بوتميم
12-03-2012, 08:17 AM
ما رآه الرسول - صلى الله عليه وسلم - من عقوبات العصاة
ومن عقوبات المعاصي ما رواه البخاري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070)في صحيحه من حديث سمرة بن جندب (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=24) قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يكثر أن يقول لأصحابه : هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا ؟ فيقص عليه من شاء الله أن يقص ، وأنه قال لنا ذات غداة : إنه أتاني الليلة آتيان ، وإنهما انبعثا لي ، وإنهما قالا لي : انطلق وإني انطلقت معهما ، وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة ، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه ، فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر هاهنا فيقع الحجر ، فيأخذه ، فلا يرجع إليه حتى يصبح رأسه كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى ، قال : قلت لهما : سبحان الله ما هذان ؟ قالا لي : انطلق انطلق .
فانطلقنا ، فأتينا على رجل مستلق لقفاه ، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد ، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه ويشرشر شدقه إلى قفاه ، ومنخره إلى قفاه ، وعينه إلى قفاه ، ثم يتحول إلى الجانب الآخر ، فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول ، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصبح ذلك الجانب كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى ، قال : قلت : سبحان الله ! ما هذان ؟ فقالا لي : انطلق انطلق .
[ ص: 63 ] فانطلقنا فأتينا على مثل التنور ، وإذا فيه لغط وأصوات ، قال : فاطلعنا فيه ، فإذا فيه رجال ونساء عراة ، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم ، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا ، فقال : قلت : من هؤلاء ؟ قال : فقالا لي : انطلق انطلق .
فانطلقنا ، فأتينا على نهر أحمر مثل الدم ، فإذا في النهر رجل سابح يسبح ، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة ، وإذا ذلك السابح يسبح ما شاء الله أن يسبح ، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجرا ، فينطلق فيسبح ، ثم يرجع إليه كلما رجع إليه ، فيفغر له فاه فيلقمه حجرا ، قلت لهما : ما هذان ؟ قالا لي : انطلق انطلق .
فانطلقنا ، فأتينا على رجل كريه المرآة ، أو كأكره ما أنت راء رجلا مرأى ، وإذا هو عنده نار يحثها ويسعى حولها ، قال : قلت لهما : ما هذا ؟ قال : قالا لي : انطلق انطلق .
فانطلقنا على روضة معتمة فيها من كل نور الربيع ، وإذا بين ظهراني الروضة رجل طويل ، لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء ، وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط ، قال : قلت : ما هذا ؟ وما هؤلاء ؟ قال : قالا لي : انطلق انطلق .
فانطلقنا ، فأتينا إلى دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم منها ، ولا أحسن ، قال : قالا لي : ارق فيها ، فارتقينا فيها إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ، ولبن فضة ، قال : فأتينا باب المدينة ، فاستفتحنا ، ففتح لنا ، فدخلناها ، فتلقانا رجال ، شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء ، وشطر منهم كأقبح ما أنت راء ، قال : قالا لهم : اذهبوا فقعوا في ذلك النهر ، قال : وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض ، فذهبوا فوقعوا فيه ، ثم رجعوا إلينا ، قد ذهب ذلك السوء عنهم ، قال : قالا لي : هذه جنة عدن وها ذاك منزلك .
قال : فسما بصري صعدا ، فإذا قصر مثل الربابة البيضاء ، قال : قالا لي : هذا منزلك ، قلت لهما : بارك الله فيكما ، فذراني فأدخله ، قالا : أما الآن فلا ، وأنت داخله .
قلت لهما : فإني رأيت منذ الليلة عجبا ، فما هذا الذي رأيت ؟ قال : قالا لي : أما إنا سنخبرك .
أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر ، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه ، وينام عن الصلاة المكتوبة .
وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ، ومنخره إلى قفاه ، وعينه إلى قفاه ، فإنه الرجل يغدو إلى بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق .
[ ص: 64 ] وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور ، فإنهم الزناة والزواني .
وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة ، فإنه آكل الربا .
وأما الرجل الكريه المنظر الذي عند النار يحثها ويسعى حولها ، فإنه مالك خازن جهنم .
وأما الرجل الطويل الذي في الروضة ، فإنه إبراهيم .
وأما الولدان الذين حوله ، فكل مولود مات على الفطرة - وفي رواية البرقاني : ولد على الفطرة - فقال بعض المسلمين : يا رسول الله وأولاد المشركين ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : وأولاد المشركين .
وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح ، فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم .
