محمد ابراهيم البادي
02-20-2013, 11:45 PM
كل يوم
الانحياز إلى الوطن.. شرف
المصدر: سامي الريامي (http://www.emaratalyoum.com/1.175) الت اريخ: 20 فبراير 2013
http://cdn-wac.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.53287.1326911937!/image/1307606959.jpg
رجل أعمال كبير، من مواطني الدولة، لديه شركات عدة، يبلغ مجموع أرباحها أكثر من 200 مليون درهم سنوياً، طلب منه المسؤولون بوزارة العمل تعيين مواطن واحد في مجموعته، على أقل تقدير، وبعد ضغط شديد عين مواطنة في الإدارة، وبعد فترة من الزمن اكتشف المسؤولون أن هذه المرأة هي زوجته، وشركة أوروبية كبيرة فتحت لها فروعاً في الدولة، طلبت منها الوزارة تعيين ثلاثة مواطنين براتب لا يقل عن 12 ألف درهم، فوافق مديرها على الفور، وعند سؤاله عن السبب، قال هذا الإجراء يطلب منا بجميع فروعنا في الدول الأخرى، فلم أفاجأ به هنا؟!
وفي مقابل هذا المواطن الرافض تعيين أبناء بلده، على الرغم من كل ما يحصل عليه من هذا البلد، وذلك الأوروبي المتعاون في توظيف المواطنين، حالات كثيرة معاكسة ومتطابقة، فهناك رجال أعمال مواطنون بذلوا جهوداً مشكورة في التوظيف، وعينوا مواطنين كثراً بامتيازات جيدة، وهناك أيضاً شركات وبنوك أجنبية تتحايل بشـدة على التوطـين، لدرجـة أن هناك بنكاً يدفع رواتب زهيدة لطلبة الجامعات، للحصول على موافقتهم للتوظيف «الصوري»، بهدف رفع الأرقام إلى الجهات المعنية.. وغير ذلك هناك كثير من وسائل التحايل والتلاعب!
من هنا.. فقضية توظيف المواطنين في القطاع الخاص لا يجب أبداً أن تترك وفقاً لتوجهات أصحاب أو أرباب العمل وقناعاتهم، فيوظفون حسب مزاجهم، ووفق الكيفية والآلية التي يرونها مناسبة، هذا الوضع جعلنا ندرك ـ الآن ـ أننا أمام مفترق طرق، فالأسلوب السابق جعل نسبة توظيف المواطنين في القطاع الخاص تصل إلى نصف في المائة، وحان الوقت للتدخل من أجل توفير فرصة عمل مناسبة، لكل مواطن لم يحصل عليها إلى الآن.
وزارة العمل أعلنت عن توجهاتها وخططها الاستراتيجية في هذا الجانب، وهي في الحقيقة جيدة، ومدروسة بعناية، وتستحق إعطاءها الفرصة كاملة للتطبيق، وكما هو متوقع بدأت الآراء المضادة المشككة والمنتقدة، والقادمة تحديداً من القطاع الخاص، والسبب واضح وجلي، وهو رفض فكرة الإسهام والعطاء، فلقد اعتادوا أسلوب الأخذ، ومن الصـعب جداً الآن تقبل العطاء، بعد 40 عاماً من الأخذ!
القضية ليست مواجهة بين وزارة العمل والقطاع الخاص، بل هي أهم وأشمل وأكبر، فهي وطنية بالدرجة الأولى، ويجب أن ننحاز جميعنا للوطنية والمواطنين، فهذا شرف لنا، خصوصاً عندما يتعلق بمستقبلهم وحاضرهم، ووجود مواطن واحد عاطل، أو باحث عن عمل ـ في سوق يعمل بها أربعة ملايين شخص ـ هو أمر لا يمكن قبوله.
هي ليست مواجهة، بقدر ما هي سياسات واضحة، تطبقها جميع دول العالم لخلق وظائف لأبنائها، وهذه هي مهمة الحكومات الرئيسة، ومن حقها اتباع الأساليب والوسائل كافة، التي تمكنها من ذلك.
