عقد القانون
03-26-2010, 01:51 AM
الســــلآم عليكم ورحـــمة اللـــــهـ وبركاآآتـــــــهـ...
http://dmuae.com/vb/uploaded/22276_01269436495.jpg
المقاهي كانت تشكل البيت الثاني لعدد كبير من الرجال في مجتمعاتنا العربية القديمة، حيث كانوا يقصدونها لتمضية وقت الفراغ، أو للتسكع بعد الفشل في إيجاد فرصة عمل ما، وفي أواسط الستينيات وبدخول التلفزيون انتشرت السهرات التلفزيونية في المقاهي العامة الشعبية، التي كان يرافقها احتساء المشروبات الساخنة أو الباردة، بالإضافة إلى لعب الشدة (الورق) وطاولة الزهر، وتدخين النارجيلة وغيرها.
أما اليوم فقد اختلفت صورة المقاهي، أو ما أصبح يسمى بـ“الكوفي شوب”، عما كانت عليه من حيث طبيعة المكان، ووجود خدمات جديدة لم تكن متوفرة في السابق، مثل “الإنترنت” وغيرها، بل وصار معظم رواد هذه المقاهي من فئة الشباب، ورجال الأعمال على اختلاف مستوياتهم..
حتى العائلات صارت تجتمع مع بعضها في المقاهي كنوع من التغيير وكسر الروتين المعتاد عبر الزيارات المنزلية، في حين تواجه المرأة عند ذهابها بمفردها إلى المقهى أو مع صديقاتها سلسلة من المضايقات والتحرشات الذكورية من نظرات تخدش الحياء إلى تعليقات وغيرها.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل نحن بحاجة إلى مقاه خاصة بالسيدات لا يرتادها الذكور؟ ولماذا؟
هذا السؤال شغل تفكير الطالبة الجامعية خلود الحسيتي، من كلية التقنية العليا في الفجيرة، ودفعها إلى عمل دراسة مكثفة وتخطيط عميق لمشروع مقهى للسيدات الذي تأمل أن تكون مالكته في الفجيرة. عن التفاصيل تخبرنا خلود: “بما أنني أدرس إدارة الأعمال، فقد تعلمت كيفية التخطيط لمشروع تجاري ناجح، وانطلقت للعمل على مشروعي الذي أسميته (قهوة كافيه)، وهو مقهى نسائي بحت بجميع عناصره من زبونات ونادلات وإدارة وغيرها، ولأن إمارة الفجيرة التي أعيش فيها تفتقر إلى كثير من الخدمات والأماكن الراقية المتميزة، كما هو الحال في دبي وغيرها من الإمارات، فقد اخترتها مكاناً لمشروعي، سعياً وراء تحقيق نوع من الانفتاح والتميز فيها”.
تسترسل خلود “المقهى الذي أطمح إلى تخصيصه للنساء ليس كغيره من المقاهي؛ لأنه بمثابة مركز تعليمي ترفيهي تقدم فيه المحاضرات والندوات والمعارض، بالإضافة إلى خدمات “الإنترنت” والسينما، وغيرها من خدمات المشروبات الباردة والساخنة والوجبات الخفيفة المميزة، على أن تقدم خدمات المقهى بأسعار في متناول الجميع وبمواصفات عالية الجودة”.
البعد عن الذكور
تفيد خلود بأن اختيار المكان الذي سيفتتح فيه المقهى في غاية الأهمية، وأنه عامل قوي من عوامل نجاح المقهى أو فشله، لذا اختارت لمقهى “قهوة كافيه”، أن يكون في وسط السوق وبعيد في نفس الوقت عن صالونات الحلاقة أو الأندية الخاصة بالذكور وغيرها من البؤر الذكورية البحتة، ولأن النساء يحببن الأسواق ويقصدنها بكثرة، فسيجدن في المقهى ملاذا آمنا يرتحن فيه ويتقابلن مع صديقاتهن ويتحاورن ويتضاحكن في جو ملؤه الراحة والطمأنينة، فلا عيون تراقبهن ولا تعليقات تخدش أنوثتهن من قبل الرجال، على حد تعبير خلود.
وركزت خلود على ضرورة أن يتمتع المقهى بديكورات خاصة ومميزة عن المقاهي الأخرى، فرقيها وجمالها له دور في جذب النساء لارتياد هذا المكان دون غيره.
أجواء مناسبة
لقد استقصت خلود آراء رجال ونساء حول مدى قبولهم للفكرة وتجاوبهم معها، حيث تقول: “سألت صديقاتي عن قبولهن للفكرة ومدى ترددهن عن المقهى حين افتتاحه، فتحمسن لها على أساس أن أهاليهن يرفضون أن يزرن صديقاتهن في البيوت بداعي الخوف عليهن، أو لبعد أماكن سكنهن، لكنهم سيوافقون على مقابلتهن في المقهى الذي سيوفر لهن جوا مناسبا للمذاكرة، خصوصا مع خدمات “الإنترنت” المتوفرة هناك، وسألت كذلك عددا من قريباتي المتزوجات حول ترددهن على المقهى في حال افتتاحه، فأشرن إلى أن أزواجهن يمنعونهن من الذهاب إلى “المولات” والأسواق في حال غيابهم للعمل في أبوظبي خوفا عليهن من المعاكسات وغيرها، فسألن أزواجهن عن مدى السماح لهن بارتياد المقهى حال غيابهم، فأجابوا بالموافقة والرضى عن ذلك”. وتؤكد خلود أن هذا المقهى سيكون بمثابة ملتقى ثقافي أيضاً لاجتماع وتعارف سيدات من مختلف الجنسيات والثقافات، وسيساعد الكثيرات على التعرف على المرأة الإماراتية عن قرب.
