يارا
07-29-2012, 04:57 PM
قام اثنان من أشهر علماء الاجتماع بعمل تجربة لمعرفة الألية التي تنتشر بها الإشاعة من فرد إلى فرد… ثم من فرد إلى مجموعة من الناس تربطهما اهتمامات مشتركة… ثم من هذه المجموعة إلى أفراد و مجموعات متباينة الاهتمامات.. هذه التجربة كانت عبارة عن تأليف إشاعة وبثها بين طلاب إحدى المدارس وذلك قبل امتحان نهاية العام بقليل, هذه الإشاعة تقول أن “امتحان مادة الرياضيات قد سرق“, لاحظ العالمان أن الإشاعة قد انتشرت بشكل رهيب بين الطلاب وفي وقت وجيز… بل وتسربت خارج المدرسة حتى وصلت إلى أولياء الأمور ومن أولياء الأمور إلى زملائهم في العمل ثم إلى سكان المدينة, الأدهى من ذلك أن الإشاعة قد تغيرت صيغتها الأصلية, وذلك لأن الطلاب ربطوا بين فصل بعض الطالبات من المدرسة وبين الخبر موضوع الإشاعة وهو سرقة الامتحان, ونتيجة ذلك تم إلصاق تهمة سرقة الامتحان بالطالبات المفصولات, وبعدما كانت الإشاعة تقول أن ” امتحان الرياضيات قد سرق” اصبحت صيغتها: ” تم فصل بعض الطالبات لسرقتهن امتحان الرياضيات”.
الإشاعة عبارة عن خبر أو معلومة غير مؤكدة (قد تكون صادقة أو كاذبة أو مبالغ في دقتها) تنتقل من شخص إلى شخص أخر… وهي لا تطرح فكرة جديدة أو نظرية مفيدة بل تتناول أخبار ومعلومات عن موضوع أو شخص أو موقف ما. وسواء أكانت الإشاعة تتناول معلومة صحيحة أو مفبركة أو غير دقيقة فهي في جميع الحالات لابد لها وأن تحتوي على جانب غامض وظيفته إثارة الجدال العقيم و النقاش الهدام حول موضوع الإشاعة.
كيف تنتقل الإشاعة من شخص إلى آخر؟
حينما يقوم س بإبلاغ ص بخبر ما, فإن ص يتلقى هذا الخبر ثم يعيد صياغته من جديد, وذلك بإضافة معلومة جديدة للخبر أو بحذف معلومة منه وذلك حتى يصبح موضع الخبر أكثر ملائمة لمستواه التعليمي والثقافي وطريقة تفكيره, وبعد قيام ص بعملية التحليل وإعادة الصياغة هذه, يقوم بنقل الخبر إلى (ع) الذي بدوره سيعيد صياغته مرة أخرى ليصبح ذو معنى بالنسبة له, بعد ذلك يقوم بنقله إلى أخرين وهكذا دواليك.
مما سبق يتضح لنا أن الإشاعة لكي تنتقل لابد لها أن تمر بثلاثة مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة الإبلاغ (س يبلغ ص بأن امتحان الرياضيات قد سرق)
المرحلة الثانية: التلقي (ص يتلقى الخبر من س)
المرحلة الثالثة: مرحلة الصياغة والتحريف (ص يربط بين سرقة الامتحان وفصل بعض الطالبات فيقوم بإعادة صياغة الخبر ليصبح أكثر منطقة بالنسبة له)
المرحلة الرابعة: مرحلة إعادة التدوير والنشر (ص يبلغ شخص أخر بأن بعض الطالبات سرقن امتحان الرياضيات)
فمثلاً في أحداث الفتنة الطائفية السابقة يقوم س بإبلاغ ص قائلاً ” سمعت أن إحدى المساجد قد حرق” لكن كما نلاحظ, فالخبر يكتنفه شيء من الغموض, فهو لم يتضمن معلومات عن اسم المسجد, مكان المسجد, من حرق المسجد.