من كتاب الجواب الكافي
لمن سأل عن الدواء الشافي
ابن قيم الجوزية
ومن عقوبات المعاصي ما رواه البخاري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070)في صحيحه من حديث سمرة بن جندب (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=24) قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يكثر أن يقول لأصحابه : هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا ؟ فيقص عليه من شاء الله أن يقص ، وأنه قال لنا ذات غداة : إنه أتاني الليلة آتيان ، وإنهما انبعثا لي ، وإنهما قالا لي : انطلق وإني انطلقت معهما ، وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة ، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه ، فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر هاهنا فيقع الحجر ، فيأخذه ، فلا يرجع إليه حتى يصبح رأسه كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى ، قال : قلت لهما : سبحان الله ما هذان ؟ قالا لي : انطلق انطلق .
فانطلقنا ، فأتينا على رجل مستلق لقفاه ، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد ، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه ويشرشر شدقه إلى قفاه ، ومنخره إلى قفاه ، وعينه إلى قفاه ، ثم يتحول إلى الجانب الآخر ، فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول ، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصبح ذلك الجانب كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى ، قال : قلت : سبحان الله ! ما هذان ؟ فقالا لي : انطلق انطلق .
[ ص: 63 ] فانطلقنا فأتينا على مثل التنور ، وإذا فيه لغط وأصوات ، قال : فاطلعنا فيه ، فإذا فيه رجال ونساء عراة ، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم ، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا ، فقال : قلت : من هؤلاء ؟ قال : فقالا لي : انطلق انطلق .
فانطلقنا ، فأتينا على نهر أحمر مثل الدم ، فإذا في النهر رجل سابح يسبح ، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة ، وإذا ذلك السابح يسبح ما شاء الله أن يسبح ، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجرا ، فينطلق فيسبح ، ثم يرجع إليه كلما رجع إليه ، فيفغر له فاه فيلقمه حجرا ، قلت لهما : ما هذان ؟ قالا لي : انطلق انطلق .
فانطلقنا ، فأتينا على رجل كريه المرآة ، أو كأكره ما أنت راء رجلا مرأى ، وإذا هو عنده نار يحثها ويسعى حولها ، قال : قلت لهما : ما هذا ؟ قال : قالا لي : انطلق انطلق .
فانطلقنا على روضة معتمة فيها من كل نور الربيع ، وإذا بين ظهراني الروضة رجل طويل ، لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء ، وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط ، قال : قلت : ما هذا ؟ وما هؤلاء ؟ قال : قالا لي : انطلق انطلق .
فانطلقنا ، فأتينا إلى دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم منها ، ولا أحسن ، قال : قالا لي : ارق فيها ، فارتقينا فيها إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ، ولبن فضة ، قال : فأتينا باب المدينة ، فاستفتحنا ، ففتح لنا ، فدخلناها ، فتلقانا رجال ، شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء ، وشطر منهم كأقبح ما أنت راء ، قال : قالا لهم : اذهبوا فقعوا في ذلك النهر ، قال : وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض ، فذهبوا فوقعوا فيه ، ثم رجعوا إلينا ، قد ذهب ذلك السوء عنهم ، قال : قالا لي : هذه جنة عدن وها ذاك منزلك .
قال : فسما بصري صعدا ، فإذا قصر مثل الربابة البيضاء ، قال : قالا لي : هذا منزلك ، قلت لهما : بارك الله فيكما ، فذراني فأدخله ، قالا : أما الآن فلا ، وأنت داخله .
قلت لهما : فإني رأيت منذ الليلة عجبا ، فما هذا الذي رأيت ؟ قال : قالا لي : أما إنا سنخبرك .
أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر ، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه ، وينام عن الصلاة المكتوبة .
وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ، ومنخره إلى قفاه ، وعينه إلى قفاه ، فإنه الرجل يغدو إلى بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق .
[ ص: 64 ] وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور ، فإنهم الزناة والزواني .
وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة ، فإنه آكل الربا .
وأما الرجل الكريه المنظر الذي عند النار يحثها ويسعى حولها ، فإنه مالك خازن جهنم .
وأما الرجل الطويل الذي في الروضة ، فإنه إبراهيم .
وأما الولدان الذين حوله ، فكل مولود مات على الفطرة - وفي رواية البرقاني : ولد على الفطرة - فقال بعض المسلمين : يا رسول الله وأولاد المشركين ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : وأولاد المشركين .
وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح ، فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم .
من كتاب الجواب الكافي
لمن سأل عن الدواء الشافي
ابن قيم الجوزية