الخطير
08-22-2011, 03:31 PM
البيوت أسرارhttp://theuaelaw.com/vb/images/icons/g_chub.gif
بقلم : د.عارف الشيخ
يقولن في الأمثال الشعبية: البيوت أسرار، وهذا المثل في الواقع له أصل في حياتنا التي نعيشها رجالاً كنا أم نساءاً.
جاءتني امرأة ذات مرة تشتكي خلق زوجها الذي في النهاية عرفته شخصياً، فقالت بأنه كذا وكذا وكذا ، من الأمور التي تعطي المرأة حق المطالبة بالطلاق .
لكني في بداية الأمر لم أصدق ما تقوله في حق ذلك الرجل ، لأنه يظهر في المجتمع أمامنا بصورة أخرى تماماً، ولا يمكن أن نشك فيه وفي وداعته وطبعه السليم.
الرجل تبدو عليه فعلاً الوسامة وصفة الاستقامة ، لكنه في البيت مع زوجته يتحول إلى وحش كاسر- إن جاز لي التعبير – فيقضي جزءاً من وقته مع الإنترنت في غرفة مغلقة لا يسمح لأحد سواه بدخولها.
ويقضي جزءاً آخر منها، فيربطها بعمود في البيت ويضربها يحدث جروحاً في جسمها بأشياء حادة ، وإذا تألمت وصرخت هددها بالطلاق.
نعم وقالت أيضاً بأنه منعها من استخدام ((الموبايل)) فهي لا تستطيع أن تتصل بأحد خلا هاتف المنزل الذي قال عنه بأنه مراقب من قبله أيضاً.
قلت لها وهل أجبركما أحد على هذا الزواج من أهلك أو من أهله؟
قالت لا بل تزوجني عن حب وبعد فترة خطوبة دامت سنة تقريباً
ولا يزال يدعي أنه يحبني ولا شيء يفرق بيننا.
قلت لها ولماذا لم تطلبي الطلاق ؟ قالت لم يعطني فرصة المناقشة، وقالت لي بأن المرأة عندما تدخل بيت زوجها ليس لها إلا الطاعة العمياء.
لذلك فإنني عندما ناقشته مرة في مسألة جلوسه على الإنترنت، في حين أنه لا يسمح لي بالموبايل ، قال لي إياك أن تناقشيني مرة أخرى في مثل هذه الأمور.
إن الرجل من حقه أن يعمل ما يشاء، وليس للمرأة حق الاعتراض فسكت منذ ذلك الوقت، حتى لم أستطع أن أبلغ أهلي عن تعذيبه لي . لكن فجأة رأت أمي ذات يوم جزءاً من جسدي فتتبعت ما رأت، فانفجرت باكية عندما رأت جسمي بالكامل ، فقلت لها: الله يخليك أمي لا تكلميه ، لأنه سوف يقسو علي أكثر.
إلا أن أمي لم تصبر وفاتحت والدي بدوره كلم زوجي فوراً، فقال زوجي إنه يحبني وأنا موضع تقدير منه، لكنني حسب زعمه أتدخل في خصوصياته التي منها (( الإنترنت)) لذلك فإنه يريد أن يؤدبني بأدبه ، والشرع أعطاه حق التأديب.
أقول: مثل هذا الزوج هل نحكم عليه بأنه مجنون أو مريض نفسياً ، في حين أنه من أصح الناس وألطفهم مع الناس خلقاً وخلقاً إذا خرج من بيته، ولا يترك فرضاً من فروضه .
هل نقول عنه بأنه فهم الدين فهماً خاطئاً، فيفسر النصوص حب هواه ومبتغى شهوته ، أم أن الشيطان يلعب في رأسه فيريد أن يشبع غروره بهذه القسوة، أم أنه عاش في أسرة لم تمنحه العطف والحنان، فنشأ محروماً من الحنان، لذلك فإن ما يفعله هو رد فعل لحياة قاسية عاشها؟
كل هذا ممكن ، لكنني مع ذلك أقول له ولأمثاله : إن الزوجة ليست جارية ملكتها ملك يمين ، فتشتريها وتبيعها متى شئت وكيفما شئت. ثم إن المطلوب من الزوجين أن يبادل بعضهما بعضاً المتعة واللذة والأنس في جو من الاحترام، وأي متعة ينتظرها الزوج من زوجة محرومة نفسها من أدنى حق من الحقوق الزوجية؟
إنني في الواقع لا أحب أن أتدخل في شؤون القضاء ولا في شؤون الناس عامة ،لأنني مفتي ودوري استشاري فقط، لكنني أرى كثيراً من دعاوي الطلاق التي ترفعها الزوجات دعاوي صادقة، ولا تستحق أن تدور في أروقة المحاكم والمحامين لعدة شهور وبما لعدة سنوات من غير حل أو تنتهي بحل أكثر مأساوية.
