المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 5 دقائق


محمد ابراهيم البادي
11-26-2011, 01:26 PM
5 دقائق

المصدر: د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد (http://www.emaratalyoum.com/1.188) التاريخ: 25 نوفمبر 2011



مرحلةُ الأربعين العُمُرية مرحلة النضج والثبات، جعل الله تعالى بلوغ الأَشٌدّ عندها، كما في قوله سبحانه: {حَتى إِذَا بَلَغَ أَشُدهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} وعندها يكون المرء قد استوى على سُوقه، وقوي عوده، وبلغ مبلغ الحصافة والكِياسة، يصلح أن يكون أهلاً ليحمل رسالة الله تعالى لخلقه، فلم يبعث الله نبياً إلا في هذه المرحلة العُمُرية، كما كان من موسى عليه السلام الذي قال الله تعالى عنه: {وَلَما بَلَغَ أَشُدهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً} وقال عن يوسف عليه السلام: {وَلَما بَلَغَ أَشُدهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً} إلا ما كان من عيسى ويحيى ابني الخالة اللذين آتاهما الله تعالى الحكم في حال الصبا، أو إبراهيم، عليه السلام، الذي آتاه الله رشده من قبل النبوة وهو فتى، فنظر إلى الكواكب المعبودة من دون الله تعالى فما رأى فيها هُدى.
كذلكم الدول التي تبلغ الأربعين من العمر وهي على استقامة وسداد، تترقى في الكمالات وتستعد للمآلات، بأحسن الحالات، تُنشئ الإنسان على المعارف النافعة، وترسخ العدالة بين طوائف المجتمع، وتبني الحضارة بجميع فنونها، وتسعى لنفع البشرية كلما تيسر لها ذلك، همها الأول بناء الإنسان قبل البنيان، فتعمل لنفعه بجد واجتهاد، وتحمي الوطن بما يناسب الزمان والمكان.
هذه هي أربعينية دولة الإمارات التي بلغت أشُدها، واعتلت عرش العز والتمكين، بما أوتيت من حِكمة وحُنكة، وقوة وحضارة، ولسان حالها يقول ما قاله النابغة الذبياني:
نفسُ عصام سودت عصاما وعلمته الكَر والإقداما
وصيرته بطلاً هُماماً حتى عدا وجاوز الأقواما
لقد قامت هذه الدولة بقيام اتحادها في الثاني من ديسمبر عام 1971م، لتقول للناس: إنها قامت لتبقى؛ لأنها قامت على أُسس المحبة والصدق والتعاون والبر والعطاء والنصرة والإيثار وكل معاني الوفاء والكمال الإنساني، لم تُقِم اتحادها على أنانيات أو مصالح ضيقة، وإلغاء الآخر، بل ليكون الاتحاد كلاً لا يتجزأ، وواحداً لا يقبل القسمة، أقامت الاتحاد على منهج الإسلام في الاعتصام بحبل الله تعالى، والتآخي في دين الله، والإيثار بمال الله، حتى غدا الاتحاد أنموذجاً يُحتذى، يؤسس لوحدة الأمة الواحدة على منهج الله القويم، وشرعه المستقيم، يُعيد لُحمة الإخاء الذي كان بين المهاجرين والأنصار، والوفاء الذي عرفه العرب الأوائل وصار مضرب الأمثال، والعصامية التي لا يتزحزح عنها العربي الأبِي.
هذه الأربعون تأتي لتقرأ علينا صفحات من كتاب الرخاء بعد الشدة، والقوة بعد الضعف، والحضارة بعد البداوة، والتقدم إلى العالم الأول في وقت لايزال الكثير يطمح أن يكون في الثالث، وتقول: إن البناء وإن كان صعباً لا يتقنه إلا أفذاذ الرجال كالذين أسسوا وبنوا اللبنات الأولى، إلا أن الحفاظ عليه أشد صعوبة، ولا يقدر عليه إلا من حمل جينات أولئك العظام، لذلك استطاعوا أن يحافظوا على أساس ذلك البناء، ويزيدوا فيه غراساً، إنهم هؤلاء الشيوخ السبعة الذين اجتمعوا في واحد، إنه خليفة بن زايد، ورئيس حكومته محمد بن راشد.
فرحم الله أولئك الربان الذين ساروا بالسفينة إلى شاطئ الأمان، وهنيئاً لمن خَلَفهم على العهد والأمن والإيمان، وجعلوا هذا الصرح الباسق الظلال سلوة بني الإنسان، ولابد من شكر الله تعالى على هذه النعمة التي لا يقيدها ويزيدها بهاءً وتقدماً إلا شكره.
كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي

محمد ابراهيم البادي
11-26-2011, 02:26 PM
فرحم الله أولئك الربان الذين ساروا بالسفينة إلى شاطئ الأمان، وهنيئاً لمن خَلَفهم على العهد والأمن والإيمان، وجعلوا هذا الصرح الباسق الظلال سلوة بني الإنسان، ولابد من شكر الله تعالى على هذه النعمة التي لا يقيدها ويزيدها بهاءً وتقدماً إلا شكره.

المرعب
11-27-2011, 04:34 PM
الله يديم علينا شيوخنا ودولتنا !!!!!!!

مشكور يالبادي