركة الشعبية الواسعة في التنمية الشاملة، حيث قال: “إننا نواصل العمل بكل ما أوتينا من قوة وإمكانية وعلى مختلف المستويات الرسمية وغير الرسمية، من أجل المحافظة على مكاسبنا وتحقيق المزيد من الإنجازات لخير شعبنا وبلادنا، ولكننا نتطلع إلى مشاركة حقيقية منكم جميعاً يا أبناء وبنات الإمارات، مشاركة فاعلة في عملية التنمية الشاملة بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إن المستقبل لكم يا شباب الإمارات، أنتم الذين ستحددون معطياته وملامحه، فاستفيدوا من الفرص التي تتوفر لكم الآن، واستخدموها بشكل رشيد وبما يعود بالخير عليكم وعلى أسركم ووطنكم على حد سواء”.
وزاد: إن الشيخ زايد رحمه الله كان يدعو المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية إلى أن تولي اهتماماً أكبر بالشباب، لافتاً إلى مقولته : “ندعو جميع المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية إلى أن تولي أهمية أكبر لإعداد وتطبيق برامج متعددة ومتطورة للعناية بالشباب وتأهيلهم بصورة أفضل للمستقبل وعلى مختلف المستويات، مستفيدين في ذلك من مختلف التجارب الإنسانية الناجحة ومهتدين بما حققناه من إنجازات ورسخنا من مفاهيم وما ورثناه من قيم ومبادئ.
وأردف: كما كان “رحمه الله” يقول: “على الرغم من أننا قطعنا شوطاً يعتد به في تدريب وتأهيل شبابنا وفتياتنا، فمازالت الحاجة كبيرة إلى مواصلة هذا التدريب والتأهيل وتكثيفه، لأننا نرى أن إدخال شبابنا وفتياتنا إلى ميدان العمل المثمر، هو الهدف الذي يجب أن نوليه كل طاقاتنا، وعلينا أن نهيئ له من الأسباب بما يكفل تحقيقه على الوجه الأكمل، وهذا يستدعي منا المُضي في تحديث مناهجنا التعليمية، ومتابعة أحدث مستجدات العلوم والتقنية وتطبيقاتها، على أن يكون التدريب المتخصص مواكباً لهذه المناهج ورديفاً لها”.
تقدير عالمي
وصف الشيخ يوسف الحمادي الواعظ بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، الشيخ زايد بالقائد الشجاع، صاحب القامة المهابة بين قادة الأمم، الذي نال احترامهم وثقتهم بمواقفه الصادقة والمخلصة لصالح الوطن والمواطن والقضايا الخليجية والعربية مدافعاً عن قيم الحق والعدالة والسلام الاجتماعي في الداخل والخارج. وأشار إلى اهتمام زايد الخير “طيب الله ثراه” بالإنسان في ربوع الدولة، معتبراً أنه قضيته الأولى والأخيرة، فلا بد من تعليم المواطن تعليماً راقياً، وتقديم الخدمات الأخرى كافة له مثل الخدمات الصحية وخدمات البنية الأساسية والكهرباء والمياه النظيفة والطرق، وغيرها لكي يشعر هذا المواطن بطعم الاستقرار والرفاهية. ونوه إلى أن الشيخ زايد “رحمه الله” كرّس على مدى أكثر من 3 عقود كل جهوده من أجل تحقيق الوفاق بين الأشقاء، وحل الخلافات العربية بالتفاهم والتسامح، فيما دأب سموه على التنبيه بصورة دائمة إلى خطورة استمرار حالة التمزق والتردي التي تمر بها الأمة العربية، حيث عبّر رحمه الله عن هذا الوضع بقوله:” إنني منذ بداية الخلافات في العالم العربي وحتى يومنا هذا لم أبت ليلة واحدة مسروراً لأي خلاف بين شقيق وصديق وصديقه”. وتحدث عما بذله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله من جهود مكثفة ومشهودة من أجل تنقية الأجواء العربية وتناسي الخلافات وتوحيد الصف العربي والإسلامي وإعلاء شأن الأمة العربية والإسلامية وتأكيد دورها ومكانتها في العالم.
الإنسان «كلمة السر» في سخاء زايد والعدل طريق «المؤسس» إلى القلوب
اعتبرت فعاليات وطنية في إماراتي الشارقة وعجمان أن السر وراء ما عرف عن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، من العطاء والسخاء، هو اهتمامه بالإنسان.