وبناء على هذه المعلومات المبهمة يقوم ص بترجمة وصياغة المعلومة التي تلقها منذ قليل لتصبح منطقية بالنسبة له, فيضيف إليها ما يشاء أو يحذف منها ما يلزم ثم يقوم بعد ذلك بإبلاغها إلى ع فتصبح كالتالي ” الأقباط أحرقوا مسجد” وبدوره يقوم ع بصياغتها من جديد ثم يوصلها إلى د كالتالي ” الأقباط أحرقوا مسجداً ثأراً لإحراق كنيستهم”
تلقي الإشاعة
هناك ثلاث طرق يتلقى بها الأشخاص الإشاعة:
أولاً: التلقي النقدي
الثانية: التلقي العاطفي
الثالثة: التلقي المحايد
التلقي النقدي : حينما يكون الشخص ملماً بمعلومات وبقدر كاف من المعرفة حول موضوع الإشاعة فإنه يستطيع أن يستخدم تفكيره النقدي في تحليل الخبر, وساعتها يكون لديه تتابع منطقي, فهو يسمع ثم يحلل ثم ينقي الخبر من الشوائب ثم ينقله إلى شخص أخر نقياً خالصاً من الأكاذيب والمبالغات.
التلقي العاطفي: هي الحالة التي يتلقى بها الشخص الإشاعة وهو تحت تأثير العاطفة وليس العقل , فهو يريد تصديق الإشاعة حتى وإن لم تكن منطقية بالنسبة له وذلك لأن موضوع الإشاعة يشبع عاطفة أو رغبة لديه. وهذا النوع من التلقي يحدث بكثرة وقت الأزمات, فحينما يتعرض مجموعة معينة من الناس لأزمة مشتركة, فطريقة تلقيهم للإشاعة ونشرها تتوقف على ظروف وطبيعة الأزمة التي هم فيها, فمثلاً أثناء أحداث الفتنة الطائفية الأخيرة, يكون الأقباط على استعداد لتصديق أي إشاعة تمس السلفيين أو الإخوان أو أي شخص يحمل صفة إسلامي… وبالمقابل لو قيل للإسلاميين أن الأقباط يكدسون أسلحة داخل الكنائس أو أنهم يستعينون بمخابرات دول خارجية فسوف يصدق أغلبهم هذه الإشاعة, وفي هذه الحالة كلا الطرفين معذورين.. لأن الناس في وقت الأزمات تكون تحت تأثير عاطفي شديد, ضف إلى ذلك انعدام المعرفة أو العقلية التحليلية لدى الكثير من العامة.
التلقي المحايد: حينما لا يملك المتلقي العقلية النقدية وحينما لا يكون تحت أي تأثير عاطفي تجاه الخبر الذي يسمعه فإنه في هذه الحالة يكون حيادياً, أي أن الخبر لا يمثل له أي أهمية, لذلك يتلقاه بعدم اكتراث ثم ينقله إلى شخص أخر بعدم اكتراث ايضاً, لذلك تجده حينما ينسى بعض الكلمات أو الأرقام من الخبر الذي سمعه فإنه يقوم بتعويض ما نقص من تلقاء نفسه, ومن هنا ندرك سر أن بعض الإشاعات تتضارب فيها الارقام صعوداً وهبوطاً, كأن تسمع مثلاً أن وزيراً سابق قد سرق مليون جنيه, وتسمع من شخص ثان أنه سرق 2 مليون, وقد يقول لك ثالث ” لا بل سرق مائة ألف فقط”.
من الذي يؤلف الإشاعة؟ ولماذا؟
المصدر الأول للإشاعة هو:
عدو واع: العدو يدرس ظروفك ويحلل نقاط ضعفك ثم في وقت أزمتك ينشر الإشاعة المناسبة التي يحقق منها منفعته الخاصة, مثل الإشاعات التي تبثها إسرائيل عن بلادنا العربية ونصدقها ويصدقها العالم لأننا في وقت أزمات مستمرة وضعف دائم.
صديق جاهل: قد يحاول صديق لك و بحسن نية أن يدافع عنك في موقف ما أو يظهرك بمظهر جيد أمام الناس فيخبر أخرين عنك بأشياء ليست فيك وبأفعال لم تأتي بها ومن هذا الباب قد تأتي الإشاعة
صاحب مصلحة: هو المستفيد من انتشار الإشاعة مثل بعض الشركات التي تحارب منافسيها بهذا السلاح الغير شريف أو الأخرى التي تطلق إشاعات إيجابية عن نفسها لتحقيق أفضل المبيعات.