فلمَ القلق؟ ولمَ الانتقاد؟ ولمَ محاولة الضغط لتقويض المشروع؟ ولمَ يرفض القطاع الخاص، وحتى الشركات شبه الحكومية توظيف أقل من 30 ألف مواطن؟ وهي تفتح أبوابها بمزايا ورواتب عالية ومتوسطة، لأكثر من 300 ألف وظيفة لأبناء العالم كافة!
http://www.m5zn.com/uploads3/2012/5/10/photo/051012090527pkr65pjah08488zhqmpi.jpg
http://www.emaratalyoum.com/ (http://www.emaratalyoum.com/)
الانحياز إلى الوطن.. شرف
المصدر: سامي الريامي (http://www.emaratalyoum.com/1.175) الت اريخ: 20 فبراير 2013
http://cdn-wac.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.53287.1326911937!/image/1307606959.jpg
رجل أعمال كبير، من مواطني الدولة، لديه شركات عدة، يبلغ مجموع أرباحها أكثر من 200 مليون درهم سنوياً، طلب منه المسؤولون بوزارة العمل تعيين مواطن واحد في مجموعته، على أقل تقدير، وبعد ضغط شديد عين مواطنة في الإدارة، وبعد فترة من الزمن اكتشف المسؤولون أن هذه المرأة هي زوجته، وشركة أوروبية كبيرة فتحت لها فروعاً في الدولة، طلبت منها الوزارة تعيين ثلاثة مواطنين براتب لا يقل عن 12 ألف درهم، فوافق مديرها على الفور، وعند سؤاله عن السبب، قال هذا الإجراء يطلب منا بجميع فروعنا في الدول الأخرى، فلم أفاجأ به هنا؟!
وفي مقابل هذا المواطن الرافض تعيين أبناء بلده، على الرغم من كل ما يحصل عليه من هذا البلد، وذلك الأوروبي المتعاون في توظيف المواطنين، حالات كثيرة معاكسة ومتطابقة، فهناك رجال أعمال مواطنون بذلوا جهوداً مشكورة في التوظيف، وعينوا مواطنين كثراً بامتيازات جيدة، وهناك أيضاً شركات وبنوك أجنبية تتحايل بشـدة على التوطـين، لدرجـة أن هناك بنكاً يدفع رواتب زهيدة لطلبة الجامعات، للحصول على موافقتهم للتوظيف «الصوري»، بهدف رفع الأرقام إلى الجهات المعنية.. وغير ذلك هناك كثير من وسائل التحايل والتلاعب!
من هنا.. فقضية توظيف المواطنين في القطاع الخاص لا يجب أبداً أن تترك وفقاً لتوجهات أصحاب أو أرباب العمل وقناعاتهم، فيوظفون حسب مزاجهم، ووفق الكيفية والآلية التي يرونها مناسبة، هذا الوضع جعلنا ندرك ـ الآن ـ أننا أمام مفترق طرق، فالأسلوب السابق جعل نسبة توظيف المواطنين في القطاع الخاص تصل إلى نصف في المائة، وحان الوقت للتدخل من أجل توفير فرصة عمل مناسبة، لكل مواطن لم يحصل عليها إلى الآن.
وزارة العمل أعلنت عن توجهاتها وخططها الاستراتيجية في هذا الجانب، وهي في الحقيقة جيدة، ومدروسة بعناية، وتستحق إعطاءها الفرصة كاملة للتطبيق، وكما هو متوقع بدأت الآراء المضادة المشككة والمنتقدة، والقادمة تحديداً من القطاع الخاص، والسبب واضح وجلي، وهو رفض فكرة الإسهام والعطاء، فلقد اعتادوا أسلوب الأخذ، ومن الصـعب جداً الآن تقبل العطاء، بعد 40 عاماً من الأخذ!
القضية ليست مواجهة بين وزارة العمل والقطاع الخاص، بل هي أهم وأشمل وأكبر، فهي وطنية بالدرجة الأولى، ويجب أن ننحاز جميعنا للوطنية والمواطنين، فهذا شرف لنا، خصوصاً عندما يتعلق بمستقبلهم وحاضرهم، ووجود مواطن واحد عاطل، أو باحث عن عمل ـ في سوق يعمل بها أربعة ملايين شخص ـ هو أمر لا يمكن قبوله.
هي ليست مواجهة، بقدر ما هي سياسات واضحة، تطبقها جميع دول العالم لخلق وظائف لأبنائها، وهذه هي مهمة الحكومات الرئيسة، ومن حقها اتباع الأساليب والوسائل كافة، التي تمكنها من ذلك.
فلمَ القلق؟ ولمَ الانتقاد؟ ولمَ محاولة الضغط لتقويض المشروع؟ ولمَ يرفض القطاع الخاص، وحتى الشركات شبه الحكومية توظيف أقل من 30 ألف مواطن؟ وهي تفتح أبوابها بمزايا ورواتب عالية ومتوسطة، لأكثر من 300 ألف وظيفة لأبناء العالم كافة!
http://www.m5zn.com/uploads3/2012/5/10/photo/051012090527pkr65pjah08488zhqmpi.jpg
http://www.emaratalyoum.com/ (http://www.emaratalyoum.com/)