وقالوا لـ”الاتحاد” إن الإنسان كان يشكل الدعامة الأساسية في بناء الوطن في فكر الراحل الكبير، ومن هنا بدأ مسيرة عطائه، مستدلين بمقولته الشهيرة:”الثروة ليست ثروة المال، بل هي ثروة الرجال، فهم القوة الحقيقية التي نعتز بها، وهم الزرع الذي نتفيأ ظلاله، والقناعة الراسخة بهذه الحقيقة هي التي مكنتنا من توجيه كل الجهود لبناء الإنسان وتسخير الثروات التي منّ الله بها علينا لخدمة أبناء هذا الوطن، حتى ينهضوا بالمسؤوليات الجسام التي تقع على عاتقهم ويكونوا عوناً لنا ولأشقائنا”.
ولفتوا إلى انفتاح المؤسس “رحمه الله” على أبناء شعبه، فكانت أبوابه مشرّعة للجميع، وكان مجلسه يضم كافة أطياف الناس، وجميع أبناء الإمارات، متخذاً من الشورى مبدءاً، ومن العدل منهجاً؛ ما جعله الأقرب إلى القلوب والأفئدة.
بداية، قال المستشار سعيد مرزوق الظهوري رئيس الهيئة الإدارية لفرع الفجيرة: إن حرص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، رحمه الله، على بناء الإنسان بصورة موازية لبناء الوطن، شكل الإنجاز الأهم لدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك انطلاقاً من قناعته بأن الإنسان هو محور كل تقدم حقيقي، وأن المواطن المتعلم هو الدعامة الأساسية التي تعتمد عليها دولة الاتحاد، كما يؤكد ذلك بقوله:”إننا أيقنا من البداية أن الإنسان هو أساس كل عملية حضارية وهو محور كل تقدم حقيقي”.
وأوضح الظهوري : أن الشيخ زايد عمل خلال فترة حكمه للدولة على توفير البنية التحتية بكل معطياتها، بما فيها المستشفيات، والمدارس، ومؤسسات التعليم العالي، والمعاهد، والمراكز الثقافية والمهنية والمؤسسات العسكرية والأكاديمية والفنية، لتحقيق هذه الغاية النبيلة، وتهيئة كل الظروف الملائمة التي تمكّن أبناء الإمارات من تحمل مسؤولياتهم الوطنية.
وأضاف: حدّد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله أهداف هذا التوجه بقوله:”إن الثروة ليست ثروة المال، بل هي ثروة الرجال، فهم القوة الحقيقية التي نعتز بها، وهم الزرع الذي نتفيأ ظلاله، والقناعة الراسخة بهذه الحقيقة هي التي مكنتنا من توجيه كل الجهود لبناء الإنسان، وتسخير الثروات التي منّ الله بها علينا لخدمة أبناء هذا الوطن، حتى ينهضوا بالمسؤوليات الجسام التي تقع على عاتقهم ويكونوا عوناً لنا ولأشقائنا”.
وأفاد رئيس الهيئة الإدارية لفرع جمعية الامارات للمحامين والقانونيين بالفجيرة ، بأن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،رحمه الله، عبّر عن ارتياحه لنجاح الجهود المتواصلة في بناء الإنسان، حيث أصبح أبناء الإمارات يتحملون اليوم عبء المسئولية في كل مواقع العمل على امتداد أرجاء الوطن، كما يقول رحمه الله:”لقد حصدنا الكثير وحصدنا ما لم يتصوّره المواطن أو الصديق أو الشقيق، وإن خير ما حصدناه في هذا الوطن هو بناء الإنسان الذي نُعطي له الأولوية في الاهتمام والرعاية”.
وتابع المسي: ظل المواطن في نهج الشيخ زايد هو الوسيلة والغاية في الوقت نفسه، وترسيخاً لهذا المنظور الجوهري، سارت كافة أجهزة الدولة في ذات الاتجاه متضافرة في جهود آلياتها وبناها التحتية والتنظيمية لبناء إنسان قادر على التعاطي مع مسارات التنمية الحقيقية، وأيضاً مسايرة مستجداتها واجتياز عقباتها، وتحديداً الأساسية منها.
وأردف: وفي استراتيجية وسياسات الدولة في بناء الإنسان، كان زايد يقول: “إن دستور البلاد نص على مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية وتوفير الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين، والتضامن والتراحم، واعتبار الأسرة أساس المجتمع وقوامها، والأخلاق وحب الوطن ورعاية الطفولة والأمومة وحماية القصّر، وغيرهم من الأشخاص العاجزين عن رعاية أنفسهم، وإلزامية التعليم في مرحلته الابتدائية ومجانيته في كل مراحله، والرعاية الصحية، وتوفير العمل للمواطنين وتأهيلهم له، وصون الملكية الخاصة وحرمة الأموال العامة، واعتبار الثروات والموارد الطبيعية في كل إمارة مملوكة ملكية عامة لتلك الإمارة وتشجيع التعاون والادخار”.