م \ ن
أنتظر تعليقاتكم ...؟؟؟
http://dmuae.com/vb/uploaded/22276_01269436495.jpg
المقاهي كانت تشكل البيت الثاني لعدد كبير من الرجال في مجتمعاتنا العربية القديمة، حيث كانوا يقصدونها لتمضية وقت الفراغ، أو للتسكع بعد الفشل في إيجاد فرصة عمل ما، وفي أواسط الستينيات وبدخول التلفزيون انتشرت السهرات التلفزيونية في المقاهي العامة الشعبية، التي كان يرافقها احتساء المشروبات الساخنة أو الباردة، بالإضافة إلى لعب الشدة (الورق) وطاولة الزهر، وتدخين النارجيلة وغيرها.
أما اليوم فقد اختلفت صورة المقاهي، أو ما أصبح يسمى بـ“الكوفي شوب”، عما كانت عليه من حيث طبيعة المكان، ووجود خدمات جديدة لم تكن متوفرة في السابق، مثل “الإنترنت” وغيرها، بل وصار معظم رواد هذه المقاهي من فئة الشباب، ورجال الأعمال على اختلاف مستوياتهم..
حتى العائلات صارت تجتمع مع بعضها في المقاهي كنوع من التغيير وكسر الروتين المعتاد عبر الزيارات المنزلية، في حين تواجه المرأة عند ذهابها بمفردها إلى المقهى أو مع صديقاتها سلسلة من المضايقات والتحرشات الذكورية من نظرات تخدش الحياء إلى تعليقات وغيرها.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل نحن بحاجة إلى مقاه خاصة بالسيدات لا يرتادها الذكور؟ ولماذا؟
هذا السؤال شغل تفكير الطالبة الجامعية خلود الحسيتي، من كلية التقنية العليا في الفجيرة، ودفعها إلى عمل دراسة مكثفة وتخطيط عميق لمشروع مقهى للسيدات الذي تأمل أن تكون مالكته في الفجيرة. عن التفاصيل تخبرنا خلود: “بما أنني أدرس إدارة الأعمال، فقد تعلمت كيفية التخطيط لمشروع تجاري ناجح، وانطلقت للعمل على مشروعي الذي أسميته (قهوة كافيه)، وهو مقهى نسائي بحت بجميع عناصره من زبونات ونادلات وإدارة وغيرها، ولأن إمارة الفجيرة التي أعيش فيها تفتقر إلى كثير من الخدمات والأماكن الراقية المتميزة، كما هو الحال في دبي وغيرها من الإمارات، فقد اخترتها مكاناً لمشروعي، سعياً وراء تحقيق نوع من الانفتاح والتميز فيها”.
تسترسل خلود “المقهى الذي أطمح إلى تخصيصه للنساء ليس كغيره من المقاهي؛ لأنه بمثابة مركز تعليمي ترفيهي تقدم فيه المحاضرات والندوات والمعارض، بالإضافة إلى خدمات “الإنترنت” والسينما، وغيرها من خدمات المشروبات الباردة والساخنة والوجبات الخفيفة المميزة، على أن تقدم خدمات المقهى بأسعار في متناول الجميع وبمواصفات عالية الجودة”.
البعد عن الذكور
تفيد خلود بأن اختيار المكان الذي سيفتتح فيه المقهى في غاية الأهمية، وأنه عامل قوي من عوامل نجاح المقهى أو فشله، لذا اختارت لمقهى “قهوة كافيه”، أن يكون في وسط السوق وبعيد في نفس الوقت عن صالونات الحلاقة أو الأندية الخاصة بالذكور وغيرها من البؤر الذكورية البحتة، ولأن النساء يحببن الأسواق ويقصدنها بكثرة، فسيجدن في المقهى ملاذا آمنا يرتحن فيه ويتقابلن مع صديقاتهن ويتحاورن ويتضاحكن في جو ملؤه الراحة والطمأنينة، فلا عيون تراقبهن ولا تعليقات تخدش أنوثتهن من قبل الرجال، على حد تعبير خلود.
وركزت خلود على ضرورة أن يتمتع المقهى بديكورات خاصة ومميزة عن المقاهي الأخرى، فرقيها وجمالها له دور في جذب النساء لارتياد هذا المكان دون غيره.
أجواء مناسبة
لقد استقصت خلود آراء رجال ونساء حول مدى قبولهم للفكرة وتجاوبهم معها، حيث تقول: “سألت صديقاتي عن قبولهن للفكرة ومدى ترددهن عن المقهى حين افتتاحه، فتحمسن لها على أساس أن أهاليهن يرفضون أن يزرن صديقاتهن في البيوت بداعي الخوف عليهن، أو لبعد أماكن سكنهن، لكنهم سيوافقون على مقابلتهن في المقهى الذي سيوفر لهن جوا مناسبا للمذاكرة، خصوصا مع خدمات “الإنترنت” المتوفرة هناك، وسألت كذلك عددا من قريباتي المتزوجات حول ترددهن على المقهى في حال افتتاحه، فأشرن إلى أن أزواجهن يمنعونهن من الذهاب إلى “المولات” والأسواق في حال غيابهم للعمل في أبوظبي خوفا عليهن من المعاكسات وغيرها، فسألن أزواجهن عن مدى السماح لهن بارتياد المقهى حال غيابهم، فأجابوا بالموافقة والرضى عن ذلك”. وتؤكد خلود أن هذا المقهى سيكون بمثابة ملتقى ثقافي أيضاً لاجتماع وتعارف سيدات من مختلف الجنسيات والثقافات، وسيساعد الكثيرات على التعرف على المرأة الإماراتية عن قرب.
م \ ن
أنتظر تعليقاتكم ...؟؟؟