الخطير
08-21-2011, 02:42 PM
نحن من نضع الصعوبات والعقبات أمامنا
يروى أن أحد السجناء في عصر لويس الرابع عشر كان محكوما عليه بالإعدام ومسجونا في جناح قلعة، لم يبق على موعد إعدام هذا السجين سوى ليلة واحدة، وقد عرف عن لويس الرابع عشر شغفه بابتكاره حيلاً وتصرفات غريبة لا يتوقعها عاقل.
وفي تلك الليلة فوجئ السجين بباب الزنزانة يفتح ولويس يدخل عليه مع حرسه لـيقول له: سأعطيك فرصة للنجاة ، إن أحسنت استغلالها نجوت، والفكرة تتلخص بوجود مخرج في جناحك دون حراسة إن تمكنت من العثور عليه ، يمكنك الخروج وإن لم تتمكن فإن الحراس سيأتون غداً مع شروق الشمس لأخذك لحكم الإعدام ، ونظر إلى السجين بمكر ودهاء ثم انصرف. غادر الحراس الزنزانة مع الإمبراطور بعد أن فكوا سلاسل السجين الذي لم يصدق ما ، سمع ، الوقت ضيق وفرصة النجاة حانت ،وبدأت المحاولات ، فبدأ يفتش في الجناح الذي سجن فيه والذي يحتوي على عدة غرف وزوايا ، لا ح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحه مغطاة بسجادة بالية على الأرض ، وما إن فتحها حتى وجدها تؤدي إلى سلم ينزل إلى سرداب سفلي، ويليه درج آخر يصعد مرة أخرى وظل يصعد إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي مما بث في نفسه الأمل إلى أن وجد نفسه في النهاية في برج القلعة الشاهق والأرض لا يكاد يراها.
أحس بخيبة أمـل وضيق شديدين، ثم مـا لبث أن عاد أدراجــه حزيناُ منهكاُ، رغم ثقته بصدق الإمبراطور الــذي عـــرف بالتصرفات الغريبة. وبينما هو ملقى على الأرض مهموم ومنهك ضرب بقدمه الحائط وإذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح ،فقفز وبدأ يختبر الحجر فوجد بالإمكان تحريكه ومـا إن أزاحه وإذا به يجد سرداباً ضيقاُ لا يكاد يتسع للزحف فبدأ يزحف، حتى سمع صوت خرير مياه وأحس بالأمل لعلمه أن القلعة تطل على نهر لكنه في النهاية وجد نافذة مغلقة بالحديد أمكنه أن يرى النهر من خلالها فقط،مرة ثانية أحس بالخيبة نفسها، الوقت يمر سريعاً ولا بد من مخرج لكي ينجو. عاد كالملهث يختبر كل حجر وبقعة في السجن ، بدأ يركض في جميع الزوايا كالمجنون يبحث عن ضالة، وكلما تعب أو تراجع يقفز فجأة حينما يتذكر حبل المشنقة الذي أعد ليزهق روحه في الصباح الباكر.
واستمر يحاول.. ويفتش.. وفي كل مرة يكتشف أملاُ جديداً فمرة ينتهي إلى نافذة حديدية ومرة إلى سرداب طويل ذي تعرجات لا نهاية لها ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة. وهكذا ظل طوال الليل يلهث في محاولا وبوادر أمل تلوح له مرة من هنا ومرة من هناك وكلها توحي له بالأمل في أول الأمر لكنها في النهاية تبوء بالفشل وأخيراُ انقضت ليلة السجين كلها.
ولاحت له الشمس من خلال النافذة ووجد وجه الإمبراطور يطل عليه من الباب ويقول له: أراك ما زلت هنا. أجاب السجين بقلب مكسور وعيون جاحظة لم تذق النوم : كنت أتوقع أنك صادق معي أيها الإمبراطور ولكنك خدعتني ،ابتسم الإمبراطور بدهاء بالغ وقال : لقد كنت صادقاُ ولم أكذبك، فتعجب السجين وأجاب مسرعاً: لا يعقل ، لم أترك بقعة في الجناح ولم أترك حجراُ أو زاوية لم أفتش فيها، وحاولت مراراُ وتكراراُ طوال الليل ، دخلت في دهاليز ، وفتحات قادتني إلى أعلى القلعة وأسفلها دون بصيص أمل، فأرجوك أن تشرح لي كيف ذلك، أجاب الإمبراطور بنشوة المنتصر وبكل هدوء : لقد كان باب الزنزانة مفتوحاً وغير مغلق . إن هناك دروساً تستفاد من هذه القصة لعل أهمها أن الإنسان يضع لنفسه صعوبات وعواقب ولا يلتفت إلى ما هو بسيط في حياته. وأن حياتنا قد تكون بسيطة بالتفكير البسيط لها، وتكون صعبة عندما يستصعب الإنسان شيئاً في حياته.