وأوضح الظهوري : أن الراحل الكبير جعل من بناء الإنسان أولوية قصوى لعملية التنمية في مراحلها المبكرة، حيث كان يقول في هذا الخصوص:”إن بناء الإنسان في المرحلة المقبلة ضرورة وطنية وقومية تسبق بناء المصانع والمنشآت، لأنه بدون الإنسان الصالح، لا يمكن تحقيق الازدهار والخير لهذا الشعب، وإننا الآن نبني جيلاً صاعداً نفخر به، يكون قادراً على تحمل أعباء المسؤولية في المستقبل”.
منهج الشورى
من جانبه، قال يحيى أحمد إبراهيم الريايسة، مدير بلدية عجمان، إن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد ، رحمه الله، عزيز على نفوس الإماراتيين والعرب بل والعالم أجمع؛ لأنه رجل عطاء وكرم، لم يبخل بأي شيء على الأمة العربية والإسلامية.
وجزم بأن يوم الوفاء لا يفيه حقه، مشيراً إلى إيمانه “رحمه الله” بـ”أن حكم الشورى من عند الله، ومن لم يطع الله فهو خاسر”.
وأضاف الريايسة: لقد وطّد نهج الشورى الذي اتبعه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، والذي يتمثل في حرصه البالغ على اللقاءات المفتوحة المباشرة مع المواطنين في مواقع عملهم وبواديهم وأماكن إقامتهم، من خلال جولاته الميدانية المنتظمة لأرجاء الوطن، من عمق التلاحم الصادق بين القيادة والشعب، حيث كان يؤكد على هذا النهج الذي يرتكز على سياسة الأبواب المفتوحة بين الحاكم والرعية بقوله: “إن بابنا مفتوح وسيظل كذلك دائماً”.
وتابع مدير بلدية عجمان: كما يقول رحمه الله:”إن الحاكم يجب أن يلتقي بأبناء شعبه باستمرار، ويجب أن لا تكون بينه وبينهم حواجز مهما كانت الظروف”.
ويضيف: كما كان دائماً ما يردد: إن الحاكم،أي حاكم، ما وُجد إلا ليخدم شعبه ويوفر له سُبل الرفاهية والتقدم، ومن أجل هذا الهدف يجب أن يعيش بين شعبه ليتحسس رغباته ويعرف مشاكله، ولن يتحقق له ذلك إذا عزل نفسه عنهم”.
وأشار إلى حرص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على إتاحة الفرص واسعة أمام أبنائه المواطنين للمشاركة في مسؤوليات العمل الوطني، قائلاً: “إن الحاكم حين يكون مطمئناً وواثقاً يوكل إلى أبنائه وإخوانه المسؤولين مساعدته للوصول إلى ما هو أفضل للوطن”.
ولفت الريايسة إلى أن الشيخ زايد رحمه الله جعل من نفسه القدوة والمثل الأعلى للمسؤولين، وذلك في نطاق حرصه على المتابعة اليومية لمواقع العمل والإنتاج، والتلاحم المستمر مع المواطنين لتحسس رغباتهم واحتياجاتهم بعيداً عن المكاتب والدواوين الحكومية والتقارير الرسمية، حيث كان يقول في هذا الخصوص: “أريد أن يراني المسؤولون بأعينهم على رأس العمل وفي أي وقت وبدون تحضير، وذلك حتى يقتدي كل مسؤول بهذا الأسلوب في العمل، وصولاً إلى الكفاءة والاقتدار في كل إنجازات الدولة”.
المستقبل في الشباب
من جانبه، قال طارق الشامسي أمين صندوق جمعية الإمارات للمحامين والقانونيين: إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله أولى اهتماماً كبيراً لرعاية الشباب وحرص على دعوتهم باستمرار إلى التسلّح بالعلم حتى يسهموا بدورهم في خدمة الوطن، ودفعهم لأن يُلمّوا بالماضي وظروفه الصعبة و المشاق التي عاش في كنفها آباؤهم وأجدادهم، لكي يحافظوا على ما تحقق من إنجازات ومكاسب، كما حثّ الشباب على العمل والإنتاج والالتحاق بمختلف ميادين العمل، باعتباره العمل شرفا وواجبا.