شخص جبان: الجبان ينشر الإشاعة لتبرير جبنه..وأول من يصدق إشاعته هم أناس جبناء مثله ثم بعد ذلك تنتقل الإشاعة منهم إلى الأسوياء لمحاولة أصابتهم بالجبن..
الشروط الواجب توافرها لكن تنجح الإشاعة:
ليس كل خبر يمكن أن يتحول إلى إشاعة بسهولة, فالإشاعة تحتاج إلى شروط محددة يجب توفرها لكي تنتشر بين الناس, أهم هذه الشروط:
1- الأزمات والاهتمامات المشتركة: يجب أن يكون هناك أزمة معينة تجعل الناس مهيئين لتقبل الإشاعة مثل فترات الحروب والكوارث الطبيعي والأحداث والتحولات الاجتماعية الكبرى.
2- الغموض: كما ذكرنا سابقاً يجب ان يتوفر جانب من الغموض في الإشاعة, فالإشاعة لا تقدم معلومة مؤكدة بل معلومة تحتاج إلى برهان ودليل.
3- الانتشار التصاعدي: لا تنتقل الإشاعة بصور فجائية بين الناس بل تنتقل بصورة متدرجة من فرد إلى مجموعة من الناس تجمعهم اهتمامات مشتركة ثم بعد ذلك تتسرب الإشاعة من هذه المجموعة إلى مجموعات وأفراد أخرين, ومثال على ذلك الإشاعات التي تنتشر بين طلاب المدارس كاحتراق المدرسة قبل الامتحان أو ضياع ورقات الإجابة, أو بين الموظفين والعمال الذين يعملون في مكان أو مجال واحد, كالإشاعات التي تتعلق بالعلاوات السنوية أو تسريح الموظفين.
عزيز القارئ مما سبق يتضح لنا أن الإشاعة مهما كانت غير منطقية ومهما كانت باطلة فإنها قابلة للانتشار في المجتمع وبخاص في وقت الأزمات, لذا في الأوقات الصعبة علينا أن نتحلى بالصبر ما استطعنا إلى ذلك سبيلا, علينا مواجهة انفعالاتنا السلبية بقوة وجسارة, وحينما نسمع أي خبر غير مؤكد علينا أن نفترض حسن النية دائماً, ومن الحكمة أن لا نصدر أي سلوك يستند على معلومات مضللة, وإن لم نستطيع أن نكون أقوياء , فأفضل وأسهل ما نقوم به في هذه الحالة هي أن نصمت…
فالصمت قوة في كثير من الأحيان…
منقول لاستفادة
الإشاعة عبارة عن خبر أو معلومة غير مؤكدة (قد تكون صادقة أو كاذبة أو مبالغ في دقتها) تنتقل من شخص إلى شخص أخر… وهي لا تطرح فكرة جديدة أو نظرية مفيدة بل تتناول أخبار ومعلومات عن موضوع أو شخص أو موقف ما. وسواء أكانت الإشاعة تتناول معلومة صحيحة أو مفبركة أو غير دقيقة فهي في جميع الحالات لابد لها وأن تحتوي على جانب غامض وظيفته إثارة الجدال العقيم و النقاش الهدام حول موضوع الإشاعة.
كيف تنتقل الإشاعة من شخص إلى آخر؟
حينما يقوم س بإبلاغ ص بخبر ما, فإن ص يتلقى هذا الخبر ثم يعيد صياغته من جديد, وذلك بإضافة معلومة جديدة للخبر أو بحذف معلومة منه وذلك حتى يصبح موضع الخبر أكثر ملائمة لمستواه التعليمي والثقافي وطريقة تفكيره, وبعد قيام ص بعملية التحليل وإعادة الصياغة هذه, يقوم بنقل الخبر إلى (ع) الذي بدوره سيعيد صياغته مرة أخرى ليصبح ذو معنى بالنسبة له, بعد ذلك يقوم بنقله إلى أخرين وهكذا دواليك.