يروى أن أحد السجناء في عصر لويس الرابع عشر كان محكوما عليه بالإعدام ومسجونا في جناح قلعة، لم يبق على موعد إعدام هذا السجين سوى ليلة واحدة، وقد عرف عن لويس الرابع عشر شغفه بابتكاره حيلاً وتصرفات غريبة لا يتوقعها عاقل.
وفي تلك الليلة فوجئ السجين بباب الزنزانة يفتح ولويس يدخل عليه مع حرسه لـيقول له: سأعطيك فرصة للنجاة ، إن أحسنت استغلالها نجوت، والفكرة تتلخص بوجود مخرج في جناحك دون حراسة إن تمكنت من العثور عليه ، يمكنك الخروج وإن لم تتمكن فإن الحراس سيأتون غداً مع شروق الشمس لأخذك لحكم الإعدام ، ونظر إلى السجين بمكر ودهاء ثم انصرف. غادر الحراس الزنزانة مع الإمبراطور بعد أن فكوا سلاسل السجين الذي لم يصدق ما ، سمع ، الوقت ضيق وفرصة النجاة حانت ،وبدأت المحاولات ، فبدأ يفتش في الجناح الذي سجن فيه والذي يحتوي على عدة غرف وزوايا ، لا ح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحه مغطاة بسجادة بالية على الأرض ، وما إن فتحها حتى وجدها تؤدي إلى سلم ينزل إلى سرداب سفلي، ويليه درج آخر يصعد مرة أخرى وظل يصعد إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي مما بث في نفسه الأمل إلى أن وجد نفسه في النهاية في برج القلعة الشاهق والأرض لا يكاد يراها.
أحس بخيبة أمـل وضيق شديدين، ثم مـا لبث أن عاد أدراجــه حزيناُ منهكاُ، رغم ثقته بصدق الإمبراطور الــذي عـــرف بالتصرفات الغريبة. وبينما هو ملقى على الأرض مهموم ومنهك ضرب بقدمه الحائط وإذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح ،فقفز وبدأ يختبر الحجر فوجد بالإمكان تحريكه ومـا إن أزاحه وإذا به يجد سرداباً ضيقاُ لا يكاد يتسع للزحف فبدأ يزحف، حتى سمع صوت خرير مياه وأحس بالأمل لعلمه أن القلعة تطل على نهر لكنه في النهاية وجد نافذة مغلقة بالحديد أمكنه أن يرى النهر من خلالها فقط،مرة ثانية أحس بالخيبة نفسها، الوقت يمر سريعاً ولا بد من مخرج لكي ينجو. عاد كالملهث يختبر كل حجر وبقعة في السجن ، بدأ يركض في جميع الزوايا كالمجنون يبحث عن ضالة، وكلما تعب أو تراجع يقفز فجأة حينما يتذكر حبل المشنقة الذي أعد ليزهق روحه في الصباح الباكر.
واستمر يحاول.. ويفتش.. وفي كل مرة يكتشف أملاُ جديداً فمرة ينتهي إلى نافذة حديدية ومرة إلى سرداب طويل ذي تعرجات لا نهاية لها ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة. وهكذا ظل طوال الليل يلهث في محاولا وبوادر أمل تلوح له مرة من هنا ومرة من هناك وكلها توحي له بالأمل في أول الأمر لكنها في النهاية تبوء بالفشل وأخيراُ انقضت ليلة السجين كلها.
ولاحت له الشمس من خلال النافذة ووجد وجه الإمبراطور يطل عليه من الباب ويقول له: أراك ما زلت هنا. أجاب السجين بقلب مكسور وعيون جاحظة لم تذق النوم : كنت أتوقع أنك صادق معي أيها الإمبراطور ولكنك خدعتني ،ابتسم الإمبراطور بدهاء بالغ وقال : لقد كنت صادقاُ ولم أكذبك، فتعجب السجين وأجاب مسرعاً: لا يعقل ، لم أترك بقعة في الجناح ولم أترك حجراُ أو زاوية لم أفتش فيها، وحاولت مراراُ وتكراراُ طوال الليل ، دخلت في دهاليز ، وفتحات قادتني إلى أعلى القلعة وأسفلها دون بصيص أمل، فأرجوك أن تشرح لي كيف ذلك، أجاب الإمبراطور بنشوة المنتصر وبكل هدوء : لقد كان باب الزنزانة مفتوحاً وغير مغلق . إن هناك دروساً تستفاد من هذه القصة لعل أهمها أن الإنسان يضع لنفسه صعوبات وعواقب ولا يلتفت إلى ما هو بسيط في حياته. وأن حياتنا قد تكون بسيطة بالتفكير البسيط لها، وتكون صعبة عندما يستصعب الإنسان شيئاً في حياته.