ولفت إلى ما قاله “رحمه الله” في هذا الخصوص: “إن أهمية العمل وقيمته في بناء الإنسان، وإن نهضة الأمم تقوم على سواعد أبنائها”.
وأشار إلى أن الراحل الكبير أكد على أهمية المشاركة الشعبية الواسعة في التنمية الشاملة، حيث قال: “إننا نواصل العمل بكل ما أوتينا من قوة وإمكانية وعلى مختلف المستويات الرسمية وغير الرسمية، من أجل المحافظة على مكاسبنا وتحقيق المزيد من الإنجازات لخير شعبنا وبلادنا، ولكننا نتطلع إلى مشاركة حقيقية منكم جميعاً يا أبناء وبنات الإمارات، مشاركة فاعلة في عملية التنمية الشاملة بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إن المستقبل لكم يا شباب الإمارات، أنتم الذين ستحددون معطياته وملامحه، فاستفيدوا من الفرص التي تتوفر لكم الآن، واستخدموها بشكل رشيد وبما يعود بالخير عليكم وعلى أسركم ووطنكم على حد سواء”.
وزاد: إن الشيخ زايد رحمه الله كان يدعو المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية إلى أن تولي اهتماماً أكبر بالشباب، لافتاً إلى مقولته : “ندعو جميع المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية إلى أن تولي أهمية أكبر لإعداد وتطبيق برامج متعددة ومتطورة للعناية بالشباب وتأهيلهم بصورة أفضل للمستقبل وعلى مختلف المستويات، مستفيدين في ذلك من مختلف التجارب الإنسانية الناجحة ومهتدين بما حققناه من إنجازات ورسخنا من مفاهيم وما ورثناه من قيم ومبادئ.
وأردف: كما كان “رحمه الله” يقول: “على الرغم من أننا قطعنا شوطاً يعتد به في تدريب وتأهيل شبابنا وفتياتنا، فمازالت الحاجة كبيرة إلى مواصلة هذا التدريب والتأهيل وتكثيفه، لأننا نرى أن إدخال شبابنا وفتياتنا إلى ميدان العمل المثمر، هو الهدف الذي يجب أن نوليه كل طاقاتنا، وعلينا أن نهيئ له من الأسباب بما يكفل تحقيقه على الوجه الأكمل، وهذا يستدعي منا المُضي في تحديث مناهجنا التعليمية، ومتابعة أحدث مستجدات العلوم والتقنية وتطبيقاتها، على أن يكون التدريب المتخصص مواكباً لهذه المناهج ورديفاً لها”.
تقدير عالمي
وصف الشيخ يوسف الحمادي الواعظ بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، الشيخ زايد بالقائد الشجاع، صاحب القامة المهابة بين قادة الأمم، الذي نال احترامهم وثقتهم بمواقفه الصادقة والمخلصة لصالح الوطن والمواطن والقضايا الخليجية والعربية مدافعاً عن قيم الحق والعدالة والسلام الاجتماعي في الداخل والخارج. وأشار إلى اهتمام زايد الخير “طيب الله ثراه” بالإنسان في ربوع الدولة، معتبراً أنه قضيته الأولى والأخيرة، فلا بد من تعليم المواطن تعليماً راقياً، وتقديم الخدمات الأخرى كافة له مثل الخدمات الصحية وخدمات البنية الأساسية والكهرباء والمياه النظيفة والطرق، وغيرها لكي يشعر هذا المواطن بطعم الاستقرار والرفاهية. ونوه إلى أن الشيخ زايد “رحمه الله” كرّس على مدى أكثر من 3 عقود كل جهوده من أجل تحقيق الوفاق بين الأشقاء، وحل الخلافات العربية بالتفاهم والتسامح، فيما دأب سموه على التنبيه بصورة دائمة إلى خطورة استمرار حالة التمزق والتردي التي تمر بها الأمة العربية، حيث عبّر رحمه الله عن هذا الوضع بقوله:” إنني منذ بداية الخلافات في العالم العربي وحتى يومنا هذا لم أبت ليلة واحدة مسروراً لأي خلاف بين شقيق وصديق وصديقه”. وتحدث عما بذله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله من جهود مكثفة ومشهودة من أجل تنقية الأجواء العربية وتناسي الخلافات وتوحيد الصف العربي والإسلامي وإعلاء شأن الأمة العربية والإسلامية وتأكيد دورها ومكانتها في العالم.