مما سبق يتضح لنا أن الإشاعة لكي تنتقل لابد لها أن تمر بثلاثة مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة الإبلاغ (س يبلغ ص بأن امتحان الرياضيات قد سرق)
المرحلة الثانية: التلقي (ص يتلقى الخبر من س)
المرحلة الثالثة: مرحلة الصياغة والتحريف (ص يربط بين سرقة الامتحان وفصل بعض الطالبات فيقوم بإعادة صياغة الخبر ليصبح أكثر منطقة بالنسبة له)
المرحلة الرابعة: مرحلة إعادة التدوير والنشر (ص يبلغ شخص أخر بأن بعض الطالبات سرقن امتحان الرياضيات)
فمثلاً في أحداث الفتنة الطائفية السابقة يقوم س بإبلاغ ص قائلاً ” سمعت أن إحدى المساجد قد حرق” لكن كما نلاحظ, فالخبر يكتنفه شيء من الغموض, فهو لم يتضمن معلومات عن اسم المسجد, مكان المسجد, من حرق المسجد.
وبناء على هذه المعلومات المبهمة يقوم ص بترجمة وصياغة المعلومة التي تلقها منذ قليل لتصبح منطقية بالنسبة له, فيضيف إليها ما يشاء أو يحذف منها ما يلزم ثم يقوم بعد ذلك بإبلاغها إلى ع فتصبح كالتالي ” الأقباط أحرقوا مسجد” وبدوره يقوم ع بصياغتها من جديد ثم يوصلها إلى د كالتالي ” الأقباط أحرقوا مسجداً ثأراً لإحراق كنيستهم”
تلقي الإشاعة
هناك ثلاث طرق يتلقى بها الأشخاص الإشاعة:
أولاً: التلقي النقدي
الثانية: التلقي العاطفي
الثالثة: التلقي المحايد
التلقي النقدي : حينما يكون الشخص ملماً بمعلومات وبقدر كاف من المعرفة حول موضوع الإشاعة فإنه يستطيع أن يستخدم تفكيره النقدي في تحليل الخبر, وساعتها يكون لديه تتابع منطقي, فهو يسمع ثم يحلل ثم ينقي الخبر من الشوائب ثم ينقله إلى شخص أخر نقياً خالصاً من الأكاذيب والمبالغات.
التلقي العاطفي: هي الحالة التي يتلقى بها الشخص الإشاعة وهو تحت تأثير العاطفة وليس العقل , فهو يريد تصديق الإشاعة حتى وإن لم تكن منطقية بالنسبة له وذلك لأن موضوع الإشاعة يشبع عاطفة أو رغبة لديه. وهذا النوع من التلقي يحدث بكثرة وقت الأزمات, فحينما يتعرض مجموعة معينة من الناس لأزمة مشتركة, فطريقة تلقيهم للإشاعة ونشرها تتوقف على ظروف وطبيعة الأزمة التي هم فيها, فمثلاً أثناء أحداث الفتنة الطائفية الأخيرة, يكون الأقباط على استعداد لتصديق أي إشاعة تمس السلفيين أو الإخوان أو أي شخص يحمل صفة إسلامي… وبالمقابل لو قيل للإسلاميين أن الأقباط يكدسون أسلحة داخل الكنائس أو أنهم يستعينون بمخابرات دول خارجية فسوف يصدق أغلبهم هذه الإشاعة, وفي هذه الحالة كلا الطرفين معذورين.. لأن الناس في وقت الأزمات تكون تحت تأثير عاطفي شديد, ضف إلى ذلك انعدام المعرفة أو العقلية التحليلية لدى الكثير من العامة.