بقلم : د.عارف الشيخ
يقولن في الأمثال الشعبية: البيوت أسرار، وهذا المثل في الواقع له أصل في حياتنا التي نعيشها رجالاً كنا أم نساءاً.
جاءتني امرأة ذات مرة تشتكي خلق زوجها الذي في النهاية عرفته شخصياً، فقالت بأنه كذا وكذا وكذا ، من الأمور التي تعطي المرأة حق المطالبة بالطلاق .
لكني في بداية الأمر لم أصدق ما تقوله في حق ذلك الرجل ، لأنه يظهر في المجتمع أمامنا بصورة أخرى تماماً، ولا يمكن أن نشك فيه وفي وداعته وطبعه السليم.
الرجل تبدو عليه فعلاً الوسامة وصفة الاستقامة ، لكنه في البيت مع زوجته يتحول إلى وحش كاسر- إن جاز لي التعبير – فيقضي جزءاً من وقته مع الإنترنت في غرفة مغلقة لا يسمح لأحد سواه بدخولها.
ويقضي جزءاً آخر منها، فيربطها بعمود في البيت ويضربها يحدث جروحاً في جسمها بأشياء حادة ، وإذا تألمت وصرخت هددها بالطلاق.
نعم وقالت أيضاً بأنه منعها من استخدام ((الموبايل)) فهي لا تستطيع أن تتصل بأحد خلا هاتف المنزل الذي قال عنه بأنه مراقب من قبله أيضاً.
قلت لها وهل أجبركما أحد على هذا الزواج من أهلك أو من أهله؟
قالت لا بل تزوجني عن حب وبعد فترة خطوبة دامت سنة تقريباً
ولا يزال يدعي أنه يحبني ولا شيء يفرق بيننا.
قلت لها ولماذا لم تطلبي الطلاق ؟ قالت لم يعطني فرصة المناقشة، وقالت لي بأن المرأة عندما تدخل بيت زوجها ليس لها إلا الطاعة العمياء.
لذلك فإنني عندما ناقشته مرة في مسألة جلوسه على الإنترنت، في حين أنه لا يسمح لي بالموبايل ، قال لي إياك أن تناقشيني مرة أخرى في مثل هذه الأمور.
إن الرجل من حقه أن يعمل ما يشاء، وليس للمرأة حق الاعتراض فسكت منذ ذلك الوقت، حتى لم أستطع أن أبلغ أهلي عن تعذيبه لي . لكن فجأة رأت أمي ذات يوم جزءاً من جسدي فتتبعت ما رأت، فانفجرت باكية عندما رأت جسمي بالكامل ، فقلت لها: الله يخليك أمي لا تكلميه ، لأنه سوف يقسو علي أكثر.
إلا أن أمي لم تصبر وفاتحت والدي بدوره كلم زوجي فوراً، فقال زوجي إنه يحبني وأنا موضع تقدير منه، لكنني حسب زعمه أتدخل في خصوصياته التي منها (( الإنترنت)) لذلك فإنه يريد أن يؤدبني بأدبه ، والشرع أعطاه حق التأديب.
أقول: مثل هذا الزوج هل نحكم عليه بأنه مجنون أو مريض نفسياً ، في حين أنه من أصح الناس وألطفهم مع الناس خلقاً وخلقاً إذا خرج من بيته، ولا يترك فرضاً من فروضه .
هل نقول عنه بأنه فهم الدين فهماً خاطئاً، فيفسر النصوص حب هواه ومبتغى شهوته ، أم أن الشيطان يلعب في رأسه فيريد أن يشبع غروره بهذه القسوة، أم أنه عاش في أسرة لم تمنحه العطف والحنان، فنشأ محروماً من الحنان، لذلك فإن ما يفعله هو رد فعل لحياة قاسية عاشها؟
كل هذا ممكن ، لكنني مع ذلك أقول له ولأمثاله : إن الزوجة ليست جارية ملكتها ملك يمين ، فتشتريها وتبيعها متى شئت وكيفما شئت. ثم إن المطلوب من الزوجين أن يبادل بعضهما بعضاً المتعة واللذة والأنس في جو من الاحترام، وأي متعة ينتظرها الزوج من زوجة محرومة نفسها من أدنى حق من الحقوق الزوجية؟
إنني في الواقع لا أحب أن أتدخل في شؤون القضاء ولا في شؤون الناس عامة ،لأنني مفتي ودوري استشاري فقط، لكنني أرى كثيراً من دعاوي الطلاق التي ترفعها الزوجات دعاوي صادقة، ولا تستحق أن تدور في أروقة المحاكم والمحامين لعدة شهور وبما لعدة سنوات من غير حل أو تنتهي بحل أكثر مأساوية.