مشاهدة النسخة كاملة : الاصمعي
R.A.K
02-09-2012, 08:32 PM
الاصمعي والفتئ
حكى الأصمعي قال : بينما كنت أسير في باديه الحجاز إذ مررت بحجر كتب عليه هذا البيت :
يا معشر العشاق بالله خبروني
إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
فكتب الأصمعي تحت ذلك البيت :
يداري هواه ثم يكــــــتم ســـــره
ويخشع في كل الأمور ويخضــــــع
ثم عاد في اليوم التالي إلى المكان نفسه فوجد تحت البيت الذي كتبه
هذا البيت :
وكيف يداري والهوى قاتل الفتى
وفي كــــــل يوم قلبه يتقطــــــع
فكتب الأصمعي تحت ذلك البيت :
إذا لم يجد صبرا لكتمان ســــره
فليس له شي سوى الموت ينفع
قال الأصمعي فعدت في اليوم الثالث إلى الصخره فوجدت شابا ملقى تحتها وقد فارق الحياة وقد كتب في رقعة من الجلد هذين البيتين :
سمعنا أطعنا ثم متنـــــــا فبلغــوا
سلامي إلى من كان للوصل يمنع
هنيئا لأرباب النعيم نعيمهـــــــم
وللعاشــــق المسكـــين ما يتجـــرع
أعجبتني وأتمنى تكون اعجبتكم
قانونية وافتخر
02-10-2012, 10:36 PM
روووعة حبيت القصة .. ألف شكر ع الطرح الرائع ..
الاصمعي له الكثير من القصص والنوادر التي تكون الحوارات فيها بالشعر .. وهذه أحد القصص اللي أثارت أعجابي بهذه الشخصية وسمعتها وحبيت أن اشارككم بها :)
.....................................
يحكى بأن الأصمعي سمع بأن الشعراء قد ضُيق عليهم من قبل الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور فهو يحفظ كل قصيدة يقولونها ويدعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الأمير بسرد القصيدة إليه ويقول له لا بل حتى الجاري عندي يحفظها فيأتي الجاري (الغلام كان يحفظ الشعر بعد تكراره القصيدة مرتين) فيسرد القصيدة مرة أخرى ويقول الأمير ليس الأمر كذلك فحسب بل إن عندي جارية هي تحفظها أيضاً (والجارية تحفظه بعد المرة الثالثة) ويعمل هذا مع كل الشعراء.
أصيب الشعراء بالخيبة والإحباط، حيث أنه كان يتوجب على الأمير دفع مبلغ من المال لكل قصيدة لم يسمعها ويكون مقابل ما كتبت عليه ذهباً. فسمع الأصمعي بذلك فقال إن بالأمر مكر. فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني. فلبس لبس الأعراب وتنكر حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير. فدخل على الأمير وقال إن لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك، فقال القصيدة. الخليفة يحفظ من أول مرة والغلام من الثانية والجارية من الثالثة. وهذه هي القصيدة
صـوت صــفير البلبل*** هيج قلبي الثملي
الماء والزهر معا *** مـع زهرِلحظِ المٌقَلي
وأنت يا سيدَ لي *** وسيدي ومولى لي
فكـم فكـم تيمني *** غُزَيلٌ عقـيقَلي
قطَّفتَه من وجـنَةٍ *** من لثم ورد الخـجلي
فـقال لا لا لا لا لا *** وقــد غدا مهرولي
والخود مالت طربا *** من فعل هذا الرجلي
فولولت وولولتولي*** ولي يا ويللي
فقلت لا تولولي *** وبيني اللؤلؤ لـي
قالت له حين كـذا *** انهض وجد بالنقلي
وفتية سقونني *** قهوة كالعسللي
شممتها بآنفي *** أزكـى من القرنفلي
في وسط بستان حلي *** بالزهر والسرور لي
والعود دندن دنالي *** والطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطب*** طب طبطب طبطب طب لي
والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب إلي
شـوى شـوى وشـاهش *** على ورق سفرجلي
وغرد القمري يصــيح *** ملل فــي مللي
ولو تراني راكبا *** علـى حمار اهزلي
يمشي على ثلاثة *** كمــشية العرنجلي
والناس ترجم جملي *** في السوق بالقلقللي
والكل كعكع كعِكَع *** خلفي ومن حويللي
لكــن مشيت هاربا *** من خشية العقنقلي
إلى لقاء مـلك *** مـعظم مبجلي
يأمر لي بخلعة *** حمراء كالدم دملي
اجر فيها ماشيا *** مبغـددا للذيلي
انا الأديب الألمعي **** منحي أرض الموصلي
نظمت قطـعا زخرفت *** يعجز عنها الأدبلي
أقول في مطلعها *** صوت صفير البلبلي
حينها اسقط في يد الأمير فقال يا غلام يا جارية. قالوا لم نسمع بها من قبل يا مولاي. فقال الأمير احضر ما كتبتها عليه فنزنه ونعطيك وزنه ذهباً. قال ورثت عمود رخام من أبي وقد كتبتها عليه، لا يحمله إلا عشرة من الجند. فأحضروه فوزن الصندوق كله. فقال الوزير يا أمير المؤمنين ما أظنه إلا الأصمعي فقال الأمير أمط لثامك يا أعرابي. فأزال الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي. فقال الأمير أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟ قال يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. قال الأمير أعد المال يا أصمعي قال لا أعيده. قال الأمير أعده قال الأصمعي بشرط. قال الأمير فما هو؟ قال أن تعطي الشعراء على نقلهم ومقولهم. قال الأمير لك ما تريد أعد المال.
أكرر شكري ع الطرح المميز..
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.