التلقي المحايد: حينما لا يملك المتلقي العقلية النقدية وحينما لا يكون تحت أي تأثير عاطفي تجاه الخبر الذي يسمعه فإنه في هذه الحالة يكون حيادياً, أي أن الخبر لا يمثل له أي أهمية, لذلك يتلقاه بعدم اكتراث ثم ينقله إلى شخص أخر بعدم اكتراث ايضاً, لذلك تجده حينما ينسى بعض الكلمات أو الأرقام من الخبر الذي سمعه فإنه يقوم بتعويض ما نقص من تلقاء نفسه, ومن هنا ندرك سر أن بعض الإشاعات تتضارب فيها الارقام صعوداً وهبوطاً, كأن تسمع مثلاً أن وزيراً سابق قد سرق مليون جنيه, وتسمع من شخص ثان أنه سرق 2 مليون, وقد يقول لك ثالث ” لا بل سرق مائة ألف فقط”.
من الذي يؤلف الإشاعة؟ ولماذا؟
المصدر الأول للإشاعة هو:
عدو واع: العدو يدرس ظروفك ويحلل نقاط ضعفك ثم في وقت أزمتك ينشر الإشاعة المناسبة التي يحقق منها منفعته الخاصة, مثل الإشاعات التي تبثها إسرائيل عن بلادنا العربية ونصدقها ويصدقها العالم لأننا في وقت أزمات مستمرة وضعف دائم.
صديق جاهل: قد يحاول صديق لك و بحسن نية أن يدافع عنك في موقف ما أو يظهرك بمظهر جيد أمام الناس فيخبر أخرين عنك بأشياء ليست فيك وبأفعال لم تأتي بها ومن هذا الباب قد تأتي الإشاعة
صاحب مصلحة: هو المستفيد من انتشار الإشاعة مثل بعض الشركات التي تحارب منافسيها بهذا السلاح الغير شريف أو الأخرى التي تطلق إشاعات إيجابية عن نفسها لتحقيق أفضل المبيعات.
شخص جبان: الجبان ينشر الإشاعة لتبرير جبنه..وأول من يصدق إشاعته هم أناس جبناء مثله ثم بعد ذلك تنتقل الإشاعة منهم إلى الأسوياء لمحاولة أصابتهم بالجبن..
الشروط الواجب توافرها لكن تنجح الإشاعة:
ليس كل خبر يمكن أن يتحول إلى إشاعة بسهولة, فالإشاعة تحتاج إلى شروط محددة يجب توفرها لكي تنتشر بين الناس, أهم هذه الشروط:
1- الأزمات والاهتمامات المشتركة: يجب أن يكون هناك أزمة معينة تجعل الناس مهيئين لتقبل الإشاعة مثل فترات الحروب والكوارث الطبيعي والأحداث والتحولات الاجتماعية الكبرى.
2- الغموض: كما ذكرنا سابقاً يجب ان يتوفر جانب من الغموض في الإشاعة, فالإشاعة لا تقدم معلومة مؤكدة بل معلومة تحتاج إلى برهان ودليل.
3- الانتشار التصاعدي: لا تنتقل الإشاعة بصور فجائية بين الناس بل تنتقل بصورة متدرجة من فرد إلى مجموعة من الناس تجمعهم اهتمامات مشتركة ثم بعد ذلك تتسرب الإشاعة من هذه المجموعة إلى مجموعات وأفراد أخرين, ومثال على ذلك الإشاعات التي تنتشر بين طلاب المدارس كاحتراق المدرسة قبل الامتحان أو ضياع ورقات الإجابة, أو بين الموظفين والعمال الذين يعملون في مكان أو مجال واحد, كالإشاعات التي تتعلق بالعلاوات السنوية أو تسريح الموظفين.
عزيز القارئ مما سبق يتضح لنا أن الإشاعة مهما كانت غير منطقية ومهما كانت باطلة فإنها قابلة للانتشار في المجتمع وبخاص في وقت الأزمات, لذا في الأوقات الصعبة علينا أن نتحلى بالصبر ما استطعنا إلى ذلك سبيلا, علينا مواجهة انفعالاتنا السلبية بقوة وجسارة, وحينما نسمع أي خبر غير مؤكد علينا أن نفترض حسن النية دائماً, ومن الحكمة أن لا نصدر أي سلوك يستند على معلومات مضللة, وإن لم نستطيع أن نكون أقوياء , فأفضل وأسهل ما نقوم به في هذه الحالة هي أن نصمت…
فالصمت قوة في كثير من الأحيان…
منقول لاستفادة